أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح














المزيد.....

قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حادثة رمي الرئيس الاميركي جورج بوش بحذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي, هي حادثة عادية بالمقاييس كافة, ولا تخرج عن كونها, رمي البيض والبندورة عند شعوب أخرى, كما حدث مع المستشار الألماني هلموت كول, أو مع رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير. السؤال الأهم هو لماذا ترمزت عند العرب وشعوب المنطقة? والترميز كان بوجهين متعاكسين! الوجه الأول: حمل عنوانا واحدا ذات فعل تصعيدي تعويضي, حذاء الزيدي يذود عن شرف الأمة. والوجه الآخر يعبر عن فهم دوني للحدث من جهة وعن بصق على الذات من جهة أخرى, ودخل على الخط ثلة من العلمانيين المتشدقين, بلا أفق معرفي, ومن مهرطقي مدعي ثقافة الدفاع عن الأقليات في المنطقة, وكانت كلها تحت عنوان واحد تسفيلي: "ثقافة الحذاء".ولتتحول عندهم ثقافة بكاملها إلى ما تساوي الحذاء. ولتتحول كل ثقافة المجتمعات العربية إلى معادل للقيمية البصاقية على الآخر.بالتأكيد يحق للزيدي أن يحتج بالطريقة التي يراها مناسبة, ولكن خارج إطار المقتضى المهني, لكونه استغل غطاءه المهني لتمرير احتجاج غير عادي ومخطط له جيدا.وهذا مخالف لأصول العمل الصحافي.لأنه لولا السماح له بالدخول إلى القاعة لما استطاع أن يفكر بهذا العمل. وبذلك يكون خارج الضمير المهني على أرضية الهدف السياسي. تعالوا لنرى واقعة ذات دلالة: كثر من مثقفي العرب ومعهم أجهزة إعلام النظام السوري مثلا حولوا الفعل إلى فعل بطولي له امتداد في الموقف السياسي الراهن. وهذا أمر أقل من عادي في تعبيره عن الخوف من المشروع الاميركي من جهة, وفعلا تعويضا عن عدم قدرتنا على فعل أقل من ذلك مع أنظمتنا وخصوصا الممانعة منها, وحتى أيام صدام حسين, ما الذي يمكن أن يكون لو أن الزيدي ضرب صدام حسين ? اعتقد كل المثقفين الذين وقفوا خلف ظاهرة حذاء الزيدي يعرفون جيدا الإجابة عن هذا السؤال. الموقف باهت جدا ومحزن جدا. أما من تنطح لكي يصب جام خصاءه على ثقافة المجتمعات العربية, بشقها الأكثري وبدأ بالتسفيل بها, وطرح وجهة نظره التي لم ولن تقبل أيضا مفاهيم الحرية. من الطبيعي جدا أن يخرج من العراق الجريح من هو ضد السياسة البوشية وأخطاءها القاتلة, ومن الطبيعي أيضا أن يخرج صحافي عراقي ويعتذر عن هذا السلوك, ولكن ليس من الطبيعي ان تصنف شعوب بكاملها في خانة ثقافة الحذاء. وهذا يشير أكثر ما يشير الى تماه مع جانب من الفكر الغربي المرصع بعنصرية ثقافية, وليس تماه مع الفكر الغربي بروحه الأنوارية والتنويرية. كمن يقول مازحا أنهم عرب! أو أنهم مسلمون! هل نستطيع القول عن الثقافة الأنكليزية أنها ثقافة البيض, أو ثقافة الصفع عندما صفع مواطن ألماني المستشار الألماني هيلموت شميت? ببساطة الأمر هو موقف احتجاجي بطريقة غير عفوية. وهذا ترك أثره عند زعماء اميركا اللاتينية عندما تعاطوا معه كنكتة دون اي بعد اخر, اللهم ماعدا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. ندعو اصحاب النعت بان هذه الشعوب تحمل ثقافة الحذاء, ان يفسروا لنا الصفع بالثقافة الالمانية, او البيض يالثقافة الانكليزية. لماذا هذا التصعيد اللغوي على هذا الحدث من قبل كلا وجهتي النظر? اعتقد هنا يكمن العمق في ازمة المثقف لدى شعوب المنطقة, ثم تعالوا نرى مفارقة طريفة من نوعها: بعد الحادثة اصدر اتحاد الصحافيين في اقليم كردستان العراق بالجملة بيانا يعتذر فيه للرئيس الاميركي, ويدين سلوك منتظر الزيدي, ثم بعد يوم واحد من هذا البيان الاعتذاري, صدر بيان من اتحاد الصحافيين في سورية, والذي هو اتحاد يتبع السلطة في دمشق, يحيي الزيدي ويحي حذاء الزيدي. ونترك الامر للقارئ من دون تعليق ليقارن بين البيانين, ليس من حيث الكلمات, بل من حيث السياق السياسي اولا واخيرا. وليضحك القارئ كما ضحك رؤساء وقادة اميركا اللاتينية, وصدر عن الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا في قمة الدول الاميركية اللاتينية المنعقدة في تلك الان اكثر من نكتة على تلك الصورة التي اثارها حذاء الزيدي, لدي سؤال بسيط في ختام هذه العجالة: هل لو استطاع الزيدي ان يدخل معه مسدسا ماذا كانت او ماذا ستكون النتيجة عندها? ثم لو قام الزيدي نفسه ورمى الرئيس الاميركي بوردة, هل تتحول ثقافة شعوب المنطقة الى ثقافة الورود?



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح