أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - -الحج- والبعد الانسانى















المزيد.....

-الحج- والبعد الانسانى


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 07:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جماعة " الصحبه" التنظيم الفعال والضمير المستيقظ
آذان الله للناس بالحج دعوة انسانيه عظيمه تسحق تحتها كل تجزئه وتفرق او تميز وامره سبحانه وتعالى للناس بشهادة منافع لهم جراء ذلك تدل على تعدد منافع وايجابيات هذه الفريضه العظيمه حيث الامر ابعد من مجرد الاداء الالى دونما اغتسال الروح وتعاليها وتجردها فوق الماديات والمحسوسات انها مقابله مع الله قبل خروج الروح من البدن فى بيته وحول مشاعر حبيبه صلى الله عليه وسلم اما علم السنين والحساب فهو واضح فى التوقيت وترادف المشاعر وتكرار ذلك سنويا عدد ما تغيرت الاجيال وتبدلت الاحوال.
لقد من الله على باداء فريضة الحج لهذا العام وقدر لى ان اشهد توحد الجانب العملى بالجانب الروحى وآلية الاداء بروحانية الدعاء ولم يكن ذلك شيئا سهلا او متيسرا لولاء توفيقه سبحانه لى بان اكون احد اعضاء جماعة" الصحبه " لهذا العام والتى دأب صاحباها الاخ عبدالله بن احمد المهندى " ابو احمد" والاخ محمد حسن نقى " ابو جاسم" منذ اكثر من عقد على تنظيم رحلات للحج تقوم اساسا على اهمية اقتران الجانبان لهذه الفريضه العظيمه وليس هذا فقط وانما الحرص كل الحرص على ان يستفيد الحاج معهما من كل دقيقه من دقائق تلك الايام القلائل المشهوده الى جانب ارساء مفهوم الصحبه بين المجموعه وما يمثله من بعد انسانى هام رغم فروق السن فيصبح الامر لقاء من اجل الله وفى محبته رسوله الكريم كل ذلك دونما سعيا لاى مكسب مادى اودنيوى بل ان مايزيد من تكلفه هذه الصحبه او الرحله يعود للجماعة لا قتسامه بعد ذلك.معظم حملات الحج ينتهى دورها بعد وصول الحاج الى المشعر ونقله بعد ذلك الى مشعر اخر وكم شهدنا وقتا ضائعا لدى الكثير ولغوا شائعا فى غير مكانه ولا زمانه نظرا لعدم توافر النظره التكامليه للعديد من حملات الحج لهذه الفريضه ذات الطابع الخاص والمتميز فى تاريخ البشريه كلها وعدم الاهتمام بتنظيم هذا الوقت الثمين وربطه دائما فى ذهنية الحاج بانه قد لايعود عليه وهو فوق التراب فيستشعر بالتالى عظم ما قد يفرطه فى حق نفسه وجسامة ماقد يضيعه فى حق الله ومساءلته له. وانا جزم هنا باننا فى جماعة " الصحبه" هذا العام لسنا استثناء لولا برنامجنا المزدحم بجانب روحى كبير المتمثل فى اقامة الليل وقراءة القران والتفاسير والتكبير واذكار الصباح والمساء والتى حفظها البعض من كثرة تكرارها حتى فى الحافله على الطرق حيث التنقل من مكان الى اخر والمتابعه والحرص الدائمين من جانب الاخوين الكريمين ابو احمد وابو جاسم على ابقاء هذا البرنامج المزدحم والذى يقدم بطريقه انسانيه واعيه ومنظمه تقرن بين اداء الشعائر والتاريخ وتجرد النفس خاصه وان الرحله تشتمل ايضا على زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقعها الفاصله فى تاريخ الامه وقبور رجال الاسلام الاوائل من الصحابة والتابعين .كم كانت نظرات الاخ ابو احمد تلاحق الغافل منا حتى ينتبه ويعود من تلقاء نفسه الى الذكر وقراءة القران كى لايبدو خارج المكان والزمان , كم كانت اسئلته تشحذ المتكاسل ليستذكر ما قد نسى من احاديث او ذكر , كم كان دعاء الاخ ابو جاسم مؤثرا فينا حتى بكى له الصغير قبل الكبير فى عرفه حيث فجر التاريخ للانسانيه جمعاء او في" منى" حيث مشهد الحشر مصغرا عند رجم الشيطان وهوى النفس, لقد من الله عليهما بالقدره على امتصاص تمرد الشباب وتوجيهه بصوره اكثر فائده حيث العدد الاعظم للمجموعه من الشباب الغض وكذلك حسن استماعهما للكبير وملاحظاته وادماج الجميع من جو اخوى حميمى من الحوار النافع.لم اشهد حج السنين السابقه ولكننى استطيع ان اقول بارتياح ان نجاح اى عمل يحتاج الى عاملين اثنين اولهما نستطيع تسميته بالظرفى او الخارجى والاخر يمكن الاشارة له بالعامل الداخلى او الشخصى وفيما يتعلق بموسم الحج هذا العام فان العامل الخارجى او الظرفى المتمثل فى الجهود العظيمه والجباره التى تبذلها حكومة المملكه العربيه السعوديه جعل من هذه الرحله الايمانيه فى منتهى اليسر والراحه فالتسهيلات حيث مشيت وحيثما استقريت وان كان ثمة قصور فهو فى جهل من يحج بفقه الحج وعدم التزامه بمؤشرات السلامه من نظافه وتطهر وتمثل لروحانيه الحج فى ذاته . اما الجانب النفسى او الداخلى كما اشرت فهو ما يحرص عليه اصحاب جماعة "الصحبه " الافاضل من العمل بالارتقاء بالحج الى مستوى الروحانيه والتنظيم رغم آلية اداء المشاعر .ان عملية تنظيم وقت الحاج فى منتهى الاهميه واشاعة روح الاخوه بين الحجاج تاخذ بيد المتكاسل وتنبه الغافل وترتفع بالاداء بما يعود بالنفع على الجميع.
لقد عدنا اكثر تنظيما او تقبلا للتنظيم فى حياتنا بعد هذه الرحله الفاصله فى تاريخ الانسان المسلم, ابتعدنا عن الرسميات لنعود احبابا نلتقى فى حب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام, ابتعدنا عن الالقاب لنصبح اكثر قربا وانسانيه لبعضنا البعض, تركنا زخرف الدنيا على امل ان يصغر فى اعيننا يوما بعد اخر فلا نستبدل الادنى بالذى هو خير , تبددت الهموم وتلاشت الاحزان واضمحلت الفوارق فلا تسمع الا حمدا لله وثناء على رسوله الكريم, لقد كان بيننا صاحب المركز ورجل الاعمال والمهندس والطالب والكبير والصغير وذو الجاه ولكن لم نستشعر ذلك كله امام تسامى انسانيه الاسلام ومركزية الانسان فى الكون ووقوفه مجردا خاويا من احمال الدنيا وزخرفها الزائل امام خالقه.ان فلسفة الحج تقوم على استشعار المساواه ووحدة المصير, فكرة التميز فكره دنيويه خالصه يجب ان تخف حدتها وقوتها بعد اداء الانسان لهذه الفريضه, لقد لبسنا اكفاننا يوما او بعض يوم ونزعناها وليس ببعيد ان نلبسهامتى ما شاء الله بل ذلك حتما مقضيا لتذوب معنا فى قبورنا التى ندعوا الله ان تكون روضة من رياض الجنه.
ان هذا المقال ليس تزكيه لاحد بقدر ماهى مشاعر عائد من اداء هذه الفريضه العظيمه والذى استشعر اهميه ليس فقط اداءها بل طريقة هذا الاداء وتنظيمه فهذه الامه فى حاجه ماسه للتنظيم لتحقق اهدافها وغاياتها.وليس تنظيم وقت الحاج وربطه ببرنامج بما يخدم الهدف الاسمى للحج سوى حجر الاساس لذلك
جزى الاخ" ابو احمد" وابو جاسم" صاحبى جماعة" الصحبه" خير الجزاء وجعل عملهما خالصا لوجهه سبحانه واورثهما الجنة يتبوءان منها حيث يشاءان انه على كل شى قدير.وتحياتى وامنياتى الطيبه لجميع الاخوه فى الجماعه الذين سكنوا القلب والضمير وكيف لا وقد مشينا وتالفنا فى اعظم مكان مشت له قدم واسمى هدف التف حوله بشر.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات الجاهزه- ومأزق الحراك الاجتماعى
- -المجتمعات الجاهزه- ومازق الحراك الاجتماعى
- مهرجان -مزايين- الديمقراطيه
- دول الخليج وسؤال الهويه
- بناء الشخصيه الوطنيه كيف؟
- مجتمع على صفيح ساخن- قطرى-مابعد الحداثه-
- حتى لاتنام نواطير الامه عن ثعالبها
- نحو مواطن اقل هذيانا
- المواطن بين - الفرقه الناجيه واليتم الاجتماعى
- قطروالسعوديه.........التاريخ يتحدث والجغرافيا تشهد
- العلمانيه فى العالم العربى الغياب الذى نتصوره حضورا
- فى نعى العربى الاخير
- ابعاد الهويه واشكالاتها
- فاتورة الفوات التاريخى
- فخ الديمقراطيه صندوق الانتخابات وغزو الدهماء
- لما ذا يعجز الطرح الايديولوجى عن انقاذ الامه؟
- الطبقه الوسطى فى الخليج وظاهرو التضخم
- الوعى الحقيقى والوعى الزائف
- قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه
- الوعى الزائف لجيل الامس


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - -الحج- والبعد الانسانى