أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - الدستور ليس نصا مقدسا














المزيد.....

الدستور ليس نصا مقدسا


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد برهنة جميع التجارب الدستورية الناجحة وفي مختلف دول العالم ,بأنها لم تكن كذلك من دون بناء منظومة متكاملة من الوعي السياسي والحقوقي ,واستحالة تحويل الدستور الى قانون ملزم للجميع اذا لم تتضافر فيه معايير المهام الوطنية الكبرى ,ومن أهمها ضمان حاضر ومستقبل أي بلد ما .
لذا نقول ان اخطر ما في الدستور ان يتحول من قانون ثابت ودائم الى قانون يدافع عن مصالح أحزاب وكتل سياسية ساهمت في صياغته فأصبحت نقطة الضعف الجوهرية في الدستور العراقي الحالي , والذي جاء نتيجة لمساومات سياسية بينما نجد ان دساتير العالم تكتب بوحي منهجية واحدة تمثل هموم ومصالح الدولة والمجتمع وليس مصالح النخب السياسية الطارئة والأحزاب التي ولدت نتيجة لسقوط نظام أسسها من هب ودب .
هذه النخب لم تجعل من الدستور وثيقة تمثل الأبعاد الكلية للتجربة العراقية بل جعلت منه وثيقة تمثل مصالحهم في توزيع الثروة والمناصب التي إباحتها المحاصصة البغيضة .
من هنا نستطيع القول ان الدستور العراقي الدائم والثابت لم يكن دائما ولا ثابتا من دون نخب ثابتة ذات معايير وطنية عامة تتصف بالثبات الوطني في أوقات الانعطافات الحادة والتحولات المفاجئة والأوقات العصيبة .
ان التجربة الدستورية الحالية ما هي إلا عبارة عن تجربة متعثرة ومشوشة من حيث الغاية وما رافقها من مصلحيه وأنانية وتهميش وإلغاء وإساءة لمكونات عديدة من الشعب العراقي وفي مقدمتها المكون الثقافي ,ناهيك عما تعرض له البعض ممن يطلق عليهم تسمية الأقليات من تهميش كذلك ,وابسط مثال على ذلك ما تعرض له إخوتنا المسيحيين ونسبة تمثيلهم في مجالس المحافظات والذي صوت عليه مجلس النواب بالفترة الأخيرة , أما من حيث الوسيلة فقد لعبت الدعاية والإعلام دورا مهما سواء قبل كتابة الدستور او قبل الاستفتاء عليه ,إلا أن مراحل التطبيق الفعلي قد كشفت عن المتناقضات الكثيرة في مواده وخضوعها لإرادة القوى السياسية التي أسهمت في كتابته , فكان الصراع بين هذه القوى على أشده ليس من اجل تعميقها لفكرة الشرعية والنظام بل من اجل إدراج مطالبها وإعطائها الصفة الشرعية ,فأي حق يبيح لعضو مجلس النواب ان يتقاضى راتب تقاعدي يبلغ (8) مليون دينار شهريا عن فترة زمنية لا تتجاوز السنة الواحدة وأي حق يبيح لعضو المجلس البلدي ان يحال الى التقاعد براتب معاون مدير عام وبنسبة 80% من راتبه الكلي وليس الاسمي وبعد مرور سنة على عمله في المجلس .
من هنا اخذ هذا الدستور صفة الوفاق الحزبي او المحاصصة الطائفية والعرقية ,لكن المتعارف عليه من خلال اطلاعنا على تجارب الشعوب ان الدساتير لا تكتبها النخب السياسية لان الدستور وثيقة وطنية وليس وثيقة
حزبية ,فقد ضم الدستور العراقي على العديد من المواد التي ساد فيها الخاص على العام وأصبح مصدر من مصادر النزاع و من مصادر التخلف او الرجوع الى ما قبل الدولة المدنية الحديثة ,مثال على ذلك المناطق المتنازع عليها بين المحافظات او بين المركز وإقليم كردستان وخاصة حول مسالة كركوك, ومن الجدير بالذكر ان المناطق المتنازع عليها هي المناطق الحدودية بين الدول وليس بين المحافظات داخل الدولة الواحدة, وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ضعف النخب السياسية وانحرافها عن مستلزمات الدولة الشرعية والنظام الديمقراطي الحقيقي , وهذا الضعف قد يرجع الى سببين احدهما فقدان الحياة السياسية والحقوقية في العراق لأكثر من نصف قرن والأخر قد يرجع الى خضوع تلك النخب لقوى خارجية قد تكون ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر بصعود هذه النخب الى هرم السلطة.
لذا يجب ان ينتبه المعنيون الى الآليات الدستورية الهشة التي كتبت في وقت ما لإثارة المشاكل والقلق الذي راود المواطن العادي قبل غيره.



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفة المثقف الحر
- القرار الاخير
- شعار العلمانية
- انهيار المؤسسات المالية
- رحيم الغالبي ...عندما تصبح القصيدة داخل أجواء الخيبة
- الثقة المتبادلة حجر الأساس في البناء الديمقراطي
- الإعلام العراقي إعلام حر أم إعلام متحرر
- الاستقرار السياسي شرط مسبق للتقدم
- الإعلام الأمريكي والتباس المصالح داخل الإدارة الواحدة
- الليبرالية السياسية ومفهوم العولمة
- عقل الدولة النقدي
- مفهوم السيادة و سبل النهوض بالواقع
- مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي
- ما يحتاجه المفاوض العراقي
- الديمقراطية والخطاب السياسي الغربي
- فصل الدين عن السياسة
- الديمقراطية والإعلام الحر
- من اجل نقله نوعية لنقابة الصحفيين
- مضامين الاتنفاقية العراقية الامريكية(صوفا)
- لا لتهميش منظمات المجتمع المدني


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - الدستور ليس نصا مقدسا