أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - ثقافة الحذاء!!














المزيد.....


ثقافة الحذاء!!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:20
المحور: المجتمع المدني
    


مشهد الأحذية المتطايرة باتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش تحوّل إلى حدث تاريخي كبير فسح المجال أمام ملايين العرب للشعور بنشوة "انتصار" كاذبة على "عدو" أمريكي مفترض. هذه الحالة الهستيرية التي تلف العالم العربي في أعقاب المشهد المذكور لا تدل إلا على حالة من التخلف الفكري تطفو على المنطقة العربية بأسرها. ليس من الطبيعي أن تحدث ردة فعل كهذه في مجتمع حضاري راقٍ، ولا شك أن الدونية التي يعاني منها العرب بالمقارنة مع بقية شعوب العالم هي التي تدفعهم إلى تحويل صحفي قام بتصرف همجي عابر إلى "بطل قومي" تُدفع ملايين الدولارات مقابل الحصول على حذائه!!

إن تحوّل حذاء متطاير إلى رمز عزة العرب القومية ما هو إلى دليل على المستوى الفكري والثقافي المتردي الذي وصل إليه العالم العربي. على عكس ما تظن شريحة واسعة من العرب بأن هذا الحادث أعاد لهم شيئًا من كرامتهم المهدورة، فإنه يمثل تعبيرًا عن جهلهم وتخلفهم. "الانتصار" على الولايات المتحدة لا يكون إلا عن طريق نشر الديمقراطية وتثبيت سلطة القانون وتعزيز دور المؤسسات الدستورية في الدول العربية، بالإضافة إلى إشاعة ثقافة التسامح وقبول الآخر ورفض التطرف والإرهاب، كذلك فإن رفع مكانة المرأة يعتبر من الأسس الهامة لأمة تريد أن ترى نفسها منتصرة على الآخرين.

أعتقد أننا بحاجة ماسة للطم أنفسنا بالنعال لكي نستفيق من السبات العميق الذي نعيش فيه. نحن أمة تعيش خارج التاريخ فاقدة لأبسط مقومات المجتمع المدني العصري، وذلك راجع إلى أننا لم نتلقف بعد ثمار الحداثة التي بدأت صيرورتها في الغرب منذ مئات السنين. إن العالم العربي بأمس الحاجة إلى فكر تنويري حديث يُنتج نهضة ثقافية متجددة يكون لها الضلع الأكبر في إحداث تغيير مجتمعي حقيقي يمهد الطريق أمام تطور نوعي في الحياة السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية.

للخروج من "ثقافة الحذاء" لا بد للعرب أن ينزعوا من أنفسهم العقلية القبلية التي تسيطر عليهم وتشكل المحرك الرئيسي لتصرفاتهم. وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه الإسلام الأصولي في إبقاء الشعوب العربية في أسفل سلم الحداثة، إذ يشكل نشاط الحركات الدينية الأصولية في صفوف المسلمين مع كل ما تحمله من فكر ماضوي متخلف عائقًا في وجه بناء الإنسان الحضاري الحديث الذي يمثل أساسًا متينًا في نهضة مجتمعية وسياسية مرجوة.

كان من الأجدر بالصحفي الذي رمى الأحذية أن يوجّه نقدًا صريحًا للرئيس الأمريكي على سياسة إدارته في العراق يستطيع من خلاله إيصال رسالة واضحة من الشعب العراقي لرئيس الدولة التي تحتل بلاده. وبذلك يكون قد أدى أمانته كمراسل يسعى لنقل ما يختلج في صدور الناس إلى مسامع المسئولين وصانعي القرار.





#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!
- لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!
- عن -الديمقراطية الشعبوية-!
- حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو
- نحو إلغاء التجنيد الإجباري!
- نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل
- -صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-
- تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!
- السنيورة مرة أخرى!
- نحو مفهوم جديد للعروبة
- رؤية في الديمقراطية
- الانتخابات لبلدية شفاعمرو مهزلة طائفية- عائلية
- وثيقة 14 آذار السياسية: نظرة جديدة للبنان والمنطقة
- التلاقي بين المشروعين الإسرائيلي والأصولي
- الرفيق كمال بك: المعلم الخالد


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - ثقافة الحذاء!!