احمد البديري
الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 05:19
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لا يخفى على متتبع الجهد المضني للحكومة العراقية في سبيل أستنزاف طاقاتها وإمكاناتها المتاحة لتمرير الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة عبر مجلس النواب العراقي وذلك من خلال سياسة الاستئثار وتوزيع الكعكة بين كتل التحالف الخماسي او عبر شراء الاصوات للتجار في مجلس النواب من ذوي الاطماع المتوزعين بين هذه الكتلة او تلك وبعض ما يسمى بالمستقلين ..
وتعكزت الحكومة على ترويج فكرة جدولة انسحاب قوات الاحتلال عبر هذه الوثيقة او الاتفاقية لمنحها صفة شرعية تنسجم مع مطالب اغلب القوى السياسية العراقية ولتعتيم على مطالب الكتل الوطنية التي طالبت بتعديل عدد من مواد هذه الاتفاقية كونها لا تنسجم وتتطلعات وطموح العراقيين بسيادة واستقلال بلدهم وعمدت السلطة كذلك الى أظهار القوى الرافضة والمتحفظة على الاتفاقية الموقعة بين الحكومة والسفارة الامريكية بمظهر المعارض والرافض لجدولة أنسحاب القوات تمهيدا لاستقلال البلاد .
واليوم سقطت ورقة التوت تلك التي تسترت خلفها القوى الحاكمة وذلك أثر تصريح ( صريح جدا ) من لدن الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ في إفادته بمبنى وزارة الدفاع الامريكية عندما أكد بوضوح عزم حكومته على عدم معارضة وجود أمريكي عسكري للعشر سنوات المقبلة بداعي عدم جاهزية القوات الامنية العراقية لمواجهة الاعداء المفترضين وهو نفس الحجة التي تذرعت بها الحكومة سابقا لتوقيع هذه الاتفاقية .
وبالتأكيد فأن مثل هذا التصريح الخطير لا يمكن ان يعبر عن وجهة نظر الدباغ الخاصة وإنما هو تبليغ حكومي رسمي لايصال رسالة واضحة لجميع من صدق مزحة جلاء القوات الافتراضية المسماة اتفاقية انسحاب قوات الاحتلال ...
الناطق الرسمي لم ينسى ان يضفي بعض الدعم المعنوي لتصريحه الحكومي عبر إشارته الى ان التمديد سوف يتم بالتشاور بين حكومته وحكومة الولايات المتحدة ولم يوضح السيد الناطق الرسمي عن اي حكومة امريكية يتحدث ، المنتهية ام الجديدة ؟!
أن هذا النقض الصريح والسريع لمشروع الاتفاقية الامنية وفكرته الاساسية يمثل مؤشرا خطيرا على الاساليب الملتوية والاستفراد بالقرار السياسي من قبل الحكام في العراق وهو امر ذو دلالة واضحة على طبيعة ادارة شؤون البلد من قبل الكتل الحاكمة والتي تقود هذا البلد عبر هذه السياسات الخاطئة الى مفترق الطرق واصعب المتاهات .
#احمد_البديري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