|
مشاكلي أعظم من الله ...!!!
مريم الصايغ
الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد نشر مقال الأمس " تركت العنان لقلبي فأسرع باللجوء لله ... !!!"
جاءت لي عدد من الإميلات ... والعجيب إنها أصابتني بمزيج من الحزن والألم !!! ... فقد أرسل لي "إنسان حزين" وهذا هو الاسم الذي أطلقه على نفسه ... قائلا : "ماذا فعل الله لنا لقد خلقنا لنتعذب وسرد ظروفه "والتي مع اعترافي الكامل إنها مؤلمة للغاية ... لكنني لأن أستطيع أن أتغاضى عن عبارتين في الإميل ... الأولى "الانتحار هو الحل" والثانية ... "مشاكلي أعظم من الله "!!! ... يا إلهي ...؟؟؟
وحمل لي - إميل - ثاني مزيد من الألم ... حيث قال لي فيه أحدهم "هل مازلتِ تؤمنين بخزعبلات – الأديان - هذه متي ستنضجين" ؟؟؟ ... يا إلهي ...!!! وهيا هنا عزيزي ديانات وليس أديان - مادمنا سنتكلم بالعربية يبقى نتكلم صح بقه - .
وسألني ثالث "هل تعيشين معنا على هذه الأرض وهل أنتي مقتنعة أن الله معكم " ؟؟؟ ... يا إلهي ...!!! .
آه في البداية ... يجب أن أوضح أنني لا أصادر كلام وفكر إنسان مهما كان عندي اعتراض واختلاف على ما يقول ... لكنني عندما أكتب أو أتحدث في كل مكان فأنا أكتب وأتحدث من منطلق إيماني وعقيدتي الفكرية . كما أنني – وللأسف- عزيزي لم أصبح من الملائكة فقد تركت أجنحتي في السماء وأصبحت من سكان الأرض من فترة ليست طويلة ... !!! لكن لا تخف فهذه المدة تكفيني لأشعر بما يشعر به الأرضيين – الأرض تنادي ههه - وأطمئن عزيزي على كتاباتي فكل ما أكتبه ... أكون مؤمنه به للغاية ... ولا يوجد ما يدعوني لكتابة ما لا أؤمن به فليس لي في الأرض مطمع أو سند !!! كما إن كل ما أكتب لا يندرج تحت الكتب المقدسة الغير محرفة ... إنما كتاباتي تحمل أفكاري وقناعاتي أي كل ما معي ... فكر حر أحمله إليكم ... ولكم أن تقبلوه أو ترفضوه ويسعدني أن تناقشوه ...
وبما إنكم تريدون المناقشة فتفضلوا فقد حان وقتها ... بداية لا مناقشة بدون ثوابت ... والثابت هنا ... إنه ليس هناك ما هو غير مستطاع عند الله . ومن المسلمات أيضا إن الانتحار ليس حل للمشكلات بل بداية المشكلات !!! ستسألونني باندهاش ... !!! كيف ؟؟؟ سأرد بكل بساطة لأن الانتحار هروب من مشكلات حياتك الأرضية ... لكن في كل الأحوال حياتك زائلة في أي وقت ... وحسب ترتيب الله لك أي بقرار الله وليس بيدك .
ولكن ماذا عن حياتك الأبدية ؟؟؟ سيسخر مني مراسلي الذي لا يؤمن بخزعبلات الديانات – أنت تاني – !!! ويقول : مالها دي ما بتفهمش ما أنا قولت لها تنضج ؟؟؟ أعتذر أخي أنا سمعت نصيحتك و أمارس نضجي الآن ... لذا يقفز في ذهني هذا السؤال ويظل يتردد ... ماذا عن الحياة الأبدية ؟؟؟ ... !!! ماذا عن الحياة الأبدية ؟؟؟ هل تعرف لماذا تريد أن تنتحر ولماذا انتحر غيرك وسينتحر آخرون ؟؟؟ لأنهم لم يعرفوا الله منبع الحب الذي تكلمت عنه في المقال أمس الله الحب الكامل الذي لأنه أحبنا خلقنا لكي نتنعم في حبه !!! ما هي مشاكلك يا عزيزي أليست البطالة والفقر وعدم الزواج !!! ... لست وحدك في هذه المشكلات كل شعوب العالم يواجهون تلك المشكلات ... بصورة من الصور لا يوجد منا من يعيش بدون مشكلة أو ألم أو مرض ...!!!
