|
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخير
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 03:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما كان سيدنا محمد (ص) يحتضر على فراش الموت، طلب أدواتٍ ليكتب وصيّته، قال حضرته: "آتوني بقرطاس وقلم لأكتب لكم ما لن تضلّوا به من بعدي". ولكن عمر بن الخطّاب قال: "إنّه يهذي من شدّة المرض، يكفينا كتاب الله" وعندها بدأ الصحابة يتجادلون، فيما إذا كانوا سيحضرون الأدوات ويكتبوا، فاستاء حضرته وأمرهم بالانصراف.
عند فتح مكة، نزلت سورة النصر، اعتبرها سيدنا محمد (ص) إشارة إلى قرب وفاته، وهي تنص: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتْغَفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا". (110/3) الحديث يقول إنه عندما نزلت هذه السورة، دعا ابنته فاطمة وقال: "يا ابنتي ! لقد وصلني تلميح باقتراب نهايتي" فبكت فاطمة، فقال لها حضرته: "لماذا تبكين ...؟ كوني مرتاحة البال".
الكلمات المكنونة هو كتاب فاطمة-(الصحيفة المخزونية) ... وهي كلمات العزاء التي جاء بها الملاك جبريل إلى فاطمة الزهراء ساعة كربها الشديد وحزنها المرير وهي تشاهد احتضار أبيها ثمّ وفاته، وأيضا، على الفرقة والانشقاق التي ابتليت بهما الأُمّة أمام عينيها، ولم يكن قد مضى على صعود النبي سوى أربعين يوما. وتؤمن الشيعة بأنّ تلك الكلمات – غير المعروفة آنذاك – هي في حوزة القائم المنتظر الذي سيظهر من ذريتها في آخِر الزمان. وسمّيت "بالمكنونة" كونها بقيت مخفيّة على ممر العهود والأعصار ثم نزلت من قلم حضرة بهاءالله والتى بدايتها: هُوَ البَهِيُّ الأَبْهى هذا ما نُزِّلَ مِنْ جَبَرُوتِ العِزَّةِ بِلِسانِ القُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ عَلَى النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلُ. وَإِنَّا أَخَذْنا جَوَاهِرَهُ وَأَقْمَصْناهُ قَمِيصَ الاخْتِصارِ فَضْلاً عَلَى الأَحْبَارِ لِيُوفُوا بِعَهْدِ اللهِ وَيُؤَدُّوا أَمانَاتِهِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَلِيَكُونُنَّ بِجَوْهَرِ التُّقَى فِي أَرْضِ الرُّوحِ مِنَ الفائِزِينَ. عَيَّنَ سيدنا محمد (ص) خليفته من بعده بما لا يرقى إليه الشك، ولكنه لم يكتب شيئا بهذا الخصوص، والقرآن - الذي تَوَخَّى الدقّة المتناهية في أُمور أُخرى - آثر الصمت فيما يتعلّق بموضوع الخلافة.
عندما كان النبي عائدا من آداء حَجَّةِ الوَداع في مكة، أَمَرَ القافلة بالتوقّف بالقرب من غدير خم، ثمّ خاطب ملأ المؤمنين بالتجمّع تحت ظلال بعض من الأشجار الشوكاء، وطلب منهم أن يعملوا من السرج منبرا، فاعتلى المنبر ورفع يد عليّ وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه ... واسترسل قائلا: لقد اسْتُدْعِيْتُ للمثول أمام الله، وسأُغادر قريبا... لأحتجب عنكم. ثمّ تكلّم حضرته عن كنزين سيتركهما: "إنّي تارك فيكم الثقلين، ألا هما كتاب الله وعترتي ... أمّا كتاب الله فتمسّكوا به بإحكام فلا تفقدوه أو تحرّفوه. أمّا الكنز الآخَر فهم عترتي المنحدرون من ذريتي".
المأساة الكبرى في الإسلام سببها ثلاثة رجال، واحدا تلو الآخَر، اغتصبوا الولاية لفترة أربعة وعشرين عاما، بينما أُقْصِيَ الإمام عليّ جانبا طوال هذه السنوات. لا بدّ أنّه قاسى آلاما مبرحة وصراعا نفسيّا عنيفا، وهو يشاهد – صامتا - هذا الخراب الحاصل والمستحكم والمتعذّر إصلاحه في شؤون الدين والأُمّة، وهو الذي كان يدرك يقينا أنّه هو المعني عند الله ... وأنّه الإمام الوحيد الذي يقف متقدّما الجميع، بأمر إلهي، وبإلهام سماوي.
