أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات














المزيد.....


عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2492 - 2008 / 12 / 11 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألته: أمستعد للسفر إلى بيت الله؟ فحرّك يده باضطراب، وكان القلق بادياً عليه: لا .. نعم .. ربما .. لا أدري!! أشفقت عليه، فقلت: الحجّ سفر روحاني، ذو معانٍ رمزية جميلة، وهو أبسط بكثير مما تحاول مسائل الفقه أن تعقّده لك بالتركيز على الظاهر من المناسك، الحج .. لقاء مع الله، فإن كان ثمة اضطراب ينتابك فليكن لهيبة لقاء المحبوب المرتقبة في بيته الذي وضع للناس ببكة مباركاً .. الحج: "تسكين القلوب" كما يصفه الإمام الباقر (ع) .. الحج كلّه يتلخّص في كلمتي: "لبيك اللهم"، لا قلقلة لسان ولكن عملاً بالجوارح، ملبّياً، أو محرماً، أو ساعياً، أو طائفا، أو عاكفاً، أو مضحّياً، وعندما يعود الحاج يجد انعكاس ذلك كلّه على حياته كلّها.

ازداد الاهتمام بـ(رحلات) الحج كثيراً عن ذي قبل، فإلى جانب السكنى في فنادق من فئة الخمس نجوم والتنعمّ بطيّب الطعام، فهناك محاضرات، وندوات تُعقد للتعريف بأحكام الحج، وقد يتطرّق البعض إلى فلسفة مناسكه والهدف من أدائها بكيفية معيّنة، ولكن نادراً ما نسمع من القائمين على رحلات الحج من ركّز أو حتى تطرّق إلى ما جاء في خطبة رسول الله (ص) في حجة الوداع بشأن وحدة المسلمين وحرمة دمائهم، حيث بدأ الخطبة بقوله: "أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ... وتعلمُهنّ أنّ كل مسلم أخ للمسلم، وأنّ المسلمين إخوة ... ولا ترتدّوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .."، ولو فعلوا ذلك وأخافوا الحجاج من مغبة هتك حرمة وأعراض ودماء المسلمين بعضهم بعضاً كما يخيفونهم من عدم دفع ديونهم المادية وخاصة الحقوق الشرعية منها، لكان حال الأمة من بعد الحج خيراً من حالها قبله، ولو دُعي ثلاثة ملايين مسلم لهجر أحقادهم، وكراهيتهم، كما يهجرون أوطانهم لعاد للأمة سلمها الاجتماعي حينما يعودون إليها.

تستعد المملكة العربية السعودية هذا العام بمئة ألف من قوات أمنها للمحافظة على سلامة الحجيج، هذا عدا عن الاستعدادات العمرانية السنوية لتوسعة للحرم، واستخدام أطور التجهيزات التقنية في أماكن أداء المناسك حرصاً على راحتهم، إلاّ أننا لم نسمع أنّ وعّاظ المسجد الحرام والمتحدّثين على منبر رسول الله (ص) أُعطوا دورات ليطوّروا أساليب وعظهم، أو يجدّدوا معلوماتهم، أو يرتقوا بالمواضيع التي يتناولونها لتوعية الحجّاج بمقتضيات أمانهم النفسي والمجتمعي، والأغلب لم يستثمر المسلمون جيّداً - لا ساسة, ولا قادة- هذا التجمع الروحاني السنوي لتوحيد الأمة، ولم يستغلّوا فرصة صفاء نفوس الحجاج في بيت الله لوضع اللبنة الأولى لحلّ مشاكل أبنائها، أو نزع فتيل الخلافات بينهم، ولم يحوّلوا هذا التجمهر الطبيعي إلى وسيلة تعارف بين المسلمين الآتين من كل فج عميق، وبناء شبكة علاقات لتبادل للخبرات، فما أكثر الضجيج، لا ضجيج الحجيج بل ضجيج من يدّعون أنهم قائمون على شئون الحجيج.
ترتبط فرحة العيد لدى الأطفال والشباب بالعيدية ولبس الجديد، ولبعض الكبار بالترفيه والزيارات العائلية، والسفر، وللمهتمين بشئون الأمة والمتابعين لأحوالها بالتأمل فيها، ومن ثمّ الدعوة لوقفة صادقة للإجابة على السؤال: ماذا يمكننا أن نفعل لكي نعيد لهذه الأمة فرحتها الحقيقية، بعزّتها، وكرامتها، ووحدتها؟ وكيف نجعل من عيد (التضحية) بعد الوقوف بـ(عرفة) والمرور بـ(المشعر) عيد التحرّر من الخطايا والموبقات ونوازع الشر، والتطهر من الكراهية والأحقاد والأغلال، فيقتلع من نفسه مشاعر الاغتراب والتوحش ليتعامل مع إخوته المختلفين معه ممّن يعاشرهم لأول مرة ويتعرّف على عوالمهم وثقافاتهم وطبائعهم بمشاعر الأخوة والإنسانية.
أعاد الله لأمّتنا أخوّتها وسلامها وجعلها خير من لبّى ومجّد وشيّد وعيّد ..



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ الزوجي .. كاستحواذ وكعنفٍ مخملي
- رحيل بوش .. فرْحةٌ في ذاتها
- التسامح والسلام ثقافة وممارسة
- فتاوى نوادر لكن للنوادر!
- في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين
- تنويم غير مغناطيسي لسرقة الجيوب
- الارتقاء بمستوى الوعي


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات