أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى














المزيد.....


الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 09:17
المحور: حقوق الانسان
    


العدل في اللغة بمعنى الإنصاف وهو إعطاء المرء ماله وأخذ ما عليه ... والعدالة هي أحدة الفضائل الأربع التي قال بها الفلاسفة من قديم وهي " الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة أما الظلم فهو كل ما جار وجاوز الحد أي وضع الشيء في غير موضوعه ... ويقال على الظالم هو كل من اغتصب أو انتقص حقاً ... فهو ظالم وظلام ... وبعض الفقهاء يرون أن ثمة علاقة بين الظلم والظلام فيرون الحق نور والظلمة ذهاب لهذا النور وبعضهم يعده من الكبائر وأردت بهذه المقدمة أن أبين الفرق بين مفهوم العدل ومفهوم الظلم ... والواقع أن الظلم فعل غير أخلاقي يتنافى مع حقوق الإنسان وتمنعه الشرائع السماوية لما له من آثار سلبية على المجتمعات وقد حذر الله سبحانه وتعالى الظالمين ومن استطالتهم على الضعفاء وقال تعالى "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ... ويقول تعالى "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ... وأيضاً يؤكد رب الغزة على عاقبة الظلم وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة أن أخذه ( اليم شديداً)
وهنا فإن مفهوم الظلم في الفقة الأإسلامي مفهوم شامل لم يستثن أحداً من خلقه . وأنه لا ميزات لمسلم في حق أزيد مما كفله لباقي خلقه و الإسلام يحذر من مخالطة الظالم ومعونته والميل إليه بالمحبة والكلام اللين وطلب عدم مداهنته ويقول أبن مسعود أن رسول الله (ص) قال سيكون أمراء بغشاهم غواش أو حواش من الناس يظلمون ويكذبون فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه .. وفي السياق ذاته فإنه سعيداً بن المسيب قال " لا تملؤا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالكم الصالحة ... وروى عن النبي (ص) أنه قال " أول من يدخل النار يوم القيامة السواطون الذين يكون معهم أسواط يضربون بهم الناس بين يدى الظلمة " .
وعن ابن عمر قال "الجلاوزة (أعوان الظلمة) والشرط كلاب النار يوم القيامة .
لقد أكد الإسلام على ضرورة منع الظلم وإقرار العدل وهذا لحكمة سامية ألهية فإن الظلم يقتل الانتماء ويعمق من الحقد والكراهية ويعجل بانفجار المجتمعات ولا شك أن الظلم لا يعني فقطالاستيلاء على حقوق الآخرين ولكن يندرج تحت هذا المفهوم ذلك الظلم المتجسد في انتشار القفروالتمييز بين الناس من خلال سيطرة مجموعة منهم على مقدرات وحقوق الآخرين ـ والظلم أيضاً قد يتمثل في الجور على حقوق الإنسان وعدم الحصول على حقه في المشاركة في السلطة والثروة بعداله والظلم يفصح عن الطبيعة الديكتاتورية للأنظمة الحاكمة التيك تأخذ فقط من الإسلام ما يؤكد على شرعية حكم ها دون اعتبار للتوجهات والتكليفات الإسلامية التي تنهي عن الظلم حتى ولو كان متقال ذرة من خردل ..
لقد أثمر الظلم في مجتمعاتنا أجيالاً رافضة وأخرى غير منتجة اغتربت وانسحبت من الحياة وأصبحت ظاهرة مرضية حتى الذين حاولوا استرجاع ذاكرة الأمة في حقها المسلمون (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) غيبوا في السجون والمعتقلات والتهم دائماً جاهزة ومرتبة في ظل وسائل إعلام مواكبة للأنظمة الحالمة أو تتحدث باسمها تطيل وترمز للظلم ومهاجمة المعارضين ووصفهم بأسوأ الصفات .. مع المزيد من القوانين الاستثنائية التي تهدر كرامة الإنسان ... هذا بخلاف التصفية الجسدية في بعض الدول .
لقد فقد كثيرمن المواطنين انتمائهم كرد فعل طبيعي لحالة اليأس التي يعيشونها وعدم قدرتهم على أحداث ولو مجرد تغيير بسيط يعطي الأمل في الإصلاح وحينئذ ينمو الإحساس بخيبة الأمل والمزيد من التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي والجريمة المنظمة والفردية والظلم الاجتماعي لن يثمر غير بيئة مواتية لكل صنوف الخلل المجتمعي والانزلاق إلى هاوية يفقد فيها المواطن كل ما يربطه بمجتمعه من قيم بناءه ولا شك أن هذا يمثل أهم أسباب تحلل بنيان المجتمعات .






#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية عند ستيوارت ميل
- رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواج ...
- الاغتراب في العالم العربي
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة
- حول مفهوم الدعم والاغراق والوقاية وكيفية الحد منها حماية للص ...
- منظمة التجارة العالمية النشأة والاهداف
- ظاهرة غسل الاموال قضية أجتماعية - جريمة اقتصادية
- القرصنه ملاحظات في حاجه الي دراسه
- السياسة الاقتصادية في مصر والركود الاقتصادي
- هل في مصر مشاركه سياسيه؟
- الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه
- دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه
- معوقات المشاركة السياسية


المزيد.....




- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى