|
في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية .. كيف يكون الحل لازمة اليسار الفلسطيني
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 06:43
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
احر التهاني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها ال 41، وكل التحية والاحترام والتقدير لامينها العام المناضل احمد سعدات وكل اسراها الابطال، ومناضليها وكوادرها وانصارها، والى الشعب الفلسطيني باسره في الوطن والمنافي. وكلنا امل بتعزيز دور الجبهة على طريق الحرية والاستقلال الوطني. وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوب كل المناضلين في العالم اجد من المناسب الادلاء برأي المتواضع في الازمة التي تلف اليسار الفلسطيني، من منطلق القناعة التامة بدور اليسار الفلسطيني في مسيرة الحرية التي ينخرط فيها طلائع الشعب الفلسطيني وكافة الجماهير الفلسطينية منذ عشرة عقود تقريبا. ولا بد من الاشارة الى ان هناك الاف المقالات والدراسات والابحاث التي تناولت الازمة الي تعتري مفاصل التنظيمات اليسارية، وجلها للاسف اقتصرت على استعراض اسباب الازمة وانعكاستها على حركة النضال الوطني، ونادرة هي تلك التي عرضت حلولا عملية لكيفية خروج اليسار من ازمته. ويمكن ايجاز الاسباب التي توصل لها العديد من المفكرين والكتاب والسياسيين في مقالاتهم ودراساتهم وابحاثهم للازمة المستفحلة منذ اكثر من عقدين في صفوف منظمات اليسار بانهيار الاتحاد السوفياتي، وحرب الخليج الاولى (الاحتلال العراقي للكويت) ومؤتمر مدريد ومن ثم اتفاق اوسلو. فيما ذهب اخرون ومن منطلق الاخلاص والرغبة الصادقة للمساهمة بتجاوز اليسار لازمته الى تناول بعض المسائل التكتيكية المرتبطة بالدرجة الاساسية بالرؤية السياسية لليسار، وحفلت تلك الرؤى بانتقادات لاذعة للمواقف السياسية لفصائل اليسار، وصب بعضهم انتقاداته على ما اعتبروه موقفا مائعا من السلطة الوطنية وبرنامجها السياسي في المفاوضات السياسية مع العدو الصهيوني، لاعتبارات عديدة تدرجت من رفض تلك المفاوضات من منطلق انها تتنازل عن فلسطين المحتلة منذ عام 1948، الى االقناعة التامة عند الكثيرين بانها ليست سوى مفاوضات عبثية لن تؤدي الى أي نتيجة.
ونادرا ما تجد وجهات نظر تتحدث عن الازمة الفكرية، والتي تقوم عليها كافة اجزاء البناء الحزبي، سياسيا وفكريا وبرامجيا وتنظيميا وامنيا وماليا ، وبالطبع اثرها في النشاط الجماهيري والاعلامي الدعائي. ويقال ان تشخيص المرض هو نصف العلاج .. لكن لا احد تقريبا طرح علاجا عمليا يشفي المرض المستفحل، وظلت الاراء في هذا اطار تشخيص الازمة، على الاقل هذا ما وجدته من خلال التحضير لكتابة هذا المقال حيث راجعت عشرات المقالات والدراسات ومن ضمنها لمسؤولين كبارا في تنظيمات اليسار. ومع احترامي الشديد لكل الجهود التي حاولت مخلصة ايجاد سبيل لتجاوز الازمة، فمن وجهة نظري فان المشكلة الرئيسية في اليسار الفلسطيني، ومعظم احزاب اليسارعموما، تكمن بأزمة المعرفة النظرية الشاملة. التي ترتبت عليها كافة الامراض التي تنهش جسد فصائل اليسار.
ومن نافل القول ان من يمتلك المعرفة يستطيع أن يعتلي موقع القيادة، ومن لا يملكها سيكون موقعه في الصفوف الخلفية، وبسبب غياب المعرفة النظرية افتقدت فصائل اليسار المبادرة، واقتصر خطابها الاعلامي على الشكوى، وتوجيه النقد، وخصوصا لحركة فتح والسلطة الوطنية.
فالازمة من وجهة نظري ليست بسبب سقوط المعسكر الاشتراكي، واندحار انظمة الصمود او الصعود او المراوغة المسماة بالممانعة، وليست بسبب مؤتمر مدريد او اتفاق اوسلو او حرب الخليج او سقوط الديكتاتورية في بغداد والاحتلال الامريكي للعراق، لان كل ما سبق يفترض ان يشكل حافزا ودافعا لتطور قوى اليسار من منطلق انه كلما اشتدت الازمات وجب الارتقاء بالمبادرات والبرامج والوعي السياسي والكفاح والمقاومة بكل اشكالها ، وليس النكوض والتراجع والانزواء.
وعندما اركز على المعرفة النظرية فلأن من يمتلكها يستطيع ان يستقطب الجماهير ويستطيع قيادتها، لانها توفر له الخبرة والادراك التام لما يجب القيام به في كل مرحلة من المراحل، ومن لا يمتلك المعرفة يشكو ويناشد ويطالب ويرفض او يؤيد، ولا يمكن ان يدعي احدا من فصائل اليسار الفلسطينية انه يمتلك المعرفة النظرية ، لاننا لم نرى فعلا حقيقيا على الارض، ولو كان هناك فعلا حقيقا لما كان اصلا هناك ازمة، ولما كان هناك انكفاء، ولما كانت هناك عزلة جماهيرية تتفاقم باستمرار. ولما تمكنت القوى الظلامية من سحب الجماهير من بين يدي قوى اليسار وتركته على الرصيف مناشدا مطالبا متوسلا.
ومن المعروف ان المعركة الي يخوضها اليسار الفلسطيني تنقسم الى قسمين رئيسيين هما : اولا: المعركة ضد العدو الصهيوني أي معركة التحرر الوطني، وسقفها اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية على كامل الاراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وهذا ما نصت عليه وثيقة الاستقلال المقرة في المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1988.
ثانيا : معركة الصراع الطبقي ومضمونها الدفاع عن حقوق الطبقات الشعبية وتهيئة المجتمع الفلسطيني لقبول البرنامج الاجتماعي ومحتواه الايمان بالخيار الديمقراطي، والعدالة الاجتماعية، والحقوق المتساوية للجميع، وبناء مجتمع مدني حداثي عصري. ونبذ كل اشكال التمييز على اساس اللون او الجنس او العقيدة.
وكلا المعركتان تتطلب المعرفة النظرية والخبرة في استقطاب الجماهير لأن الشرط الاساسي لتحقيق اهداف المعركتان مرتبط اشد الارتباط بالجماهير، وقدرة اليسار على حشد اكبر عدد ممكن من الجماهير خلف شعاراته . وهذا ما لم يتحقق خلال المسيرة التاريخية لقوى اليسار، و تراجع بحدة في العقدين الاخيرين.
وحتى يتم حشد الجماهير يتطلب اول ما يتطلب المعرفة النظرية التامة باوضاع الجماهير من الناحية الفكرية والعقائدية والاعراف والقيم التي تنظم السلوك الاعتيادي، بالاضافة الى الوضع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
ومن نافل القول ان فصائل العمل الوطني الفلسطيني ومن ضمنها اليسار قد نجحت في ترسيخ القيم الوطنية والانتماء الوطني في صفوف الجماهير الفلسطينية، والتفت الجماهير بكل اطيافها وراء الحركة الوطنية وقدمت تضحيات هائلة على طريق الحرية والتحرير، وان كان نصيب قوى اليسار اقل بدرجة كبيرة من نصيب حركة فتح لاسباب عديدة من اهمها النهج الفكري لحركة فتح الذي يتسع لكل اطياف المجتمع، ولا يشترط انتماء عقائديا محددا، ويتفق في خطوطه العريضة وحتى الجزئية مع قيم المجتمع واعرافه وقيمه وعقيدته الدينية.
