أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - نجاة الموسوي - رصد لتاريخ حرية المرأة من خلال التحرر الإقتصادي والإجتماعي















المزيد.....

رصد لتاريخ حرية المرأة من خلال التحرر الإقتصادي والإجتماعي


نجاة الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 06:39
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


حققت المرأة البحرينية كثيراً من المكاسب مع عصر الإنفتاح، حيث أتيح لها أن تجرب كثيراً من الممارسات السياسية، فعلى مستوى الترشيحات البلدية والنيابية خاضت تجربة مرة وناجحة على المستوى الفني والأخلاقي والإعلاني وان لم تحصل على ما تريد ولكن المجتمع بدأ يتفهم ويتحسس قضيتها ومعاناتها وهذا أهم شيء، بقي الآن عليها مهمة أساسية وهي النزول إلى الشارع والمشاركة الدؤوبة في الأعمال الخيرية والاجتماعية والسياسية خاصة فيما يخص تفعيل الميثاق والدستور والبرلمان، وهذا ما سيعزز مواقفها في المستقبل ويدفع بها إلى الفوز ويساهم في دفع حريتها ومساواتها بالرجل.

لقد تلكأت حرية المرأة في العالم كله قرونا طويلة، فمثلما طالت حريات الناس بشكل عام كثير من المظالم طالت حرية المرأة مضاعفات من المظالم والعنف أيضاً وذلك لتعقد الوضع الإنتاجي وتداخل مسائل الحل ببعضها البعض، أول هزيمة لحقت بحرية المرأة هي القدرة على تفسير معناها، فالبعض اخطأ تفسيرها، فدخلت في سراديب الظلام، فتعريف الحرية بشكل عام ليس سهلا لانه يشمل عالم الإنتاج المغيب كليا عن المرأة، فالحرية التي هي "السيطرة المتعاظمة على العلاقات الاجتماعية والطبيعة" أصبحت في نظر ما يسمون أنفسهم بقادة ومصلحي المجتمع تعني الفساد والتفسخ، يخلطون بذلك تملك الإنسان لعالم الإنتاج وتفسخ الأخلاق، في الوقت الذي ليست هناك أية علاقة بينهما، إن حرية المرأة كحرية الرجل تتمثل في مفهوم فلسفي تتدخل فيها مجموعة من العمليات الذهنية تبدأ بالهلامية فالتصادم فالنقد فالصراع الذي يتمثل في أسبقية المادة "الممارسة البشرية" على الوعي "الفكر" دخل تطور الإنتاج في مرحلة جديدة من المشاعي القروي إلى الرق والعبودية، لكن العبودية ضد غرائز الإنسان مما أثار حفيظة العبد "الرجل والمرأة".

حاول ملاك الأراضي والأرستقراطيون حل مسألة العبودية دون انتصار ساحق للعبد، ودارت المساومات في دهاليز مظلمة وهذه المساومة تمثلت في تحالف الفلاحين مع "عبيدهم" بحيث يعطي العبد الحرية "حرية شكلية وهي نزع الأغلال من حول رقبة العبد" ولكنه في واقع الحال يبقي عبداً بسبب تملك العمليات الإنتاجية كاملة، وتكون المرأة في هذه الحالة عبدة لعبد، فالضمانات لم تحسب بحرية العبد، فبقت الحرية أسيرة للمفهوم، تطور مفهوم الحرية وتبلور داخل جحيم العنف والاستغلال فحيثما وجد الألم والمعاناة وجدت ساحات الاحتجاجات ومن هذه وتلك تتضح رؤية الحرية كبلورة مضيئة تفرض نفسها وتتفاعل مع المعطيات "الموضوعيات" لكي تنتج في النهاية طريقاً سالكاً للمبادئ الإنسانية، وكلما التف الناس حول هذه المبادئ كلما صار مطلب الحرية شرعياً وله جماهيرية واسعة، وهذا هو لغز انتصار الضعفاء، تلك هي قصة الحرية التي دخلت في دهاليز لم تخرج منها بالصدفة وانما خرجت بفضل الضرورة التي فرضها الشجعان من خلال عملية تاريخية طويلة يصعب سردها، ولكن لا يمكن أن تغيب عن البال فضل الأسطورة العربية القديمة التي فرضت نفسها من خلال قصصها ورواياتها التي تشبه الأوبرا لحد كبير والقصص تمثلت كلها حول تجسيد الأحلام الإنسانية التي إنفقدت عندما غابت حياة المشاعية القديمة والحرية الشخصية مع انتقال المجتمع إلى الطور الإقطاعي فالأسطورة هي نمط من أنماط التحرير والتحريض والتربية للشباب لتعويدهم على الجسارة وخوض المعارك في ساحات السلم أو الحرب بقصد التمسك بأهداف الحرية النبيلة واسترجاع ما فقده الإنسان أيام المشاعية.

ان الفكر العربي هو فكر أسطوري جملة وتفصيلاً، مثال على الأسطورة: قصة سمارتكوس في العهد العبودي: عندما فقد ذراعه الأيمن اخذ يقاتل بذراعه الأيسر، وعندما فقد الاثنين حمل السيف بأسنانه واخذ يقاتل ثم أعطى لقاتله السيف لكي يقطع رأسه ويذهب به إلى الحاكم وبالتالي يستطيع القاتل أن يحصل على عتق رقبته، هذه ربما تكون قصة مبالغاً فيها ولكنها قصة قريبة إلى الحقيقة.

