أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الجواد الجوادي - الاجتثاث جريمة ضد الإنسانية















المزيد.....

الاجتثاث جريمة ضد الإنسانية


محمد عبد الجواد الجوادي

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:58
المحور: حقوق الانسان
    


من خلال معايشتي اليومية للشارع العراقي و بالذات الشارع الموصلي (أي لشارع مدينة الموصل) أجد العشرات من الموظفين و أساتذة الجامعة و منتسبي الجيش (أنا شخصيا لا أقر بوجود جيش قديم و جيش جديد و لا بكلمة منتسبي الجيش السابق) الجيش العراقي منذ تأسيسه و إلى تاريخ كتابة هذه الكلمة هو نفس الجيش و يعمل وفق نفس السياقات التي تأسس عليها و الضباط أناس مهنيون يطيعون الأوامر و السياقات و الضبط العسكري و مثلما جرى في كل العهود محاولة تسيس الجيش منذ تأسيسه إلى أنه بقي مخلصاً للوطن و لوطنيته هذا بالنسبة للجيش العراقي الذي أنجب بكر صدقي و عبد الكريم قاسم.
أما المأساة الكبرى عند تفتقت العقول الذكية جداً عن تأسيس دائرة الاجتثاث لمنتسبي حزب البعث و جرت المجزرة بحق الموظفين و الكوادر العلمية من ضمنهم أساتذة الجامعات العراقية التي جرى اجتثاثهم على أيدي ربما لا تملك شهادة الإعدادية و هم بدرجة Full Profمن خريجي الجامعات الأجنبية المعترف بها. اليوم السنة الخامسة و غدا ندخل في السنة السادسة و المجتثون عوائلهم تعاني من الفاقة و ضيق اليد و العيش، لماذا العقوبات الجماعية لعوائل أصبحت تنام على الطوى بعد أن باعت كل ما لديها من حاجات أساسية و ضرورية؟ إذا كانت الحجة إنهم عملوا مع النظام السابق و إن عملهم يشكل جريمة فلماذا لا يحالون إلى المحاكم و فق القانون لينالوا جزاءهم العادل؟ و لماذا يبقون مطلقي السراح و أولادهم يكبرون في ظل الحرمان من مصدر العيش أو التقاعد؟ ألا تتفقون معي إن العملية المقصود منها ضرب مجتمعنا العراقي من الأعلى و الأسفل إتباعا لنظرية برجنسكي و ماذا بقي من المجتمع العراقي بعد أن تم تهجيره داخل و خارج الوطن؟.
عجب العجاب إن الجامعات العراقية غير معترف بها من قبل جامعات دول الاحتلال و خريجي العراق لماذا لا يتم معادلة شهادتهم في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ...الخ؟ أساتذة العراق من الأطباء و المحامين و المهندسين و أساتذة الجامعة، الذي نجا من القتل الآن مشرد في دول العالم يطلب الأمان في أرض الله الواسعة.
عملية الاجتثاث عملية طائفية شوفينية غير أخلاقية لا تستند إلى القانون أو أي عرف اجتماعي أو قبلي و لم تتضمنها شرعية الأمم المتحدة و إن حدث مثلها فحدث في الدول التي احتلت و فرضت عليها أجندة معاقبة العائلة من خلال إنزال العقوبة برب العائلة بهذه الكيفية يمكن أن نربي أجيال غير محملة بالكراهية للوطن و النظام و الاحتلال، التقاعد حق و ليس صدقة من الدولة هو ثمن إفناء زهرة الشباب في العمل لا أعتقد أستاذ في قسم الفيزياء و الكيمياء مهما كان انتمائه من الأساتذة السابقين عندما يدخل المحاضرة سوف يتكلم خارج المنهج و الله إذا أردنا أن نقتل على معتقد الإنسان أو نحرمه من مصدر رزقه فعلى العراق السلام الجيش المسمى بالجيش الجديد (أنا شخصيا لا أؤمن بهذه التسمية) لم يستقيم و يصبح جيش إلا بعد عودة الضباط من العرب و الأكراد و الشيعة و السنة من الضباط السابقين أرجو من القارئ مسامحتي على العبارات السابقة فأنا لا أؤمن بها و أحس بالعفونة عندما أذكرها.