لكن المشكلة هنا هي فشل القوى الوطنية من توظيف الطاقات الجماهيرية الهائلة بشكل صحيح في معركة التحرر الوطني، وفشل اليسار في ابتكار اساليب وطرق ووسائل تتناسب مع الشروط الموضوعية في الساحة الفلسطينية والعربية التي تواجدت فيها كالاردن ولبنان، بل ان اليسار كان مقلدا لحركة فتح التي توصف في ادبيات اليسار باليمينية، ربما زورا وبهتانا لانها كانت اكثر فاعلية ومبادرة في مختلف منعطفات النضال الوطني الفلسطيني.
وهنا تكمن اهمية المعرفة التي كانت تتطلب ابتكار اساليب كفاحية يندفع الاخرون لتقليدها. وهذا لم يتحقق بل ان اليسار هو الذي قلد ما يسميه اليمين، باعتماد اسلوبا واحدا للمقاومة هي المقاومة المسلحة، التي اخذت طابعا دفاعيا طيلة 12 عاما اثناء وجودها في لبنان. وتراجعت بحدة بعد اتفاق اوسلو ليس فقط لما تضمنه الاتفاق، وانما لعجز وتواضع القدرات العسكرية في مواجهة الالة العسكرية الجهنمية الصهيونية.
ولغياب او قصور المعرفة النظرية لدى فصائل اليسار لم تتمكن من وضع برامج عملية لممارسة اشكال المقاومة الاخرى (المقاومة الشعبية السلمية)، بل كان دورها ثانويا بالمقارنة مع حركة فتح في المقاومة الشعبية المتمثلة بالانتفاضة الاولى (انتفاضة الحجارة)، وكذلك بالانتفاضة الثانية والتي فقدت طابعها الجماهيري بعد ان نجحت حركة حماس في عسكرتها، وذلك لسبب منطقي وهو محدودية عدد جماهيرها مقارنة بالالتفاف الجماهيري الواسع حول حركة فتح. والتوسع الجماهيري لحركة حماس.
وهذا لم يكن ليتحقق لولا غياب المعرفة النظرية، ولم يجتهد اليسار فكريا لامتلاك المعرفة الخاصة بالمقاومة الجماهيرية، وما زالت ادبياته وتصريحات قادته تفيد بان المقصود بالمقاومة هو المقاومة المسلحة، ويخشى الاعلان المباشر عن تراجع امكانات المقاومة المسلحة، وبالتالي الدعوة لتصعيد المقاومة الشعبية. باستثناء حزب الشعب الذي تتضمن ادبياته تركيزا على الدعوة للمقاومة الشعبية السلمية، ولكن دون القدرة على التنفيذ. وذلك ايضا لسبب واضح وهو محدودية الالتفاف الجماهيري ، وشيوع الايمان عند غالبية الجماهير بان المقاومة هي فقط مقاومة مسلحة.
ومما تقدم يتضح بما لا يدع مجالا للشك ان القدرة على استقطاب الجماهير هي العامل الحاسم في تنفيذ برنامج أي قوة سياسية مهما كانت انتماءاتها الفكرية.
