أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - صلاة الوثني















المزيد.....


صلاة الوثني


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 10:43
المحور: الادب والفن
    



لقد شكل سعدي يوسف المعنى الحرفي في القصيدة وهو الجزء الرئيسي منها لكنه متعدد وقائم على صور ينتقيها الحس بإقتناع يشعرك بأن صلة الفقرات القصدية في الصياغة تتعدد بالتمثيل والخلق للمعنى المتواتر في ذهنية المتلقي فهو معنى تمثيلي حيوي يقوم على المحتوى والاحتواء وبتجريبية محكمة بالمقادير والمعاني الضمنية التي يقوم عليها (المنلوغ) الذي يلائم حركة المعاني الموضوعية بوعي ودراية وقراءة دقيقة لفاعلية البنية الذهنية حسياً ، ويأخذ التركيز بعرف سسيولوجي طبيعي . أن شعرية هذه المقادير تأتي بالركون الى قانون توضحه ظواهر المنطق الحسي التي تجوب النص الشعري .
عشرات الآلاف من الأياف المائيةِ
تعقد سلمها بين أعالي الشجر المتطاول والممشى ،
والريحُ مواتية ٌ
والأزهارُ البيض ُ تطير مع الريح :
سأجمع ثلجاً في كفيَّ
وأدخلُ بيتي كي أنثر هذا الثلج المنسوج
على صمتِ ملاءاتي
000
ووسادة ِ زاويتي
لن يتحولَ ماء الثلج دموعاً ،
ويبدأ الشاعر يحكم قبضته المنلوغية على الزمن وفق تفاصيل من البداهة والمغزى وكانت تتمثل سر هذا التأصيل النصي وحركته الدائبة في رسم المعنى ورموزه وفق منطق العلامات التي تؤشر الوجود الداخلي وأشكالاته وتلاشيه حين تدخل الجملة المنطقية وبتقنية عالية يبدأ جوهر اللغز الذي عرفناه متلابساً بهذه النصوص وليس منفصلاً رغم سياقات الايغال في تصريف المعاني داخل الجمل الشعرية لكن سعدي يوسف بطبيعة الحال يؤسس مقادير من القوة في البناء وبأساسيات الوظيفة البنيوية للنص وجعل النص مسترسلا وخاضعاً الى ارادة التقنية الحسية التي شاكلها سعدي يوسف وبمهارة عالية في النسق ولذلك جاء النفس الشعري طويل في حبكته ووقائعه المبدعه بفعل الاعتماد على صياغة وعي المفارقة التاريخية حسياً .
أن الأزهار البيضَ ستذبل بعد قليل – طبعاً – أنا أعرف ُ
أعرفُ أن الريح ستهدأ
أنّ الشمس ستصبح شمس الصيفِ
000
وأني سأسافر نحو بلاد لا أعرفها
لكن ، ما شأني والعالم ؟
تكفيني اللحظةُ
000 بيضاءُ هي اللحظة
فالاعتماد كان على افعال الوعي وموضوعات التفتح الطبيعي والاستزادة الدقيقة للمركبات الاسترجاعية والتجسيد الذاتي لحركة الارادة الموحية بأتجاه الاستشراف الذي ينثال بالذكريات المحصورة (بالزمكان) وتخرج وفق تأويلات مجازية وروابط بينية تتمثل بالتعالق المتحول وفق صور استرجاعية لحوادث وافكار واشكالات علائقية تتقولب في مرحلة تاريخية بعينها وطور من المرحلة الرومانتيكية مع الاستخدام الامثل للمغزى الفكري والتقابل بالملامسة لهذه الرموز بشكل شفاف وبقضية مباشرة احياناً وترديد المعنى احيانا وبشكل ملموس وهذا قد تمثل بالخزن للصورة الذهنية باسترجاع وخلط للعديد من التفاصيل سواء على مستوى السرد المباشر او الوصول الى الكيف عبر الوضوح والاستمرار بمنهجية المعنى وهذا يتردد وفق طباق موسيقي في النص الشعري لانه متأتي من التقنية البنائية لحركة وفعل الموجبات الحسية وتماسكها المستمر في نسيج العملية التاريخية في البنية والصورة وفق منظومة من التعليلات والشرح الموحي بإعتباره عظات تشد العاطفة التي تظهر متركبة في النص الشعري لا خارجة عن هذا التركيب ، فهي على العموم تقليعه تشد المتلقي للاستمتاع بالنص .
