أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد هاني - حادثة الحذاء والبحث عن هوية مشتركة














المزيد.....

حادثة الحذاء والبحث عن هوية مشتركة


رعد هاني

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبقى المرء صامتا طوال حياته او يكتفي بموقع المراقب او لعب دور القارىء الى ان يحدث منعطف يجبره على كسر طوق الصمت، هذا الامر يحدث معي لاول مرة، فقد أدمنت قراءة الحوار المتمدن منذ اعوام، ولم يحدث ان فكرت مرة بالكتابة، لكن حدث حذاء الزيدي جعلني اخرج عن طوري، فأنا أستغرب كلما استمعت الى من يقولون ان منتظر الزيدي وحد العراقيين .. فهذا استخفاف كبير بتاريخ العراق، حضارات وسلالات عاشت في العراق من سومريين واكديين واشوريين وعرب وكرد مسلمين ومسيحيين وايزديين استطاعت تلك الاقوام ان تخلق جوا حقيقيا من الاستقرار والتعايش ..لا كما يحدث الان ويطبل له الاعلام كالبحث عن مبارة لكرة القدم باعتبارها مشتركا حقيقيا لجمع العراقيين فحينما فاز منتخب العراق بكأس اسيا اصبح حديث السياسيين والاعلاميين عن الكرة التي وحدت العراقي او أن يونس محمود جمع العراقيين بعدها خسرنا المبارة تلو المبارة فشعرالعراقيون بخيبة الامل كأن العراق عبارة عن فوز او خسارة لكرة القدم !! وهذه الايام يعاد نفس السيناريو منتظر الزيدي وحد العراقيين بحذائه !!! حتى وصل الامر الى حد سماعي صحفيا يقول ان هذه الحادثة ستؤرخ لعصر جديد يكون فيه سرد الاخبار قبل حادثة الحذاء او بعد حادثة الحذاء بمعنى اخر يقصد هذا الصحفي أن احتلال العراق مثلا سيؤرخ قبل حادثة الحذاء ونهائيات كأس العالم للقارات ستقام بعد حادثة الحذاء !!! أصبح هذا العام عام الحذاء !! وبهذا فأن العام لن يختلف عن عام الفيل لكن الفرق ان الله رشق جيش ابرهة الحبشي بحجارة السجيل بينما منتظر الزيدي رشق بوش بالحذاء !.

وما استرعى انتباهي ايضا هو سماع مقدم برامج البغدادية عبد الحميد الصالح الناطق الرسمي باسم القناة يصرخ قارئا بيان البغدادية، كأنه يذكرني بالبيانات العسكرية واغاني التعئبة الجماهيرية والاناشيد الوطنية ايام الحرب العراقية الايرانية .. وما ان فتح خطوط هواتف القناة حتى سمعت ردود افعال المواطنيين على بيان عبدالحميد الصالح متماشية وطريقته في الطرح ,ذاك اسلوب الاعلام التعبوي القديم الذي من خلاله يتحول المشاهدون الى ببغاوات متناغمين مع مايتفوه به ويطرحه مقدم البرنامج... الطريف في الامر أني شاهدت في مطعم احد الوزارات العراقية موظفا يهتف ويقول هذا الصحفي(يقصد الزيدي) لم يحترم الضيف ويجب معاقبته والغريب انه عند عودتي للبيت شاهدته على احد القنوات الفضائية يصرخ قائلا الزيدي بطل تمنيت لو كنت مكانه !!..

منتظر الزيدي ينتظر المحاكمة و لا اعرف هل سيحكم عليه بالاعدام رميا بالأحذية ام خنقا بغاز الجواريب القاتل ... ذلكم ما قد يشكل مفارقة في عراق جديد يصبح فيه للاحذية مكانة مقدسة. اعتقد اخيرا انه ليس رئيس اكبر واعظم دولة في العالم أو أصغر صحفي هما المذنبان في هذه الثرثرة لكن من يتحمل المسؤولية هو الاعلام العراقي ومن وراءه العربي الذي ربى ولازال الجماهير على الجري خلف الاوهام، فهو نفس الاعلام الذي أوهم الشعوب العربية قبل حرب حزيران1967 بعظمة وقوة جيوشهم وانها ستسحق اسرائيل والعكس حصل !! , يجب تأسيس اعلام عراقي جاد يرتكز على الموضوعية والحيادية والصدق والشفافية في تناول الاحداث بواقعية من خلال نقل الخبر والتعليق عليه ،وبهذا نؤسس وعيا لدى المتلقي بعيدا عن خطاب الاستغاثات والندب والعويل.

بأختصار الكرة جميلة ونستمتع بمشاهدتها والحذاء يكمل اناقتنا ويخدمنا في السير، فلنبحث ونفعل المشتركات الحقيقية التي تجمع العراقيين بدل مشتركات تقوم على صفقات الفوز والخسارة للكرة او مشتركات تقوم على الاحذية .






#رعد_هاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد هاني - حادثة الحذاء والبحث عن هوية مشتركة