أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الحكيم نديم - الكرد بين الديمقراطية ومطلب الفيدرالية...















المزيد.....

الكرد بين الديمقراطية ومطلب الفيدرالية...


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:29
المحور: القضية الكردية
    


لقد كتب القليل من المؤرخين بانصاف وبامانة علمية حول الكرد ومنشئهم التاريخي ومن الذين انصفوا الكرد وناصروا قضيتهم بكل ود هو ما كتبه مؤخرا الموسوعي القدير حميد المطبعي حول مظلومية الكرد وحرمانه من تشكيل دولته المنتظرة وكفاحه الدامي من اجل الحرية والديمقراطية بان » الاكراد في العراق أمة : لغة ودم وتاريخ وجغرافيا قدرت بقدر مقدور، واقتصاد اكثره مخبوء، وكل وادٍ في ربوعهم يعيل شعباً من شعوب افريقيا، فهم أمة قبل أن يشرق فجر الامم أو قبل أن يزرع العرب ضفاف وادي الرافدين . فالاكراد شعب عريق معرق: إدارة لم تقهر، وذات تتحرك في الذات العليا، وتراث ملحمي وتاريخي وفولكلوري وانثروبولوجي.« ومن حقنا ان نرفع صوتنا عاليا ونرفض بشدة ما تنسج وتحاك اليوم بحق الكرد وعلى مستقبله السياسي من المؤامرات والخطط الخبيثة من قبل الدوائر المشبوهة والأطراف الأقليمية الحاقدة ، فلا نلوم غير انفسنا وقياديينا باننا غفلنا واستغفلنا هذه المرة ايضا عما دار من حولنا من الأتفاقات والجولات المشبوهة، ولم نستوعب من سقطات التاريخ ومتغيرات الخارطة السياسية وتعامينا على كل الأحداث الدائرة من حوالينا ولم ناخذ الحذر من لعبة المصالح على حد قول الكاتب الكردي د خالد يونس » بان على الكرد ان لا يتعاموا التاريخ «، و فعلاً كنا دوما نتكل على اعداء قضيتنا في حل قضايانا المصيرية ولم نعتبر من اخطاء مآسي الماضي بدءا بمذابح الكرد وزوال امبراطوريا تهم التليدة على يد الفرس والترك وانتهاءا بانتكاسة اتفاقية الجزائر المشؤومة عام 1975 ، و غبن التاريخ للكرد على مر الزمن الغابر، وكما اشار اليه الزعيم الكردي مسعود البارزاني عندما سُئل مرة من قبل مراسل صحفي » من الذي ظلم الكرد التاريخ ام الجغرافيا ام النزاعات الكردية الداخلية؟ اجاب الرئيس البارزاني كلاهما التاريخ والجغرافيا ظلما الكرد وبالدرجة الرئيسية التاريخ « ونحن نرى اليوم جليا تنصل بعض اصدقاء الأمس وحلفاء ايام النضال ضد الديكتاتورية من الدفاع عن مطالب الكرد وانكارهم لبنود كل المؤتمرات التي عقدوها ايام النضال ضد النظام البائد على قبول الفيدرالية الجغرافية للكرد ضمن العراق الموحد، ونقول لهم ياللأسف لمواقفكم وان لم تجد الندم والأسف بعد فوات الفرص الثمينة ،وكم من الفرص المؤاتية فاتت على الكرد ولم يستغلوا تلك الفرص والتعاطف الدولي في وقتها لحل قضيتهم العادلة، ولم ينتبهوا جيدا لوضعهم الداخلي ولم يوحدوا خطابهم السياسي في المحافل الدولية طيلة السنين الماضية، الا بعد دق ناقوس الخطر من زعزعة وجودهم الساسي في العراق والبدء بتنفيذ المؤامرات والتحالفات الشوفينية بمحوا وجودهم في العراق، وبعد تصديق ساسة الكرد بالوعود الأمريكية في الحصول على الحقوق القومية. فهاهي الإدارة الأمريكية ومن خلفهم بعض الشوفينين من القوميات الأخرى يخونون الكرد والقضية الكردية مرة اخرى من الخلف باسم ترسيخ الديمقراطية في العراق، واتباع سياسة الكيل بمكيالين وعدم انصافهم بين شعب مضطهد صاحب الآلاف من الشهداء والمفقودين والمهجرين وبين من لم يقدم سوى بضعة آلاف من الضحايا، فهل من العدل والإنضاف ان يتساوى شعب مضح بالدم والمال والعرض في الحقوق والواجبات امام من يدعون بالنضال والمظلومية ؟، أليس من حقنا ان نقول لسلطات الأحتلال في العراق اين انتم واين مصداقيتكم من مأساة حلبجة ومذابح الأنفال وضحاياها المقدرة بـ 182 الف انسان بريء؟ ولماذ هكذا دم الأنسان الكردي رخيص عندكم وما الفرق بين الدم العراقي البرئ وبين الدم الأمريكي المصون؟، فاين انصافكم السياسي وتشدقكم بالديمقراطية ووعودكم بمنح الفيدرالية القومية للكرد،؟ ام ان المصالح الدائمة عندكم هي فوق كل الإعتبارات الأخلاقية!! وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم امام محنة الكرد، وان تلك المقولة القديمة الرائجة حول امريكا باتت صحيحة، بأن امريكا لا تعرف أبداً ان تحمي حلفاءها مهما اخلصت وحمت تلك الحلفاء مصالح امريكا. فكم اصابتنا الدهشة من تلك المواقف اللانسانية التي وقفتها امريكا من قضية الكرد في العراق مخافة على مصالحها الحيوية في تركيا ولاستراتيجيتها الخاصة في بعض البلدان المجاورة وتفريطها اللانساني بحقوق شعب مسالم ومحب للحرية والديمقراطية من خلال تصريحات ممثل سلطة التحالف واحاديث رجال البيت الأبيض في منح اكراد العراق حكما ذاتيا محددا ضمن المحافظات الثلاث ، وهذا في رأي لا يساوي شيئا مقابل نضال الكرد وتضحياتهم الجسيمة من اجل الحرية انه اقل بكثير مما منحته نظام صدام البائد للكرد والمتمثل بالحكم الذاتي في اطار المحافظات الكردية الثلاث بل واقل من الناحية السياسية والإدارية في ظل ممثل سلطة التحالف في المحافظات الآنفة الذكر. فاين ذهبت اذن تلك الوعود الأمريكية السخية للكرد قبل سقوط النظام البائد؟ واين اصبحت مؤتمرات المعارضة العراقية، وايام الكفاح العربي الكردي والفصائل الشيعية المقاتلة جنبا الى جنب مع اخوانهم المقاتلين الكرد؟ أصحيح أصبحت كهواء في شبك أم ان السياسة اللعينة كما اختصرتها حكمة فارسية قديمة ليست لها اب او ام . فنعتب بحرارة وبشدة من زعماءنا الكرام لماذا اندفعوا بسرعة وخدعونا باقوال الغرب وكبروا حلمنا وزرعوا الأمل في قلوبنا للحصول على الفيدرالية الكاملة. نرشَ ممثل سلطة التحالف في العراق المحتل الشيخ كارنر من فرط فرحتنا بملايين من الورود والقبلات، واستقباله في كردستان بالهتافات وآيات الترحيب والتبجيل، وكانه حمل ألينا بشارة اقامة الدولة الكردية ، و جعلوا بان يشمتنا اليوم الأغيار والجيران على حسن ذلك الأستقبال وكأن امريكا جاءت لتحرير الكرد لوحدهم بقدرتها وقواتها الهائلة، فاين أمريكا الدولة الديمقراطية العلية من وفاءها لوعودها مع الكرد، أليست هي امريكا وجنودها اليوم يأكلون الوحل والدماء في مناطق الصراع في غرب العراق و يقذفون يومياً بكل شهاب ثاقب ،و يستقبلون في المناطق الكردية بكل ود واحترام على اساس انهم حلفاء الأمس في تحرير العراق، فالكرد مطالبون اليوم بان يخرجوا وعن بكرة ابيهم وبكل شرائحهم والوانهم واحزابهم الى الشوارع والساحات ويحتجوا ويضربوا عن الطعام والدوام وينظموا المسيرات السلمية ويقدموا للهيئات والمنظمات الدولية في الداخل والخارج مذكرات استنكار واحتجاج على موقف سلطات التحالف ازاء مسالة الفيدرالية الجغرافية والقومية للكرد وعدم اعترافهم للوجود الكردي ككيان سياسي في مستقبل العراق ، وعدم جعلهم اللغة الكردية كلغة رسمية الى جانب اللغة العربية وكما كانت في الدساتير العراقية المؤقتة، وعلى سلطات التحالف ومجلس الحكم ان يصغيا جيدا لرأي الشعب الكردي والى استفتاء آراء الأغلبية المؤمنة بالديمقراطية والتي ينشدها ويسعى من أجل تطبيقها، وكما وعدت بها قوات التحالف الشعب العراقي بكافة اطيافه السياسية اثناء تحرير العراق و الأصغاء لصوت الشعب واحترام ارادة شعب مضح عبر تاريخه النضالي، وعدم القبول الكرد بتقزيم قضيته ثانية وتهمشها على اساس الديمقراطية المضببة وعدم احترام الخصوصية القومية والعرقية للأغلبية في منطقة كردستان، وعدم القبول بالبنود الشكلية والعبارات المطاطية لبعض اللجان القانونية الذين يعملون مع سلطات التحالف.
فزعماء الكرد ونحن مطالبين اليوم امام التاريخ وامام الجيل الكردي بان لا نسكت مرة اخرى امام المتجاوزين على كرامتنا وعلى اقل حقوقنا المتمثلة بالفيدرالية وان لا يزايد أحدٌ علينا في سوق المصالح مرة اخرى ولقد ولىّ زمن التحالفات الدولية والأقليمية في عدم تقرير مصير الشعوب المضطهدة خلف الكواليس المغلقة. فلعصر اليوم هو عصر الديمقراطية، ونهضة الشعوب ضد الديكتاتوريات العتيدة . وعصر زوال الأنظمة الشمولية، فنقول لكل اولئك الذين يكثرون على الكرد الفيدرالية والذين يشوهون صورة الكرد الناصعة ليل نهار واتهامهم بالخيانة ونعتهم بالعمالة والتجزئة انهم يريدون حجب الحقائق بالأوهام والوقائع بالكذب المحض، ولا يتمنون للعراق والكرد الخير والوئام، وعلينا ان نشيد بمواقف وكتابات اصحاب الأقلام النظيفة المنصفة والمواقف الشريفة من اخواننا العرب والتركمان والمسيحيين في العراق وفي البلدان المجاورة لدفاعهم عن قضية الكرد العادلة وعدم خلطهم بين الشعب وبين هفوات وتجاوزات بعض الأحزاب المحسوبة على الحركة الكردية المناهضة للظلم والأضطهاد، ونقول لتلك الفئة المريضة بداء التعصب والحقد وكما خاطبهم العلامة والموسوعي العراقي حميد المطبعي ( ليس الحق لأحد أن يقول للاكراد كفوا عن الحرية بعد أن قطعوا مسيرة الالف ميل،- وليس حق لاحد مهما كان جنسه أو دولته أن يمنعهم من صناعة حلمهم الذي يمشي في دماء العراق، أو يمنعهم من إقامة إرادتهم الحرة علي أرض ورثوها بالولادة، وعلي جبل ممزوج بدماء ألف جيل من أجيالهم، وعلي حقول ممهورة بطابو سلالاتهم العريقة الأصيلة .. فهنيئاً لهم بعد طول ليل علي حلم يتحقق، والدموع لألئ كأقمار كردستان الشامخة العظيمة..!) فنقول وكما نوه بذلك د خالد يونس خالد في كتابه القضية الكردية( بان على الأنظمة والشعوب الأخرى في المنطقة بانه لا يمكن تحقيق السلام والأمن في المنطقة بدون التعاون الأخوي مع الكرد ومع المجتمع الدولي ) وبترسيخ معاني الديمقراطية وتطبيقها في المجتمع يمكننا ان نصون حقوق الأنسان من الأنتهاك و التجاوز على حساب مصالح الغير، فالشعوب المضطهدة لا يمكنها العيش بدون دعائم الديمقراطية والحرية وفي ظل اقامة نظام تعددي فيدرالي للقوميات وحسب رقعتهم الجغرافية ونسبتهم السكانية ، ولا تحلّ مشاكل الأقليات في اية دولة تتدعي التقدم وباحترام حقوق الإنسان واحترام الأرادة الدولية في الغاء خصوصيات قومياتها وتشويه جغرافيتها السياسية تحت ذرائع التجزئة والحفاظ عل كيانها السياسي المبني على ضم أراضي وحقوق القوميات الأخرى واضظهادهم مخافة المطالبة بتلك الحقوق في ظل عصر الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم اجبار الشعوب في فرض نظام معين عليهم.. دول الجوار من حقوق تلك الأقليات المضطهدة.