في نهاية الأمر توفّى سيدنا محمد (ص)، ولكن الناس لم يتقبّلوا ذلك على الفور. لقد رأوه في المسجد قبل قليل ولا زال صدى صوته يتردّد في الأرجاء. عندها دخل عمر بن الخطّاب الغرفة ورفع الملاءة التي تغطّي النبي، ثمّ وقف عند الباب المؤدّي إلى الشارع وأعلن للناس بأنّ محمدا ذهب في غيبوبة فقط، فنظر عليّ إلى عمر نظرة لامبالاة وبكى، ثمّ دخل أبو بكر الصدّيق، ورفع الملاءة المخططة، وَقَبَّلَ وجه الرسول وقال: كنت حبيبا في حياتك، وحبيبا في مماتك. ثمّ خرج مهرولاً ليلحق بعمر بن الخطّاب، وخاطب الجموع المحتشدة في المسجد مؤكّدا وفاة الرسول (ص) بقوله: "من كان يعبد محمدا فإنّ محمدا قد مات، ومن يعبد الله، فإنّ الله حيّ لا يموت". وبينما عليّ – الذي عيّن إماما بأمر إلهي – كان غارقا في حزنه مُنْكَبًّا على جسد محبوبه، كان عمر وأبو بكر يسعيان لتدبير خلافة المسلمين لأنفسهما ولم تكن عملية التغسيل والتكفين للرسول (ص) قد بدأت بعد. وفي المسجد – حيث احتشدت الجموع – كانوا يطرحون اسم عليّ وأسماء آخرين للخلافة، عندها تقدّم عمر وبايع أبو بكر وَحَسَمَ الأمر، ثمّ فيما بعد طلب أبو بكر أن يكون عمر خليفة من بعده ... وهكذا بدا الأمر وكأنّ كل منهما تواطأ مع الآخَر ضد حقّ عليّ.
جرى غسيل جسد النبي بواسطة عليّ دون أن يعرّيه من عباءته، بينما كان بعضهم يمسك بأوعية الماء، ثمّ لُفَّ الجسد بكفن من ثلاث قطع قماش، إثنتان بيضاء وثالثة مخطّطة ثمّ غطّيت بدهون عطرية. ثمّ حفر القبر في نفس الغرفة في بيت عائشة حيث كان فراش الموت. جاء الناس إلى جانب الجسد المسجّى بمحاذاة القبر ليصلّوا عليه، وبعد ذلك، قام بعضهم بإنزاله إلى أسفل الحفرة، وكان عليّ آخر من تسلّق خارجا قبل أن يهيلوا التراب على جسده الأطهر. (1)
ولمدّة سنتين وثلاثة أشهر كان خليفة المسلمين أبو بكر. وقبل وفاته جعلهم جميعا يوافقون على عمر ليكون خليفة من بعده، بالرغم من أنّ البعض منهم اعترض عليه لأنّه كان فظًّا غليظ القلب. وفي غضون ذلك كانت الامبراطورية تتشكّل، فالروم – تحت إمرة هيرقل – ردّوا على أعقابهم، والفرس دُحِرُوا، والقدس استسلمت، والناس يدخلون في دين الله أفواجا. كان عمر قد قُتِل، قَتَلَهُ عبد بسيف حبشي ذي سلاحين مقبضه من وسطه، وهكذا يتمكّن حامله أن يضرب في اتّجاهين بضربة واحدة، هذا ما حصل للخليفة، ولكن، حتى وهو يحتضر، أقصى عليّ عن الولاية، وذلك بتعيين مجلس من ستة، عليّ واحد منهم، ليتداولوا ويعيّنوا وليًّا للخلافة من بعده. ولمدة ثلاثة أيام من التشاور في غرفة مغلقة تحت الحراسة ... ومن خلال مكائد سياسية متعدّدة دبّرت – تمّ تعيين عثمان. وفي طريق العودة من مجلس الشورى الذي تشكّل حول فراش موت عمر، قال عليّ لابن عمّه عبّاس: "نقل هذا الرجل (يعني عمر ) السلطة بعيدا عن بني هاشم، وأسّس جماعة يرتبط الواحد منهم بالآخَر". (2)
عندما يكون هناك خطأ في المبدأ، سرعان ما يبدأ ظهوره عند التطبيق العملي... خصوصا عندما يصبح الخطأ ظاهرا للعالم الخارجي. كان ذلك أيام عثمان عندما بدأ العصيان الفاضح ضد الإسلام يظهر تباعاً مما حدا في النهاية بالمؤمنين أن ينتفضوا غاضبين ضد الخليفة. كان عثمان كهلا ضعيفا وسليل بني أُميّة الأصل – تلك العائلة التي منذ البداية، ولأجيال، ناصبت سيدنا محمد (ص) وذريته من بعده العداء. كان حكم عثمان مدعوما من أبي سفيان – الأموي – وهو رجل كم أخطأ، وكان الرسول (ص) دوما يصفح عنه، مع أنّه كان العدو اللّدود لحضرته، وهو الذي قاد جيوش أهل مكة ضدّه، والّذي كان زوجا لهند – تلك المرأة الشرسة سيئة السمعة التي بقرت بطون أموات المسلمين الأبطال في موقعة أُحد.