لكن ما يميز كل إنسان عن أخر هو طريقة تعامله مع مشاكله وأحزانه هناك من يتذمر ويقضي عمره يلعن زمانه والعيب فيه !!!
وهناك من يتقوقع في أحزانه ويضيع سني حياته في الاكتئاب والخيالات والأمراض النفسية وقد ينهي حياته بالانتحار !!!
وهناك من يحب طريق الخطية وينجرف من فساد لفساد ويظن إنه عاش أفضل حياة ... !!! فيأتي له يوم لا يتوقعه يقهره ويذله ويجعله يسدد فاتورة فساده المثقلة بالخطايا !!!
لكن لكل المشكلات هناك حل واحد هو اللجوء لله ... وهو حل سهل لا يكلف تعب أو مال أو فيه مهانة أو ضياع شرف أو خسارة حياة ...
عارفين لو حد قال ما أنا قولت لك أنسي حكاية الله دي !!!
سأرد عليه ألا تريد أن تذهب لله في حين ترحب بالذهاب للطبيب النفسي والأصدقاء !!! ؟؟؟
ألم تلاحظون مدى ازدهار عيادات الأطباء النفسيين وذهاب كل فئات الشعوب إليهم ... بل إقبال الجميع بشكل متزايد عليهم فالكل يسعى لإفراغ خزانات الألم والإحباط والاكتئاب والفشل التي تتكدس داخلهم !!!
ألم تلاحظون ثرثرة الناس في أذن أصدقائهم طوال اليوم وتركهم وتعطلهم عن كل عمل ؟؟؟
كما أنتشر الشات بشكل رهيب - وآه من الشات وضحاياه أسألوا ياهو وهوت ميل هتلاقوا عندهم سجلات الناس كلهم – ... حيث يتحدث الإنسان عن مشاكله مع إنسان أخر - قد يظن إنه يعرفه - ليفرغ هموم قلبه ... وقد يكون من يحادثه مستذئب ... ويستخدم اعترافاته هذه للقضاء على سمعته أو لتحريكه كما يريد تبعا لمصلحة وأهواء المستذئب الخاصة ...!!! لهذا أتعجب إن يراسلني العزيز "إنسان حزين" ليحكي معي وهو لا يعرفني لنتحادث ... وهو لديه حل بسيط لكل المشكلات التي ثقل كاهله ... !!!
فلنتوقف أعزائي عن كل الوسائل والطرق الغير مجدية ... !!! و لنسرع الآن ونغلق الباب ونتحدث مع الله ... طبيب الأطباء ... واحكم الحكماء ... وأحب الأحباء ... واصدق الصادقين ... ؟؟؟ الله الذي يريدك أن تسرع إليه في وقت ضيقك لينقذك ...ليعطيك سلام ومحبة وحكمة وسعادة ... ويشفي قلبك الجريح من موت و خيانة الأحباء ومشكلات كل الكون .
Merry Christmas &Happy new year يا كل المواطنين . كليوباترا عاشقة الوطن .
#مريم_الصايغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركت العنان لقلبي فأسرع باللجوء لله ... !!!
-
الهيباتايتيس بي وسي الصيني منعوه و السيانوفيرين الطحلبي مش ر
...
-
سياط الوهم ولهيب الذكورة يفصلونا عن الله !!!
-
الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!
-
حكاية خيط الشبكة العنكبوتية النونو !!!
-
حريات أزهى عصور تكميم الأفواه !!!
-
بدعة جديدة لخرق قواعد حقوق الإنسان !!!
-
أغيثيهم يا حكومة عندهم إكنومك كرايسس 2-Economic Crises
-
أغيثيهم يا حكومة عندهم إكنومك كرايسس Economic Crises
-
مريم عاشقة الله
-
مؤسسات العالم ... أنقذوا الشعلة قبل أن تذبل
-
وطن العشق مستعبد
-
ما طمرش فيه العربية الكوبية
-
صفقة جديدة للشيكولا والكريمة أوصلت هيلاري إلى فوجي بوتوم
-
العراق الأسطورة الأبية
-
دفنت النعامة رأسها فأنتشر- الاتش أي في -– وانخفض- - السي دي
...
-
كفاح قلب في مهب رياح العنصرية
-
الفلسطينيون و فنون الصبر
-
مكالمة سيمفونية العشق
-
زمن لا يعرف العودة
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|