أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية - وديع العبيدي - مدينة الحوار المتمدن














المزيد.....

مدينة الحوار المتمدن


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 10:05
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
    


معنى الحضارة هو أن تخلق مدينة.. ومعنى المدينة يتجسد في انتاجها ثقافة مدنية.. المدينة بمعنى التعدد والانسجام والتعاون كالجسد متعدد الأعضاء. لكل عضو وظيفة واتجاه حركة، ولكن بدونه يفقد الجسد خاصة من كيانه. العين لوحدها لا تصنع جسدا ولا الرجل فقط، أو الكتف.. انما هو كل هذا وذاك. لا يمكن تصور مجتمع كلهم يلعبون الكرة، أو مجتمع كله منشغل بصناعة السلاح، كما أن الانسان لا يستطيع أن يشتغل بشيء واحد كل وقته أو يأكل نوعا واحدا من الطعام. لا يمكن تصور جسد بدون رأس، ولا رأس بدون عين أو أنف، جثة بغير قدمين، أو أو....

عنيت أثينا بالفلسفة والعقل، فتحدد أجلها، وعنيت طروادة بالعسكرة فأتت أجلها، وجمعت روما بين هذه وتلك وغيرها، فطال أمدها، وتواصلت أغصانها وثمرها لتشكل جوهر الثقافة العصرية الراهنة والمستقبلية. وفي تاريخ العرب ظهرت دويلات وممالك قبلية لم يكن لها من الحياة أو الرفعة نصيب، ثم جاءت دولة عمر لتجمع اختلاف الشعوب واللغات في إطارها فنشأت امبراطورية استمرت صبغتها أمدا كثيرا. لكن هذه الدولة المتعددة لم تتجاوز عصبية القبيلة وعقدة قريش، ولم تدرك أهمية المساواة والتكافؤ بين الناس والجماعات والشعوب والثقافات المختلفة. فلم يكن لها من الامبراطورية غير سعة الرقعة، ومن الدولة غير السطوة والبأس، فدالت من حال إلى حال، وتقاسمتها ملل وعوائل، سعى كل منها لتسخيرها تحت ظل عصبيته القبلية والأسرية، حتى انتهت غير مأسوف عليها، ودون ان تسفر عن درس التاريخ والانسانية. ولا زالت عصبية القبيلة التي ندّد بها ابن خلدون تسود مفهوم دول الشرق الأوسط ونظريات الحركات السياسية. فما تنجب عاقر، أثبتت قرون التاريخ عقمها..
*
الاسلام لم ينتج شاعرا اسلاميا*، وولاية الفقيه لم تؤسس مدينة، والعروبة لم تتحول إلى هوية ثقافية حية. والسبب هو أحادية النظرة ورفض الآخر والاستبداد وتغييب المختلف. فالدرس الذي نخرج به من تاريخ الجور هو أهمية التعدد واحترام الآخر وقبول المختلف وتوقير حرية الرأي والتعبير والتعاون، ونبذ العصبية والانحياز والاستبداد تحت أي عنوان. وفي هذا الإطار تقتضي ثقافة التعددية مستوى مناسبا من (حوار متمدن) يشارك فيه الجميع من منطلق المسؤولية والمشاركة في الرأي وبالشكل الذي يؤسس لتقاليد ثقافية اجتماعية جديدة تحترم أدب الحوار والحريات الفردية والتعبير عن الرأي الجاد.
ان ثقافة الحوار أو ما يطلق عليه دمقراطية الحوار ليس ظاهرة منقطعة أو موضة سلوكية عابرة، وانما جزء من ثقافة اجتماعية تربوية عامة تشكل جزء من البنية التحية للثقافة الاجتماعية العامة.
ومجلة الحوار المتمدن وهي تعبر عامها السابع بثبات ونجاح، تؤكد مسيس الحاجة إلى حرية الفكر وعلمانية التفكير ودور العقل في بناء الحياة والحضارة الانسانية.
لقد إستبقت مجلة الحوار المتمدن المتغيرات والظروف السياسية في انطلاقها المبكر ورفعها لواء الحوار والعلمانية واليسار، مدركة أن مسيرة الأحداث والسياسات الدولية تمضي في اتجاه آخر، حيث العلمانية واليسار أكبر ضحايا عهد الاحتلال والامبريالية.
وباعتبارها رمزا من رموز ثقافة المنفى العراقي التي حملت فوق كلكلها كاهل الوطن، مما اعتصرتها الظروف وانتهى كثير منها في زوايا النسيان، يقتضي من الجميع التفكير الجاد في كيفية إدامة نسغها ودعم مسيرتها، والمحافظة على أصالة خطها وخطابها.
في عيدها السابع.. أحيي مجلة الحوار المتمدن وأشد على يد الصديق الاستاذ رزكار عقراوي رائد هذه التجربة النيرة، كما أحيي جميع المناضلين المجهولين خلف الكواليس الذين ساهموا في إدامة هذا المشروع، إلى مواكب كتابها ومرفديها، وإلى عام جديد حافل بالأمنيات والمحبة!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت.. دورة المطلق الحميمة
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)
- أشعياء بن آموص
- (حجيّة غُرْبَتْ)
- إلى وسام هاشم
- الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلد ...
- منفيون(14)
- مقامة نَسِيَها الواسطي
- منفيون(12)
- منفيون من جنة الشيطان
- منفيون(11)
- منفيون(10)
- منفيون(9)


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية - وديع العبيدي - مدينة الحوار المتمدن