أنا سمعت مرة عن لعبة يلعبونها أهل التبت في معابدهم، وفيها يجهّز المؤمنون الضحية ويضعونها على المذبح حيث ينتظر أعلى المعبد طائر أسود شرس لينقض عليها ويسرقها. هذا ما حصل في الإسلام: الغراب الأسود الشرس سرق الضحيّة ... وقد قيل إن في أحد الأيام كان عثمان يجلس على حافّة بئر ماء، يلعب بين أصابعه بخاتم النبي المنقوش – الذي كان قد بَلِيَ واهترى في أيام سَلَفَيه اللذين سبقاه (أبو بكر وعمر) – يخلعه ويلبسه ثانية ... وهكذا ... وفجأة وقع الخاتم في البئر ولم يعثر عليه أحد. على أيّة حال، أكان الحادث بالفعل حقيقيا أم كان عبارة عن رمز فقط ... فهذا لن يغيّر من الأمر شيئا ... بدأ عثمان يستنفذ بيت مال المسلمين لمصلحة أقربائه، مدّعيا أنّ الواجب يقضي أن نتصدّق على الفقير، عندها علّق عليّ بقوله: "كان بإمكانك أن تتصدّق بألف أو ألفي درهم بدلا من خمسين ألفا". (3) وبدأ يعيّن من جماعته – الأمويين – يمنحهم المناصب في أنحاء الامبراطورية – جاعلا السلطة في أيديهم. ومع أنّ أول خليفتين (أبو بكر وعمر) كانا – بين حين وآخَر – يستشيران علياً، "ففي أيام عمر، معظم المراسيم المهمّة التي صدرت من أجل صالح الأُمّة وخيرها كانت مبادرات بواسطة عمر جاءت بناء على مشورة عليّ، الذي كان دائما وأبدا يعين الضعيف ويرفع الإجحاف عن المظلوم...". (4) أمّا عثمان فلم يكن يستشير عليًّا. تقول الروايات عن عثمان بأنّه كان ضعيف الشخصية دائم الشكوى والتذمّر، يعمل دوما الشيء الخطأ ثمّ يناشد الناس عطفهم لتبرير ضعفه، ويَعِدُ دوما أن يصلح حاله ثمّ بعدها يستمر ويعود إلى ما كان عليه أداة في يد وزيره – مروان – وهو رجل كان النبي قد نفاه، أمّا حكاية أنّ عثمان إيمانه ثابت ويقرأ القرآن باستمرار فليست بذي بال إذا ما نظرنا إليها من زاوية أفعاله. وبعد فترة وجيزة، انطلقت شرارة الظهور الثاني لحركة التمرّد والعصيان على دين سيدنا محمد (ص) في مصر سنة 35 هجرية. كانت واحدة من معتقدات تلك الحركة أنّ عليّا هو الرجل الصحيح الذي يستحقّ بجدارة أن يكون خليفة للمسلمين. يسرد الطبري في مؤلّفاته القصّة كاملة. في تلك السنوات التي أُقصي فيها عليّ عن الإمامة – آثر فيها الصمت والمراقبة وتنحّى عن حقّه جانبا حرصا على وحدة المسلمين، وأمضى حياته يعلّم الناس ويحثّهم على تحكيم الفكر والوجدان، لأنّه هو شخصيّا كان مفكّرا وكاتبا متميّزا. الآن، وقد ثاروا لنصرة الدين، وقف (عليّ) مترفّعا عن استغلال الأحداث للوصول إلى الحكم بالقوة، وَجَهِدَ بأقصى ما عنده ليحافظ على النظام وأن لا يأخذ جانب المؤمنين الغاضبين ضد الخليفة الشرعي، بل على النقيض من ذلك – ومنذ اللحظة التي أصبح عثمان في سدّة الحكم - كان عليّ يسانده ولا يتردّد في دعمه، ويشير عليه كيف يسترد ثانية ما قد فقده من هيبته بالاعتذار علنا، ثمّ يعدهم باصلاح الحال. كان عثمان يَعِدُ باتّباع نصيحة عليّ، ولكن بعدها، يعود إلى ما هو عليه ... وهكذا دواليك. كان لمثل هذه التوجيهات والنصائح التي تُظهر تفوّق عليّ على الآخرين من معاصريه، باعث خفيّ للحسد يحرّك فيهم الحقد والكراهية نحوه. في إحدى المناسبات كان عثمان يستعطف عليّا بشدّة يطلب منه ليصرّح علنا بأنّ بعضا ممّن عيّنهم عثمان ليسوا بأسوأ ممّن كان قد عيّنهم عمر أيام حكمه، فأجاب عليّ: "كان عمر يضع قدمه على رقاب عمالته ... بينما أنت تطلق لهم العنان. معاوية - ابن هند وأبو سفيان – هو الآن بفضلك أصبح واليا على الشام وهو الذي كان يخاف من عبد عند عمر أكثر من عمر نفسه ... أنت أطلقت يده يفعل ما يشاء دون حساب أو حتى سؤال". (5)