000 قد كنت ُ
ياما كنت آمل ُ
والخريفُ يلوّنُ الغابات ِ بالذهبِ
وبالجوزيّ
000 أو بالقرمز المكتوم
يا ما كنتُ آملُ أن أرى وجه العراق ضحىً
وأنْ أرخي ضفائره المياه عليّ ،
أنْ أرضي عرائس مائه بالدمع ملحاً
أنْ أطوّف في شطوط أبي الخصيب ِ ، لأسأل الأشجار :
هل تعرفن يا أشجار أنىّ كان قبر أبي ؟
يذهب سعدي يوسف في عرضه للصوت المدوي الذي يسير بمقتضى ضرورة منهجية للسياق الشعري الذي اشتمل الحس الانتمائي للوطن بثوابت التمثيل ولغة التوصيل والتفاهم لان ما يحدث في العراق والذي هو مكان الصراع ما هو الا نتاج لرؤية تأويلية بنائية ويؤكد هذا التعاقب في الارتداد واحلال النقيض وبؤر التوتر التي تشنها الفلسفة المضادة لمفاهيم الوطن والوطنية ، وأن الجوهر في هذا التأمل هو مقاربة هذا التزامن وبلورة مفهوم جديد للتاريخ بتعادل مع الجديد في الصراع الاستعماري وآثاره بمقتضى هذا الحال والحصانة الفكرية حيال ما يقع من ردة واستنزاف يكون ضحيته العقل وقتل حركة التاريخ .
ففي قصيدة (أذهب وقلها للجبل ) هناك رسالة شعرية تتحدث عن انساق المكان وبفاعلية يجمعها الحوار الخفي والتعالق العام بين الحدث وزمن الاحاله سياق التصور وبصياغة تصويرية دقيقة هذا يعني ان هناك بنية سردية تعيد تصوير الحدث السياسي وبطريقة فعلية ازاء ما يحدث من انتهاك سافر للمكان وهو انموذج جوهري في التحليل ويشير الى الخلاصات السردية ومقاصدها التاريخية لكي يبقى الحس البياني للاستعارة الحية هو الطاغي على الموجود الشعري .
كيف ؟
أنت الساحةُ الآن ، ولا تدري بما يحدثُ في الساحة ؟
000 ما أسهل أن تغمض عينيك
ولكن الرصاص أنطلق ،
الدبابة (ابراهيم) في المفترق الاول
ما كنتُ بعيداً ، حين كانت (ساحة التحرير) تلتم على أشلائها :
والسمتية السوداء ، آباشي ، على رأسك
والبرجُ يدور
أنتبه العصفور
والمقتول
ان مشكلة التصوير السردي وتعلقة بالموقع المتقدم من الحدث يبرز المقصد الضمني الذي يتناسب مع الفروض المتعددة للاستعارات وتحليلاتها الزمنية خاصة في التقدم التفكيري في حين يبقى الشاعر يروي المقوم البنائي بوصفه حبكة بنائية تتعلق بالمعنى بينما يكشف النص الشعري الصياغة التصويرية للسرد التاريخي الذي يشكل التعالق في الحياة الحياة الجديدة ، في المكان الذي يترك فيه وبه الشاعر مرة بالاشارة ومر بالمباشرة من استمرارية في جمع الخيوط المتناثرة لصدى العلاقة التجريبية التي عنها ينطلق هذا التعبير ، وان ماياتي من فرضيات هي اكثرها ضرورات تاويلية متوازنة في حدود وشروط المجس الزمكاني 0
والحائط ُ
لكنك لم تنتبه
الشمس على راسك تحمرُّ ، ولم تنتبه
الساحة بارود من الاعلى
دمٌ اهريق َ في الاسفلِ
طابور من النمل
000 ولم تنتبهِ
ويشكل سعدي يوسف من هذه الانثيالات و من تجريبية العناء التي تعبر عن نظائر في وصف مايجري للمكان من أثم وهذا يتعالق بشكل طردي مع الواقع التاويلي للاسطورة داخل سردية زمانية تمثل تشكيلا ثقافيا متبادلا في ضرورته بحيث يصير الزمن منطق قائم في ( الليلة ياتي طائف من آخر القصْباء )(وتاتي عبر مجرى الماء افراسُ النبي ) و( الطين من زقورة المنأى سياتي ) ( والخلاسيون والجرحى ، وما تحمله الفاختة ُ الاولى ، وما ينفثه الثور