أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - عمرو خالد والنمذجة الاخرى














المزيد.....

عمرو خالد والنمذجة الاخرى


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 769 - 2004 / 3 / 10 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل برنامج «صناع الحياة» الوجه الاخر لاضطراب الوعي عند المسلمين والعرب الساعين لنهضة الامة، فكما ان الوجه الاول يتمثل في البحث عن نموذج في الزمان الماضي الذي تختلف ظروفه عن ظروفنا، سواء في جوانب الامكانات المادية (الاختراعات، الفرص، الاكتشافات) او في الجوانب الاجتماعية والثقافية الذاتية وجوانب تحضر الامم الاخرى وموازين القوى الخارجية، فان هذا الوجه الاخر يتمثل في البحث عن نموذج لدى شعوب اخرى مختلفة عنا في بنيتها الاجتماعية وذهنيتها العامة التي يبنى عليها الممكن وغير الممكن. هكذا فان الاصرار على البحث عن نجاح عند الاخرين يمكن الاقتداء به، تغيب عنه ضرورة معرفة الذات وتحديد ماهيتها. ان مشكلة ذلك الوعي المضطرب تتمثل في جانبين:
1- عدم وعي التاريخ: فالتاريخ ليس قطعة واحدة بحيث يمكن تطبيق حالة نجاح ما في مرحلة فيه على اي مرحلة لاحقة، وانما هو مجموعة قطع، لكل منها ظروفها، فمرحلة ما قبل اكتشاف النار تختلف عن مرحلة ما بعدها، وكذلك امر اختراع العجلة، واختراع المنجنيق، واختراع البارود. وضمن هذا السياق فان الثورة الصناعية في اوروبا مثلت مرحلة قطيعة مع الماضي بالنسبة للعالم كله، بما في ذلك عالمنا العربي الذي اصطدم باوروبا الناهضة منذ نحو مائتي عام، فبات منذ ذلك التاريخ يحلم بالنهضة مثلها.
اننا اليوم نعيش مرحلة متصلة مع الثورة الصناعية (بما فيها من ثورة رقمية) ومنفصلة عما قبلها، لان الظروف بعد تلك الثورة لم تعد مثل الظروف التي قبلها، وهكذا فانه ليس منطقيا وليس ذا فائدة الاقتداء بتجارب البشر الذين عاشوا ظروف ما قبل ولم يعيشوا ظروف ما بعد الثورة الصناعية، بما في ذلك تجارب المسلمين البشر الذين انتصروا بامكانات مادية ليس منها غزو الفضاء والقنابل النووية. وحتى تقطع الطريق على الذين يحبون الاصطياد في الماء العكر، يجب التوضيح ان الحديث هنا يتعلق بتاريخ المسلمين لا بالاسلام، فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما فقط اصل الاسلام، وهما ليسا من التراث بل انهما يمثلان الاسلام الصالح لكل زمان ومكان، اي الذين يمكن تطبيقه مباشرة في اي من مراحل التاريخ مهما كانت ظروفها. ان وعي التاريخ يعني تمييز حقبة ومعرفة ظروف كل حقبة منها، وبالنسبة للاسلام فانه يعني تطهيره من ظروف تلك الحقب وحصره في الكتاب والسنة وحدهما دون تراث المسلمين، وهذا احد الامور الغائبة عن خطاب السيد عمرو خالد، فهو لذلك خطاب لا يعي التاريخ.
2- عدم وعي البنية الاجتماعية: وحتى في مرحلة ما بعد الثورة الصناعية فالعالم ليس واحدا، ذلك ان امم الارض باتت تختلف في بنيتها الاجتماعية تبعا لمدى استفادتها من تلك الثورة، ففيما باتت البنية الاجتماعية في اوروبا وكذلك في الدول الصناعية بنية طبقية تعتمد على روح المبادرة، فانها في عالمنا العربي بنية ابوية عامودية لا قيمة حقيقية فيها لمبادرة الفرد، لانها تعتمد على القبلية والعشائرية والطائفية وما يتبعها من واسطة ومحاباة للاقرباء وما الى ذلك، وهكذا فان ظروف اوروبا الناهضة - كألمانيا مثلا - تختلف تماما عن ظروفنا، فكيف يمكن تطبيق تجربتها علينا؟ ان ذلك مستحيل ما لم يتغير واقعنا الاجتماعي وتتغير ذهنيتنا باتجاه اعلاء قيمة الفرد وتقليص قيمة العصبيات الجماعية. هذا الامر غائب ايضا عن خطاب السيد عمرو خالد، وهو لذلك لا يعي الواقع الاجتماعي.
ان كاتب هذه السطور لا يرى حلا بغير الاسلام، شريطة ان لا يقترن الاسلام الذي هو الكتاب والسنة بتراث المسلمين السابقين، عندها يكون الاسلام اساس التحول الى المدنية واعادة هيكلة كل من البنية الاجتماعية والذهنية العامة، فهذه الامة المريضة بتاريخها، بحاجة لان تصحو على واقعها المر وتحاول اصلاحه، عبر اعادة فتح باب الاجتهاد. واقفال باب الاقتداء بالاخرين، وبهذا فقط تتحقق صلاحية الاسلام لهذا الزمان لان الصلاحية تعني القدرة على الانتقال عبر الزمن دون تغيير او تبديل، واذا كان المسلمون السابقون اشتقوا من الاسلام ما يصلح لزمانهم، افليس من حقنا ان نجتهد فيه بما يصلح لزماننا دون ان يكون مطلوبا منا ان نقلدهم.
اما السيد عمرو خالد فاننا لا نلومه على مشكلات خطابه، فهو ليس فيلسوفا ولا مفكرا، وهو لذلك يرى اثرا طيبا في واقعه الراهن، غير انه لا يدرك اثر ما يضع على المدى البعيد، والمطلوب منه التخلي عن فكرة التقليد للاخرين سواء كانوا مسلمين سابقين او اجانب معاصرين، لصالح فكرة ابداع الجديد، لان الذين يأتون بالجديد هم وحدهم «صناع الحياة»، فيما الذين يقلدون لا يصنعون سوى عواطف جياشة، والله من وراء القصد.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - عمرو خالد والنمذجة الاخرى