كان المؤمنون من البلدان الأُخرى يحتشدون في المدينة للاحتجاج ضد السلوك المخزي والمشين لعملاء عثمان في تلك البلدان، نورد هنا مثالا واحدا فقط لبيان ما كان يجري. كان عثمان قد عيّن أخاه غير الشقيق (حيث كان تقليدا شائعا في القرن العشرين) حاكما على الكوفة – ذهب هذا الحاكم الماجن يوما إلى المسجد وهو مخمور وأم بجموع المصلّين، فقاموا عليه ورجموه بالحجارة ولم ينجه من أيديهم سوى فراره عائداً إلى قصره وهو يترنّم: "أينما يكثر الخمر والغِناء، هناك تجدوني". (6)
استعطف عثمان – عليّا – بشدّة ليصرف المحتجّين بعيدا عنه، أقنعهم عليّ أن يغادروا، وبعد أن زال الخطر، ذهب عثمان إلى المسجد وأخبر الجموع أنّ المحتجّين ذهبوا لأنّ شكواهم باطلة لا أساس لها. عندها صاح كل من في الجامع: "اتّق الله يا عثمان" وفي النهاية اشتعلت حرب أهليّة، قتال في الشوارع، وحول بيت عثمان، وبالرغم من أنّ عليّا وأولاده حاربوا ليدفعوا الخطر عن ذلك الضعيف، إلّا أنّ جموع الغوغاء اقتحموا المنزل وقتلوه. وبناء على ما قاله "ابن بطّوطة" في القرن الرابع عشر الميلادي: "في البصرة لا زال يمكنك أن ترى قرآن عثمان المعروض وعليه دمه يلطخ الصفحة التي كان يقرأها عندما قتلوه. ولعدّة أيام لم يسمح لأحد حتى بنعش لدفنه، وأخيرا، حملوه إلى القبر على دفّة باب خرب من أبواب غرف بيته.
كان عثمان – في واقع الأمر – هو من أعطى سلطة الحكم لخلفاء أُمّية، الذين - كما يعلّمنا حضرة عبد البهاء - هم الوحش المذكور في سفر الرؤيا للقديس يوحنّا الذي سيحارب شاهدي الله، الرسول محمد والإمام عليّ (7): "فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما". (8) ... فالمقصود من هذا الوحش هو بنو أُميّة الذين هجموا من هاوية الضلالة، ... وهذا ما وقع بالفعل فإنّ بني أُميّة هجموا على الشريعة المحمدية والحقيقة العلوية التي هي محبّة الله". (9)
والآن، بايع الرؤساء والزعماء والعامة عليّا قائلين: "الأُمّة تفتقر لولاية روحانية، ولا يوجد من هو أحقّ بها غيرك". وهكذا، أخيرا، وبعد ربع قرن من الزمان، سُمح- لمن له الحق الشرعي ليكون أول خليفة بعد سيدنا محمد (ص)- أن يقوم الآن بآداء دوره في الولاية ... لأنّ الأئمّة في الحقيقة هم ولاة الأمر الحقيقيون ... ولكن– يا حسرة– كم جاءت متأخّرة. حضرة عبدالبهاء، في تعليقه على ما جاء في الفصل الحادي عشر والثاني عشر من سفر الرؤيا للقدّيس يوحنّا، يبيّن حقيقة ما حدث لدين سيدنا محمد. (10)
عليّ – الإمام الحق - الذي لم يكن أبدا ولو للحظة يتهادن مع الشر والفساد، قام على الفور بإقالة الأمويين غير المستحقّين من مناصبهم مما جعل معاوية يقوم ضده . بجيوش الشام (سوريا). وفي نفس الوقت، عائشة – أرملة سيدنا محمد – التي طالما حقدت على عَلِيّ، قامت هي أيضا وحشدت قوّاتها ضد عليّ. أحد كتّاب العهد الحديث يقول: "عندما كانت عائشة تريد لأمر ما أن ينجز، لم تكن تعير الجانب الأخلاقي للموضوع أي اعتبار". (11) ذهبت عائشة بنفسها إلى المعركة لقتال عليّ على ظهر جمل داخل هودج أحمر، ولم يمض وقت طويل حتى وقع الهودج في الأسر محاطا بحراب ورماح المقاتلين. عشرة آلاف مسلم ذهبوا ضحيّة تلك المعارك، وعليّ – الذي كان دوما يلتمس السلام – ربح معركة اليوم. ولكن كان هناك معارك أُخرى وكان هناك أيضا خونة ومتخاذلون، وفي نهاية الأمر وقع الإمام الأول شهيدا في مسجد الكوفة في سنة 661م- في مؤامرة خبيثة دبّرها له معاوية وعمالته.
