أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الكنيسة و المدرسة














المزيد.....

الكنيسة و المدرسة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكنيسة و المدرسة
الفصل السابع من كتاب ما هي الأناركية الشيوعية لالكسندر بركمان

نعم يا صديقي , طالما كانت الأمور كذلك . حيث كان القانون و كانت الحكومة دوما إلى جانب السادة . لقد خدرك الغني و القوي دائما "بإرادة الله" , بمساعدة الكنيسة و المدرسة .
لكن هل يجب أن تبقى الأمور هي كذلك دوما ؟
في الأيام الماضية عندما كان الناس عبيدا لطاغية ما – لقيصر أو لمستبد آخر – كانت الكنيسة ( في كل دين و كل تسمية ) تعلم أن العبودية قد وجدت "بإرادة الله" , و أنها كانت جيدة و ضرورية , و أنه لم يكن من الممكن أن تكون الأمور بشكل مختلف , و أن كل من يعاديها فإنه يناقض إرادة الله و هو إنسان ملحد , مهرطق , مجدف على الله و خاطئ .
كانت المدرسة تعلم أن هذا كان صحيحا و عادلا , أن الطاغية يحكم ب"نعمة من الله" , أنه لا يجب مناقشة سلطته , و أنه تجب خدمته و إطاعته .
صدق الناس هذا و بقوا عبيدا .
لكن شيئا فشيئا نهض بعض الرجال الذين رؤوا أن العبودية ظلم : أنه من غير الصحيح لرجل واحد أن أن يبقي شعبا بأكمله في خضوع و أن يكون السيد على حياتهم و كدحهم . و قد انتشروا بين الناس و أخبروهم بما يعتقدون به .
عندها انقضت حكومة ذلك الطاغية على هؤلاء الأشخاص . اتهموا بانتهاك قوانين الأرض , و دعوا مخلين بالسلام العام , مجرمين , و أعداء الشعب . تم قتلهم , و قالت الكنيسة و المدرسة أن هذا كان محقا , و أنهم قد استحقوا الموت كمتمردين على قوانين الله و الإنسان . و صدق العبيد ذلك .
لكن لا يمكن قمع الحقيقة إلى الأبد . ينتهي أشخاص أكثر فأكثر تدريجيا إلى رؤية أن ما قاله "المحرضون" الذين قتلوا كان صحيحا . يتوصلون إلى استنتاج أن العبودية ظلم و سيئة بالنسبة لهم , و تأخذ أعدادهم بالنمو مع الوقت . يضع الطاغية قوانين شديدة لقمعهم : تفعل حكومته كل شيء لإيقافهم و إيقاف "مخططاتهم الشريرة" . تدين الكنيسة و المدرسة هؤلاء الأشخاص . يتهمون و يطاردون و يعدمون بطريقة تلك الأيام .
أحيانا يوضعون على صليب كبير و يثبتون إليه بالمسامير , أو تقطع رؤوسهم بفأس . في أوقات أخرى خنقوا حتى الموت , أحرقوا على الخازوق , قطعوا , أو ربطوا إلى الأحصنة و مزقوا إربا ببطء .
قام بفعل ذلك كل من الكنيسة و المدرسة و القانون , و غالبا حتى بواسطة الحشد المخدوع , في بلدان مختلفة , و يمكنك أن ترى في متاحف اليوم أدوات التعذيب و الموت التي استخدمت لمعاقبة أولئك الذين حاولوا قول الحقيقة للناس .
لكن على الرغم من التعذيب و القتل , على الرغم من القانون و الحكومة , على الرغم من الكنيسة و المدرسة و الصحافة , جرى حظر العبودية في نهاية المطاف , رغم أن البعض أصروا "أنه طالما كان الحال هكذا دائما و هكذا يجب أن يبقى" .
فيما بعد في أيام القنانة , عندما فرضها النبلاء على الناس العاديين , كانت الكنيسة و المدرسة أيضا إلى جانب الحكام و الأغنياء . هددوا الناس من جديد بغضب الله لو تجرؤوا على أن يصبحوا متمردين و رفضوا إطاعة سادتهم و حكامهم . من جديد صبوا لعنتهم على روؤس "مثيري الشغب" و الهراطقة الذين تجرؤوا على تحدي القانون و التبشير بإنجيل حرية و سعادة أكبر. مرة أخرى اتهم "أعداء الشعب" أولئك و لوحقوا و قتلوا – لكن جاء اليوم الذي ألغيت فيه القنانة .
