أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية














المزيد.....

الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما الذي يدفع الاحزاب الاسلامية الشيعية الى الوقوف بالضد من التطلعات الكوردية في ظمان حقوقهم الانسانية المشروعة .؟

هل هي تعاليم دينية ام مصالح سياسية .؟ ام يا ترى يكمن الموقف كله في نية مبطنة لتأسيس جمهورية اسلامية من طراز خاص ؟

لا احد في العالم لا يعرف ما حل بالشعب الكوردي من مجازر واضطهاد وتفرقة عنصرية وتجني ظالم . ولا احد يتجاهل القرابين التي قدمها الشعب الكوردي على محراب الحرية والانعتاق من اجل غد يكونون فيه متساوين في الحق والحقوق مع الاخرين . من ينكر هذا انما ينكر ان الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب ومن يجحد هذا فهو جاحد ليس للانسانية بل لتعاليم الله التي تنص على ان يكون العدل اساس الحكم . فليس في الدين ما يمنع ان تتمتع الشعوب بحقها وتأسيس كياناتها المستقلة المعترف بها ،وليس في الشريعة الاسلامية نص يحرض على الاستعباد او يدعو له ،وليس في تعاليم الائئمة او الاولياء ما يعطي الحق لحزب او رجل الدين التحكم بمصائر الشعوب واحلامها وكل المواقف التي كان فيها حزب او رجال دين ضد الاجناس والاعراق الاخرى ،بائت بالفشل ولم تعد تذكر الا في صحف التاريخ السوداء وكان النصر دائما وابدا للشعوب . انه منطق الانسان الذي لا يستطيع ان يعيش الا بالحرية ،ولا يرضى الا ان يكون مساويا للاخر ،ولا يوافق على اي انتقاص او شعور بالتصغير او التقليل من شانه .

اما المصلحة السياسية التي تجدها الاحزاب الاسلامية الشيعية في مكان ما ،ربما خارج العراق ، او ربما في داخله ،فهذه المصلحة في عصرنا هذا لا يمكن ان تُظمن الا بالتوافق او ما يسمى compromise وليس بلي الاذرع او استثمار الظروف , المصلحة السياسية تتطلب دراسة الواقع لا القفز عليه ،وتتطلب الاحتفاظ بالاصدقاء لا التفريط بهم خاصة اؤلئك الاصدقاء الذين عاشوا نفس المعاناة وتجرعوا المرارة وفقدوا الاحبة والاعزاء . السياسة هي دراسة المعادلة والحفاظ على على توازنها وليس في محاولة الاخلال بها ولا سيما وان المعادلة السياسية العراقية لها اكثر من طرف ومحملة بالارقام المركبة و مختلف الاحتملات

الاحزاب الاسلامية الشيعية تعرف هذا كلها ولكنها تحاول فرض السيطرة والتحكم لاشعار الاخر انها المتنفذه والمقررة ،لها الكلمة ولها الذراع . هي المقرر بقدرتها على زج ملايين البشر في مظاهرات دينية معبئة بشعارات سياسة تعكس تقلب المزاج الديني وعدم ثباته .وهي كذلك المبرر لكل المواقف الخاطئة التي تتخذ تحت يافطة الحفاظ على الوحدة العراقية التي لا يمكن ان تكون الا بالاعتراف بحقوق جميع مكوناتها وظمانها في اسس قانونية تتيح لها الاعتراض اذا ما أُخل بشروط المعادلة .ولا يمكن لمفاهيم عامة هلامية لم تطبق في يوم ما ولم يكن لها من مردود سوى صدى اناشيد الوحدة الاسلامية والوطنية بينما دماء الانسان تسفك في الطرقات ،ان تكون ظامنا وحارسا لهذه الحقوق .