المضحك المبكي الكلام عن المصالحة الوطنية، المصالحة مع من و لمن، المصالحة تبتدي عند إعادة حقوق غير المدانين بجرائم و دفع مستحقاتهم و مستحقات عوائلهم التي عانت من الحرمان عند ذلك سوف يشعرون بدفء أحضان الوطن، الكثير من الذين حبسوا من المناضلين و اعتبروا سجناء سياسيين كانوا من المحكومين بجرائم مخلة بالشرف من السرقة و التهريب و ...الخ. و اليوم أصبحوا أبطال، نزيف الدم و حمام الدم أما آن الأوان أن يقف؟ كم فقدنا من الأساتذة و الجراحين و الكفاءات؟ ليس جميع من عمل مع النظام السابق غير صالحين و ليس العاملين مع النظام الحالي جميعهم صالحين المسألة مسألة نسبية و يجب أن تعامل كل قضية على حدا، لماذا ينصب العقاب على ناس غير مدانين نشئوا في ظل نظام حكم 35 سنة،العلمية و المحبة و الضمير و المصالحة العامة يجب أن يكونوا الدرب المنير للحكام و القابضين على السلطة لا أن يدفنوا رؤوسهم في التراب كما تفعل النعامة. الجوع و البطالة و الحرمان سمى أساسية للنظام الجديد المحرومين الكثير منهم لم يكونوا من النظام السابق، إذا أريد لهذا البلد أن يستقيم يجب أن تطبق فيه العدالة من خلال القانون و ليس من خلال الأحقاد الشخصية و تصفية الحسابات. فخامة رئيس الجمهورية مام جلال الطلباني قال: " قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق" و فخامة رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني تكلم من الفضائية العربية قال: "كنت في مؤتمر لندن أحذر من تصفية الحسابات و الانتقام" رغم أنه من أكثر العراقيين ضررا من النظام السابق، الكثير من العائدين إلى الوطن كانوا خارج الوطن نتيجة معارضتهم للنظام السابق، و البعض عاد من حي سهو و نضال البارات و أصبح يكابر في الوطنية و ذهب إلى سوق مريدي ليتسلح بشهادة الدكتوراه و ما فوق الدكتوراه و يقطف ثمار النضال و يكون ثمن المحاصصة كرسي وزارة أو على الأقل مقعد في البرلمان. إذا أردنا الأمن و الأمان لهذا البلد علينا أن نراجع أنفسنا و أن لا نسقط مشاكلنا على الذي سبقنا، اليوم كالبارحة بالأمس تدفقت واردات النفط و أهدرت على الحروب و على مجالات صرف كارثية و اليوم واردات النفط تذروها الرياح و أصبح النظام الحالي كالنظام السابق متساوي في ميزان هدر المال العام، و أذا أستمر الحال فسوف يتفوق النظام الحالي على كل الأنظمة في الفساد الإداري و المالي، و دائما نذكر أننا متصدرين قائمة الدول في الفساد علينا أن كنا مخلصين أن نجتث الفساد الإداري و المالي أن نجتث من يسرقون أموال الشعب أن نتيجة الكراهية و الحقد، المقابل سوف يقابل الكراهية بالكراهية و الحقد بالحقد أن الاجتثاث لا يأتي إلا بفراغ البطون. أقل ما أوصف الشعب العراقي العظيم أنه شعب معذب في النظام السابق و النظام الحالي. من يفكر في سكان الأهوار و الريف العراقي؟ من يفكر في سكان المناطق المحرومة؟ من يفكر في المعدومين و المستضعفين؟ من يفكر في عمال تنظيف يعملون بعقود لا تتجاوز 160 دينار و ليس دولار؟ من يفكر بالأيتام؟ من يفكر بالمعوقين؟ من يفكر بالشهداء؟ محافظ نينوى السابق أسمة يوسف كشمولة راتبه التقاعدي 110 دينار و هو أستاذ جامعي دكتور Full Prof. علينا أن نفكر بفجيعتنا.









#محمد_عبد_الجواد_الجوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين حقي..أطفال الشوارع في العراق
- افتتاح الحوار المتمدن .. انتصار للقوى اليسارية والديمقراطية ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الجواد الجوادي - الاجتثاث جريمة ضد الإنسانية