أسد أوصو
الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 09:12
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
منذ أربعين عاما ونيف ، وحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا ما يزال مطبقا بقبضته الحديدية على مقاليد الحكم والأمور في البلاد ، ويقمع كل أشكال الإصلاحات والتنظيمات والحركات الاجتماعية والفكرية الجديدة ، التي تحاول رسم ملامح نهج تطوري يبشر بمستقبل واعد لغد الأجيال ، وهذا ما أدى لاحقا إلى غياب الوعي النقدي والرقابة والمعارضة الديمقراطية ، وذل الإنسان السوري الذي راح يبحث عن أبسط أسباب بقائه ووجوده .
وعندما سجل حزب البعث الحاكم حضوره على الساحة السورية العربية كحزب قومي النزعة والتطلعات بحدة وزخم ، كانت القوميات السورية الأخرى تسجل الانحسار والتراجع بنفس الحدة والزخم عن ساحة الوجود الحضاري .
وليس بخاف على أحد أن القومية الكردية في سوريا كانت في أول سلم اهتمامات الحزب والدولة من حيث ممارسة سياسة التعريب الشامل والتطهير العرقي عليها ، بالإضافة إلى مشاريع عنصرية حاقدة تستهدف وجودها الطبيعي كالحزام العربي ، والإحصاء الاستثنائي ، وأشكال لا تعد ولا تحصى من الممارسات القمعية والإرهابية التي أرهقت الإنسان الكردي وزعزعت كيانه فكرا وممارسة ، وقادته إلى الإحباط واليأس والخمول ،
وهذا ما دعاه إلى شد الرحال إلى بلدان الاغتراب واللجوء من اجل عيش كريم وحياة آمنة .
وبين هذا وذاك يقف المثقفون الأكراد ، مكتوفي الأيدي ومحاصرين بين ثقلين : ثقل الحكومة السورية التي أنهكت الإنسان الكردي وظلمته وأذلته وأفقرته ، وثقل العالم والأوساط الدولية التي لم تحرك ساكنا أو تتخذ إجراء في وجه هذه الحكومة وسياساتها الاستفزازية المنافية لأبسط حقوق الإنسان ، والتي استفادت عبر تاريخها الآثم من مرحلة وجود قطبين مختلفين على الساحة العالمية ومن الصراع العربي الإسرائيلي في ترسيخ وجودها القائم على الإكراه وقمع الحريات الأساسية وتدجين المعارضة الديمقراطية وترسيخ فكرة الحزب القائد ، وتنفيذ كل مشاريعها الشوفينية ضد وجود الشعب الكردي الأعزل في البلاد
#أسد_أوصو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