لكن على ما يبدو ان الاحزاب الشيعية التي كانت تعترف بالماضي القريب بحق الشعوب بتقريرمصيرها على اسس فدرالية ديمقراطية انسانية لا يلعب فيها الدين شكل الموجه العام لخطوات السياسة ،بدأت تتنصل شيئا فشيئا من التزاماتها وتعهداتها ،و تتنكر للمبادئ العامة التي رسمتها مع بقية قوى المعارضة العراقية قبل الاطاحة بالنظام البعثي الهمجي . لقد انساقت هذه الاحزاب مع تيار الموجة اليعربية والاسلامية الطائفية التي هي عدوة ليس للكورد فقط بل لكل ماهو انساني حضاري لطبيعتها الفكرية الرجعية ولمرجعيتها التاريخية السلفية .

ورغم ان الاحزاب الاسلامية الشيعية تقول برفض النموذج الايراني المبني على فكرة الولي الفقيه ، لكنها في الواقع تحاول ارساء نموذج يختلف مع النموذج الايراني من حيث الشكل ويتفق معه من حيث الجوهر وذلك باقحام السيد السستاني في دهاليز السياسة ومتاهاتها مما يتناقض وتوجه السيد الجليل المبدأي الذي ينص على رفض اقحام الدين بالسياسة

وعندما ننظر الى تطورات العملية السياسة في العراق وتقلب المواقف والاراء لا نملك الا ونعطي الكورد الحق في الاصرار على المطالبة بالظمانات القانونية التي لا تقبل الجدل ولا التحوير او التبديل .

كما يوضح رفض الاحزاب الشيعية المتنفذه توقيع الوثيقة في اللحضات الاخيرة ، تخبطها السياسي وعدم قدرتها علىاستيعاب سياسة التكتلات التي تمثل احد المرتكزات الاسايسة في اللعبة السياسية بشكلها التعددي وكذلك عدم التعويل عليها في المسار العام للعملية السياسية وعدم الاتكال عليها تنفيذ ما اتفقت عليه او ما ايدته في وقت من الاوقات .

ولحد الان لم تقم هذه الاحزاب باي مكسب او انجاز حتى لجماهيرها التي عانت طويلا من الاضطهاد والبطش ، بل جائت قراراتها على عكس ما توقعته الناس فمن محاولة تمرير قانون اضطهاد المرأة المرقم 137 الى الاصرار على ان تكون نسبة تمثيل المرأة في مجلس الحكم 25% فقط الى عدم قدرتها على التصدي للارهابيين حتى في المدن المقدسة التي تقع تحت حمايتها .

ولم تقم هذه الاحزاب بحماية الناس من المليشيات الدينية التي تقتل الناس او تحكم عليهم بالجلد لمجرد الاشتباه في شرب الخمر او بيع اقراص DVD .

لقد اخطأت الاحزاب الاسلامية الشيعية خطأ جسيما في عدم تنسيقها مع حلفاء الامس الاحزاب الكوردية وبات من الصعب التخلص من مناخ عدم الثقة في علاقاتها مع الاحزاب الاخرى . كما ان مراهنتها على الشارع الشيعي سيكون خطأ سياسي كبيرا ، صحيح ان الناس تحترم عقائدها ولن تفرط بها ابدا ، ولكن احترام العقائد والتقاليد شيئ والحياة السياسية والمصالح شيئ اخر . وسوف لن تقف الناس ابدا مع من يحاول السيطرة عليها من خلال الدين او العقيدة . التطور الحضاري والثقافي والاجتماعي قادم الى العراق لا محالة عندها ستخسر هذه الاحزاب سنية ام شيعية ، ستخسر شارعها وقاعدتها الجماهيرية



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش لا يدين الاجرام ، جيش لا يستحق الاحترام
- احترام الانسان يعني احترام الاسلام
- هل لنا ان نتحرر من قيود ما يسمى بالامة
- اسوء امة اخرجت للناس
- ثقافة الانتحار الاستشهادي الاسلامية
- الدين جزء من المشكلة وليس من الحل
- فلسفة العمائم
- تشويه المفاهيم ..العلمانية نموذجا
- المرجعية الدينية والمرجعية السياسية
- اخطار لم تنتبه اليها المرجعية الدينية في دعوتها للانتخابات
- احترام الاسلام والانسان يعني العلمانية
- الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية
- خفافيش مجلس الحكم ..ومصباح بريمر


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية