أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس غضبان الحمداني - البرلمانيين العراقيين من حي التنك الى المنطقة الخضراء














المزيد.....

البرلمانيين العراقيين من حي التنك الى المنطقة الخضراء


فراس غضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 05:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعد الانتخابات في البلدان الديمقراطية واحدة من اهم الفعاليات التي يعول عليها الشعب لاحداث متغيرات كبرى في حياته .

فانتقال سلطة من الحزب الجمهوري الى الديمقراطي في امريكا او صعود المحافظين وهبوط العمال في بريطانيا فأن لذلك دلالات كبيرة في حياة المجتمع والافراد ، لان تغيير الوجوه يصاحبه تغيير في السياسات المرتبطة بحياة الوطن والمواطن .

هذا ما يحدث في البلدان المتمدنة التي عرفت الحرية منذ قرون ، ولكن البلدان التي مازالت في مرحلة الانتقال للديمقراطية وفي ظل بيئة معروفة الابعاد مثل العراق فأن المرء يتابع المشهد الانتخابي ، فيرى ان الوجوه ان تبدلت وان استمرت في مواقعها ، فلا يحدث اي تغيير يذكر في حياة المواطن .

ان الديمقراطية في هذه البلدان لعبة والرابح الوحيد فيها المرشح ، الذي يحاول وبكل شراهة ان يكتسح كل ما في طريقة ، واكدت لنا التجربة ان هذا الاكتساح ليس تأكيدا لعقيدة او تحقيقا لرسالة وانما المطلوب ان يلمع المرشح صورته وينفخ كرشه ويراكم ثروته ويغالي في تطرفه المذهبي والعشائري ، لان العشيرة وابناء المذهب هم الذين يرشحونه ويلمعون صورته ، ولكن عند توزيع الغنائم يأخذ حصة الاسد والاخوة والحبايب والاقارب حصة الغزال والمنافقين من المستشارين والاعلاميين حصة الارانب .

وهذه الشلل تساند المرشح وهو في البرلمان وتنسق اموره وهو في الوزارة او بالسفارة ، حيث يتولون عمليات ترتيب الصفقات والعقود وتهيئة الليالي الحمراء في المنطقة الخضراء او في فنادق النجوم الخمس في بلدان العالم التي يسافرون اليها بدولارات الناخبين وعامة المواطنين .

ويبدوا ان شلة الحفاة والنصابين سياسيا قد اجادوا لعبة الانتخابات ووجدوها ( دسمة ) تستحق الركض واللهاث لانها تنقلهم من الشوارع الى المواقع وتلبسهم البدلات الانيقة او العمائم المعطرة ، بعد ان كان البعض منهم لايستبدل ملابسه الداخلية الا في المناسبات الكبرى والاحداث الجسيمة وهي تعد على اصابع اليد .

ان هؤولاء ومعهم شلة من الحريم ماكانوا يحلمون بكل هذا الثراء لولا بركة القوائم الانتخابية واللعبة الديمقراطية وهذا الامر ممتع وشيق لاسيما ان الاخوة والاخوات حصدوا هذه المكاسب وهم لم يبذرون حقلا او يحصدون زرعا ، فليس منهم من عارض صدام او اعتقله وطبان ، بل كانوا ربما من المقربين اليهم والمعتمدين في كتابة التقارير على جيرانهم المتهمين بالمعارضة ومعاداة القائد الضرورة .

سبحان مغير الاحوال الذي حول فدائي صدام الى اعضاء في الائتلاف والحزب الاسلامي ولا نستغرب ان نقول الكردستاني وما بينهما من احزاب وكتل ، غنوا لصدام ومشوا وراء برزان الا ماندر ومن هذه الندرة كوكبة الشهداء التي لم تقبض اسرهم دولارا او منصبا ووظيفة تعوظهم حرمان السنين .

ان الديمقراطية العراقية اصبحت مزادا يفوز فيه اصحاب الصوت العالي والذين يورقون في الليالي وينافقون وينسقون بهذه وذاك ويرمون المباديء والقيم في سلة المهملات ويخدعون بسطاء الناس للحصول على اصواتهم بأسم علي او عمر وبأسماء أخر مثل العربي والاكراد والتركمان والكلدوآشور ، وهذه الاقوام والطوائف لم تقبض منذ خمس سنوات عجاف من هذه الشلل الانتخابية الا الشعارات والتصريحات الفارغة والدليل على مانقول ان حياة هؤولاء تغيرت ( 360 ) درجة وانتقلوا من القطاعات البائسة في المناطق الشعبية التي هي اشبه بحي التك او منطقة حافات المياه في اطراف مدينة الثورة واصبحوا بين ليلة وضحاها في المنطقة الخضراء وقاموا يتبخترون بين باريس وفينا ، ونحن نعلم ان امهاتهم مازلن يحتفظن ببسطاتهن لايام الحاجة , ان هذا الكلام ينطبق ايضا على آخرين يتحدثون باسم ديالى والرمادي ونينوى والجنوب ، والناس تعرف حقائقهم ووقائعهم وكيف كانوا واين اصبحوا الان .

بأختصار ان العراقيين كفروا بهذه الديمقراطية التي تشابه عندهم الدكتاتورية حيث تهيمن فئة قليلة وتعبث وتسرق بالمال العام ويحرم الملايين من العراقيين الشرفاء ، وان التغيير في الوجوه والاسماء لا بالافعال فأحذروا من الحرامية الجدد القادمون .



#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني بين الشبحية والواقعية
- بعد خيانة بغداد هل يفعلها المالكي ويعزل العيساوي
- عصر المكرمات والاستثناءات ..!
- زعاطيط البرلمان
- فضائح مكاتب اعلام الوزارات
- المخفي والمستور في الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية
- الهروب الى المواقع الالكترونية
- ساسة العراق من الفيل الى الحمار ..!
- اوباما الاسود : الضوء في اخر النفق
- الاثمون في التعليم العالي يعالجون الخطأ بالخطيئة
- العجيلي يدق المسمار الاخير في نعش التعليم العالي
- بين صلاة عزة الدوري وفضيحة المطر
- في الاتفاقية الامريكية حضر المزايدون وغاب الشعب
- امبراطورية برزان ستان
- افكار بلا اسوار في قناة الديار
- الصحافة ديمقراطية وليست بيروقراطية
- هل سقط مثال الالوسي في الفخ الايراني
- آخر (كلاوات) المصالحة العراقية ...! !
- ماذا تنتظر حكومة بغداد من تجاوزات الجارة المسلحة إيران..!
- العراق وأمريكا زواج متعة أم ارتباط كاثوليكي .. ؟ ؟


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس غضبان الحمداني - البرلمانيين العراقيين من حي التنك الى المنطقة الخضراء