تركت القنانة مكانها للرأسمالية مع عبودية العمل المأجور , و من جديد تجد الكنيسة و المدرسة في جانب السادة و الحكام . من جديد يرعدون ضد "الهراطقة" , الملحدين الذين يودون لو أن الشعب حر و سعيد . مرة أخرى تعظك الكنيسة و المدرسة عن "إرادة الله" : الرأسمالية جيدة و ضرورية , كما يخبروكم , يجب أن تكونوا مطيعين لسادتكم , لأنها "إرادة الله" أن يوجد هناك غني و فقير , و من يعارض ذلك هو مخطئ , غير ممتثل للكنيسة , فوضوي .
كما ترى فإن الكنيسة و المدرسة ما زال إلى جانب السادة ضد عبيدهم , تماما كما في الماضي . مثل النمر , يمكن أن يغيروا جلدهم الأرقط لكن ليس طبيعتهم أبدا . ما تزال الكنيسة و المدرسة تقف بجانب الغني ضد الفقير , مع القوي ضد ضحاياهم , مع "القانون و النظام" ضد الحرية و العدالة .
الآن كما علموا الناس في الماضي أن يحترموا و يطيعوا سادتهم عندما كان الطاغية ملكا , كانت الكنيسة و المدرسة تعلم احترام و إطاعة "قانون ونظام" الملك . عندما ألغي الملك و أقيمت جمهورية , قامت الكنيسة و المدرسة بتعليم احترام و طاعة "القانون و النظام" الجمهوريين . أطع ! هذه هي الصرخة الأبدية للكنيسة و المدرسة لا يهم كم هو الطاغية سيئا , و لا يهم كم هو هذا "القانون و النظام" قمعيا و غير عادل .
أطع ! لأنك لو توقفت عن طاعة السلطة فإنك قد تبدأ بالتفكير لنفسك ! سيكون هذا أكثر الأوضاع خطورة على "القانون و النظام" , و أسوأ ضربة للكنيسة و المدرسة . لأنه عندها ستكتشف أن كل ما علموه لك كان كذبة و كان فقط لغرض إبقائك مستعبدا , بالفكر و الجسد , لكي تستمر في الكدح و المعاناة بهدوء.
إن يقظة كهذه من جانبك ستكون بالفعل أكبر مصيبة للكنيسة و المدرسة , للسيد و للحاكم .
لكن إذا مضيت حتى هنا معي , و إذا بدأت الآن تفكر لنفسك و إذا فهمت أن الرأسمالية تسرقك و أن الحكومة مع "قانونها ونظامها" هي موجودة لتساعدها لفعل ذلك , تساعدها لفعل ذلك , إذا أدركت أن كل وكلاء الأديان المؤسسة ( القائمة على مؤسسات ) و التعليم تخدم فقط قضية خداعك و إبقائك في العبودية , لذا فقد تكون تشعر الآن عن حق بالغضب و ستصرخ "ألا توجد هناك عدالة في العالم ؟" .



ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن wwwzabalaza.net/theory/abc_of_commie_anok_ab/07_abc_of_commie_anok_ab.htm






#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جذاء منتظر الزيدي
- عن أحداث الشغب في اليونان
- مرة أخرى عن ابن تيمية
- عن كتب الشيخ البوطي
- حدث يومي جدا
- تحية بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحوار المتمدن
- باول ماتيك الشيوعية المجلسية 1939
- الملك هو الملك من يزيد إلى ستالين : منطق السلطة .
- بدلا من كل عام و أنتم بخير
- الثورة الأناركية لنستور ماخنو
- التغيير الحقيقي يعتمد على إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ لن ...
- لقاء مع أناركي إسرائيلي
- عن حصار غزة
- الأناركية و الحرية الدينية , المؤتمر الخامس للفدرالية الشوعي ...
- نقد يساري تحرري للخطابات السائدة
- بيان شيوعي أناركي عن الأزمة الاقتصادية العالمية و اجتماع قمة ...
- السلطة , المؤسسة الدينية , و الناس
- الشيوعية التحررية لاسحق بونتي
- عن انتصار باراك أوباما
- من وثائق الأممية الموقفية تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاط ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الكنيسة و المدرسة