شيخ الأزهر: وقضية مصافحة الاسرائليين!!!

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 06:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مجرد تاملات حول تلك القضية المثارة :

حسبما نعلم . شيخ الازهر يعين في منصبه . رسميا . بقرار من رئيس الجمهورية . وامكانية عزله ايضا كذلك .
وحسبما نعلم . هو بدرجة وزير .
أي انه جزء من السلطة الحاكمة ومن النظام القائم .
والسلطة الحاكمة والنظام القائم في مصري . يعترف باسرائيل ويقيم معها العلاقات السياسية وغيرها .
ورئيس الجمهورية – مبارك – يستقبل ويصافح رؤساء وزارات اسرائيل واحدا تلو آخر ومنذ ما يقرب من ثلاثين عاما ..
وكذلك هو الذي يوقع علي أوراق اعتماد كل سفير اسرائيلي جديد يتولي العمل بسفارة اسرائيل في مصر .
حضر شيخ الازهر مؤنمرا دوليا للتقريب بين الاديان .

من لا يرغب في التقريب بين الأديان كان عليه ان يعترض قبل انعقاد المؤتمر وقبل سفر شيخ لازهر ..
ما دام شيخ الازهر قد ذهب لحضور مؤتمر للتقريب بين الاديان فعليه مصافحة ممثلي كل دين من الحضور . وكل من يتقدم من لمصافحته ايا كانت صفته . دينية ام سياسية أم سياسية دينية . والا يعتبر ضد التقريب بين الأديان وكان يجب عليه عدم حضور المؤتمر من البداية.. والا كيف يسعي الساعوون للتقريب بين الأديان وهم يرفضون مصافحة بعضهم البعض - مجرد مصافحة - ؟؟؟!!!
شيخ الأزهر لم يكن يمثل الدين فقط – الاسلام – بالمؤتمر . بل يمثل دولة اسمها مصر . ويمثل بالتحديد النظام الحاكم بها والنظام يمكنه منعه من حضور المؤتمر ان شاء – وان أنكر النظام ذلك - .

من لديه اعتراض علي مصافحة مسؤول اسرائيلي في مؤتمر للتقريب . فبدلا من الاحتجاج علي مصافحة الوزير شيخ الازهر . فالأولي به الاحتجاج علي رئيس النظام . وعليه المطالبة بعزل رئيس النظام ، واحداث كل الضجة التي حدثت ضد شيخ الأزهر لمصافحة مسؤول اسرائيلي . لرئيس الجمهورية لا لشيخ الأزهر .
من لا يجرؤ علي الاعتراض علي رئيس النظام الذي يصافح المسؤولين الاسرائيليين والسفراء الاسرائليين نهارا جهارا ومنذ 30 سنة ومن لا يتجاسر و لا يتعنتر سوي فقط في الاعتراض والتنديد بوزير – شيخ الأزهر – فمثل ذاك هو جدير بالشفقة والرثاء .

هياج وصخب زائد بسبب قضية المصافحة تلك . أدت لرد فعل من شيخ الزهر تلقفه عضو مجلس الشعب الذي قدم طلب احاطة لرئيس البرلمان بشأن ما أسماه التصريحات الغير لائقة لفضيلة شيخ الأزهر التي تعامل بها مع منتقدي مصافحته لرئيس الكيان الصهيوني الارهابي فيها منتقديه . بينما الدافع وراء طلب الاحاطة هو " قضية المصافحة ! " حيث تجاوز هو ايضا اللياقة بوصفه للشيخ بالافلاس والجهل !

لو تم تعيين أي ممن جعلوها قضية عامة - وزيرا في النظام القائم . ففي اليوم التالي لتعيينه لو طلب منه رئيس النظام التوجه لتل أبيب في مامورية سياسية . فسوف يتوجه ، وسيصافح كل من يقابله هناك .. واسألوا عن ذلك عشرات بل مئات من الوزراء والصحفيين والاعلاميين ورجال الاعمال وغيرهم ممن صافحوا وزاروا وقابلوا وتصوروا وصافحوا وطالما صافحوا ..

ويبدو أن شيخ الازهر قد أضاع علي المسلمين فرصة ذهبية لتحرير القدس وفلسطين كلها ..
فلو انه رفض مصافحة المسؤول الاسرائيلي . لتسبب ذلك في موت كافة الاسرائليين كمدا وغما من الكسوف .. ولوجد المسلمون فلسطين ولا سيما القدس وبيت المقدس مفتوحة أمامهم بعد موت كل الاسرائيليين حزنا .. !
وما لم يمت الاسرائيليون غما لامتناع شيخ الأزهر عن مصافحة المسؤول الاسرائيلي .. فانهم قد يشعرون باليأس . ويفقدان الامل في امكانية التعايش بالمنطقة فسوف يسارعوا بالهجرة الجماعية للخارج الي حيث جاءوا .. وهكذا تتحرر القدس وبيت المقدس .. !
لقد كانت فرصة ذهبية ..وأضاعها شيخ الأزهر .. !
سامحك الله يا شيخ طنطاوي ...!

مرة واحدة صافح الشيخ طنطاوي مسؤولا اسرائيليا .. مرة واحدة . وربما علي سيل الخطا وربما لداعي الحرج . في مؤتمر دولي يحمل شعار " التقريب " ... فقامت القيامة !

والرئيس مبارك طوال 30 الثلاثين سنة الماضية . صافح – ومع سبق الاعداد والترتيب – ما لا يقل عن 300 ثلاثمائة مسؤول اسرائيلي...

قديما . روي عن جحا . انه عندما طلب من أبيه أن يعلمه كيف يتصاغر .. نصحه أبوه بألا يقفز الا فوق ادني الاسوار لا اعلاها .. وأن ينبري ويتجلي ويتألق وبشدة امام الصغائر .. !
**** ****

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات