أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - أدين بدين الحب














المزيد.....

أدين بدين الحب


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم كان ابن عربي رائعا عندما قال :
أدين بدين الحب أنى توجهـت
ركائبه .. فالحب ديني وإيماني
هناك خطأ واضح في عالمنا .. كلنا نعرفه ولكننا نصر علي تجاهله .. حكومات وشعوب .. وهو ما يؤدي الي الشحن والتعصب والتحزب الطائفي والارهاب باسم الدين .. و الخطر الحقيقي هو تجاهل المشكلة .. التي أصبح يعاني منها المجتمع المصري وباقي المجتمعات المسماة عربية في الثلاثين عاما الأخيرة .. مشكلة ترك الحكومات لجماعات وأفكار تعصب ديني علي جميع الجبهات .. تعمل في الشاع بين البسطاء .. في ظل بطالة وفقر .. تماما مثل ترك الحكومة المصرية لمشكلة المواصلات العامة وتنظيمها طالما استطاع سائقي الميكروباس وأصحابها أن يسدوا الفجوة مع كل ما يسببوه من فوضي في شوارع ومدن مصر ..
ماحدث في مجال الخطاب الديني والخدمات الاجتماعية هو نفس الشيء ,, لقد تركت الدولة واجبها في الرعاية الاجتماعية والصحية بل والتعليمية .. لتملأها جمعيات مفروض أنها خيرية ولكنها في الحقيقة جمعيات أساسها ديني تقدم مع الخدمات الاجتماعية وجبات دسمة من التطرف الديني .. لابد أن تؤدي في النهاية الي احتقان طائفي نتيجته الوحيدة هو مايحدث من أحداث طائفية مقيته .. وعنف بين الطوائف الدينية حتي داخل الدين الواحد ..
ما هي علاقة المسجد أو الكنيسة بتقديم خدمات صحية إلا إن كانت الحكومة تخلت عن واجيها .. أثناء الزمن الجميل كانت التبرعات الخيرية والصدقات من مسلمين ومسيحيين تبني المستشفيات ثم تتولي إدارة هذه المستشفيات جهات متخصصة لا تفرق بين مسلم ومسيحي .. ويكون عملها فقط تقديم الخدمة الصحية لمن يحتاجها .. هكذا بنيت مستشفيات علي مستوي عالي .. مثل العجوزة والقبطي في القاهرة والمواساة في الاسكندرية ..
ولكن الآن هناك مستوصفات تابعة لكل مسجد وكنيسة .. وكأن المرض يفرق بين المسلم والمسيحي والملحد .. وتقدم هذه الدكاكين التي تسمي نفسها مستوصفات مع الدواء والعلاج وجبات دسمة من الأفكار الدينية المتعصبة ..
ونفس الشيء يحدث في التعليم والخدمات الاحتماعية .. لقد تخلت الدولة عن واجبها .. فملأتها جماعات دينية متطرفة .. وملأها تجار المخدرات وساثقي الميكروباس ..
مشكلة زاد في حجمها .. مشاكل أخري اقتصادية وسياسية تتمثل في غياب الحريات العامة وسيطرة قلة علي كل شيء .. الثروة والسلطة .. وغياب الأمل في التغيير .. والتداول السلمي للسلطة .. والتوزيع العادل للثروة ..
الجميع يعرف انه لا حل الا وجود دولة مدنية قوية .. وأحزاب مدنية قوية ودستور مدني يتيح التداول السلمي والدوري للسلطة ونظام ضرائبي عادل لا يستطيع التهرب منه القوي أو المسنود ... ليمكن إعادة توزيع الثروة في شكل خدمات اجتماعية من ضمان اجتماعي وتأمين صحي وإعانة بطالة ..
أما من ناحية الاحتقان الطائفي .. فلا يوجد إلا حل واحد وهو تبني وثيقة الحرية الدينية .. التي وقعها الأزهر ثم حاول التنصل منها والأدهي أن مجلس الشعب المصري الذي من المفروض أنه عصب الدولة المدنية استطاع تعطيل هذه الوثيقة عبر لجنة الشون الدينية .. ولذا مجلس الشعب مسئول الي حد كبير في زيادة الاحتقان الطائفي بالقضاء علي هذه الوثيقة ..
فماذا تقول هذه الوثيقة ..
"
نؤمن بحق كل فرد في الإيمان بأي دين يشاء، وأن لكل إنسان، رجلا كان أو امرأة، حقا مقدسا في اعتناق، أو رفض اعتناق دين من الأديان، من دون التعرض لأي أذى من قبل أي جهة دينية أو سياسية ويجب التأكيد علي أنّ اللجوء إلى العنف لتأكيد وجهة نظر دينية أو لإجبار آخرين على اعتناقها هو أمر مرفوض بتاتاً. وأن لكل فرد الحق في مناقشة حقائق دينه دون خوف من انتقام.
وأن لكل إنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو الوطني، الحق في أن يعيش بسلام مع جيرانه مهما كان معتقدهم.
وبناء على ذلك، فإننا نصر على أنّ لأتباع جميع الأديان حقاً مقدساً في أن يُشركوا الآخرين في معرفتهم وأن يعيشوا بسلام مع حصيلة هذه المعرفة".
ماذا في هذه الوثيقة ليعترض المعترضون وتقوم بسببها حملة شعواء علي الأزهر وشيخه .. أن هذه الوثيقة هي أمل كل الشعوب العربية وليس مصر فقط ..
إن هذه الوثيقة هي نتيجة لإدراك من وقع عليها أن هناك متطرفين من جميع الأديان وإن تبنتها الدولة كقانون ستقطع الطريق علي هؤلاء ومع الوقت ستصبح ثقافة عامة تمنع أي احتقان طائفي وتحمي هذا الوطن بجميع أبناءه ... فالوطن الحقيقي ليس فيه أغلبية وأقليه .. ولكن به مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .. وأهم هذه الحقوق حرية الاعتقاد والدعوة السلمية وحرية التعبير السلمي ..
ومرة أخري كم كان ابن عربي رائعا عندما قال :
أدين بدين الحب أنى توجهـت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
إن الإيمان الحقيقي هو الحب .. حب الله .. وحب الإنسان لأخيه الإنسان .. وليس التعصب لدين معين أيا كان ولا لمذهب معين ايا كان ..

