ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2492 - 2008 / 12 / 11 - 03:08
المحور:
الادب والفن
طار نحو الأعلى
نحو الفضاء اللا متناهي
كان يتجه بسرعة الصاروخ مخترقا طبقات السحب الكثيفة
تماما كما يفعل السوبرمان في الأفلام
أو أكثر بقليل .
عاين سهولا شاسعة بلا جوار
ألوانها ليست كالألوان التي يعرفها لدى الأعماق
وأنهارا بديعة ماؤها بلون النوم
وجبالا بقمم لا تشبه القمم في شيء
وجد الفضاء أكبر وأشمل من وصف الكتب القديمة
أكبر من العيون
راعه وجود طابور أكوام من السحب كالصوف تسير بتؤدة
نحو أبعاد متشعبة لا تخضع للسمع أو للإدراك المبهم
لم تكن هناك كائنات لحمية في محمية بلا منازع
ولأنه كائن لحمي في محمية متنازع عليها
فقد كان من اللازم عليه أن يبدل لباسه بآخر يقيه من فيروسات فضائية
فيروسات من غير الممكن ضبطها داخل المحور
وهو الذي يرى السماء فراغا مطلقا
يلفها صمت مطلق لكن الطنين كان هناك ذكره بطنين الصيف
لم يكن هناك حضور للشمس ولا للقمر كلص
كذلك لاحظ خلوا للرغبات
كان الظلام مضيئا ولا يتحرك
أما الكلام أو اللغو لم يكن هناك كمطلب
لا جدوى منه
لم يجد من يبادله الكلام والرأي
أراد أن يجرب فأصدر صوتا فكان يذوب فور خروجه من الفم
أراد أن يشم فذابت الرائحة قبل أن تلج جيب الأنف
أدرك أنه ضيع حواسه هناك في جنح الفراغ والصمت
قفل راجعا نحو معقله الأصلي ولما وصل
كان كل شيء بالنسبة له قد فات
أشياء كثيرة اختفت
لم يجد سوى ما يشبه محطة قطار
كائنات صاخبة ترحل وأخرى تحل وتصل
للمكان
كلها كانت كائنات بلا حقائب
حاول أن يندمج في لعبة اللحم
وجد نفسه غير قادر على السفر أو البقاء
فكر في أن يطير من جديد إلى الأبعد
هو الفعل الوحيد بقي لديه
فقد الحياة والموت معا
الآن صار ريحا تتسكع في الأعالي
وحيدا بدون سبب ولا مبرر.
......................
5/12/208 الباريو مالقا / تطوان .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