أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !














المزيد.....

لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 771 - 2004 / 3 / 12 - 08:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تعجبت و ذهلت مما كتبته الشاعرة والناشطة الحقوقية بلقيس حسن في المواقع الألكترونية العراقية مقالا تحت عنوان ( الحجاب ليس فريضة في الإسلام) . فالعنوان أول من ينكره و يرفض فكرته هم الإسلاميون و الإسلاميات لأن النصوص القرأنية والأحاديث و أعمال الصحابة و المؤمنين صريحة في فرض الحجاب على المرأة . و لا أتوقع أن الكاتبة ستلقى شكرا أو استحسانا من إسلاميين أو مخالفيهم ، على كتابتها لمقال تستجدي للمرأة فسحة من الحرية من سجن الحجاب. و إن المرء يعلم خلال معايشته للواقع و عبر إطلاع ولو بسيط للأحكام الإسلامية مدى تأكيد المؤمنين و إلزامهم لنسائهم الحجاب كجزء لا يتجزأ من الإيمان ، حتى أصبح الحجاب رمزا يعبر عن الهوية الإسلامية للشرقيين و منهم قوميون وطائفيون .
فالحجاب في الإسلام فرض اساسي ثابت باجماع المسلمين ومن كافة مصادر التشريع الإسلامي بما لا يدع مجالا للاجتهاد و أي معارضة نصوص أصل الحجاب و تشريعه وآثاره.
لقد تم تأكيد تشريع الحجاب ووجوبه على النساء باعتباره حكما شرعيا ملزما و جزء من الإسلام والإيمان ، يجب الاعتقاد به و العمل بموجبه و أن الإخلال به إنما هو اخلال بالإسلام و الإيمان.
وتقول بلقيس في مقالها :" لم يفرض الحجاب على الجميع ، بل قيل إن الخليفة عمر رأى أمة ترتدي الحجاب ، فضربها قائلا أو تتشبهين بالحرائر؟
و أسأل بلقيس المدافعة عن حقوق الإنسان ان كانت تقبل بالحجاب مثل عمر بن الخطاب للحرائر دون الإماء ؟ ا فالحجاب حين تم فرضه لأول مرة في الإسلام كانوا يبغون من ورائه حسب أدعائهم الدلالة على الستر والصلاح ومنع الفسّاق من التعرض للمرأة .. ولكن لماذا تحرم الأمة من الحجاب حتى وان كانت صالحة وعفيفة ؟ اليس للأمة كرامة في الاسلام ؟
ترى الا يعتبر الاسلام الأمة إنسانة يجب ان تستر جسدها عن أعين الرجال؟
إن علماء المسلمين قد اجمعوا على الحجاب يا بلقيس و يعتبرونه واحدا من أهم الشعائر الاسلامية واكثرها شهرة .. بل لعله الشعار الاسلامي النسائي بلا منازع ( الى جانب اللحية – الشعار الاسلامي الرجالي ) ، ويكتسب الحجاب أهمية كبيرة في الخطاب الاسلامي المعاصر باعتباره مظهر الحشمة والعفاف والفضيلة .. في مقابل السفور الذي يُنظر اليه في الخطاب الاسلامي باعتباره باب الفجور ومادة الفساد والانحلال الأخلاقي .. ومن هنا يسهب الإسلاميون في الحديث عن الأحكام الاخلاقية الكامنة في تشريع الحجاب حتى لقد ألف الكثيرون كتبا كاملة للحديث عن المضامين الأخلاقية لتشريع الحجاب..

و تقول بلقيس : " و اعجب كل العجب من العلماء الذين لا يفتون بتحريم النقاب و الحجاب الذي يغطي كل جسد المرأة من رأسها حتى قدمها..." .
فلا داعي للعجب ، فهؤلاء العلماء! رجوليون لا يتخلون عن نظرتهم الدونية للمرأة و أنهم كانوا سيشرعون الحجاب حتى لو حرمه الإسلام لتتميز نساؤهم عن غيرهن . و الحجاب في هذا العصر لا يدل على شيء سوى الملكية .. فمثلما يبني المرء سياجا حول حقله أو بيته لحراسته أو على الأقل ليعني أنه ثمة من مالك لهذا الحقل أو البيت ، هكدا يحجب نساءه ليحذر الآخرين من اللإقتراب منهن .
كان حريا بالكاتبة الفاضلة أن تعلن رفضها لمحاولات وأد يوم المرأة في الثامن من شباط. ألم تتساءل لماذا يعلن مجلس الحكم التوقيع على الدستور الانتقالي بالتحديد في هذا اليوم؟ انه عمل مدان أن يتم تمييع هذه المناسبة التي تجتمع فيه نساء العالم بالتضامن مع الأحرار و التقدميين في سبيل نيل كامل حقوقهن في الحرية والمسواة و بناء مجتمع انساني . فهنا كرر التاريخ نفسه ، فبعد ثلاثة اسلبيع فقط من قيام الثورة على الاستبداد في ايران ، كافأ قادة الثورة النساء على تضحياتهن ونضالهن ضد حكم الشاه باقرار الحجاب اإجباري ليبلغوهن أن دورهن قد انتهى و أن يقرن في بيوتهن و لا يتبرجن تبرج الشاهنشاهية الأولى.
ففي طل الإسلام لا تملك المرأة حق اختيار ثيابها ، ففي أشد ايام الصيف يفرض عليهن لبس ملابس خشنة و خانقة ، هذا ما يحدث في ايران ، وكان الإسلاميون في كردستان العراق حين كانوا يسيطرون على جيب هناك كانوا يحرسون الدور السكنية من خلال نواظير و يفرضون عقوبات قاسية على أزواج النساء التي لا تتحجب بشدة حتى في فناء دورهن.

كوني شجاعة يا بلقيس ! فلا يمكن أن تتجزأ الحرية أو العبودية .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مد وجزر
- جياد من ريح
- قصائد معمّدة في زرقة الليل
- فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث ف ...
- أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟
- لن تمر جريمة الإعتداء الغاشم على الشيوعيين بدون عقاب
- في ظلال جناحيك
- الوطن مذبح وُلْد الخايبة
- ثلاث قصائد
- بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي
- قفر
- أحضان الصقيع
- قطع الأذنين! ربّما عقاب عادل لجرذ العروبة
- هل حقا كنّا نستحق هذا زعيما؟
- لا حياة بدون حوار و تفاعل
- ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !