|
المجمع المقدس والحركه السياسيه المصريه
الهامي سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 00:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الممتبع لتاريخ الدوله الاسلاميه طوال عصورها كان للسلطان او الخليفه قاضي وفقيه يعاوناه في فساده او صلاحه فاذا فسد فسدوا والعكس صحيح وهذا افقد هذين المنصبين المصداقيه لدي الوعي الشعبي وبالطبع لم تكن الكنيسه المصريه في أي من عصورها جزء من هذه المعادله بحكم أن العلاقه بالحاكم كانت في الغالب متوتره كما أن القاعده الشعبية الاسلامية منطقيا لاتحتاج لفقيه مسيحي والنقطه الأهم وهي أن الكنيسه كانت تري أن ملكها ومملكتها ليست من هذا العالم وأزعم أن موقف قداسه البابا في مواجهته مع السادات حول التطبيع مع اسرائيل كانت قوه البابا تعتمد علي هذا. ولكن الموقف الآن تغير وأصبح للسلطان فقيهين احدهم في الازهر والاخر في البطريركيه وأصبح للنظام ثلاثه مجالس سياسيه مجلس الشعب ومجلسي الشوري والاساقفه فهم مع إعاده انتخاب رئيس الجمهوريه و انتخاب ابنه وهم أيضا ضد الموقف الذي اتخذه الفقراء في المحله من أجل تحسين ظروفهم المعيشيه وقائمه التاييدات لاتنتهي , .وبالطبع هذه التدخلات السياسيه أخرجت المجمع المقدس من المقدس الذي يجب أن يكون مصدر قوته قول السيد المسيح ثفوا انا قد غلبت العالم الي التنازل لكي نكون إحدي مؤسسات نظام نخره سوس الفساد السياسي والقهر الاجتماعي والبوليسي. لاأدري حيثيات هذا التنازل الديني ولا أعتبر نفسي مؤهل لأن أناقش قداساتكم من منطق ديني فانتم أهله ولكن ما أملكه هو التساؤل علي أي الاسس هذه الرؤيه المؤيده للنظام هل هي قناعه حقيقيه مبنيه علي تحليل سياسي تم بشكل علمي أم هي محاوله رشوه للنظام السياسي للحصول علي مكاسب ام هو خوف من شبح الاخوان او غير ذلك و نظرا لانه لم يتاح لي مناقشه اي من الاساقفه ولم يتح لي الاطلاع علي اي وثيقه سوي تلك الوثيقه التي وقع عليها كل الاساقفه بقلب رجل واحد تاْييدا لرئيس الجمهوريه فاْنني ساْحاول استخدام المتاح للتفسير. اول العناصر المتاحه هو الاحاديث الاعلاميه التي يتضح فيها ان ذهد قداسات اعضاء المجمع المقدس للحياه الدنيا منذ نعومه اظفارهم انعكس علي معارفهم العامه ماعدا الدينيه التي هم اهل لها ولا يستثني بالبطبع الا قداسه البابا شنوده الذي اعطي كل الحكمه في الكلام حتي ان بعض من كلماته تحولت الي اقوال ماثوره. بالطبع لا يمكن بدء الكلام عن المجمع المقدس بدون الكلام عن قداسه الانبا بشوي اكثر الأساقفه أهميه في المجلس وبدون الدخول في سرد احاديثه لمعرفه كيفيه تفكيره وتناوله للامور فعلي القارئ ان يستمع لحديثه في الفيوم وتسببه في مشكله مع الجميع , اما اذا انتقلنا لا خر مواقف اعضاء المجمع المقدس وهي محاضره الانبا توماس الذي نسي كل هموم الاقباط في صعيد مصر وادخل نفسه والمسيحين في جدل ومواقف وتعليقات اقل من ان تكون ايجابيه وبالطبع انا هنا لست في مجال التعليق علي المحاضره لانه لم يتح لي الاطلاع عليها كما ان الموضوع ليس لتناول تلك المحاضره. بالطبع ان احاول ان اعتمد في الحكم علي مجلس يقارب اعضاؤه المئه علي قراء ه اثنين يشوبه العيب ولكن من المعروف ان موهبه الكلام للاعلام لا يملكها الجميع وقد يكون الاثنين يمثلا اكثر من 80 % من الذين لهم مقدره الظهور الاعلامي والكلام ويتضح من السابق ان اعضاء المجمع المقدس من حيث العلم الدنيوي الذي يرشحهم لاداء دور سياسي .
ولا ادري اي حيثيات جعلتكم ترغبون في استمرار عصر مبارك - الذي ينحني امامه عصر السادت خجلا في الانهيار والفساد- وترون فيه مالم يره الاخرون هل تعيشون في سرايات الاتراك ولاترون ما يحدث خارجها الا من خلال الحاشيه ولا اقول لكم انظروا لما يحدث لكل المجتمع من مسلمين ومسيحين فقد لا يعنيكم المسلمين ولكن اسألوا فقراء المسيحين اذا كنتم تعرفونهم و الذين اصبحوا يمثلوا غالبيه ابروشياتكم ماذا حدث لهم علي مدي العصر المباركي ليس علي المستوي الاقتصادي والصحي والتعليمي فقط ولكن ايضا علي اساس المواطنه والدونيه التي اصبحت تحيط بهم جراء اعلام صفوت الشريف . التساؤلات كثيره لمحاوله فهم حيثيات تاييدكم , هل المجد الزائل لصاله كبار الزوار في مطار القاهره جعلتكم تنحون امام سيدنا مبارك , هل تهديدات او وعود كاذبه هل هي تحليلات سياسيه خاطئه اوصلتكم لهذه النتيجه ,عموما اتمني ان يكون موقفكم نتيجه تحليل سياسي خاطئ لاني اترفع بكم وانتم ابناء الكنيسه القبطيه الغنيه بروحها وشهداؤها الذين ضحوا بكل شي حتي الحياه من اجل ان يقولوا لا في وجه السلطان. وامام غياب المرجعيه لمعرفه حيثياتكم في الرغبه في استمرار الحقبه المباركيه سافترض ان سوء التحليل السياسي هو المأذق ولذلك سابداء باستعراض الامور منذ تولي مبارك الحكم الي اليوم ولن اتكلم عن عصر بالكامل فالجميع يعرف الانهيار الذي حدث علي كل المستويات ولكن ساتكلم عن ما يعينيكم انتم كقاده دينين.
السؤال البديهي هل هذه اللحظه هي نتاج السادات ام مبارك؟
بالرغم ان من اطلق العنان للحركه الاسلاميه هو السادات ولكن قصر تلك الفتره وذخرها بكثير من الكتاب المقاومين لافكار الاسلاميين كانت اقصر من ان تجذرلتلك الافكار في العقليه المصريه وكان يمكن الرجوع عنها ولكن نظام حسني مبارك هو من جعل من تلك الافكار جزء من البنيه القكريه المصريه من خلال اكثر من ربع قرن من الالحاح الاعلامي ومن ترسيخ مبداء اللامواطنه والاستمرار في استخدام والتواطئ مع الجماعه الاسلاميه وكان المسيحين هم العظمه التي القيت للجماعه الاسلاميه لتنهشها وتشغل نفسها عنه ووصل الامر انه ترك لهم تطبيق القانون وتشريعه في الامارات الاسلاميه (المنيا, اسيوط, امبابه )* لدرجه ان اصبحت مصر لاول مره منذ الالاف السينين دوله فيدراليه ولولا حماقه الجماعه الاسلاميه وماحدث في مذبحه الاقصر لكانت اليوم في وضع يحسدها عليها مجاهدي افغانستان.واسال اي من قداساتكم كم عدد القنلي من المسيحين في عصر مبارك وكم عدد الاحكام التي ادانت وكم الفقد الاقتصادي الذي حدث نتيجه عمليات الطرد من مناطق الصعيد وغض الامن النظر عن كل ذلك.
ولكن هل يمكن القول ان النظام تاب وترفع عن استخدام اللعبه الدينيه في الحفاظ علي موقعه ؟ الاجابه لا
ولكن من تغير هو المتحالف معه فأذا كانت بدايه التحالف هي الاخوان ولكنهم اصبحوا الان مأذقه لانهم يصارعونه علي السلطه بالطرق التي شرعها هو فلم يكن امامه الا العوده لاوراقه القديمه لخلق صراع داخل الحركه الاسلاميه ووجد ضالته في الجماعه الاسلاميه التي دمرها السجن الطويل ومن حوارات ووعود ما بين مسؤلين سياسيين وديينين ووزاره الداخليه تم كتابه المراجعات التي تم من خلالها المقايضه ما بين حريتها والبعد عن المس بالنظام واصبحت صاحبه ايدلوجيه الدم تري موقف الاخوان السياسي تهور و الاخوان يرون ان الجماعه هي متحالفه مع السلطه ويمكنك ان تذهب لموقع الجماعه الاسلاميه http://www.egyig.com/Public/articles/announce/6/22782183.shtml لتكتشف ان ما يسمي المراجعه هو تبادل مصالح , الجماعه ستتفرغ للدعوه ولكن مسؤليه الوطن للنظام ولكن ماذا سيقدم لها النظام لكي يساعدها في الدعوه ولكي تجني ثمار عملها وحتي لايشعرها بالقنوط , فأن لعبه المسيحين والتنازل عن القانون والعوده للقانون القبلي العرفي ومزيد من الاسلمه التدريجيه والتي تصل لدرجه ان هولاء الذين يعتبرون رافضيين للقانون الوضعي وهم خريجي كليات الشريعه يعينون في سلك القضاه واذعم ان هذا قد يفسر لماذا اكثر المناطق انتشارا للجماعه سابفا وهي المنيا هي اكثر المناطق تميزا بالعنف الجماهيري تجاه المسيحين والذي يحمل في طياته نفس الملامح القديمه في فرض الاخلاء من المسيحين والذي اصبح يتكرر بنفس السيناريو سواء من قبل المعتدين اومن البوليس لدرجه تشعرك ان هناك من يتحرك بناء علي تعليمات مكتوبه .