في إيران – وحتى اليوم – إذا واجه الرجال عملا صعبا أو حملا ثقيلا يحتاج إلى تكاتف الجهود لإنجازه، يضعون أيديهم بأيدي بعضهم البعض ويصيحون صيحة واحدة "يا عليّ" (للاستقواء على الصعب). كان هو وليّ الأمر الحق، وأسد الله، والمدافع الغيور عن الدين. بعد حَجَّة الوادع – عند غدير خُمّ – وقف الرسول وعانق عليّا وقال لجمهور الحاضرين: "عليٌّ مني كهارون من موسى، ولكن لا نبي بعدي، ... من كنت مولاه، فعليّ مولاه، ... الله والى من والاه، والسَّقَرُ لمن عاداه". (12) انظر إلى ما يقوله حضرة عبدالبهاء "أمّا حضرة الرسول فهو الأصل وعليّ هو فرع، كحضرة موسى ويوشع". (13) عليّ، كان يسمّى أيضا "يد الله". كان ابن عم النبي، وولده بالتبنّي، وزوج ابنته. كان أول من آمن به من الذكور، وأقبل إلى الإسلام وهو صبي، كان هو زوج فاطمة الزهراء التي يدعوها المسلمون بـ "سيدة النور"، وكان كلاهما أبوى الإمامين التاليين "الحسن والحسين". تذكّروا أنّ حضرة بهاء الله بالنسبة لشيعة الإسلام هو رجعة الإمام الحسين. وأنّ حضرة الباب هو من ذرية فاطمة الزهراء. (14)
كان عليّ رجلا عريض المنكبين قوي البنية، متوسط الطول، وبشرة ضاربة إلى الحمرة، ولحية كثيفة جميلة. كان مكرّسا نفسه بالكلّية لحضرة الرسول (ص)، تغلب البساطة على تذوّقه للأشياء، أمين للغاية، عندما كان خليفة المسلمين، ولديه أعمال يقوم بها للدولة ليلا، كان يشعل شمعة، وبمجرد أن ينجز عمل الدولة، ويخلد إلى الراحة، يطفئ الشمعة ويفضّل أن يجلس في الظلام من أن يستهلك شمعة الأُمّة. عندما كان يصلّي يغيب بروحه عن الدنيا وشؤناتها، حتى إنه مرة قد أصابه سهم في قدمه في إحدى المعارك وانكسر فيه، ولم يكن يجرؤ أحد على انتزاعه تحسّبا لألمه، وكاد قدمه أن يتلف، فعرضوا الموضوع على حضرة الرسول (ص)، فأفادهم بأن يفعلوا ذلك وهو يصلّي ... وبالفعل كان لهم ما أرادوا. أمّا عن جسارته في المعركة، فيدعونه الفارس الشهم المثالي. هو الذي أخذ محل النبي عندما فَرَّ من مكة، نام في فراشه، ولفّ نفسه بعباءته الخضراء، حارب مع النبي في بدر، تلقّى في معركة أُحد ستّة عشر جرحا، نازل صناديد قريش وجندلهم في منازلات فردية في معركة الخندق، وحمل الراية في خيبر، ولكن أشجع من هذا كله ... وقوفه جانبا صامتا لربع قرن من الزمان مَقْصِيًّا عن حقّه الشرعي، من أجل حماية الدين وتجنّب الفُرْقَة والانقسامات. كان – كرّم الله وجهه – فارسا نبيلا في غاية الكمال.