السماوي ُّ ، ويتاكد الارتباط التاويلي في مجموعة اعماق سحيقة يعيشها الشاعر بفعل العناء الغامض الذي يستند الى المفهوم الفعلي للنص الذي يتعين بالإجراءات التي تقدمها التجربة الشعرية وفق اقرار كامل بالكشف عن المصدرية التاريخية والوجودية حسب هوسرل وهو مصير متصور من الاشكال التاريخي الذي يتحقق بالملموس عند الشاعر ويتحقق كذلك بالمستوى الفعلي حين يكون السرد مرتبط بالاصول النظرية التي يعالجها الشاعر بمظهر من السياقات الجمالية التي تلتقي باشكالية الاتصال الذي يتعدى التحليل عبر اشتراط يشكله افق الشعري عند سعدي يوسف وباحالات متلازمة بالتميز الامكاني الذي يشكل افق التجربة السياسية 0
وياتينا عليُّ بن محمد
هذه الارضُ لنا
نحن ، برأناها من الماء ِ
واعلينا على مضطرب ٍ من طينها ، سقف السماء
النخل َ
والذاكرةَ الاولى
وكنا اول الاسلاف ، والموتى بها
والقادمين :
الارض لن تتركنا
000 حتى وان ْ كنا تركناها
ويتاكد الشاعر من هذه العوالم بتشكيلات النسق المطابق بالحدث ، والعالم الذي يخلقه هذا التلازم الحياتي في الاحالة التبادلية وما يعنيه الشاعر هو التقاء المعاني وفق تجريبية تحليلية تسمو فيها التجربة بسردية الخيال التاريخي الذي من مكوناته الحس الذي يشير الى المرجعية في وصف الاستعارة لانها السطوة في المقدرة على الوصف وهي احالة مرجعية للخطاب الشعري الذي يفسر قضية الاستعارة باعتبارها تقنية عالية لتفسير الحدث التاويلي وباقتران يشكله الشاعر لتقويم الحبكة السردية داخل بنائية حكائية يجيزها التاويل عبر اشكالية زمكانية في السرد ، هذه العلاقة تربط المتلقي بالنص وفق علاقة تتحرك فيها المنظومتين التاويلية والظاهراتية حسب مفهوم هوسرل ، ويتم الانبثاق وفق حياة فعلية تقوم على الواقع التاريخي من ناحية التصوير والصياغة المتعلقة بالمنهجية التجريبية للشعر 0
في قصيدة صوت البحر ، هناك تقدير استمكاني يتضح من الناحية الظاهراتية داخل تضمين وتفعيل ينسجه الشاعر وفق اعادة دور المرحلة الحسية بفعل ميداني للحس في ميدان الصورة الحسية ، واوليات هذا الادراك عند هوسرل في تحليله للعالم (الغاليلي ) والذي تركز في القراءة الادراكية للحس وفعل المالوف من المواقف في احلى وصف للبراعة التاويلية داخل هذه المفترقات الحسية التي تسجل الملاحظات التفكيكية وفق تقنيات للتاويل يستخدمها الشاعر وفق مشاهد ومسارات للوصف وباطار ضمني يعالج حقيقة النصوص الشعرية 0
ياصوت البحر الخافت
يا وشوشةً وهسيساً ، وحشائش فيروزا
وأغاني بحار اعمى
يابوابة بردي ًّ
وحصيرا ً من سعف ضفرته يدا طفل في الليل
وياريشا ً وسلاحف
يا مبتدأ الرحلة من فرط امرأةٍ
يا أرجاً يلمع في اشجار دائمة الخضرة ، شرقي ّ الصين
وياصوتي المتعب
ياصوت البحر الخافت 0
والذي يتاكد بهذه القراءة للابيات هي حالة التوافق الاختلافية والتي تجسدت (في اختيار المنظور بالكتابة الشعرية ) فالذي يعنينا هو التفصيل الادراكي للمنظور الجمالي في تفاصيله التاويلية وفق شبكة المنظورات ، فالحكاية قد تمثلت المالوف للاشياء ، والتقنيات عند سعدي يوسف تقوم على الاحساس بالصلة الداخلية لعلاقة الاستحداث التاويلي بتقنية الايحاء الشيئية واستحضارها الذي نسميه صورة المعنى وفق معادل موضوعي الذي يتاكد بالبؤرة الداخلية للافعال الذاتية وفق انموذج وثيق الصلة بالمعادل المتطابق واشعاره الرمزي وصورته الحسية التي تتمثل : بـ