من غير تبني الدولة لإصلاحات دستورية وسياسية حقيقية .. ومن غير عدالة اجتماعية .. ومن غير تبني ثقافة وثيقة الحرية الدينية .. سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة من التطرف والتعصب والتخلف الحضاري ... وستطل علينا الفتن الطائفية .. وسيظل من نطلق عليهم مختلين عقليين أو الفئة الضالة يمارسون العنف باسم الدين ..
اللهم إني أبلغت .. اللهم فاشهد



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف .. مفهومي للسلفية
- كيف نقاوم الارهاب والتطرف ..هل من مستمع؟
- المعقول واللا معقول في الفكر الاسلامي السني الشيعي والقرآني ...
- أهل القرآن وعلاقتي بهم ..
- الانتخاب الجيني للأنبياء !!!
- من هو العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين ؟
- ماذا يحدث في مصر و الشرق الأوسط ..لماذا لا نتعلم من أمريكا
- أحداث لبنان ومحنة العقل العربي مرة أخري ..
- هل القدس حقا مدينة السلام ..أم لعنة علي البشرية؟
- دعوة لتفعيل سهم المؤلفة قلوبهم ..
- إختطاف وطن أم اختطاف نقابة
- ليس دفاعا عن وفاء سلطان والرسوم الدنماركية..
- نحو السمو بالدين فوق الصراعات السياسية ..
- من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ..
- الحقيقة المؤلمة .. أننا نظلم الله ورسله معنا ..
- الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!
- ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..
- ..هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان ؟
- القضية ليست البهائية .. ولكنها قضية حرية الاعتقاد وحقوق المو ...
- وهم اسمه الحرب علي الاسلام ..


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - أدين بدين الحب