كان سيدنا محمد (ص) من حين إلى آخر يعيّن عليّا في مكانه لينوب عنه. ففي الحالات التي كان بعض البدو يقتلون بالخطأ دون قصد، كان الرسول (ص) يرسل عليّا لِيُصْلِحِ الأَمْرَ ويعوّض المتضررين، وهو الذي حرّر صك الإعفاء الخاص بالمسيحيين في نجران. وعندما غادر سيدنا محمد (ص) مرة المدينة، ترك عليّا يخلفه فيها، قائلا: "يا عليّ، أَلَا ترضى أن تكون لي كهارون لموسى؟" وعندما قال المنافقون أنّ عليّا آثر البقاء متخلّفا، لأنّه – كما ادّعوا – يخاف القتال، عندئذ، ركب عليّ ولحق بالنبي، وأخبره بما يقولون، فقال له النبي: "كذبوا ... !" وهنا – حسب ابن هشام – قال النبي: "ولكني أَخْلَفْتُكَ لمّا تركتك ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك." وهو الذي فوّضه الرسول (ص) ليقرأ "إعلان العفو" الذي يحرّم على عبدة الأصنام أن يمارسوا شعائرهم الوثنية في الكعبة. (15)
بعد اغتيال الإمام عليّ، أصبح معاوية الأموي خليفة المسلمين، ومن بعده، ابنه - سيّء السُّمعة - يزيد. وهكذا، تحوّل مركز الحكم من المدينة إلى الشام (سوريا). عندما وجد أهل المدينة يَزِيدًا سِكِّيرًا وَسَفَّاحًا – حتى لذوي قرابته – ولاعب عود ماجن، يتردّد عليه اللصوص وقطّاع الطرق، ويمرح مع كلاب الصيد وما حضر صلاة قط، ثاروا وغضبوا وعاثوا فسادا في أثاث المسجد في المدينة، ونادوا بعزله من منصبه. عندها أرسل يزيد جيشا دخل مدينة النبي وعاثوا فيها سَلْبًا وَنَهْبًا، قتلوا سبعمائة من حفظة القرآن أثناء نهب المدينة بالإضافة إلى ثمانين من صحابة النبي، وحوّل جنود يزيد المسجد الذي بناه الرسول (ص) إلى اسطبل لخيولهم بما فيه الساحة بين قبر النبي وكرسيّه الخاص ... تلك البقعة المباركة التي أطلق عليها النبي "حديقة الرِّضوان". قتلوا الرجال، وسبوا الأطفال، واعتدوا على النساء وهتكوا حرماتهن. أمّا الأنصار، أتباع النبي من أهل المدينة فقد هرب كل من استطاع منهم الهرب وانضمّوا إلى جيش إفريقيا، الذي فيما بعد (712م) عَبَرَ البلدان والممالك إلى إسبانيا. في القرن الثالث عشر الميلادي سأل مسافر إلى المدينة إذا كان هناك أي سليل ينحدر من أنصار النبي قد بقي على قيد الحياة، فلم يظهر من الجموع سوى رجل واحد، وامرأة عجوز واحدة يشيران إلى أسلافهم. (16) طوال فترة سيطرة بني أُميّة على الحكم أُهملت المدينة المقدّسة وتركت لقطعان الكلاب الضالّة والحيوانات البرّيّة. استقام الحكم لبني أُميّة مائة سنة، بالسيف تارة وبالسم تارة أُخرى، حتى ظهر رجل يدعى "السفّاح" فاستأصل شأفتهم وقضى على دولتهم.
الشيعة مصطلح بدأ استعماله بعد أن وصل معاوية إلى سدّة الحكم، ويشير المصطلح إلى الموالين، أو الحزب الموالي لعليّ وعائلته. الإمام في نظر الشيعة هو مقام مقدّس، معصوم، يقوم بتعيين إلهي، وبهداية سماوية خفية. ويعتبر الرئيس الروحي للأُمّة – ومصدر الهداية والصلاح. أمّا الخليفة السُّنِّي، فهو حاكم لفترة زمنية مؤقّتة، يُنتخب بواسطة زعماء الأُمّة وقادتها ثمّ ينادى به خليفة. كان "عليّ" المفسّر المعصوم للدين والمدافع عنه بالحجّة والبرهان، والحائز على المعرفة الباطنيّة والهداية الربانية الخفية، وهكذا فإنّ، اغتياله غيّر مسار تاريخ الإسلام. وما أدراك ما هي البركات التي قدّرت للبشرية عامة وللإسلام خاصّة لو أخلص أتباع الرسول للإمام عليّ فأطاعوا أوامره وانصاعوا لقيادته ... لكان لهم في ذلك – بالتأكيد – نفوذ أعظم على شعوب العالم في حينه.
