|
المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
اميرة بيت شموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 19:41
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
بعد مرور سنة على ازاحة النظام المجرم من التسلط على رقبة العراقيين، وانبعاث الامل من عودة الحياة الطبيعية للعراق وعودة الحرية والكرامة الى ابناء هذا الوطن الكبير، تعود المرأة العراقية لاستقبال يوم المرأة العالمي في جو يشوبه الحذر والتشكك، نتيجة الارتباك الذي احدثه القرار ( 137) المجحف بحقها بشكل خاص، والمجتمع العراقي بشكل عام ونتيجة لنسبة تواجدها في مجلس الحكم، هذا القرار الصادر من قبل مجلس الحكم الجديد، والرامي الى مصادرة حقوقها الانسانية حتى بين اخوانها في الثورة ضد الجحيم الصدامي، الذي غدر وصادر حقوقها المثبتة في الدستور العراق، اعلى سلطة في الدولة، بعد ان احكم قبضته على العراق.
فقبلا، لم تمر اشهر على ازاحة صدام وزمرته من الحكم في العراق الجريح ، حتى اثبتت الحقائق والواقائع من الداخل مدى وحشية هذا النظام في التعامل مع المرأة وحقوقها الانسانية، التي تشكل احدى اسس الحياة المستقرة في كل مكان من هذا العالم. المقابر الجماعية التي اكتشفت بعد رحيل اكبر طاغية عرفه التاريخ، ضمت بينها النساء الى جانب الرجال، بالاضافة الى مقبرة خاصة بالنساء من مختلف الاعمار الى جانب الاطفال. كل هذا يثبت للعراقيين والعالم اجمع مدى مشاركة المرأة العراقية في النضال الى جانب اخيها الرجل في ازالة قيود العبودية والتسلط الدكتاتوري الرجعي المتخلف للنظام البائد، هذا النضال الذي، ومع الاسف، لم يوضع له اي اعتبار في قرارات البعض في مجلس الحكم، فذهبوا اول ما ذهبوا الى محاولة نسف حقوق المرأة الانسانية في الدستور العراقي الجديد، متناسيين ان الانسان انما يناضل ويدفع بالغالي والنفيس من اجل حياة حرة كريمة وليس لينتقل بين ظلال الاسعباد.
لسنا نخالف الحقيقة والواقع اذا قلنا ان العراق لن يخرج من دائرة المشاغبات، حدود القتل واراقة الدماء، اذا حاولت الاطراف السياسية، التي تمثل النسيج العراقي في مجلس الحكم، الالتفاف على الحقوق الانسانية العادلة للعراقيين ولبعضها البعض او تهميش بعضها البعض كما كان يفعل صدام وزمرته من قبلهم، فالحقيقة السائدة في العراق اليوم ان كل ابناءه يعيشوا الان في مرحلة الغليان والثورة من اجل حقوقهم الانسانية، بحيث لم يبقى لديهم مجال يتحمل الجور والبطش او التهميش والتظليل بحقوقهم المشروعة. والمرأة العراقية التي عاشت المعانات اضعاف مضاعفة، لن تقف مكتوفة الايدي امام سياسات التهميش وعدم الاعتبار لدورها الرائد في خدمة المجتمع.
المطلوب من الجميع ان يشعروا بمأساة اخوانهم واخواتهم، من حيث ان جميعنا تعرضنا الى نفس الظلم والمآسي ومن نفس الدكتاتورية المتسلطة سابقا، ومن حيث ان الجميع قد قدم الكثير من التضحيات على صرح الحرية، فما بال البعض اليوم لا يشعر بمأساة الاخرين؟؟؟
المطلوب من الجميع ان يعوا ان الانسان العراقي المناضل حي ويعي حقوقه جيدا، كما ان المرأة العراقية المناضلة تدرك بانها ليست كائن غريب عن الوطن او جزء منزل من كوكب اخر فيه، انما هي احد قطبي الوطن الرئيسيين واحد قطبي الحياة. فاي محاولة لشل حركتها في عملية بناء المجتمع هو محاولة لشل احد قطبي الوطن واحد قطبي الحياة وهذا يعني وضع القطب الاخر ( الرجل) تحت ثقل كبير، وبالتالي عرقلة حركته بنسبة 50% او اكثر ان لم نقل شلها.
نحن بحاجة الى الاسراع في بناء الوطن، والوطن يملك من الموارد الشيئ الكثير ولكنه فقط بحاجة الى تعبئة جماهيرية واسعة، وهذا يعني اشراك الطرفين ( الرجل والمرأة) في عملية البناء والاصلاح والتجديد داخل العراق. نحن بحاجة الى ابداء المزيد من الانفتاح واحترام الرأي الاخر وافساح المزيد من الفرص لبعضنا البعض واعطاء المزيد من الحقوق لبعضنا البعض لنتمكن من بناء واصلاح ما افسده الطاغية صدام الاجرام.
ان محاولات عرض العضلات والقوة بين الاطراف السياسية المتصارعة، لاتخدم القضية العراقية في شيئ . المطلوب من الجهات السياسية في مجلس الحكم، العدالة والوطنية عند النظر الى اي مسألة تخص العراق والعراقيين ( كحقوق المواطنة والمرأة والعامل والفلاح والطفل والقوميات والاديان وغيرها) ، وليس معادلات الاغلبية والاقلية ( وهنا نود ان نسترعي الانتباه باننا ضد مسألة الاغلبية والاقلية، بالرغم من انها لو اخذت فعلا بنظر الاعتبار في مجلس الحكم، لفازت النساء باغلبية مقاعد مجلس الحكم والرئاسة العراقية، من حيث ان نسبتهن هي اكثر من 60% في جميع محافظات العراق)، لان الوطن هو الذي يجمعنا والعدالة هي كل ما نتوقى اليها جميعنا.
#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
-
الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
-
هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
-
الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
-
حقوق المرأة والقيادات العليا
-
رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي
-
ليكن عامنا الجديد عام الحرية الفكرية نعم لمسيرات الاحتجاج ..
...
-
هل كانت سميرة الشاهبندر تفاوض التحالف ؟؟؟؟
-
تحية الى الحوار المتمدن واخراجه المرتب
-
المرأة والمومس
-
مواجهة الكلاب السائبة
-
سلاّمة
-
منصب نيابة الرئيس للنساء فقط
-
اوجه الشبه بين الشيعة والاشوريين في العراق
-
الجهالة سبب بلاء البشرية
-
الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟
-
المنفذ للخروج من الأزمة العراقية
-
نعم، محرري الفكر العراقي المسجون يستحقون كل الاحترام... مع ت
...
-
لماذا تتعرض المواقع العراقية الحرة الى هجوم واستفزاز؟؟
-
حول الثقافة الانسانية في العراق... مع تحياتي الى الاستاذ د.
...
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية
...
/ جمعة الحلفي
-
بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة
/ جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا
المزيد.....
|