يا صوت البحر الهادئ
ياصوتا ً اسمعه ُ يتسلل من قصب الكوخ
سلالاً ملأى بالسمك المتواثب والاعشاب 000
وسعدي يوسف يتحرك بايقاع اللحظة الشيئية والخاطر وهناك الخفي من الاشياء داخل حركة النص يخرج وفق حكاية خاطفة وعابرة تحدد هذه التوليفة الاختلافية والقدرة في الكثافة لهذه اللحظة التي تستحوذ على معالم النص الشعري وفق تركيز للرؤية والتفاعل السياقي التقني والحسي والذي يعني التمثيل في التركيب الفعال وعلاقة هذا العالم المبني على اللحظة ومجرى الحدث التصويري من ناحية التعاكس المتلاشي في الاشياء وما تحدده الاعتبارات ( النيتشوية ) وهي تستطلع اللحظة التي يظهر فيها هذا الانتماء الى هذا الحاضر :
تلك القطراتُ الاولى تختبئ ُ الان
ولكن اين ؟
ترى ، اهي بذيل الغيمة ؟
او تحت وريقات البلّوط ؟
وفي هذا الايقاع يتم استرجاع الحاضر وفق منظومة حسية يتم تفسيرها
( انثروبولوجيا ) لان البنية النصية اصبحت في ارتقاء لانها تدفع العقل الى المخاضات في السبق والارتقاء الى عقلية قياسية تفصح عن اشياءها الحاضرة وفق تشاكيل مركزة استرجاعية تؤهل حركة الاشياء للبت بهذا الاسترجاع :
شرع السنجاب يخبئ ُ تحت الارض مؤونته
مقترباً حتى من بابي
ما اجمل هذه الدنيا قبل المطر !
السنجاب يمر على السنجاب 0
وينعكس هذا التموضع باستقلالية في المعنى الارادي للنواة وفق تجسيدات تتبدل حيث يظهر السبق الكوني داخل حركة الاشياء شريطة ان يحمل النص خواصه الاسترجاعية في حركة الارتقاء في تشكيل الاستعارة خاصة عند الشروع لتاسيس سبق الوعي في تشكيل المجس الحسي وتعاقبه وحدوده الاستئصالية للتفتيش عن المعنى داخل بوتقة الحسي المؤسس لمستوى التغاير في البنية ، ويتأكد سعدي يوسف بهذه الزحمة والتقابلية الثرية التي افرزها (باشلار ) بتركيبة الذات الفاعلة في الاشياء الحسية :
لماذا الكستناء تظل مثل النساء الجالسات على رصيف ؟
هو العمر
الذي وهب ارتفاع الاغاني ثم اوشك 0000
أي معنا ساساله ؟
كان يدا تهاوت على شفتي
وقالت : أي معنى ؟
وفي قصيدة الى شيخ عشائر الـ يعيد سعدي يوسف الفعل الاجرائي بارتفاع فعل المرارة التي يتعين على الشاعر الملتزم بالفعل والهاجس الاسنادي للمكان المقدس استنادا الى مفهوم الوعي الاجرائي في التجربة الحسية ، وسعدي يوسف يستشهد بالغالب الايحائي لفكرة عالم الحياة المقدس كما هو بالطبع عند هوسرل يستعمله في الكشف عن الاصول المتعلقة بالتاريخ والحياة بشكل عام وهي تسير وفق زمنية سردية ثم تصبح على حافة ( الزمن التصويري المنهار بفعل التصوير المستقدم للانهيار ) على مستوى حركية التصورات القبلية التاريخية ، والشاعر حدد عولم الفعل المطهر على المستوى القبلي لان القبيلة تمثل مستوى قبلي التزامي تجاه المكان ودوافع ضمنية صريحة وواضحة عبر حركة التاريخ 0
سيكون الامر كما تعرف معروفا
لا سر لديك
ولا سر لدي ّ
الدنيا ، الان ، غدت اضيق من حجر الضبِّ 000
الخيل تخب ّ بعيدا –
