أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الكتابة بعيداً عن الحقيقة














المزيد.....

الكتابة بعيداً عن الحقيقة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 771 - 2004 / 3 / 12 - 07:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أسباب عديدة تدعو الكاتب للأبتعاد عن الحقيقة والمنطق في كتاباته ، والأقلام العربية التي تكتب في الصحف مسؤولة ليس فقط مهنياً ,انما ضميرياً في عرض الحقيقة على القاريء المتلقي ، ويمكن للكاتب أن يعكس بعض جوانب مايعتقده صحيحاً ضمن أجتهاده ليطرحه على القاريء ، ولكن مايطرحه البعض في الأبتعاد عن الحقيقة يشكل أسهاماً في أيهام القاريء العربي ومساهمة خطيرة في عدم تبصير المواطن القاريء للمقالة المكتوبة وربما أعتماده عليها .
الكاتب الأردني السيد محمد كعوش وهو كاتب مقالة يومية في جريدة العرب اليوم الأردنية الواسعة الأنتشار كتب مقالاً بعنوان (( قانون القبانجي وقانون بريمر )) ينتقد فيه قرار مجلس الحكم في أدارة الدولة للمرحلة الأنتقالية ، وليس ثمة مشكلة مادامت القضية وجهة نظر عربية تجاه قضية عراقية تخص مصلحة الشعب العراقي ، كما انه ليس مشكلة بما يمثلة من تعارض في وجهات نظر فأنه زمن الديمقراطية وتقبل الرأي الآخر .
المشكلة تكمن في تغييب الحقيقة حين يشير كعوش ان قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية هو قانون بريمر الأمريكي مع انه يعلم علم اليقين انه قانون عراقي اختلف فيه اعضاء مجلس الحكم الانتقالي وسجلوا تحفظاتهم لكنه صدر كخطوة تمهد قطع الطريق لرحيل الأحتلال عن بلادنا وأستعادة السيادة العراقية التي فرط بها صدام البائد ، ويزعم أن الشيعة رفضوه وكذلك السنة ، وهذا الأجحاف وعدم الأنصاف في النقل يلغي مصداقية الكاتب ويبعده عن الحقيقة ، فلا سنة رفضت القانون ولاشيعة ، ولو تمعن السيد كعوش في الأعتراضات والتحفظات لوجدها جميعها تصب في نصوص القانون ، مما يدلل على أن المشاركين والمتحفظين والموافقين يدللون على حيوية تفاعلهم مع القانون المؤقت الذي يرسم السياسة الديمقراطية والفيدرالية والتعددية التي سيتم تطبيقها على العراق ستة اشهر اعتباراً من تموز 2004 ولغاية بداية العام المقبل وأجراء الأنتخابات العامة وأعداد الدستور الدائم للبلاد .
ويزعم السيد كعوش أن القانون المؤقت يكرس الأنفصال الكردي ويشجع الأكراد على رفع علم الدولة الكردية ، ولم أجد سبباً منطقياً يدعو الكاتب أن يغيب عن ضميره حين يصف الفيدرالية العراقية بالأنفصال ، والأكراد هم لصيق العرب والتركمان والكلدان والآشوريين في هذا الوطن العراقي الجميل ، فمن أين فهم السيد كعوش نغمة الأنفصال التي كانت السلطة البائدة ترددها دون حق بل ودون فهم ، نضال الشعب العراقي الطويل من اجل تحقيق الفيدرالية للكرد في كردستان العراق والديمقراطية للعراق كله يلغيه السيد كعوش بجرة قلم مستنسخاً مقولة جهاز الأمن العراقي في وصف الأكراد العراقيين بالأنفصاليين ، ولو تمعن السيد الكاتب أنسانياً في حقوق الكرد ولو دقق مشاعره الأنسانية في فهم حقوق الأنسان وقضية حقوق القوميات لما مال الى أستعمال مفردات الأمن العراقي البائد الذي كنسته الجماهير العراقية الى غير رجعة .
كما يشير الكاتب كون القانون يفسح المجال أمام التغلغل الأسرائيلي اليهودي ، ولم نتعرف على النص الذي يوجب أن يتم رفع العلم الأسرائيلي فوق سماء بغداد ، أو ان يسمح القانون بالتبادل التجاري الأسرائيلي العراقي أو ارسال بعثات التبادل الثقافي ورسم الحدود مع الشقيقة أسرائيل ، من أين استقى الكاتب كعوش معلوماته ؟ لابل أن مصادره تفوق علم العراقيين وخبرتهم في التعامل مع الجهات التي أشار اليها السيد كعوش في مقالته .
أن القانون المذكور يسعى الى تخريب النسيج الأجتماعي العراقي ويغيب الهوية العربية ، وللقاريء المنصف أن يتمعن في العبارات التي أوردها السيد الكاتب في نهاية مقالته ، وربما لم يطلع السيد كعوش على نصوص القانون الخاص بالمرحلة الأنتقالية ، وربما فهم أن نظام الحكم الديمقراطي الجمهوري الاتحادي
( الفيدرالي ) التعددي لايليق بشرائح المجتمع العراقي وسيؤدي الى تفتيت المجتمع ، وربما يدري أن القانون المؤقت الذي يحكم المرحلة الأنتقالية يشير لاول مرة في تاريخ العراق الى حق العراقي في التظاهر والاضراب وحرية الفكر والضمير والعقيدة الدينية وممارسة الشعائر الدينية دون ان يتم بتر اذنه او انفه او اعدام اطفاله ، ربما يدري ان القانون يعترف بحقوق الاكراد التي غابت سنوات طوال في ظل انظمة القمع والاستبداد ؟ ربما يدري أن المادة التاسعة والعشرون اشارت الى حل سلطة الأئتلاف المؤقتة ونهاية عمل مجلس الحكم الاتقالي حال تولي الحكومة العراقية المؤقتة للسلطة الكاملة .
وأذ يبتعد السيد كعوش عن الحقيقة معتمداً على الحقيقة المغيبة عن أهلنا وأخوتنا المتعاطفين مع شعب العراق والمتعارضين مع نهج الأحتلال والهيمنة الأمريكية على العراق ، وهو موقف وطني نبيل ، الا أن الحقائق يجب أن لاتغيب عن أحد ، والمحزن أن الكاتب يعرف الحقائق لكنه يلغيها ولايتجرأ على ذكرها أو طرحها مثلما هي دون أن يتم تلطيخها وتخريب شكلها .
وفي الوقت الذي اقدم أنتقادي المتواضع للكاتب الأخ كعوش في جريدة العرب اليوم التي عملت بها وكتبت العديد من المقالات قبل سقوط الطاغية ، وأناشد الجميع توخي الدقة والمروءة وأعمال الضمير ونقل الحقيقة للقاريء العربي وخاصة مايخص الشأن العراقي ، وأذا كنا نتفق على قاسم مشترك يتجسد في رفض الأحتلال يجب أن نساهم في دفع العراق للوصول الى استعادة السيادة والكرامة العراقية التي فرط بها الطاغية مثلما فرط بالأنسان والثروة العراقية وأفقر العراق وجعله من البلدان التي تعيش دون خط الفقر ، وسلب العراقيين كرامتهم وعزتهم وأذلهم فأذله الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات سريعة على نصوص قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية
- وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الكتابة بعيداً عن الحقيقة