وهذا ينقلنا مباشرة الى الحديث عن المعركة الثانية أي معركة الصراع الطبقي الاجتماعي. فهل امتلك اليسار المعرفة الكافية لادارة هذه المعركة الاساسية والتي بدونها لا يمكن له ان يحقق اهدافه. لا يحتاج المرء للحديث مطولا ليثبت فشل اليسار في هذه المعركة فقد برهنت نتائج انتخابات المجلس التشريعي عن حجم النفوذ الجماهيري المتواضع لكل قوى اليسار مجتمعة. وهذا الفشل لم يكن ليتحقق ايضا لولا غياب المعرفة النظرية في كيفية ادارة المعركة لكسب الجماهير، وكما يبدو ومن خلال التصريحات العديدة ومقالات انصار وكوادر اليسار انه ما زال يفتقد المعرفة في هذا المجال. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا .. هل قوى اليسار تضع هذا الموضوع في مقدمة جدول اعمالها؟، وقبل ذلك هل تعتبر ان دورها يجب ان يكون قائدا لنضال الشعب الفلسطيني؟ ام يقتصرعلى تقديم الدعم السياسي الاعلامي للمواقف التي يراها صحيحة ويوجه النقد السياسي للمواقف الخاطئة. وهل فصائل اليسار مقتنعة باهمية المبادرة في كافة الميادين..؟ ام ان دورها يقتصر على اصلاح ذات البين بين فتح وحماس، انطلاقا من قناعتها بان الاصلاح لو تم فانه سوف يصلب الموقف السياسي الفلسطيني ويحسن من شروط الكفاح الذي ستلعب الدور الرئيسي فيه فتح وحماس.؟
ان خروج اليسار من الازمة المستفحلة يتطلب بالدرجة الرئيسية امتلاك المعرفة النظرية في كيفية تجنيد طاقات الجماهير وحشدها حول برنامج اليسار، لان ما تتضمنه ادبيات اليسار حول هذه المهمة لا يتعدى كونه جملة لفظية، او لازمة لا بد منها، دون ادراك للوسائل العملية الكفيلة بمحاصرة النفوذ المتصاعد خصوصا للتيار الديني.
ولذلك فان البرنامج الرئيسي المطلوب بلورته وباسرع ما يمكن هو البرنامج الجماهيري وجوهرة العمل بكل قوة لنشر الثقافة الوطنية الديمقراطية اليسارية في مواجهة ثقافة الظلام وهذا يتطلب : أ – انشاء مؤسسة اعلامية حديثة وعصرية قادرة على منافسة اكثر المؤسسات التجارية شهرة وجماهيرية سواء لفصائل اليسار مجتمعة او بشكل فردي وهو امر ممكن ان ينفذه الحزب الذي يمتلك طموح حقيقي لان يكون له شان مؤثر في مسيرة النضال الوطني. وذلك يتطلب ما يلي: اولا : تنظيم دورات للكادر لتخريج متخصصين في مجال العلاقات العامة والتسويق، وذلك لان الدور الاساسي للحزب اليساري هو اقامة افضل العلاقات مع الجماهير، وتسويق فكر واهداف أي المنتجات الفكرية للحزب. وهذا الامر باتت تدركه حتى المؤسسات الصغيرة الطموحة لكسب المزيد من الزبائن. حتى الديانات السماوية لم يكن لها ان تنتشر لولا اساليب الدعاية والتسويق التي اتبعت لنشرها. ثانيا : تطوير المؤسسات الاعلامية وامتلاك مؤسسات ووسائل عصرية وفي مقدمتها قناة فضائية حديثة ومتطورة والبدء باعداد كوادرها وطواقمها، وقد يقال ان هذه تتطلب تمويلا مستمرا، وهذا صحيح تماما، وتوفير التمويل ليس امرا صعبا، بشرط ان يدرك التنظيم اليساري ان اقامة مشاريع مربحة تحقق دخلا جيدا ليس عيبا او كفرا او مناقضا للفكر اليساري، لان الارتهان للمساعدات والتبرعات لن يمكن أي مجموعة من تحقيق اهدافها وسوف اعرض بعض النقاط المتعلقة بالتمويل في البند الخاص بالمالية. ثالثا : تطوير الاستفادة من التقنية الحديثة للانترنت وفتحها على مصراعيها امام كتاب ومفكري اليسار الفلسطيني والعربي واتاحة اوسع مجال لعرض وجهات النظر، ومن المؤسف ان تكون مواقع الانترنت اليسارية التابعة لبعض الفصائل اليسارية ممنوعة على غير عدد محدود من اعضائها ، وتفتقر الى أي نوع من انواع التفاعل مع الجماهير، ووضعها كئيب وتفتقر للتجديد والتحديث وتخلو الا من عدد محدود من الاخبار القديمة، مع ان المفروض ان تكون مواقع جماهيرية يزورها الالاف يوميا ويكتب فيها المئات. رابعا : اعداد دورات متخصصة لتخريج اعلاميين حقيقيين يمتلكوا الخبرة في ميدان الاعلام الجماهيري، وخبرة استخدام الاعلان ، وخبرة كتابة التقرير والتحقيق والمقابلة الصحفية مع الجماهير وليس مع اعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية. ويمتلكوا الخبرة في تنظيم واستقطاب الحضور للمؤتمرات والندوات والمهرجانات الجماهيرية، وتتوفر لديهم الخبرة والمقدرة على صياغة الخطاب الجماهيري. ب- تحديد الخطاب الاعلامي والدعائي للقوى المنافسة وصياغة الخطاب الاعلامي القادر على مواجهتها، ومن وجهة نظري ان الخطاب الذي يجب مواجهته وباقصى جهد ممكن هو الخطاب الديني، وهذا يتطلب حشد كافة طاقات القوى الوطنية والديمقراطية يسار ويمين ووسط، وكافة الطبقات بما فيها البرجوازية الكبيرة لان الخطاب الديني يستهدف الجميع ويشكل العقبة الرئيسية امام استقطاب الجماهير للخط الوطني والديمقراطي واليساري. ت – انشاء مؤسسات جماهيرية مفتوحة للجميع دون اشتراط الولاء السياسي لهذا التنظيم او ذاك طالما ان اعضائها يؤمنوا بالبرنامج الوطني الديمقراطي ويرفضوا برنامج الحكومة الدينية. وان يتضمن نشاط هذه المؤسسات تقديم العون والمساعدة والخدمات لاعضائها. والتفاعل مع النسيج الاجتماعي الفلسطيني بكل شرائحه. ث – وضع برامج خاصة لتطوير وعي المراة وتعزيز ميول المساواة لديها لان المراة تشكل نقطة ضعف كبيرة تستغل من قبل التيار الديني. ج – وضع برامج للطفولة لتهيئتهم فكريا وسياسيا واجتماعيا وحتى لا يكونوا لقمة سائغة لتضليل التيار الديني واوهامها . ح - انشاء مؤسسات اقتصادية عصرية وحديثة توفر التمويل اللازم وتحقق فوائض مالية تساعد على التوسع في النشاط الاقتصادي . وهذا يتطلب الاستفادة من خبرات الكوادر اليسارية سواء المنتمية لفصائل اليسار او المستقلة، وهذه المؤسسات تقوم على المساهمة الجماهيرية، فمن المعروف ان معظم الشركات والمؤسسات على مستوى العالم هي مؤسسات جماهيرية مساهمة، مما جعلها اشبه بتنظيم حزبي اقتصادي. واظن ان طرح أي حزب مشروع اقتصادي ناجح لاعضاء الحزب وانصاره وعلى اساس تجاري وعلى اساس المساهمة العامة او الخاصة يمكن ان يوفر رأس مال للمشروع. وسوف يلاقي اقبال طالما انه سيوفر مصدرا اضافيا للدخل، واظن كذلك ان الساحة الفلسطينية تعتبر ارضا خاما لاقامة العديد جدا من المشاريع. فمثلا لو طرح مشروع انشاء مؤسسة اعلامية تبلغ تكلفتها مليون دولار وجرى تسويق المشروع محليا وعربيا لجذب المساهمين فاعتقد ان الكثيرين سوف يسعون للاكتتاب، فللعلم فقط فان تغطية الاسهم التي كانت تطرح للاكتتاب كانت تتم تغطيتها دة مرات ليس في الدول الغنية كالخليج فقط ، بل في دول فقيرة مثل الاردن ومصر ولبنان والمغرب. وبالتاكيد فان هذا الموضوع يحتاج الى نقاش فني من قبل متخصصين .
خ- تطوير مؤسسات وشبكات العلاقات الخارجية لاقامة اوسع العلاقات والصلات مع اليساريين العرب فانا على سبيل المثال لم التق أي عضو في أي حزب يساري منذ عشرين سنة على الاقل، علما بان شبكة الانرنت تحتوي على الالاف من اليساريين الذين يكتبوا كل يوم وهذا يتطلب تشكيل هيئة او لجنة او أي كان اسمها لمتابعة المواقع والمنتديات والاتصال والتواصل مع اليساريين المستقلين. ان المهمة الكبرى هي اعادة الصلة بالجماهير، وفيما سبق بعض الاقتراحات، وما زال ليدنا الكثير لكن حتى لا نثقل على المهتمين اكتفي بما تقدم، ومن المؤكد ان افساح المجال للمخلصين لابداء وجهات نظرهم سيؤدي الى اشراك الالاف من خيرة ابناء الشعوب العربية التي لن تتوانى عن تقديم خبرتها وجهدها للارتقاء بالكفاح الوطني الفلسطيني وتعزيز دور ومساهمة اليسار الفلسطيني في مسيرة الحرية والتحرير.
اكاد اجزم ان نجاح اليسار في هذه الميادين سيحسن من شروط شعبنا في مواجهة المشروع الصهيوني ويسرع في تحقيق اهدافنا المرحلية وفي مقدمتها اقامة دولتنا الوطنية المستقلة، ولا اريد الخوض في جانب التكتيكات السياسية المطلوب اتباعها في هذه المرحلة، ولكن اجد من الضروري الاشارة الى ان الاصطفاف في الساحة الفلسطينية لا تسمح في الوقت الراهن البقاء في الوسط، والبقاء في لعب دور المختار المصلح، خصوصا بعد ان اعلن اسماعيل هنية اليوم بانه لن يتم على الاطلاق الاعتراف برئاسة الرئيس محمود عباس بعد 9 يناير، وانه لا شرعية وكررها ثلاث مرات للتمديد للرئيس عباس لا بغطاء عربي ولا بغطاء غير عربي، الا اذا اراد اليسار الفلسطيني ان يجد نفسه ديكورا مرفوضا لفترة محدودة في ظل حكومة اسلامية.
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايها الوطنيون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم
-
التسامح الديني لدى غالبية الشعب الفلسطيني سيهزم مشرع حماس
-
غزة ليست محاصرة .. المحاصرة هي حماس .. وأخذت سكان القطاع رهي
...
-
خطة الحاج ابو القعقاع للقضاء على مشكلة العنوسة
-
تحية الى -الحوار- المدرسة المتألقة في ذكرى تأسيسها السابعة
-
من اين ستنطلق الشرارة ..؟؟
-
خطة الحاج عطية للقضاء على مشكلة العنوسة
-
هيلاري وجانيت وسوزان .. والعقل الناقص للمرأة المسلمة
-
كيف أصبحت السيدة -يسرى- صاحبة عمارة
-
المرأة .. والرصيف .. والقهر الشرقي
-
فاطمة .. انا سورية .. وأفتخر ..
-
متى يتوقف عبث النظام السوري
-
فاطمة .. وساعتها الرولكس .. وفقراء غزة
-
تصريحات موتورة لن تحول دون اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية
-
احتلال امريكي لثلاث سنوات... ام احتلال ايراني لثلاثين سنة
-
استراحة الجمعة .. العلم يعيد الحياة للانسان بعد الموت .. فال
...
-
ماذا تريدون .. دولة وطنية ديمقراطية أم دينية استبدادية
-
صواريخ حماس العبثية تحاصر فقراء غزة
-
متابعة لمقال حوار مع سيدة سورية في صالة الترانزيت
-
حوار مع سيدة سورية في صالة الترانزيت
المزيد.....
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|