هذا الخطاب التجريبي يعيد فعل الاتصال بالحالة التي يجب الوصول اليها بالحس التجريبي الذي يساوي الفعل والنزوع نحو تجريبية جديدة للنص عبر تشكيل نسق المطابقة والتلازم في الاحالة التبادلية التي ينجزها المعنى بالتقاء حالات التجريب في زمكانية التجربة ، والشاعر يشير الى مرجعية معقدة تاريخيا من ناحية وصف الاستعارة بالخطاب المباشر ، ولكن سعدي يوسف حاول ان يقوم باسطرة الفعل الخطابي وقد ميزه عن الحالة التاويلية المباشرة وهو التلازم بين حركية البناء للنص وتفاصيل التاويل للادراك الحسي من ناحية التجسيد للمنظور الادراكي وباختلاف قبلية النص الشعري :
اعرف انك ملقى ً :
وجهك للارض
وجزمةٌ جنديّ ً امريكيًّ تسحق فقراتك َ حتى الارض ،
هذا الحوار مع شيخ العشيرة يعطينا قراءة تاويلية للحدث داخل المشهد الحسي المدرك وحرفية الصورة المعروضة في العراق ، فالمكان عند الشاعر هو المعترك التجريبي في الخطاب وهو التماسك في الاختيارات ، وتبدو هذه الرؤية هي قراءة دقيقة لما يجري داخل معنى الخطاب وهو استيقاظ تعود ملامحه الى انثروبولوجية الوعي الجمعي للذات الحسية ومركباتها الطبيعية الصافية وإلا ّ مامعنى الانهزامية عند الاخر في خطابه الشعري ؟ ومامعنى التبرير لعملية الغزو للتاريخ ؟ ومامعنى اعطاء المبررات لهذا الغزو ؟ من هنا نقول ان الشاعر بدأ بتشكيل هذا الادراك بانبثاقة جمعية ودعوة للدخول في حوار مع الاخر عبر التعاطف في هذا الادراك وفق هيمنة فعلية للوعي الخطابي وخلاصاته الاستطلاعية والحث على اقامة مركب جديد من الوعي الجمعي للخلاص من الغزو للتاريخ .
زمانّ مختلف ٌ ؟
لابأس ...
اذاً ، الصق احدى اذنيك بارضك !
الصقها كي تسمع َ
الصقها كي تسمع ، مثل الخيل ، مغاور الخيل
والصقها كي تسمعني .
في صلاة الوثني يعاود سعدي يوسف المقاربة التي تشطر الخطاب في تركيب صالح للفعل التمثيلي ومستوى التقابل في الرؤية التي اعتمدت الانفتاح السيميولوجي على بنية الوعي الحسي ومقدار عمق التجربة التكوينية وانفتاحها التطبيقي في تأسيس الشعاع المنفتح داخل تنظيم من الاستقبال المعطي داخل تكوينية محدثة حسياً في تعاقبية تزامنية ، وهاجس داخل زمنية ، وهاجس ينظر من بعيد في صيرورة التزامن التاريخية النص وسعدي يوسف واصل هذه الزمنية المطلقة بتعاقبية سبقتها مقدمات في استقلال هذا التسامي في الصلاة وهي طريقة من الانفتاح على الحقل الزمني لتلك اللحظة الاجرائية في ذلك المغزى الانثرولوجي النوعي الذي يشد هذه الثنائية الى آلية مشروطة باستبتاع ادراكي يمتد داخل جمالية اخلاقية يقوم بمسحها النص الشعري تحت اشراف المفارقة المتدرجة تحت اسم الماء واسم المطر اللذان هما مقياسا لدرجة التلازم في تجريبية الصلاة لانها محور التعبير الحسي
يا رب الطير ، لك الحمد :
امنحني ان اتقرى بين يديك جناح الطير
امنحني نعمة ان اعرف نبض قوادمه وخوافيه
وان ادخل فيه
لقد اوثقت ، سنين ، الى هذي الصخرة ، يا رب الطير :
ادب دبيبا
وارى كل خلائقك ارتفعت نحوك تحملها اجنحة
ألاي
امنحني ، يارب الطير ، جناحين
لك الشكر
ويمضي سعدي يوسف في خاصيته الموضوعية بمدارية نصية في انشاء بنية تقوم عليها معالم متداولة من الناحية الحسية وهذه البنائية تضرب في العمق الحسي الاطلاقي بتكوينية شاملة لتمثل جانبا من عالم التاويل باعتباره قطعة نصية متركية في عملية الصهر المحرضة على تشكيل الافعال وغرابة للغموض الذي يكتنف هذا التطابق وهذا راجع الى جرس التطابق في العملية التركيبية للنص 0
