أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حميد الهاشمي - الأرقام العربية وحاجة المشرق العربي إلى العودة لإستخدامها














المزيد.....

الأرقام العربية وحاجة المشرق العربي إلى العودة لإستخدامها


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 03:08
المحور: الطب , والعلوم
    


من بين ما ينسب إلى العرب من إنجازات إبان عصرهم الذهبي قبل أكثر من ألف سنة، هو ما يعرف بالأرقام العربية. تلك الأرقام التي شاعت في العالم أجمع تقريبا حيث تستخدم اليوم، وتعتبر رمزا من رموز العولمة حالها حال المقاييس والمكاييل وأجهزة التوصيل الكهربائية وأدوات فك وربط الأجهزة وأنظمة المرور وغيرها، رغم بعض الإختلافات في بريطانيا ومنظومتها من بعض مستعمراتها السابقة.
والمقصود بالأرقام العربية هي التي تكتب بالأشكال التالية: (0، 1، 2، 3، 4 ....الخ)، وليس تلك التي تقابلها عادة وتعرف بالأرقام الهندية وأشكالها: ( ۰ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ....الخ). وتختلف قليلا عن تلك المستخدمة في البلدان الناطقة بالأوردية والفارسية (إيران وأفغانستان وباكستان).
الأرقام الهندية التي يعتقد البعض خطأَ أنها عربية، تستخدم في بلدان المشرق العربي بما فيها مصر. بينما تسمى الأرقام العربية الشائعة خطأ عند بعض العرب بـ(الانكليزية أو الغربية)، وتستخدم في المغرب العربي خلاف المشرق، يجمع العالم على تسميتها بالأرقام العربية (Arabic Numbers)، وباللغة الهولندية (Arabische Cijfers)، وتلفظ بالهولندية (ارابيشه سايفرز). وسايفرز التي تعني أرقام مفردها سايفر، مأخوذة أصلا من الرقم (صِفر) بالعربية.
والأرقام المنسوبة إلى العرب (الأرقام العربية)، هي الأخرى عليها جدل يتعلق بأصولها فهناك فريق ينسبها إلى الهند، منهم بعض المؤرخين والعلماء العرب المتقدمين بالإضافة إلى الراهب السرياني سبيخت، وهم أحمد بن يعقوب باليعقوبي والمسعودي والبيروني وغيرهم. وباحثين لاحقين أمثال، د. احمد سليم سعيدان، وقدري طوقان وعبدالحليم منتصر وعبدالوهاب التازي، وغيرهم. ولكن بعضهم وغيرهم يتفق على أن العرب قد طوروا هذه الأرقام التي تسمى أيضا بـ(الغـُبارية) نسبة إلى طريقة كتابتها على لوح يغطى بالغبار ليتسنى سهولة الرسم عليه.
والفريق الثاني يناقض الأول ويؤكد نسبها إلى العرب، ومن هؤلاء، د. عدنان الخطيب ود. احمد العلوي، واحمد السراج واحمد مطلوب ود. قاسم السامرائي وغيرهم. ومن بين الحجج التي يسوقها هؤلاء هو مطابقة أو مقاربة أشكالها إلى الحروف العربية بأشكالها القديمة خاصة النبطية. بل أن بعض الكتاب المغاربة خاصة حاولوا إثبات مغربيتها بالإضافة إلى عروبتها، على أساس أن من وضعها صانع زجاج مغربي. أعطى للأرقام التسعة شكلا يتعلق بعدد الزوايا في رسم كل منها: زاوية للرقم 1 زاويتين للرقم 2 وهكذا. (لاحظ الأشكال المرفقة).

وبعد أن بقيت التسعة والصفر كما هما، ودورنا الثمانية والستة والخمسة والأربعة والثلاثة والواحد، وقلبنا الرقم اثنان والرقم سبعة. حصلنا على الشكل التالي:


وبإيصال بعض هذه الأشكال بعضها ببعض، دون تغيير في الترتيب، نحصل على الشكل:

وهذه جملة عربية مكتوبة بالخط الكوفي)، ويطلق هذا الإسم على كل الخطوط التي تميل إلى التربيع والهندسة)، وهي: وهدَفي حسابْ ، مع أن السكون هو الصفر.
وهناك فريق ثالث يرجح مرجعيتها إلى الإغريق، وهم من الغرب، ولكن حججه تبدو ضعيفة.
وترجح البحوث في هذا المجال أن أول استخدام لتلك الحروف كان في عهد خلافة أبي جعفر المنصور العباسي. وأنها بقيت تستخدم في عموم البلاد الإسلامية وقتها، حتى إنفصلت الأندلس وبعض مناطق المغرب العربي، فاستبدلت الخلافة العباسية الأرقام التي كانت سائدة بالأخرى (الهندية)، والتي بقيت إلى اليوم تستخدم في المشرق العربي.
لقد جرت محاولات للتوحيد استخدام الأرقام في العالم العربي، ومنها "حلقة توحيد الأرقام العربية، التي عقدت في تونس، برعاية الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية عام 1963". لكنها لم تنجح للأسف في العودة إلى هذه الأرقام التي التصقت بالعرب مهما كانت حقيقة جذورها وأصلها وفصلها، وشاعت في الغرب منذ أدخلها لأول مرة البابا سيلفستر الثاني إلى أوربا في القرن العاشر الميلادي، لتحل محل الأرقام الرومانية المعقدة.

