قراء المساء المغربية يدفعون ثمن جرأتها4/6

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 09:36
المحور: الصحافة والاعلام
    

دارت الفكرة في رأسه ، وتوقدت الى ان اصبحت مثل الجمرة ، فتخلص منها على نحو جريء .وقال يمتص شفتيه :
- أريد أن أسألك ، ولا ديرها مني قلة الصواب..
- تفضل....أجبت على الفور
- هل تستحق جريدة المساء هذا الحكم القاسي جدا ؟
التقطت كلمة "تستحق" ولم أعلق عليها ، وشحب ، لكني غافلته ، وقلت متعالما :
- أزعم أن ثمة إجماع حول الإدانة...لكن.. الإجماع.. الإجماع منعقد أيضا، وبصورة غير مسبوقة حول اعتبار حجم التعويضات مبالغ فيها ، وهي الى ذلك غير عادلة ، ولا منصفة تماما.
- تقول ، أنها لا تستحق بعظمة لسانك..
- أجل ، وأضيف .. أن الحكم ب 600مليون درهم، هو إعدام في حق مؤسسة إعلامية شابة .
وكمن يحقق انتصارا بالضربة القاضية صرخ :
- ما يحز في النفس، وقوف الحكومة كطرف في القضية.
- كلا...خليك محايد ، وبلاش طولة لسان..وأضفت بنبرة ثقة :
- تحمل المساء من المصداقية ما يبصم عليها الوسيط في سوق التوزيع بالعشرة .
-ولكن..في تقديري فان المشكل الذي تعانيه جريدة المساء ، لا مسؤولية للحكومة فيه ، بل يعود إلى أن هناك حركة مؤازرة شاملة لأسرة القضاء فيما بينها من شمال المغرب الى جنوبه ، مساندين زملاءهم في القصر الكبير، معتبرين أن التهمة تمسهم أيضا،
- هل تعلم صديقي ان الجسم القضائي بالمملكة وقع عريضة احتجاج واستنكار ، كانت النقطة التي رجحت الحكم ضد المساء ؟
أعلم..أعلم ذلك ، لقد قاموا بذلك لحساب لوبي معين.....انهم الشجرة التي تخفي الغابة...
- أجرأ ياأخي ، كن مثل المساء .. قل ما ترغب قوله ، قل كل شيء ، ولا تخف..مادمت على حق .
- نعم سأجرأ..قلت لك، سأجرأ..
- وأنا أتصفح المساء هذا الصباح.. وحق الله العظيم ..حسبت حساب العجائز، فوجدت أن عدد اليوم وحده، يحمل للجريدة دخلا صافيا يقارب 50 مليونا من السنتيمات..؟؟
- الله يزيدها...مالها سارقاهم ..أولا... تتبيع المخدرات؟؟
- نعم..نعم .. ليس ذاك ما اقصد..
-يبدو انك لم تحسب حساب العاقلين، وحسبت حساب العجائز فعلا ،وإلا كيف تتغافل هيئة تحرير مكونة من عشرات الصحفيين المهنيين ، وطاقم تقنيا يناهز 200 نفرا ، وهؤلاء يجرون وراءهم جيشا عرمرما من الأفراد .
من هذا المنطلق، لا يسعني ، إلا ان أعبر عن تضامني المطلق مع الزملاء في المساء ..لقد انتظرني طويلا كي اقولها وهانا اقولها
- فقط أريد أن أقول .. عوض أن تتحمل الجريدة مسؤوليتها ، وتدفع الغرامة من إشهارها ومبيعاتها الأولى وطنيا ، أو تلتجئ لأشكال متعددة أخرى لدعمها ، هاهي ذي تختار أسهل الطرق، وهو الزيادة في سعر الجريدة!!!!!.

- أستاذي الفاضل :" سي بوشتى " ألا ترى معي أن الجريدة بسلوكها هذا المنحى السهل تنهى عن فعل وتأتي مثله ، بعبارة أوضح ، فهي تؤسس لثقافة " دير الذنب، والشعب يخلص عليك العقوبة "، اقصد القارئ يخلص ???.
- ألى ترى معي أن الشركة بهذا الأسلوب ، تؤسس " لقيم ولثقافة خطيرة مبنية على التملص من العقاب ، واستغفال الشعب وحثه واكل الثوم بفمه ، على تأدية غرامات ارتكبها أناس آخرون؟
- أليست جريدة المساء صادرة عن شركة تجارية تؤمن بمنطق الربح والخسارة؟
- ثم لماذا تريد أن تربح دائما ، وان يؤدي الشعب الخسارة عوضا عنها??.

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات