علي النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:23
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
يرفع الحزب الشيوعي العراقي على قائمته الانتخابية في مجالس المحافظات اسم ( مدنيون) ، ويبدو ان الحزب اراد من خلال اختياره هذه التسمية التأكيد على الصبغة المدنّية التي يزعم بأنه يمثلها ، كما يبدو ان اراد حسبما يعتقد تلبية حاجة لدى الفئات المثقفة والمتعلمة ببناء المدنّية في العراق بعد ان تراجعت وانهارات تقريبا نتيجة اسباب عديدة . وهكذا نرى ان الحزب يريد ان يقوم بدور تنويري يظن بانه يستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة . لقد نسي الحزب او بالاحرى تناسى الدور الطبقي الذي ـ ولو نظريا ـ يجب ان يقوم به ، وها هو يخفق مرة اخرى وكالمعتاد في اداء الواجب الذي يجب ان يؤديه كحزب يقول عن نفسه بأنه حزب شيوعي . اما كان الاحرى به ان يرفع شعار كادحين كأستجابة لحاجة الالاف من بدلا عن الاستجابة لرغبة نخبة مثقفة لا يعجبها العجب ، اما كان الاحرى به ان يتذكر الكادحين الذين اهملتهم ونستهم كل القوائم الانتخابية الاخرى ، الا يؤكد شعار الكادحين الهوية الطبقية لملايين العراقيين . لكن الحزب نسى كل ذلك ونسى بأن هولاء الكادحين يمثلون الغالبية العظمى من الشعب ، وتفتق ذهنه على هذه الفكرة التنويرية الغامضة . ماذا سيقول الفلاحون وقطاعات واسعة من الناس الواقعة في براثن العشائرية من هذه التسمية المنمقة ، وما معنى المطرقة والمنجل الذين يرفعهما الحزب كشعار له . وبالتالي اي حزب علمي جدلي هذا الذي يقع كل يوم في مطب جديد ، انه فعلا يقف كحجر عثرة في طريق تطوير وبلورة الحاجات الملحة لملايين الناس ، انه يبيع قضايا الناس بابخس الاثمان ، وحان الوقت لازالته ورميه في مكبات الحطام ، وعلينا ان نرفع القبعة حقا لهذه العقلية الذيلية التي يحملها قادة هذه المجموعة التي تطلق على نفسها الحزب الشيوعي العراقي ، هذه المجموعة العاجزة عن التفكير في كل شيئ سوى البقاء امنة في اذناب الاخرين .
#علي_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