إن العودة إلى إستخدام الأرقام العربية بالنسبة لبلدان المشرق العربي، لها أهمية كبيرة في جوانب عديدة منها: التوحد في هذا الجانب مع المغرب العربي الذي يستخدم اللغة العربية لغة رسمية، مثله مثل المشرق. وهو تطابق مع أغلبية بلدان العالم التي تستخدم تلك الأرقام وتقر للعرب بالعرفان بابتكارها. وهو عودة وتصالح مع إرث ومنجز عربي خالد لا ينبغي تركه. يضاف إلى ذلك ما توفره عملية الإستخدام هذه من أهمية إقتصادية توفر الوقت والمال من خلال فك الإزدواج في إستخدام الشكلين من الأرقام (الهندية والعربية) في بلدان المشرق، خاصة في مجالات كتابة لوحات السيارات وعلامات التعريف والإعلانات والعلامات الإرشادية على الطرق ووسائل الإعلام وغيرها. وبالنتيجة فهي تقدم تسهيلات أخرى في مجالات متنوعة إضافية مثل تيسير العملية التعليمية خاصة في مجالات الحساب والعلوم الرياضية، وسهولة تعلم قراءة الوقت على الساعات التقليدية والرقمية (Digital)، وأرقام لاعبي الفرق الرياضية وأرقام الأجهزة الإلكترونية الشائعة وما إلى ذلك.
وإن فك الإزدواج هذا باستخدام نوع واحد هو العربية (العالمية)، يعني توفير المال من خلال تقليص مساحات الإستخدام والوقت والحبر والألوان والوقت من خلال عملية تغيير برامج الكتابة في الكومبيوتر وغيرها.
إننا نؤمن بالتواصل والتلاقح الحضاري بين الشعوب، وعلى أساس ذلك فإننا لا نثير هذا الموضوع بدواع شوفينية وعنصرية، بل لمجرد إثارة إشكالية تستحق التصحيح والتناول العلمي الموضوعي وتقرب بين الشعوب وتيسر حياتهم بغض النظر عن رابطة الدم والتاريخ والجغرافيا والثقافة.

مصدر الأشكال وشروحاتها: موسوعة ويكيبيديا الحرة.
* د. حميد الهاشمي، كاتب عراقي مختص بعلم الاجتماع: http://www.al-hashimi.blog.com



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الصراع بين الألوان البشرية والتداعيات الإجتماعية لفوز ا ...
- تيار الوسط العراقي وأزمة القيادة
- خطورة التدخين وخطورة دور وسائل الإعلام
- صدور الترجمة الانكليزية لكتاب عالم الاجتماع علي الوردي -دراس ...
- بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا
- عن المحافظ الذي خلع العمامة من أجل السلطة: علاقة الدين بالسي ...
- على هامش تحركاته السياسية الأخيرة: اياد علاوي في الميزان
- تداول المقاومة في العراق: ما مفهوم المقاومة الشريفة؟
- نظرية بناء الأمة وقابلية تطبيقها في المجتمعات غير الغربية
- مؤسساتنا وثقافة مواقع الانترنت: الجامعات نموذجا
- جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة ...
- المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
- المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
- المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر


المزيد.....




- حصاد الطب فى 2024.. ابتكار رقعة جلدية يمكن ارتداؤها لتتبع ضغ ...
- الصحة العالمية: ارتفاع حالات الملاريا بإقليم شرق المتوسط لـ ...
- بسبب حاجتها للأنسولين.. أم تُمسك بشعر ابنتها المصابة بالسكري ...
- علماء يرصدون -مادة كيميائية غامضة- في مياه الصنبور.. هل هي خ ...
- مخدر الشابو.. مدمر للدماغ ويصيب بالسكتات والجلطات
- موسم جديد من البرامج.. نزل تردد قناة ميكي الجديد على جميع ال ...
- ” يا لولو يا لولو ” تردد قناة وناسة بيبي 2024 استقبليها على ...
- بسبب نقص الرعاية الصحية.. مرض غامض ومرعب يصيب -أبو صابر- في ...
- مركز السيطرة على الأمراض الأمريكى يسجل إصابة طفل بأنفلونزا ا ...
- أسباب وعلامات السكتة القلبية.. عوامل تزيد فرص الإصابة بها ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حميد الهاشمي - الأرقام العربية وحاجة المشرق العربي إلى العودة لإستخدامها