أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟















المزيد.....

هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ينتهي الاحتلال الامريكي في صيف هذا العام وتترك العساكر الأمريكية العراق بعد أن أسقطت احد ابرز عملائها السابقين بحثا عن السلاح الذي ربما هدد أمنها القومي وسيطرتها على صمامات عيون النفط في المنطقة.
تتركه بعد ان فتحت الحدود عمدا فأغرقت العراق بمئات المنظمات والتشكيلات الشبه عسكرية, مئات من شبكات التجسس وتهريب السلاح بكل انواعه, المخدرات, البضائع, شبكات تهريب الايدي العاملة, شبكات التزوير والاغتيالات.

شبكات الاثراء السريع.مافيات حتى من روسيا وأوربا الشرقية, عصابات نصب وسرقة من الطراز الاول تنسق مع الجنود المحتلين لسرقة الاثار العراقية أو تدمير مواقعها .. شبكات ذات امتدادات عالمية لخلق فتنة طائفية. عصابات مخضرمة لتنظيم أحزاب وهمية باسم الدين, شبكات للتحريض واستفزاز الاكراد والعرب من اجل التطرف تمهيدا للحرب الاهلية اللاحقة..

هكذا هو حال العراق حين يتنازل جورج بوش عن الاحتلال ناكرا وعوده بضمان الحرية لكل الشعب تاركاً العراق خربا. شعبٍ يائسٍ محبط يقوده نظام رجعي طائفي .


مئات العوائل المسيحية يتم معاملتها كغرباء في بلدها, ممنوعة من ممارسة حتى المهن التي إعتاشت من وراءها مئات السنين.

ولن تعود الحياة الاجتماعية الطبيعية قبل العميل صدام حسين كما وعد بوش.
فالطابع المتشدد للعشائر يطغي على الحياة السياسية والاجتماعية بالاضافة الى ظهور التكتلات الصغيرة المتطرفة التي يقودها رجال دين في مقتبل العمر يفتقدون الخبرة والحكمة اشترت ذمم بعضهم شبكات التجسس والتخريب..

انتقال تنظيمات طالبان الأفغانية أو ما يشابهها إلى العراق تمهيدا لإشاعة الرعب والتدمير كخطوة على طريق بناء عراق على النمط الطالباني.
استمرار تضييق الخناق على المرأة العراقية وإجبارها على ارتداء الحجاب مما يتعارض والحريات الشخصية.

دخول مئات المصريين سرا إلى العراق وعدم إكتراث الامريكان لهذه الظاهرة على الرغم من استغراب المخابرات المصرية عن مهام هذا العدد الهائل منهم في العراق.

ستترك امريكا العراق والغموض يكترث سبب عدم إنشائها خطوط اتصالات جديدة للهواتف وملحقاتها, تأخرها بحماية مراكز الكهرباء والماء, تشغيل البطالة العراقية بحماية الحدود ومنع التسلل الذي يهدد أرواح المواطنين العزل والعديد العديد من الامور التي تثير علامات الاستفهام للسياسة الرعناء للرئيس بوش الذي أمر بحل كل قطاعات الجيش وعدم السماح لها بالعودة فخلق فوضى لم يشهد العراق مثيلا لها في كل تاريخه.

في ظل هذه المعركة السياسية بدأت تلوح في الأفق سياسة الحزب الواحد من جديد ومن يقتنص الفرصة لكي يسيطر على زمام الامور حال خروج الجيش الأمريكي.


في ظل الاحتلال والقضاء على الفاشية حاولت الاحزاب الوطنية القديمة إعادة نفسها ولكنها جوبهت بصعوبات بالغة جدا اثر الضربات القاتلة التي وجهة لها أثناء حكم الفاشي صدام حسين ناهيك عن إنها تعاني من ترسبات أمراض الماضي من الحزبية الضيقة والاخطاء والاندساسات, كذلك قلة الكوادر أو كبر سنها إضافة إلى محدودية خبرات الجديدة منها إثر أجواء التخلف والدمار الاجتماعي أو عدم استيعابها لما أستجد اليوم داخليا أو على صعيد الساحة العالمية.
المصاعب الشديدة التي واجهت عمل المراجع الطائفية بسبب هيمنة الفقر والتخلف الاعمى على الكثير من قواعدها إضافة الى الخلافات الشديدة بين قياداتها مما أدى إلى معاناتها من الإحباط واليأس ناهيك عن عمليات التصفية الجسدية للكوادر والشخصيات التي دعت للتعددية وعدم الخلط بين الدين والسياسة.