جميع الأئمّة الأطهار ماتوا قتلا، باستثناء، الأخير، الذي مات وهو طفل في سنة 260 هـ، وقد أعقبه – خلال التسع وستين سنة اللاحقة لغيابه – أربعة "أبواب" الذين عُرِفُوا كوسطاء بينه وبين الناس. وبعد ذلك دخل الإسلام في صمت مطبق إلى حين أظهر حضرة الباب نفسه سنة 1260 هـ. يقول تعالى في سورة السجدة: "اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ... يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ". (32/4) من هنا جاءت أهمّية "سنة الستّين". يدّعي المسلمون الشيعة أنّ الإمام الثاني عشر لم يمت، ولكن اختفى في سرداب تحت الأرض عُرِفَ فيما بعد بـ "سِرَّ مَنْ رَأَى"، وهو الآن يعيش في واحدة من تلك المدن الخفيّة ... "جَابَلْقَا أَوْ جَابَلْسَا"، حيث يعود في آخر الزمان ويفتح العصر الألفي". عندما كنت في إيران، سمعتهم يرتّلون من المآذن: "يا صاحب الزمان، عجّل فرجك، قد فسدت الأرض ... ولن تصلح إلّا برجعتك!" كانوا يؤمنون بعودته، إلى درجة أنّهم ضربوا عملة من الفضة تحمل اسمه.
عند احتضاره، عيّن الإمام عليّ ابنه الأرشد حسن إماما، وقد قتل مسموما فيما بعد. وبعده كان الحسين، الإمام الثالث، بفرقة صغيرة من الأتباع، بما فيهم النساء والأطفال، وقد تعرّضوا لخيانة رجال الكوفة، الذين كانوا قد عاهدوه الولاء، وألحّوا أن يأتي إليهم، ويكون لهم الحاكم الآمر، وكان لهم ما أرادوا، ولكن فيما بعد، وفي أحلك الأوقات تخلّوا عنه وتركوه وحيدا فريدا، فأحاط الأعداء به وبأتباعه في وسط الرمال وقطعوا عليه الطريق للوصول إلى مياه النهر، بقصد أن يهلك ومن معه عطشاً. وأخيرا، ذبحوا رجاله فرادى وجماعات. فرس الحسين وقع منهكا. أمّا الحسين نفسه فقد أنهكه العطش، تهالك على الأرض، فتقدّموا نحوه لقتله، ولكن لم يجرؤ أحد على ذلك، ابنه الصغير كان يبكي عطشا، فحمله بين يديه، عندها أصابه سهم وقتله. وضع الحسين ولده على الأرض وقال: "إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ" ثمّ نهض وذهب نحو نهر الفرات وانحنى ليشرب، أصابه سهم في شفتيه فسال دمه بغزارة. وبعدها أحاط به جند الأعداء، وبدم بارد، أجهزوا عليه، حتى أَثْخَنَتْهُ جراحه، فوقع أرضا وفارق الحياة. ثمّ ركبوا جيادهم وداسوا جسده بسنابك خيلهم، ثمّ قطعوا رأسه عن جسده وعلّقوه على رأس رمح. وكما شهد رئيس جيوش العدو في تقريره إلى الخليفة: "عُرِّيَت أجسادهم، وديست بالأقدام، واختلطت ألبستهم بالرمال، وَلُطِّخَت وجوههم بالتراب، وعصفت بهم الرياح..." وعندما أُحْضِرَ رأس الحسين – حفيد الرسول (ص) وقرّة عينه – إلى الكوفة، قلّب الحاكم بعصاه في فم الحسين ساخرا. كان هناك رجل مسلم مسنّ حاضرا، وشاهد ما جرى، فانفجر بالبكاء قائلا: "يا حسرتاه! كم شاهدت على هاتين الشفتين شفتي رسول الله".
يعلّق - المؤرّخ الإنجليزي المشهور جيبون – على هذه الجريمة النكراء بأنّها حرّكت ضمير العالم الإسلامي بأسره إلى درجة أنّ الإيرانيين لا زالوا يلبسون اللّباس الأسود مدّة شهرين في السنة حِدَادًا على الحسين ... "وعلى ممر العصور والأحوال ستبقى المشاهد المأساويّة لاستشهاد الحسين توقظ في أقسى قلوب القراء جفاءاً مشاعر العطف والأسى".