* عبد الحكيم نديم الداوودي*



المصادر

1- القضية الكردية بين الحلول الأسلامية والعلمانية والدولية
- خالد يونس خالد ط2 السويد 2003 منقحة ومزيدة.
2 – مظلومية للأكراد . حميد المطبعي موقع صوت العراق 28-1 2004



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الأبرياء في أربيل عمل خسيس وجبان
- قصيدة (نسينا العشق ) وشفافية التعبير عن الذات للشاعر الكردي- ...
- من البوم كركوك -الفنان القدير هابا-
- مسارات تشبه الجنون
- أكاليل من زهور المحبة للحوار المتمدن
- في ذكرى السادسة لرحيل الخطاط الكردي المعروف صفوت محمود نديم
- الأقنعة الرمادية المزيّفة،وبكائية دماء الّشهداء...
- لارا .. زهرة البراري حزن عراقي مستديم بانتظار سقوط الصنم للق ...
- جوانب من محنة الكرد عبر التاريخ
- وداعاً العلاّمة والمفكر الكردي شكور مصطفى...
- معرفة الفصول
- في ذكرى الأديب الراحل مؤنس الرزاز... صوت الأصالة والإبداع في ...
- رسالة خاصة
- من أوراق الحرب
- سلاماً للشهيد محمد باقر الحكيم. واللعنة على الإرهاب...
- الشاعر كنعان مدحت في » أربعينية الثورة وإحياء عصر الإمارات
- للحُلم امتداد آخر ...
- الحوار المتمدن ... واحة للإبداع والفكر...
- محطات
- ليالي كركوك


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الحكيم نديم - الكرد بين الديمقراطية ومطلب الفيدرالية...