هو ذا القطن الشتائي يغطي ساحة القرية
والطير الذي ظل يزور الكستناء ارتحل
الاشجار لا تهتز ّ
والنافذة الوسطى التي تمنخي اطلالة البرج ، كغيم
في قصيدة (الاستباحة ) يعود الشاعر الى مركزية الحدث وهي عودة الى المنظور المتعالي في تصوير العلاقة داخل مكان للموت الجماعي هناك استباحة للمنظور الحسي واثارة لحركة الاشياء من موقع لتجسد بفعل الضرب للاماكن الدافئة التي تعج بالاطفال والنسوة والعناصر الفاعلة في هذه الاشكالية هي السمتيات الامريكية وهي تقصف اعشاش الحمام داخل البيوت القديمة ثم تخرج الترسيمات الاعلامية والصحف والزبلات الموجهه لتعلن عن كتمان الفعل ويبقى المتغيير تجسد بالقتل وسعد يوسف يضع مقارنه بين شبح السمتيات والقتل العمد لاعشاش الحمام والدفاع المتجسد في عنصر الوحشية السياسية وجنود الاحتلال وهم يجبون ازقة وشوارع بغداد وهذيان الصحف في الفراغ الاعلامي
السمتيات الاميريكية تقصف احياء الفقراء
والصحف المأجورة في بغداد
000 تحدث قراء اشباحا من ارض سوف تكون سماء
هذا الحزتيت الفولاذ
وهو الشارب كاس دم طافحة ممن فصيدوا 0
وسعدي يوسف وسع تاريخ الادراك الحسي حين تعرضت المسلة الى التدمير وتعرضت الثقافة الى الهتك هذا زمن السحق للحس الجمالي قد جعل الشاعر منظور يتشكل بالعمود والافق ليفصح عن حقيقة بركة الدم وهي تكبر من منظور مزدوج في
( القتل الاعلامي في غاية البؤس ) فوجدنا في هذه (الهيروغليفية ) من نصوص كان قد اتقنها سعدي يوسف حتى كانك تسمعها 0 وهي تنشد حين يضع الشاعر هذا المرتسم التمثيلي صوتيا وهو يصرخ بصمت وتزداد القراءة داخل هذا اللامالوف في تنظيم الحياة داخل هذا المكان ، وسعدي يوسف يقوم بتشكيل البنية الشعرية وفق تعدد ادراكي وحدود بالملاحظة وهي سمه طبعت ثقافة الشاعر السياسي وقد شكلها بالممارسة عبر المراحل التاريخية السابقة داخل معترك الاستساغة لهول ما حصل للمكان داخل ورطة المسكوت عنه وغير الظاهر في الادراك الحسي اضافة الى الفعل الحسي المتشكل عقليا 0
وفي صلاة الوثني هناك تشعب وتناول للموضوعات بعد المعاينة اقتضاء تحدده الوقائع الفكرية في حدود الحس التعبيري الذي يشكله الرد الفكري للحدث ، فالعلاقة التي تلخص النظرة الاجمالية الاحتمالية ان الوقائع السريعة والفعلية والتي تتعلق بخاصية التصديق والنظرة التي تضع الحدث السياسي امام مفترق طرق عديدة فالحاجة الى التوافق المنطقي لجوهر القضية التي تتعلق بالمسألة المبدئية لا مجرد خيال اسطوري صنعته المنظومة السياسية وتحوله كيف ما اتفق حسب الظرف السياسي وتقنياته السردية فقصيدة( احد اصدقائي ) لسعدي يوسف يتحدث الشاعر عن مقدمات تتعلق بالاسس النظرية السياسية وما يتعلق بالمفهوم البنائي في البداية والوسط - والنهاية وهذا ينطبق على الفعل السياسي المبدئي وليس المحورالفعلي الذي يعتمد على المتغيرات فيتوقع الشاعر بان المشهد السياسي الحالي للفكر البرجوازي - وهو دائم التصاعد في العالم حتى دخل في مرحلة الامبريالية لانها اعلى تصاعد الغزو العسكري للعالم والذي يعنينا في هذا المحور هو ( الشيوعي الذي مازال يعمل بالسياسة )[ في قبو المبنى سرا] ولم يتحول الى حس برجوازي صغير لان المحور الثلاثي في السرد في البداية والوسط والنهاية لم يتحول فيه الفكر الاشتراكي الى فكر راسمالي ولم يتحول الصديق الشيوعي الى برجوازي ولم يتحول الى عميل الى جهه المحتل لبلده 0
