|
دعوة لرؤية المستقبل
فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 06:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس لدي إحصائية دقيقة بنوع وعدد المحاولات التي حاولناها في الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة ،لإصلاح ذات البين ،والتي باءت جميعها بالفشل،ولكن من الذاكرة السريعة استطيع أن أسجل ، اتفاق القاهرة في آذار 2005 ،وتوقعاتنا التي رسمناها على اثر وخلفية الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في شهر 10 _2005 ،ثم الاتفاق على إجراء الانتخابات في مطلع عام 2006 ،ووثيقة الوفاق الوطني في حزيران 2006،ثم اتفاق مكة في آذار 2007 ،ثم اتفاق التهدئة في حزيران 2008،ثم موعد التاسع من نوفمبر تشرين ثاني عام 2008 . لو سألنا أنفسنا: لماذا كل هذا الفشل ؟ ولماذا سالمتكهنون،ن الفشل ،كما لو أننا في مسابقة الذي يفشل فيها يحصل على جائزة كبرى،كما وكأننا قوى سياسة ممنوعة من الصرف ،ممنوع علينا التفكير لان هناك من سيفكر نيابة عنا ،وممنوع أن نرى فان هناك من يرى بدلا عنا ،ومن ثم ممنوع أن نقرر لان هناك من يقرر عنا ،وهكذا فان الأمور تتدافع لتصل بنا إلى هذه الحالة ، التي تكاد تقضي على ملامح وجودنا . وقد كثر المتكهنون ،والمحللون ، الذين يروا: أن السر وراء هذا التراكم المخيف من الفشل فلسطينيا يرد إلى أننا أدمنا النظر للخلف ، وأننا لا نرى سوى الماضي ،صحيح أننا نسير في حافلة تسير إلى الأمام ،غير أننا نجلس بالمقلوب ،كما وصفها الكاتب الكبير" تشارلزديكنز" في روايته الشهيرة الأبله ،ننظر إلى الخلف ،فلا نرى سوى الماضي ،وحتى أننا لا نستطيع رؤية الحاضر، إلا بعد أن يصبح ماضيا ،ولان الماضي مليء بالحجج الغير مقنعة ، وتراكم الخلاف الذي تحول إلى أورام خبيثة ورثت حقدا وكراهية بعد أن تضخمت ،وجعلها أصحابها مسلمات مقدسة . لهذا فان رؤانا، وأفكارنا تعيد إنتاج نفسها، فنبني رؤانا في حصون نتحصن بها ضد أنفسنا ،وضد الحجارة التي نقذف بها بعد كل فشل نبنيها جيدا، ضد ما بداخل أنفسنا المرتبط بالغير، ودعوتي هي : تعالوا ننقلب على أنفسنا ، ولكن ليس بقوة السلاح ،فقد ثبت انه في كل مرة ننقلب بها على أنفسنا بقوة السلاح ،نكتشف ولكن بعد حرق روما ،أن السلاح الذي قتلنا به أنفسنا ، واغتلنا به أحلامنا الوطنية ،ليس إلا سلاحا وضعه الأعداء في أيدينا ،أغرانا به بعد أن تأكد بأنه نجح في أن نقع فريسة سهلة لأهدافه ،بأننا نجحنا بالمهمة ،فأوهمتنا الوعود ، وغرقنا في الخلاف ،والسجال ،دون خوف على تاريخنا ،ولا رحمة على مستقبل أجيالنا. وأنا الآن ادعوكم للانقلاب : ولكن الانقلاب الذي أدعو له ،هو انقلاب في المفهوم ،انقلاب في الرؤية ،تعالوا نرى المستقبل ،تعالوا نرى أنفسنا في دولة فلسطينية مستقلة ،نجمع فيها أشلاء هويتنا التي بعثرناها ،ونعبد فيها الاهنا وليس آلهة الآخرين ،وتغني ونرقص في أفراحنا نحن وليس أفراح الآخرين ، تصوروا : دولة مستقلة للمستقبل:ميعا ،تكفينا جميعا ،يكون لنا فيها ادوار حقيقية ، ومشاركة حقيقية ،وأيام وأحلام نملكها ولا تملكنا ،أيام نقرر فيها ماذا نفعل وماذا نريد،لا تملى علينا مرة عبر انقسام ، ومرة عبر حصار ،أياما نتنافس فيها بالانجاز ،وليس بإحصائيات الموت والخسائر أيام نحصد ثمارها نحن ،هذه ولكن ليست هذه الأيام التي نعيشها ،والتي نريدها أن تنقضي بأقصى سرعة ،لشدة ما كانت بالنسبة لنا ، أيام مليئة بالبؤس والعذاب وارتداد الذات. تعالوا ننظر للمستقبل : إلى دولة فلسطينية ،يعود إليها الفلسطيني حين تضيق به الأرض ،وحين تظلمه قوانين الآخرين ،وحين يحتاج إلى تراب يحتضن رفاته ،لننقذ ذلك الفلسطيني الذي يلعن صباح مساء بتهمة التوطين التي يتاجر بها الآخرون هم أنفسهم من يلعنوه ،أو ننقذه من تهمة التخريب والمتآمر ممن لا يقبل أن يكون وسيلة مريحة للمتآمرين . ادعوكم لنرى معا : دولة يستطيع فيها الفلسطيني أن يخطط ولو لمدة يوم واحد ،فما بالكم في عشرات السنين ،لنهرب من هذه الأيام البائسة ،التي لا يستطيع ولا يملك فيها الفلسطيني الحق أن يعرف ماذا سيحدث له بعد دقيقة واحدة ،أن كان المعبر سيغلق ،وان كان هناك عيدا يهوديا تمت إعادته إلى الذاكرة ،وان كان هناك جهة استأجرت صاروخا لينطلق،وان كان هناك جهة أو طرف غاضب من فلسطيني في مكان ما ، ربما وراء المحيط ، فيعاقب من اجله كل أهله، وكل قومه وشعبه ،حتى لو أن الجميع متأكد أن لا علاقة لهم . ربما نحن الآن: نحتاج أن نتعلم أن ننظر إلى المستقبل، نتعلم كيف نراه جميلا، يحتاج ويستحق أن ننجو من مستنقعات الخلافات المفتعلة ،صنيعة أعدائنا والآخرون ،مستقبلا جميلا يسنح قان ننجو من معارك تدمير الذات المدفوعة الأجر،ومن مسرحيات الممانعة والاعتدال التي ثبت عند أول امتحان ،أنها عبارة عن مسرحيات هزلية . ادعوكم : أن تعالوا نرى المستقبل تعالوا نحلم بالمستقبل تعالوا نحدد المستقبل ونرى بعد ذلك هل يبقى مكان لهذا الانقسام.
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عين من الداخل
-
التهدئة بين المطالب والامنيات
-
المراة والمشاركة في القرار السياسي
-
جردة حساب
-
عيد وفراش
-
الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
-
العودة الفلسطينية الى الذات والا
-
امريكا تبحث عن الافضل
-
لقد جاء الذئب فعلا
-
المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
-
هل نصل الى التدويل
-
اختبار الارادة الوطنية
-
انتظار
-
أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
-
الى اللقاء الاحد
-
فتح ومؤتمرها السادس
-
عكا بعد ستين سنة
-
القراصة الصغار والقراصنه الكبار
-
مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني
-
دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|