اما اخر المخاوف التي قد تكون وراء موقف المجمع المقدس في تاييد مبارك الاب ثم الابن فهو الخوف من فزاعه الاخوان التي تقدم للمسيحين واري القصور في ابسط درجات الملاحظه فهم لم يلاحظوا انه لايختلف موقف الحكومه عن الاخوان في هذا الجانب واوضح الامثله واقعه كنيسه عين شمس فالذي حرض كان الاخوان والذي تواطئ عن الدفاع وتطبيق القانون كانت الحكومه ومن اجمل التعابير التي لخصت الصراع السياسي والفكري مابين الاخوان والوطني هو ما قاله الكاتب نبيل شرف الدين بعد حواره مع احد اعضاء الحزب الوطني اخوان صفوت واخوان عاكف ,ولاشك ان هذه العباره البسيطه في كلماتها العميقه في تحليل الواقع السياسي تجسد طبيعه الصراع ما بين الاخوان والوطني فهو ليس صراع فكري بقدر ما هوصراع علي السلطه بل انني اتطرف لاقول ان كثيرمن التجاوزات التي تحدث مع المسيحين قد لا تحدث لو الاخوان في الحكم لان المسؤل يختلف عن المعارض. وبالطبع سواء مبارك الاب او الابن فأنهم يمثلان راسماليه منهاره ليس امامها الا ان تضلل المواطنين وتحرفهم عن الصراع معها علي لقمه العيش وليس امامها من بديل الا موضوع المسيحين.
ويبدو ان هناك وهم لدي المجمع وهو الاعتقاد ان النظام الحاكم يحتاج لتأييدهم في صناديق الانتخابات ولكني اقول لكم ان هذا النظام الذي يستطيع ان يزور ويبلطج لا يهمه لا تاييد المجمع المقدس ولا اصوات المسيحين ولا اصوات الشعب المصري بكامله وبلتالي فان ما نجنيه من كرم تصريحات المجمع المقدس ليس الا مزيد من التضليل والترسيخ لعزله المسيحين المصريين عن الحركه السياسيه الوطنيه المصريه بل واحيانا تتحول لعبء علي رغبه الاحزاب الوطنيه سواء الوفد او التجمع او غيرهم في خلق حياه اكثر ديمقراطيه وعدلا واقل فسادا ولا ادري كيف يعطي المجمع المقدس لنفسه الحق في ان يتدخل في الحياه السيباسيه ليقف بشكل غير محايد مع مرشح ضد اخر ويتمثل هذا في تاييد المشرح المنافس لا يمن نور او غيره من المرشحين لرئاسه الجمهوريه.
ختاما ارجومن قداساتكم ان تكتفوا بالصلاه من اجلنا جميعا ان يلهمنا كمصريين سواء اكنا مسيحين ام مسلمين ان نملك قوه الاراده في التغيير وليس لكم ان تنزلوا بقداساتكم لدرك اقل وتصبحون جزء من حاشيه سلطان فاسد لا يحتاج لكم ولا لمواقفكم.
*ملحوظه لمن لايذكرون تلك الفتره كان يتم تطبيق الشريعه والجلد والقتل في محافظتي المنيا واسيوط ووصل الامر ان الشيخ جابر في امبابه كان هو المسؤل الامني لدرجه ان ذهابك الي القسم للشكوي يطلب منك ان تذهب له لحل المشكله ولم تنتهي سطوته الا بعد فضيحه النظام عندما عقد مرتمر صحفي دعي له ممثلي وكالات الانبا ء الاجنبيه.
#الهامي_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مليشيات الازهر فشل وزير ام ما قبل السقوط للنظام
-
تحيه واعتذار الي روح الاستاذ عصفور
-
ظاهرة الكارثة
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|