منتظر الزيدي تسونامي اجتاح العالم

علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 03:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لا نحب أن الخوض في غمار الحديث عن بطولة او همجية او جهل او عفوية الشاب العراقي منتظر. لكن الحدث فرض نفسه على ابسط مستويات الإدراك الشعبي العراقي والعربي.. وتلاقف الخبر الأعلام العربي المتناقض.. فمنهم من دعا ذلك بطولة وشجاعة ..منهم من فسره بالبكاء على الماضي السياسي العراقي منهم من فسره مقاومة منهم من فسره بالبعثية والتكفيرية العربية (القاعدة)...لكن حقيقة الحدث فاقت كل التفاسير.. الجميع وقف مذهولا ..الجميع تحدثوا عن حدث هز العالم بأسره..منتظر وجراءته وشجاعته وجنونه.. فعل فرض نفسه على كل الأحداث والأخبار العالمية والعربية والعراقية.. لا بل منتظر الزيدي أصبح موجة إعلامية او تسونامي حدثي هائل يجتاح عالم الأعلام.. لم يحصل قط لعربي او عراقي ان امتلك هذه العظمة الإعلامية وهذه الشهرة التي أذهلت العقول لا بل تسابق الأعلام ومؤسساته الخبرية لقطف ثمار الأخبار حول الحدث ومتعلقاته وتبعاته......

البعض يتحدث على انه يجب ان يقدم الاعتذار من قبل قناة البغدادية التي يعمل فها منتظر... نستغرب ذلك جدا هل الاعتذار هنا يليق بمستوى الحدث !!!!؟ ان احدث اصبح عالميا منتظر فرض نفسه كشخصية لا يسمح لها بالتراجع... ولا يتمنى لها احد التراجع انه أصبح رمز عفوي عراقي وعربي ...وشخصية أخذت أبعاد عظيمة وخصوصا مؤسسات الأعلام وترويجها لأعياد الميلاد فان منتظر أصبح أمير الأحداث وتسابقت المؤسسات لاستغلال فكرة الحدث وسيخرج لنا الأعلام الغربي قبل العربي بطلا ذو معجزات لا نراها بهذا الشاب العراقي... ان لم نصدق سيكتب العالم عنه ما نعجز نحن عنه... منتظر الرمز عربي عراقي بغض النظر عما يقال عن الأسلوب همجي ام متحضر انه قدر فرض نفسه بقوة.... ان منتظر فكر واتخذ القرار ببساطة وعفوية ونفذ بشجاعة وجرأة عالية جدا ما قرره... هذا بحد ذاته فخر له ...لا نعرف بالتحديد لماذا فعل منتظر ذلك!! لكنه فعله بثقة وأيمان وجرأة..ونحن نفسر الحدث وفق ما نحب ونؤمن ونشتهي ....هنا تبرز أسئلة واستفسارات متعددة هل الولايات المتحدة الأمريكية عادلة ومنصفة بسياساتها اتجاه القضايا العربية بشكل عام ؟ منذ أكثر من 50 عام ..أمريكا تذل العرب ولا تحترم لهم رأي!!!أمريكا لا تحترم الدور السياسي العربي...كل ما تفعله أمريكا استغلال العرب والاستهانة بحقوقهم ومقدساتهم وأخلاقياتهم .... هل جرائم صدام واستهتاره بحقوق شعبنا العراقي كانت بعيدة عن أفكار ومخططات واستشارت المخابرات الأمريكية اللعينة؟؟!! هل الإدارة الأمريكية هي من منحنا الديمقراطية؟ عجيب أين هي الديمقراطية؟؟ هل الصياح والتظاهر في فضاء الصحراء هو ديمقراطية أمام غش السراب وعتمة عواصف الرمال.....!؟ هل الحديث أمام من لا يسمع ديمقراطية؟!!!! هل الحديث مع من لا يجيب ديمقراطية؟؟؟!!! ............هل أمريكا أسقطت هبل بغداد من اجل سواد عيون منتظر وشعب العراق؟؟؟!!! أمريكا أعادت للكويت الماء والكهرباء بعد اقل من 6 أشهر على أخراج الجيش العراقي منها..ماذا فعلت أمريكا للعراق المتراجع للوراء منذ أكثر من 5 أعوام؟؟؟!!!!!! من مهد لدخول الإرهاب للعراق ؟ من يظن ان أمريكا دخلت للعراق لتحريره من الظلم الصدامي واهم أمريكا لم تدخل من اجلنا او من اجل ديمقراطيتنا!!!!! من يقول أن الرئيس الأمريكي هو ضيف على العراق واهم او متلاعب بالكلمات.....لان الضيف لا يدخل البيت الا بعد ان يطرق بابه وبوش دخل العراق ولا احد يعلم ذلك.. وانما تفاجؤا به الجميع!! هذه هي الحقائق وهذه هي النقاط التي تفتقر لها حروف كلماتنا....

منتظر الزيدي شاء ام أبى أصبح يمثل رمزا عربيا ..قصد هو ذلك ام لم يقصد...انه ضرب السياسة الأمريكية المتجبرة في الشرق الأوسط لأكثر من 50 عاما... انه مثل صرخة رفض عربية لسوء أمريكي لا ينتهي ضد شعوب المنطقة... منتظر القدر العراقي... بضربه حذائه رد اعتبار الشرف العربي ...ضرب اللقيط السياسي الديمقراطي الأمريكي في العراق... منتظر قدر عراقي رفض الفساد ورفض الفقر والاستغلال ... منتظر ضرب اللانظام الذي أسست له أميركا في العراق وبدأت تصدره لدول المنطقة... منتظر قدر عظيم بعفويه شديدة استقطب الملايين .... منتظر ليس بعثيا لان البعثيين جبناء....منتظر ليس تكفيريا لانه هتف بأسماء الشرفاء منتظر نبض قلب عراقي انه صيحة زلزلت أركان النفاق السياسي منتظر يكفيه فخرا انه أصبح أسطورة رفض الغباء الأمريكي ....منتظر صفع أمريكا صفعة ديمقراطية حدثها اعنف من أحداث الغباء والهمجية في 9 أيلول..منتظر ... منتظر قدر عراقي تحدثوا عنه بشرف تحدثوا عنه برفعة وكرامة لان ضخامة الحدث يجب ان تستغل وتبرز الهم والألم العراقي والعربي يجب ان تفهم شعوب العالم لماذا فعل منتظر ذلك لماذا فعل منتظر ذلك؟ .... لا تترددوا في الكلام عن معجزات هذا الشاب انه يستحق ذلك............أخيرا نقول منتظر قدر عراقي وتسونامي يجتاح العالم....

#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات