عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 04:23
المحور:
حقوق الانسان
قبل أيام قليلة فقط، نبهتنا منظمة العفو الدولية Amnesty International لمعضلة العراقيين السياسيين المعتقلين (رجالاً ونساءً):
ألاف العراقيين المعتقلين من قبل القوات الأمريكية يواجهون مخاطر التعذيب، بل وحتى التصفية، بعد أن تصبح الإتفاقية الأمنية SOFA نافذة اعتباراً من 31 ديسمبر الحالي، حيث سيتم نقلهم إلى سجون حكومة الاحتلال في بغداد.
يتواجد بحدود 16 ألف معتقل عراقي في سجون قوات الاحتلال (عدا أعداد غير معروفة في السجون الحكومية ذاتها). كما وقامت القوات الأمريكية بتسليم السلطات الحكومية 39 شخصية من قادة النظام العراقي السابق إلى الحكومة الدميّة في المنطقة الخضراء.
"جرى هذا التسليم مع الإقرار بأن نظام المحاكم العراقية التي تنظر في الجرائم الكبرى، صارت عنيفة وقاسية تجاه المتهمين، غير أبهة بضمان سلامتهم، وبعيدة عن إجراء محاكمات أصولية تجاه هؤلاء الأشخاص وفق القواعد القانونية المعترف بها،" حسب اعتراف المحتل الأمريكي نفسه.
وكما هو موقف العفو الدولية، كذلك ذكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان في تقرير لها نُشر يوم الأثنين، بأن محكمة الجرائم الكبرى العراقية فشلت في تطبيق المعايير الدولية الرئيسة لضمان محاكمة تتصف بالعدل، بما في ذلك عدم تنكرها استخدام العنف والتعذيب والطرق الأخرى المخالفة للقانون."
في بداية ديسمبر، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً بشأن العراقيين المعتقلين لدواعي سياسية (رويترز)، ذكرت فيه: "إن الوضع في السجون العراقية، يتصف بالقسوة acute، بشكل خاص، حسب قول المبعوث المساعد للأمم المتحدة في التقرير. اعتُقل الكثيرون لأشهر أو لسنوات دون توجيه تُهم إليهم، ودون السماح لهم بتوكيل محامين، بل وحتى دون محاكمتهم. وهناك إدعاءات مستمرة بممارسات واسعة للتعذيب وسوء المعاملة، وهي محل قلق مستمر."
على الأقل، فيما يخص هذه المنظمات: العفو الدولية، مراقبة حقوق الإنسان، الأمم المتحدة، فقد مارست، جزئياً، دورها في هذا المجال. كما أن الرأي العام أعطى شيئاً من انتباهه لهذه المعضلة. بينما استمر الصمت المطبق من قبل الجهة أو الجهات المعنية بهذه الاعتقالات.
ومن طرفنا، فسوف نستمر في فضح ديمقراطية الدمية البشعة monstrous puppet في بغداد، العاملة وفق محركات يتم تشغيلها في واشنطن وطهران..
إذا ما كان هناك شيء واحد هو الأكثر وضوحاً وسطوعاً في التاريخ البشري، فإنه يتجسّد في أن السلام لن يقوم أبداً في غياب العدل!
مممممممممممممممممممممممممـ
Lest we forget,(Gabriele Zamparini, The Cat s Blog), urknet.info, December 17, 2008.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