ظل كما كان شيوعيا
يعمل في قبو المبنى سرا
سين 000 ويسمى ( أي يتسمى )
يقرأ ما في الصحف الاولى
يستقريء تاريخ العالم والعمال
000 يطلب ما يستقرأه ولو في الصين
احيانا يتذكر من ظلوا معه في الدرب
فيفرح حين يعددهم
افذاذا
وملائكة في اعلى رعليين
واحيانا من خذلوه بمنعطفات الدرب
فيأس حين يصنفهم
موتى
000 ومرابين واعوانا للمحتلين
ويقول : الدرب طويل
هذا النوع من التفكير يتشكل بانساق اصلية ليلتسق باعلى الوجود الانساني في الثبات والمشاهدة لعقل الحدث داخل الوعي الايديولوجي فاذا اضفنا الى هذه الزاوية الفكرية المتزمته فان من جانب اخر هو اتصال كوني لطاقة فرويدية عملاقة تقوم بتاكيد هذا الصراع من وجهة نظر تجريبية لما يعنيه المعنى من الاستعارة لهذة الافكار، فالشاعر اراد ان يوضع هذا التدرج في الانساق الفكرية ويشير بشكل خفي الى المخزون الفكري الذي يفصله المعنى وفق انطلاقة سياسية للمضامين الفكرية الحساسة وهذا يدل على حقيقة الافكار من خلال التشكيلات الطبقية وصولا الى صيغ البنى العميقة التي تكشفها المنظومة الفكرية بشكل حاسم وكامل 0 داخل زمنية وهاجس ينظر من بعيد في صيرورة التزامن التاريخية للنص وسعدي يوسف واصل هذه الزمنية المطلقة بتعاقبية سبقتها مقدمات في استقلال هذا التسامي في الصلاة وهي طريقة من الانفتاح على الحقل الزمني لتلك اللحظة الاجرائية في ذلك المغزى الانثروبولوجي النوعي الذي يشد هذه الثنائية الى الية مشروطة باستتباع ادراكي يمتد داخل جمالية اخلاقية يقوم بمسحها النص الشعري تحت اشراف المفارقة المتدرجة تحت اسم الماء واسم المطر اللذان هما مقياسا لدرجة التلازم في تجريبية الصلاة لانها محور التعبير الحسي .



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقظة الوعي الفكري (( الوقت – والثورة ))
- الرؤية الإيقاعية عند سعدي يوسف
- سياق الوحدة التركيبية في النص الشعري
- جدلية الرؤية في شعر سعدي يوسف
- البطل الأسطوري في شعر سعدي يوسف – ومحمود درويش
- ثنائية التطابق في البنية لقصيدة (الاخضر بن يوسف)
- سعدي يوسف في الأخضر بن يوسف طائر يوائم بين أساطير الزمكان
- الحدث الشعري عند سعدي يوسف
- البنائية الأسطورية عند السياب
- النقد الفلسفي للنظرية
- التكامل في الرؤيا الصوفية عند ابن عربي
- -التماثل الابستيمولوجي - عند ابن سينا
- التداولية العقلية
- الرساميل العائمة
- النسق الدلالي للمعنى اللفظي المركب عند برتراند رسل وعبد القا ...
- الاقتران الثنائي عند هوسرل وهيوم
- التشبيه الوظيفي في الثنائية السردية لروايتي(زقاق المدق والرج ...
- دراسة نقدية في شرفة المنزل الفقير لسعدي يوسف
- التمثيل التكويني لشفرة النص الروائي
- ( تانكادو و شيفرة الحصن الرقمي )


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هاشم مناف - صلاة الوثني