أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - يوم ديمقراطي في حلب














المزيد.....

يوم ديمقراطي في حلب


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 770 - 2004 / 3 / 11 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مشهد حضاري وديمقراطي، لم يألفه المجتمع السوري منذ عقود طويلة، اعتصم المئات من المواطنين الذين قدموا من مختلف المحافظات والمدن السورية يوم الأربعاء( 4-3-2004)، أمام محكمة القضاء العسكري في حلب، حيث عقدت جلسة محاكمة أربعة عشر ناشطاً اتهموا بـ(الانتماء إلى جمعية سرية والقيام بأعمال من شأنها الحض على النزاع بين عناصر الأمة) على خلفية محاولتهم حضور محاضرة بعنوان: أربعون عاماً على صدور قوانين الطوارئ والأحكام العرفية في سوريا، علماً أن المحاضرة ألغيت بسبب الضغوطات الأمنية، كما وأن ذات المحاضرة سبق و ألقيت بمدينتي دمشق والسويداء. شارك في الاعتصام مختلف الطيف السياسي والقومي والديمقراطي الوطني السوري، بالإضافة إلى المنظمات الأهلية المدافعة عن حقوق وحرية الإنسان منها: الجمعية السورية لحقوق الإنسان، واللجنة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان ، ولجان أحياء المجتمع المدني ، والتجمع الوطني الديمقراطي المعارض في سوريا ، ولأول مرة تشارك (المنظمة الآثورية الديمقراطية)- حزب سياسي آشوري - في مثل هذه الاعتصامات. والجدير بالذكر أن جميع هذه المنظمات والأحزاب السورية هي غير مرخصة ، مع هذا جاءت واعتصمت أمام المحكمة لتعبر عن تضامنها مع المدعى عليهم ورفضها للمحاكم والقوانين الاستثنائية في سوريا .
لقد عكس هذا الطيف، المتعطش للحرية والديمقراطية، اللحمة الوطنية السورية، نافياً بذلك التهم الموجهة للمدعى عليهم، خاصة ( القيام بأعمال من شأنها الحض على النزاع بين عناصر الأمة)، كما عكس هذا الطيف الوطني، المستوى المتقدم من الوعي الديمقراطي والأخلاق الوطنية التي يتحلى بها الشعب السوري ومدى احترامه للدستور وقدرته على ممارسة حقوقه والتعبير عن رأيه بصورة ديمقراطية وحضارية، فيما لو اتيحت له الفرصة والحرية. فقد حمل عشرات الشبان والشابات لافتات ، منها باللون الأحمر والأسود، كتب عليها بالعربية والإنكليزية، شعارات وطنية بعيدة عن الأدلجة الحزبية والقومية، تطالب بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. ومن ابرز ما حملته هذه اللافتات: (( لنواجه تحدياتنا الداخلية والخارجية على أساس الحوار وقبول الآخر تحت سقف الوطن. ... الديمقراطية مدخلنا إلى التاريخ الحديث . .... نعم لحرية الرأي والتعبير..... أوقفوا هذه المحكمة..... نطالب بوقف المحاكم الاستثنائية و بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي والضمير.... لا لتصفية الحسابات بين أبناء الوطن ، نعم لوحدة وطنية حقيقية في وجه الخطر الخارجي.... لا للإقصاء بكل أشكاله، نعم للقانون الحقيقي، لا لقانون الاستثنائي)). هذا وقد استمر الاعتصام حتى نهاية جلسة المحاكمة في الساعة الثانية ظهراً، من دون أن تحدث أية إشكالات أمنية، بفضل التعاون والتجاوب بين المعتصمون وكبار ضباط قوى الأمن الداخلي( شرطة) الذين اقتصر دورهم على تنظيم حركة المرور في الشارع.
عقدت جلسة المحاكمة، التي خصصت للاستماع إلى أقوال شهود الدفاع، بحضور وفداً من المفوضية الأوربية الذي ضم خمسة مراقبين ومترجماً. و هيئة الدفاع التي ضمت العشرات من المحامين السوريين منهم السيد( هيثم المالح) رئيس الجمعية السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، و(حسن عبد العظيم) الناطق الرسمي باسم (التجمع الوطني الديمقراطي) المعارض في سوريا، كما ومن أبرز الشخصيات التي حضرت جلسة المحاكمة المعارض السوري البارز (رياض الترك) أمين عام الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي. هذا وقد نفى الشهود جميع التهم الموجهة للمدعى عليهم. وقد نقل من داخل المحكمة عن تدخل أحد عناصر الأمن خلال شهادة أحد الشهود لكن تحت ضغط واحتجاج محامين الدفاع خرج عنصر الأمن من القاعة.
وقد سئل الأستاذ هيثم المالح عن انطباعاته عن مجريات المحكمة، أجاب: كانت ايجابية، إنها محكمة للإحكام العرفية وقوانين أكثر مما هي للمدعى عليهم من النشطاء، وقد بدأت السلطات الأمنية تدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته في إحالة هؤلاء إلى المحكمة.

سليمان يوسف يوسف
كاتب آشوري سوري مهتم بمسألة الأقليات
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة من الداخل... للمشهد السياسي السوري
- معركة الحجاب ... وخطر تحولها لحرب دولية
- المنظمة الآثورية الديمقراطية تقيم حواراً حول إشكالية الهوية ...
- المشكلة القبطية في مصر
- الآشوريون في سورية
- المجتمع المدني بين قلم المثقفين وسلطة الدولة


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - يوم ديمقراطي في حلب