تناقض الاهداف السياسة للشيعة في العراق وإيران فالثانية تعارض فكرة الفيدرالية للأكراد معتبرة إياها ورقة تحريض للاكراد في إيران ومخالفة لتعاليم الحكومة الإسلامية هناك.

جملة هذه الخلافات جعلت من العراق ساحة لمعارك الأطراف المتناحرة مما شجع اختراق صفوفها من قبل التنظيمات المتطرفة وازلام الفاشية الصدامية تمهيدا لصب الزيت على النار أوالمبالغة بالتبعية لإيران لتشويه سمعة الشيعة العراقيين كما حصل في البصرة والمناطق الشيعية الأخرى.

العزلة والهوة الكبيرة بين الكوادر العراقية ذات الخبرة في الخارج والمؤسسات الهامة في الوطن فقد اقتصرت عشرات مواقع الانترنيت العراقية التي تتناول النقاش والدراسات السياسية الهامة جدا على المتواجدين أصلا في الخارج كوسيلة لطرح البدائل للعراق الجديد غير أنها غير متواصلة مع الوضع المأساوي في الوطن لعدم توفر إمكانيات الانترنيت هناك مما اضعف عملية الاستفادة من هذه الامكانيات, ناهيك عن انقطاع حتى المراسلات البريدية العادية منذ يوم الاحتلال.
كذلك تعثر وحدة الفصائل العراقية التقدمية المناصرة للحريات والديمقراطية الحق الضرر الكبير بعملية تقدم العراق ونهوضه من جديد .

كيف يبدو المستقبل إذا ما استمر الوضع كما هو عليه الان؟
ربما يشهد المستقبل تصفيات كثيرة للكوادر العراقية خارج وداخل الوطن كخطوة مكملة للحرب الاهلية وبث الرعب.
عندها يكون العراق بحاجة إلى قوة عسكرية قوية تحمي القانون الاساسي للدولة وتمنع أن يكون حزب الاغلبية الحاكم بعد الانتخابات هو الجهة صاحبة الكلمة الأولى والاخيرة لتغير النهج السياسي لدولة العدالة والتعددية, دولة القانون والتقدم لانه ربما يؤدي الفوز بالانتخابات الديمقراطية إلى نسف العملية الديمقراطية بكاملها ويحول العراق إلى دولة الحزب الواحد من جديد. وهذا لا يمكن تلافيه إلا بتواجد قوة عسكرية للامم المتحدة تقف مستعدة منذ الآن لوقف هذا التدهور المحتمل وليس التدخل بعد فوات الأوان كما حصل سابقا في اماكن اخرى من العالم وهي سياسة سلبية اتبعتها للأسف الشديد الامم المتحدة.

على أمريكا ان تساهم بضمان الحريات للجميع وليس لجهة على حساب جهة ثانية فهي تقوم بذلك لإثارة النعرات الطائفية أو لتبرير تواجدها اللاحق.

من هذا المنطلق يحاول الاعلام العالمي أن يظهر دائما بعض أقسام الشيعة التي تمارس التطبير وضرب الزنجيل بمناسبة أو بدون مناسبة لاثارة هذه النعرات مع إن هذا التقليد هو محط نقاش واجتهادات عديدة داخل صفوف الشيعة انفسهم وعملية منعه أوعدمها متروك لذوي التأثير والقرار داخل الطائفة نفسها وليس من حق لأحد أن يمنعه قسرا أو يفرضه.

بالمقابل يجب أن تتمتع بقية الطوائف في المجتمع العراقي بحرية تقاليدها دون قمعها أو تحريمها, لكي لا تصبح الحرية لجهة على حساب جهة ثانية فهذه خطوة نحو مجتمع قمعي لا ديمقراطي.

لوحظ أثناء الفترة السابقة إن المسؤولين الأمريكان يقفون متفرجين على ظاهرة قتل المسيحيين أو تفجير محلاتهم وهو ما يتناقض تماما وما إتفقت عليه بعض فصائل المعارضة العراقية مع الامريكان قبل الإطاحة بالفاشي صدام حسين.
فقد شاعت بقوة هذه الايام ظاهرة الاجتهادات العفوية بشأن الممنوعات والمحرمات.
الممنوعات تبدأ ضد جهة وتنتهي لتشمل كل الجهات باتجاه إقامة الدولة الا ديمقراطية التي تؤدي لاحقا إلى الدكتاتورية.

حرمان جهة على حساب جهة ثانية هو نواة الحرب الاهلية الدموية وعلينا الانتباه والعمل لتلافي ذلك وليس النفاق والخوف والتنازلات التي تؤدي بالنتيجة إلى جعل الخطأ هو السائد وقد سبق للأحزاب العراقية وان دفعت ثمنا باهضا لهذه السياسة المدمرة!

لقد بدأت في مدينة النجف وكربلاء حملات توعية بين صفوف االشيعة الذين تضرروا من سياسة الاهمال المتعمدة للمناطق الشيعية وهي خطوة صائبة لتخليصهم من التقاليد والتصرفات السيئة والخرافات الغريبة على الاسلام.

هذه الحملات يجب أن تعمم على كافة الاصعدة في كل مكان سواء داخل العراق أوخارجه بحيث تشمل لاحقا كل الطوائف بدون إستثناء من أجل حملة توعية جادة لشرح معنى التعددية ودولة العدالة والقانون معنى الديمقراطية والحرية الصحيحة وكيف يجب أن لا تكون على حساب حرية الآخرين. كيف نفهم حدودها ونتعامل مع حقوق وطموحات غيرنا لكي لا يكون هناك خلط في المفاهيم والتفسيرات.
إفهام الناس بأن الانتخابات هي ليست لتغير المبادئ الاساسية لدولة القانون والحرية أو نسفها تدريجيا فهذا الاجراء ليس لجهةٍ الحق بتغيره. والتعارض معه يعني وصمة عار سيئة لأي جهة تخرقه.

أفهام الناس الذين يعيشون في وطننا وقد عاشوا اجواء الظلم والخوف السابق بأن الجيش والشرطة ورجال الامن لن يصبحوا تحت إمرة الحزب الذي يفوز بالانتخابات فقد ولى ذلك الزمن فلا أعتقالات وتعذيب بعد اليوم ومن يعتقد بأن الانتخابات ستؤدي إلى إن يقوم مؤيدوا الحزب الفائز بها بجولات استفزازية في الشوارع لارهاب الناس, أبتزازهم او تخويفهم كما كان في السابق هم مخطئون جدا وسوف يقف أنصار دولة القانون والعدالة لهم بالمرصاد.

لنعرف نحن العراقيون جميعا أن دولة القانون هي عـبء كبير سيجثم على قلوبنا جميعا وسوف ندفع ثمن غالي عوضا عنه. فدولة القانون هي ليست لعبة بيد أحد وعملية فهم الواجبات قبل الحقوق والبناء بدل التخريب ستكون متعبة وسوف تواجهها معارضة قبل أن تطبق على ارض الواقع.
واذا ضن أي عراقي بان الديمقراطية والحرية هي فقط له ولجماعته وعلى حساب غيره فهو مخطيء جدا.
لتحقيق هذا نحن بحاجة إلى أن نختبر جيوش الامم المتحدة من الان ماالذي ستقوم به هل ستأتي بعد حدوث المذابح أم أنها ستمنعها قبل وقوعها؟

هل ستحقق الامم المتحدة الديمقراطية والحرية الشاملة أم إنها كأمريكا منافقة تعد بشيء وتنفذ شيء آخر.
وليعلم الامريكان أننا لسنا أعداء شعبهم ولسنا أعداء لكل من لا يرغب بتدمير بلدنا.
نطالبهم بمساعدتنا السريعة لبناء وطننا وحماية شعبه وبيئته ونحن أهل الكرم لن نقصر بشيء إذا ما رأينا النتائج واضحة والنيات طيبة كطيبة العراقي الذي أصبح اليوم يعيش بأسوأ دولة في العالم على الإطلاق.
على الدول أن تقوم بمساعدتنا بضمان أمننا للقضاء على الجريمة والبطالة. وعلى الدول المجاورة أن تهتم بمشاكل الحريات والديمقراطية عندها أولا ومن ثم تتدخل بشؤوننا.
أما أعداء امريكا الجدد الذين يريدون النضال ضدها فألف مبروك عليهم هذا النضال.
عراق الحريات والديمقراطية بعد الاحتلال مفتوح أمامهم للنضال ضد أمريكا عن طريق مساعدتنا للقضاء على الجريمة والتخلف, البطالة والارهاب. مساعدتنا في تحويل شعبنا البائس المدمر الى شعب مرفه بدل تحويل أرصدة المجرمين الى العملاء الساديين ومصاصي الدماء في بلدنا.
هكذا نفهم العداء لامريكا ومن يطبقه يكون فعلا جاد بهذه السياسة وليست السياسة التي تكون نتائجها عكسية علينا تؤدي إلى تدميرنا وإعاقة تقدمنا فهذا ما يفضله أعداؤنا وليس من يريد الخير والتقدم لعرا قنا البائس.

عماد الطائي

الثامن من اذار 2--4



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