المراد منها هو تحفيز الشباب على الدفاع عن حرياتهم في ذلك الوقت الذي تختفي فيه وسائل الإعلام "الصوت والصورة"، وفي الوقت نفسه تتهدد فيه الحريات، وهذه القصة مكررة عندنا نحن العرب وكذلك نحن البحرينيون، حيث مصرع أبي الفضل العباس أخ الحسين بن على عليه السلام، قصة شهد عليه الكثيرون، وهناك أناس يدعون بأنه مبالغ فيها، لكن ليكن ذلك، الأمر هو في الهدف الأساسي في أن المأتم يربي أجيالاً تسمع كيفية الدفاع عن الحرية.

الأسطورة هنا لا تعني الأكاذيب ولكن تعني المبالغة في القصة، وربما تعني حقائق تاريخية لكنها نادرة هذه القصص حركت الذهنية العربية في أيقاظ الفلسفة فنشأت فلسفات متناقضة حول المرأة، فالفلسفة التي تقول أن الرجل يحب المرأة ويخشاها في الوقت نفسه وكذلك قولهم في أن الرجل يخاف من المرأة ولا يخاف عليها، أي يحد من تحركها خوفاً منها لا خوفا عليها.. هذه أيضاً أساطير نشأت حول المرأة والخطيئة والذنب والخديعة نسبت إلى المرأة ظلماً، بمعني أن المفاهيم الفلسفية الرجعية وبسبب عقلية الإقطاع التي رزح الوطن العربي تحت سلطته أخذت تتحكم، والفلسفة التقدمية الثورية أخذت تتواري، من هنا بقت المفاهيم التقدمية في حرب شعواء مع الخط الرجعي ذلك لانه مع انتصار هذه المفاهيم يفقد الإقطاعي زبائنه الذين افقدهم مفهوم التحرر وزرع في نفسيتهم الكسل والخمول وحب المظاهر وتقليد أصحاب الجاه حتى يضمن استغلالهم، لكن عامة الناس لا تفهم مكائد أصحاب الجاه فهي ترسم لهم مصائد للنكاية بهم واستغلالهم لا حبا في رفاهيتهم.

إن انتصار الحرية - للمرأة والرجل - لا تعني التواطؤ في الأخلاق أو المساومة على الأخلاق النبيلة ولا تعني تراجع الوازع الديني وإنما هو انتصار للإلهام العقلي والفكري، فعندما نري رجل دين بصورته المهيبة يبرز تصريحات تشيد بعمل المرأة وحريتها وتشيد كذلك بالحريات الأخرى نتبين من إن انتصاراً جديداً أضيف لهذه الحقبة التاريخية البحرينية، لانه لم يسبق وان سمعنا تصريحات منذ مائة عام - زمن عبده والطهطاوي - حول حرية المرأة، فرجل الدين أيضاً يبني لنفسه صرحا اجتماعيا من خلال مناصرته لحقوق المرأة وقضاياها، ويعترف بان هذه هي مسيرة العصر ومطاليبه، وهي حقاً مسيرة سلمية لها انعكاسات على المجتمع ككل.

والإنسان الذي يعادي قضية المرأة يكون خارج الزمان والمكان.. أيضاً تبلورت معاني حرية المرأة في ساحات الاحتجاج أثناء المطالبة بتخفيف ساعات العمل ونوعيته والسهر الليلي والأعمال الخشنة والخطرة والمطالبة بزيادة الراتب، واكبر دليل على ذلك هو إضراب نساء النسيج في فرنسا في 8 مارس، حيث أضرم صاحب المصنع النار في المصنع فماتت 73 امرأة ضحية لهذا العنف، ومنذ ذلك اليوم أخذ العالم يحتفل بيوم 8 مارس كعيد للمرأة العاملة، وكيوم مضيء محفز لقضايا التحرر الإجتماعي، إن ترابط العالم كله يجعله قرية صغيرة ووسائل الاتصال الحديثة ساعدت في نشر أفكار الحرية، انتقلت أفكار الغرب إلينا ولكن لان الأرض العربية تحمل في ذاتها مكونات طبيعية لتقبل الحرية، وكما ذكرت أعلاه بان الأدب العربي متمثلا في الأسطورة وكذلك الشعر وعلوم الإنسانية- اجتماع، اقتصاد، فلسفة - قد كوّن أرضية واسعة لتقبل هذه المفاهيم، لكن بعض كتاب الغرب تغيب عن حواسهم هذه التراكمات ويتعجبون لوجود فلاسفة أمثال ابن سينا في بلاد الأندلس في القرن السادس الهجري ولماذا لم يكن في بلاد الغرب، فقد مسك أحد الكتاب المجتهدين بالتاريخ مسك د. هادي العلوي من ثيابه وهو يصرخ: من أين لكم ابن سينا؟ انه ولد في بلادكم بالخطأ!!. أريد أن تشرح لي لأنني محتار في ربط التراث والتاريخ العربي بهذا الفيلسوف، وأفتش على الظروف الذاتية والموضوعية التي أنجبته فلم أرها فقال له د. هادي: إن هناك نظرة خاطئة وشائعة عن تاريخ الإسلام يصورونه وحدة مطلقة مع عدم وضوح التصورات المتعلقة بسقوط الحضارة الإسلامية وبالتالي عدم طرح مسألة تزمين تلك العصور كموضوع من موضوعات تاريخ الإسلام.



#نجاة_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعة الأخيرة للأنظمة الدكتاتورية
- السلام العالمي في خطر
- إشكالية الحرية في التاريخ العربي وآفاق التغيير
- على هامش الذكرى الأربعين لوفاته كلمة صادقة في استشهاد جارالل ...
- رصد لتاريخ حرية المرأة من خلال التحرر الاقتصادي والاجتماعي
- المجتمع القوي يقود إلى دولة قوية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - نجاة الموسوي - رصد لتاريخ حرية المرأة من خلال التحرر الإقتصادي والإجتماعي