أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه














المزيد.....

الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيمياء التطرف تتمثل فى تماهى العقيده مع الذات بحيث تصبح هى الذات ويصبح بالتالى تعاطى اى نقد او مخالفه لهذه العقيده يتم على اساس انه موجه الى الذات. فالمتطرف لا يرى تلك المسافه الضروريه التى تفصل بين الذات الانسانيه المتمثله فى خلق الله اجمعين وبين العقيده التى يتبناها هو وقد لايتبناها غيره من الناس, بل من الواقع جدا ان لايعتنق الجميع العقيده الواحده نفسها لان سنه الله تقتضى الاختلاف . فتراه يثور عندما يحاور او يسمع لمن يخالف عقيدته او لايضمر انسانيه لمن يرى انه يعتنق عقيدة اخرى فبصبح الامر لديه قضية وجود ,ولان قدرته على التحمل او معايشة اصحاب العقيده الاخرى ضئيله ولانه يرى فى ذلك فناء لذاته وتلاشيا لها فانه يسعى الى الغاء الاخرين وحقهم فى الاختلاف بشتى السبل المتاحه, فيقصى اذا امكن الاقصاء ويسفك الماء اذا تطلب الامر ذلك.
فناء الذات فى العقيده هو كيمياء التطرف التى يجب ايقاف تبلورها او اشتعالها او على الاقل تفكيك جزئياتها بشكل او باخر . ثمة وسائل عديده لانجاز ذلك منها او من اهمها اللجوء الى الاسبقيه التاريخيه لوجود كل من الذات والعقيده والتركيز على ان الذات هى الاساس او هى صاحبة الاسبقيه ثم ياتى تبنى الانسان للعقيده بمعنى اخر هو ان يولد الانسان ذاتا ومن ثم يتبنى العقيده او المنهج التى يقتنع بها او به وللعوامل الاجتماعيه والثقافيه وحتى الجغرافيه تاثير فى ذلك فالانسان منتوج اجتماعى كما يرى البعض.
وبالتالى للذات الانسانيه صفات تميزها عن غيرها من الذوات الاخرى المخلوقه فهى انسانيه الطابع اى انها تقيل التعايش وان كان ثمة اختلاف فى اللون او فى اللسان او الشكل ولكن الطابع الانسانى جامع لما تحته من خصائص اختلافيه صغرى. فمن الضروره او من مستلزمات الوعى الطبيعى ان لاتغير العقيده المتبناه من هذه القابليه الانسانيه للتعايش. بمعنى اخر ان تحافظ هذه العقيده على انسانيه الذات وحريتها فى الاختيار وأن بنت فوقها رؤيتها المختلفه وتصورها للكون ولها كل الحق فى الدفاع عن ذلك والاستماته فى ذلك ايضا بشرط ان لاتفرط او تغفل عن الاساس فى حرمة الذات الانسانيه واحقيتها فى الوجود والتواجد وحرية الاختيار.

التراكم والفهم التاريخى الذى ادى الى فناء الذات فى العقيده هو الكيمياء التى يخرج بها المتطرف من المختبر فيرى العالم بشكل احادى وضيق فلا انسانيه دون ما يعتقده ولا عقيده غير تلك التى تخرج مع انفاسه, والعالم بالنسبة اليه بؤره ضيقه لاتحتمل الغير المختلف. ان اشكالية التطرف هى فى كونه يبدأ بالبعيد ثم ياتى على القريب, فالذوات الاخرين تنكمش با ستمرار لينفرد المتطرف وحده ذاتا وعقيده, كنت ارى ولازلت ان عملية التدريس يجب ان ترتكز على اكثر من مستوى ياتى فى مقدمتها المستوى الانسانى ومن ثم المستوى الدينى والاجتماعى فاختلاف المدارس والمناهج على اشكالها من الضروره ان لايخرج عن ذلك فلا ياتى اصحاب مدرسه بعينها باولويه خاصه بها تجعل من المستوى الدينى يلغى ما بعده او يلغيه او اخرى ترى فى البعد الاجتماعى الطبقى او الاثنى اولويه على المستوى الانسانى مثلا. لا انفكاك من خطورة التطرف الا بادراك المسافه بين الذات الانسانيه التى كرمها الله والذى امتلك وحده اعادتها اليه وبين ما تعتقد به او تتبناه وان بداية تطرفها يبدأ فى تماهيها مع ما تعتقد بشكل ينسيها اصلها الانسانى او قاسمها المشترك مع سائر البشر او بنى الانسان عامة وقد يجنح بها ذلك الى شاطىء الاقصاء الذى يرى فى الاخرين ذواتا لاتستحق الحياه لا لشىء الا كونهم مختلفين وفى ذلك تجن على ماجاءت به جميع الاديان والرسالات بل وتمرد على امر الله بتكريم الانسان وحريته فى الاختيار وبيان قدرة الله وعظمته فى خلق هذا التنوع والاختلاف حيث لو شاء سبحانه لجعلنا امة واحده .ولكن جكمته اكبر من ان يحتويها اويدركها عقل مخلوق او بصيرة بشر.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيمياء القاتله
- -الحج- والبعد الانسانى
- المجتمعات الجاهزه- ومأزق الحراك الاجتماعى
- -المجتمعات الجاهزه- ومازق الحراك الاجتماعى
- مهرجان -مزايين- الديمقراطيه
- دول الخليج وسؤال الهويه
- بناء الشخصيه الوطنيه كيف؟
- مجتمع على صفيح ساخن- قطرى-مابعد الحداثه-
- حتى لاتنام نواطير الامه عن ثعالبها
- نحو مواطن اقل هذيانا
- المواطن بين - الفرقه الناجيه واليتم الاجتماعى
- قطروالسعوديه.........التاريخ يتحدث والجغرافيا تشهد
- العلمانيه فى العالم العربى الغياب الذى نتصوره حضورا
- فى نعى العربى الاخير
- ابعاد الهويه واشكالاتها
- فاتورة الفوات التاريخى
- فخ الديمقراطيه صندوق الانتخابات وغزو الدهماء
- لما ذا يعجز الطرح الايديولوجى عن انقاذ الامه؟
- الطبقه الوسطى فى الخليج وظاهرو التضخم
- الوعى الحقيقى والوعى الزائف


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه