خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:32
المحور:
القضية الفلسطينية
لم تكن التجربة الفلسطينية بحاجة الى اتفاق التهدئة بين ( حركة حماس ) والكيان الصهيوني كمحاولة انسانية فلسطينة للتثبت من النوايا الاسرائيلية . ولم يكن فشلها هو الدليل الذي كشف للتجربة الفلسطينية صدق الطبيعة العدوانية للنوايا الصهيونية . كما ادعت بعض الاقلام الفاضلة الحسنة النية . فالتجربة الفلسطينية ومنذ وضع اول مستوطن صهيوني قدم له في ارض فلسطين استشعرت الخطر المصيري على وجودها ومصيرها . وان لم تحسن القيادة الفلسطينية تاريخيا التعامل مع تعقيدات المخطط الاستعماري العالمي المعتدي على القومية الفلسطينية .
ايضا لا يمكن القول ان ( قرار حركة حماس في عدم تجديد التهدئة) هو دليل قناعة فكرية استلزمت الرجوع الفاضل عن ( خطأ تقدير ) في تاكتيك سياسي سابق . حيث ان النتائج التي ترتبت على اقدام حركة حماس على سلوك هذا التاكتيك كانت محسوبة بدقة المؤسسة لا بعفوية التنظيم . فحركة حماس استطاعت استنادا الى الاشهار الكامل لواقع اللاوحدة الداخلية الفلسطينية المترسخ في التجربة الفلسطينية وتصعيده الى مستوى الحرب الاهلية والانفصال السياسي والجغرافي ان تحصد العديد من الفوائد الفصائلية على حساب المصير الاستراتيجي لقضيتنا . ولم يكن تاكتيك التهدئة سوى جزءا يسيرا من المناورة السياسية الكبرى لحركة حماس كما هو الاصرار على تاكتيك العرض الانساني المنفصل ( لقضية قطاع غزة ) . حيث نتج عن ذلك حالة ازدواج ( للشرعية الفلسطينية) كان نصيب حركة حماس منها ان العالم اصبح مضطرا للتعامل مع قضية قطاع غزة عبر حركة حماس بصورة اساسية وعبر السلطة الفلسطينية بصورة ثانوية .
ان تاكتيك حركة حماس الراهن في عدم التجديد لاتفاق التهدئة وتصعيد العمل العسكري لا يخرج في حقيقته عن اطار الحركة الالتفافية لحركة حماس في المعركة مع السلطة الفلسطينية وجوهر هذه الحركة اعادة توظيف الصراع الثانوي مع الكيان الصهيوني كعامل فاعل لمصلحتها في صراعها الاساسي مع السلطة الفلسطينية الذي سيتصاعد مع الشهر الاول من العام الجديد وجوهر الامر هو اللعب على عامل الميل الشعبي العاطفي للعمل المسلح . وهو الامر الذي يدرك كنهه تماما الكيان الصهيوني وقيادته السياسية والعسكرية وستساعد بكل ما اوتيت من قدرة على انجاحه . حيث ستصبح الصورة للداخل الفلسطيني هي صورة الام غزة في مقابل لقاءات السلطة التفاوضية وهي الصورة المرفوضة نفسيا من قبل الفلسطينيين .
ان قرقعة وضجيج المعركة القادم سيكون اعلى في الداخل الفلسطيني عنه مع الكيان الصهيوني وهي معركة جرى الاستعداد لها جيدا من قبل التحالف المعادي للتحرر الفلسطيني فقد انتقلت اطراف عديدة الى مواقع جديدة وعلاقات جديدة لكنها جميعا توجه بنادقها ضد املنا الفلسطيني في التحرر وهم ساهرون يراقبون حركة الصراع الداخلي الفلسطيني ويحقنون بالمنشطات فيروس الانقسام الداخلي ونبقى نحن (اما) تقتل وليدها حبا به وبالله وبالوطن
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