أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أيمن رمزي نخلة - مَن المسئول عن الصعيد؟














المزيد.....

مَن المسئول عن الصعيد؟


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:25
المحور: حقوق الانسان
    


بدون مقدمات.
1. في أولى جلسات مجلس الشعب المصري، بعد أجازة العيد وأكلهم لحمة الأضاحي المباركة، تشاجر مجموعة من الأعضاء بين بعضهم البعض وتشابكوا بالأيدي وتصارعوا، وكانت أهم القضايا التي بدأها المجلس في جلساته هي قضية حصار أخوتنا في غزة.
2. ترتيب نشرة الأخبار في أغلب القنوات الرئيسية للتليفزيون المصري كالتالي: أخبار أخوتنا في غزة، أخبار الصراع العراقي العراقي، أخبار الصراع الهندي الباكستاني، أخبار الصراع الأفغانستاني الأمريكي، أخبار الصراع السوداني السوداني، أخبار الصراع اليوناني اليوناني، وأخيراً على استحياء خبر مصرع أكثر من خمسين راكباً غرقى في الترعة الإبراهيمية في محافظة المنيا بصعيد مصر، وإصابة حوالي 15 شخصاً آخرين. هذا ولم يمر أسبوع واحد على مصرع وإصابة عشرات الأشخاص قبلهم من نفس المحافظة على طريق الصعيد الصحراوي.
3. أغلب الجرائد المحلية الناطقة بلسان الحكومة لم تختلف كثيراً في ترتيب أولوياتها عن قنوات التليفزيون الرسمية.
4. زيارات معظم كبار المسئولين لمشروعات داخل حدود القاهرة الكبرى، وإن تمت زيارات لخارج القاهرة الكبرى ففي الأغلب تكون من أجل تجميل الصورة العامة للحكومة، أو مزيداً من التشجيع والدعم للسادة المرشحين الحكوميين.

هذا يا سادة يا كرام، أهم ما في الصورة الإعلامية المصرية الرسمية. هذه صورة ـ ربما لا تبدو محايدة على المدى العام ـ لمجلس الشعب المفترض أنه يعبر عمن رشحه للتعبير عنه في البرلمان.

زيارات السادة المسئولين
كل فترة يخرج علينا أحد السادة المسئولين بزيارة مفاجئة لمنطقة من مناطق صعيد مصر. أغلبها زيارات تفقد لاستعراض الوجود واثبات تبعية الصعيد لمصر. وتخرج الجرائد الحكومية والمعارضة الحزبية والمستقلة كلها في لسان واحد لتعظيم المسئول الزائر: تعطيه التفخيم والعظمة والسلطان. إنه حقا ً على كل شيء قدير. معظم زيارات المسئولين بلا سبب له قيمة أو عديمة الجدوى، إلا تأكيداً على الاحتلال القاهري (نسبة إلى القاهرة) والاحتلال "الشرم شيخي" (نسبة إلى شرم الشيخ).

معظم الزيارات التي يذهب فيها أي مسئول من كبار القوم إلى الصعيد خلال عشرات السنوات الماضية يقول نفس الكلام المكرر والمعاد: اهتمامنا الفترة القادمة بصعيد مصر. بعدها مباشرة لابد أن تجد كارثة بشرية تحل بكل الصعيد. خذ مثلاً قطار الصعيد وآلاف الصعايدة الذين ذهبوا هباءً نتيجة الإهمال والفساد المتفشي في كل قطاع السكة الحديد في العصر الحالي، ويزداد ويتواصل الإهمال في قطارات الصعيد.
معظم الزيارات التي يطل المسئول الزائر بطلعته البهية وتعطيله للمصالح في إحدى الزيارات ويتحدث ويُسهب في الحديث عن الإصلاحات القادمة في مناطق الصعيد، بعدها تجد الضيق الشديد واستحالة العيش للشباب الخريجين فيهاجرون إلى القاهرة المفتقدة أساساً للخدمات الإنسانية، أو تجد الشباب الصعيدي المُحتل من "القاهريين" و"الشرم شيخيين" يهاجر هجرة غير شرعية إلى الدول الأجنبية ويغامر ويقامر بحياته، التي لم يجد لها معنى في صعيد مصر.
رجاء للمسئولين، لا تقولوا إن شاء الله.
ربما يذهب أحد المسئولين إلى الصعيد بعد كارثة عظمى من تلك الكوارث التي تتسبب فيها سياساتهم العمياء. وما أكثر مشاكل مصر الحقيقية التي يتسبب فيها مسئولي القاهرة. وقتها يُعلن المسئول كالمعتاد، بكل ملل، إن شاء الله سنهتم بتنمية صعيد مصر. ويعلنها وابتسامته الصفراء تملأ وجهه قائلاً: إن شاء الله سنحل كل مشاكل الصعيد في الفترة القادمة.

آه، يا عزيزي القارئ،
• كم من مشاكل الصعيد المتزايدة الخاصة بالفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين التي زرعها وسقاها ورعاها جيداً هؤلاء المسئولين حتى يُلهوا ويُغيبوا الشعب المنهوبة كل حقوقه عن مشاكلهم الحقيقية مع النظام الفاشل وكثير من رجاله الذين أختارهم هو وحده؟
• أية مشاكل هي الموجودة في صعيد مصر، غير مشكلة واحدة هي أن يرحل مسئولي القاهرة المباركين؟

يا مسئولي القاهرة، لا تقولوا إن شاء الله. لأنكم أنتم الذين وضعتم ذاتكم آلهة على هذا الشعب المسروق والمنهوب. إنكم أنتم الذين قتلتم إله المصريين الواحد الأحد وجلستم مكانه يعبدكم الشعب المصري ليل نهار ويسبحون باسمكم ليحصلوا على قوت يومهم.

معظم المصريون في صلاتهم ودعائهم كل يوم يقولوا: يا آل القاهرة، ارزقونا رغيف العيش وكفانا هذا خبز اليوم. حتى الكثير من رجال الدين بصمتهم يؤمنون (يقولون آمين) على هذه الطلبات قائلين: الحمد والتسبيح والتعظيم لكم يا آلهتنا المباركين الكرام على نعمة رغيف العيش.

كفى سرقة ونهب في مدخرات الصعيد. كفى قتلاً وتفرقة بين أبناء الصعيد الواحد.كفى فتنة طائفية.

يا سادة
مَن المسئول عن الصعيد؟
مع كل ألمي.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة جماعية وتحرش جنسي جماعي
- حول اتهام القرآنيين بازدراء الأديان.
- دوائر التكفير
- دعوة للهجرة بعيداً عن التخلف.
- رسالة إلى المتدينين المحترمين
- صراع فاروق حسني الديني والثقافي
- حتى لا تعود الذكرى الرمضانية لإهانة الإسلام.
- كيف يكون الفساد تجسيداً للوحدة الوطنية؟
- لماذا اللحن المتواصل لكراهية إسرائيل؟
- يا فاروق ارتدي حُلة البهاء لتعلوا بها فوق الجهلاء.
- البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.
- هناك يعبدون البقر
- صناعة الفتنة الطائفية
- الزوجة الزلزال.
- الأزهر قام بواجبه: الجنسية أو الحرية الدينية.
- أين سخونة جمال وأنوثة المرأة المصرية؟
- رسالة إلى الرئيس مبارك للإفراج عن كريم عامر.
- في ذكرى اغتيال فرج فودة
- الحوار الإسلامي المسيحي.
- لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أيمن رمزي نخلة - مَن المسئول عن الصعيد؟