إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 770 - 2004 / 3 / 11 - 07:51
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كثر الاهتمام اليوم بمظالم الولايات المتحدة الأمريكية وتعنت الصهاينة، واهتم الحديث عموما عن الاستدانة والسخط والسحب لظلمهما الشنيع، إلا أنه بجانب هذا الحديث هناك غياب شبه تم للحديث عما يجب فعله وما يجب إنتاجه للتصدي لهذا الواقع الذي أضحى يخنق كل العرب وكل المسلمين.
وقد قال قائل في هذا الصدد أن أغلب القائمين على أمور العرب والمسلمين بعالمنا لا يهتمون إلا بأنفسهم وبمصالحهم وأرصدتهم وعروشهم وكراسيهم وهذا ما عود الناس في العالم العربي والإسلامي على حياة كلها شجب وتنديد وبقوا على هذا الحال، في حين كانت بقية العالم تخطط وتنتج وتستعمر والعرب والمسلمون يشجبون وينددون ويسبون.
أغلب القائمين على أمور بلاد العرب والمسلمين ينددون بأعمال أمريكا وحلفائها في هذا العالم لكنهم لم يتحولوا من ميدان الكلام إلى ميدان العمل، ويظل رأسمالها في هذا المجال مجرد كلام ليس إلا، إنهم يشجبون الظلام لكنهم لا يجرؤون على إيقاد شموع النور.
لقد قال رسول الله ( صلع) في الحديث القدسي الذي رواه الحاكم والبهيقي وابن عساكر:" إن الله تبارك وتعالى يقول كل يوم أنا ربكم العزيز، فمن أوقلدوهم.دنيا والآخرة فليطلع العزيز."وهذا في عصرنا هذا كل العرب وكل المسلمين يبحثون عن العزة، وهم يعانون اليوم في ألوان الذل والصغار لأنهم خالفوا أمر الرسول وتشبهوا بغيرهم وقلدوهم .
والإنسان المقلد ضعيف بطبعه، إنه لا يسعى لتحمل عناء الابتكار والإنتاج لقد أصبح أمرنا غريبا، نجلس أمام شاشة التلفزة ونعاين جرائم الأمريكيين والصهاينة وننهال بالشتم على بوش وشارون، إلا أننا نستمر في دعم مخططهما الحضاري الرامي إلى التصدي للحضارة الإسلامية وقيمها.
لقد تعودنا حياة الضعف والهوان وأصبحنا مخدعين بالمجون وبالتوافه غير معتمدين رؤية واضحة المقاصد ومبادئ تنقدنا من النتائج المخزية للنهج الذي نحن عليه سائرون، بعد أن تهربنا من الإسلام، دين الإنسان حينما يريد أن يكون إنسانا وحينما ينطلق إلى الفطرية.
ولقد قال محمد إقبال: لاتبحتوا كثيرا عما لا ينبغي أن تفعلوه، وابحثوا كثيرا عما ينبغي أن تفعلوه، ولا تفتشوا عمن يجب أن تمدحوه، ولا ترهقوا أنفسكم في البحث عمن يجب أن تعصوه بل بالغوا السير في وجوب البحث عمن يجب أن تطبعه".
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