يعلّمنا حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان: "وإنّي لو أُريد أن أذكر لك رشحا من أسرار شهادة الحسين ونتائجها، فإنّ هذه الألواح لا تكفيها، ولا تصل إلى نهايتها" (17) ثمّ تفضّل مرة ثانية قائلا: "ومرة ابتليتني في أرض الطفّ (كربلاء) بحيث كنت وحيدا بين عبادك وفريدا في مملكتك إلى أن قطعوا رأسي ثمّ أرفعوه على السنان وداروه في كل الديار وحضروه على مقاعد المشركين ومواضع المنكرين". (18) –(مرضية جيل)
ترتيب الأحداث تبعا لتسلسلها الزمني للحضارة الإسلامية ________________________________________
سنة 570 ميلادية...............................مولد النبي محمد (ص) سنة 590 ميلادية...............................الطاعون في روما – أيام جريجوري الكبير، يقابله أيام حكم شاه إيران خسرو الثاني سنة 610 ميلادية...............................بداية حكم هيرقل سنة 619 ميلادية...............................احتل خسرو الثاني مصر والقدس، ودمشق ووصلت جيوشه إلى مشارق الدولة الاغريقية يقابله أسرة تانج الحاكمة في الصين سنة 623 ميلادية...............................معركة بدر سنة 627 ميلادية...............................هزيمة الفُرس على يد هيرقل في نينون يقابله حصار أهل مكة وحلفاؤهم لمحمد (ص) وأتباعه في المدينة (موقعة الخندق) سنة 628 ميلادية...............................رسائل محمد (ص) إلى حكّام الأرض قاطبة سنة 629 ميلادية...............................محمد (ص) يدخل مكة – فتح مكة سنة 632 ميلادية...............................صعود سيدنا محمد (ص) ومبايعة أبو بكر خليفة للمسلمين
سنة 634 ميلادية...............................معركة اليرموك التي احتل المسلمون بعدها الشام ومبايعة عمر بن الخطّاب خليفة للمسلمين بعد وفاة أبو بكر سنة 638 ميلادية...............................عمر بن الخطّاب يحتل القدس سنة 643 ميلادية...............................مبايعة عثمان بن عفّان خليفة ثالث للمسلمين بعد اغتيال عمر بن الخطّاب سنة 656 ميلادية...............................قَتْل عثمان بن عفّان في ثورة المسلمين عليه سنة 661 ميلادية...............................شهادة الإمام عليّ – الخليفة الرابع للمسلمين سنة 662 ميلادية...............................مبايعة معاوية خليفة للمسلمين بعد اغتيال عليّ سنة 732 ميلادية...............................رحلات تشارلس مارتل
المراجع
1. Chronique de Abou Djafar Muhhammad-ben-Jarir Tabari, tr. by M.H. Zotenberg, 1871, III, 217
2. Ibid, 549-550
3. Ibid, 592-593
4. A Short History of The Saracens, 53
5. Chronique de Abou Djafar Muhhammad-ben-Jarir Tabari, tr. by M.H. Zotenberg, 1871, III, 587 ff
6. Spanish Islam, Dozy, Rinhart, 30
7. Some Answered Questions, Abdu’l-Baha, 51 ff
8. The Bible, Revelation, 11:7-9 & 12:5-10
9. Ibid, 60
10. Ibid
11. The Messenger, Bodley, R.V.C., 349
12. The Shi’it Religion, Dwight M. Donaldson
13. Some Answered Questions, Abdu’l-Baha, 148-149
14. God Passes By, Shoghi Effendi, 94
15. The Spirit of Islam, Ameer Ali, 97
16. Spanish Islam, Dozy, Rinhart, 60 ff
17. The Book of Iqan, Baha’u’llah, 119
18. Gleanings from the Writings of Baha’u’llah, 89
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟
-
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-4 -القرآن الكريم
-
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُ
...
-
أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها
-
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-2
-
دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-1
-
التحول والتغير في العالم ومراحله
-
نار الإمتحان وبلوغ العالم الإنساني
-
المنادي الرباني
-
بيان المقصود من عتاب الله لحضرات الانبياء في الكتب المقدسة
-
استمرار الهداية الإلهية
-
الشموع السبعة التى ستضيء العالم الإنسانى وتأخذ بيده نحو اتحا
...
-
أتوقف أم أستمر فى السير
-
آيات الرحمن في أنفس العباد
-
عظمة الكلمة الإلهية وتأثيرها فى قلوب البشر
-
تحري الحقيقة
-
المبادئ التي أعلنها حضرة بهاءالله
-
دين عالمي موحد
-
الوحدة الدّينيّة
-
رسالة حضرة بهاءالله
المزيد.....
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|