|
ما سر فتنة الحوار المتمدن؟
صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 09:51
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
ما هو الشيء الخاص في الحوار المتمدن الذي يجعل قرائه وكتابه يشعرون بطعم خاص في زيارته؟ ليس الحصول على جواب مقنع على هذا السؤال سهلاً تماماً. ففروق الحوار المتمدن عن بقية المواقع لا تبدو قادرة على تبرير الشعور المتميز الذي احتفظ له به، واتخيل إنني لست الوحيد في ذلك. فكرت انها ربما كانت منطقة "التقييم" الكبيرة في نهاية الصفحة، والتي تفوق بحجمها تلك التي في بقية المواقع، كما أنها أكثر تفصيلاً....ربما هي نقطة. كذلك يتيح لك الحوار المتمدن ككاتب أن تأخذ فكرة عن مجموع القراء الذين حصلت عليهم حتى آخر لحظة، كرقم يتزايد في صفحتك الخاصة من الموقع، وربما هذه نقطة هامة فلا أعرف موقعاً آخر يقدم هذه المعلومة لكتابه (وهنا أنصح الجميع بذلك). هناك ايضاً ما يميز الموقع في كونه يبدل يومياً...هذه تبدو نقطة قوة ونقطة ضعف أيضاً. فهي ضعف لأنك إن لم تزر الموقع كل يوم تشعر أنك فقدت باقة من المقالات (رغم انك تستطيع العودة اليها في الأرشيف). إذن فبفضل هذه النقطة او بسببها تشعر أنك على موعد (إجباري!) يومي مع المتمدن، تفاجأ به إن جاء مبكراً وتنتظره إن تأخر.
في العام الماضي إحتفلنا بعيد ميلاده السادس، كل يرفع كأسه التي ملأها بما يراه مناسباً للإحتفال، والتقت الكؤوس من استراليا إلى اوروبا مروراً بالعراق ومصر وبقية بلدان الشرق وحيثما ينتشر احبته. لكن احتفال اليوم أكثر هدوءاً وبساطةً، فلفقد خرجنا تواً من معركة شرسة إنتصر فيها "العقل" و "الإرادة الوطنية" على الشعب العراقي لذا فلم يكن هناك مجال لمثل ذلك الإحتفال الجميل، ونعتذر لهذا من حوارنا المتمدن فقد كنا وعدناه بأجمل منه.
ولو راجعنا ما تجدد منذ العام الماضي، لوجدنا أن الحوار المتمدن تقدم في أمور هامة وترك أخرى. فمازالت بتقديرنا الأسماء هي التي تقرر أي المقالات تحتل المراكز الأولى في الصفحة, وما زالت ترجمات أدبيات الشيوعية القديمة توضع في الرأس رغم أن معظم اهميتها صار تأريخياً بالدرجة الأولى، ولم تعط الأولوية للأحداث المدوية التي مر ويمر بها العالم. ورغم تقييمي العالي لمسألة حرية المرأة وحرية الرأي، فأنني افتقد إلى ملف خاص بالمعاهدة الأمريكية – أخطر ما مر ويمر على العراق والمنطقة منذ عشرات السنين.
وبالمقابل فأن الخطوة الكبيرة التي خطاها الحوار المتمدن باستحداث إمكانية التعليقات على المقالات تعتبر إنجازاً كبيراً يستحق كل تقدير وتهنئة. الحوار ليس بالتأكيد أول من يفعل ذلك، لكن إضافة هذه "الفضيلة" إلى فضائله ستؤكد موقعه المتميز بين المواقع، خاصة وأن التعليقات من صميم "الحوار"، الذي هو اسمه.
أثار انتباهي كذلك، أن التقييمات للمقالات تشير إلى احتمال تلاعب كبير وأود أن انبه إدارة الموقع إلى ذلك. ففي الوقت الذي يمكن توقع نتيجة عالية او عالية جداً للمقالات التي تتحدث عن مواضيع غير خلافية، فأن حصول مثل هذا الأمر في مواضيع خلافية شديدة يجب أن يدق جرس إنذار لدى الموقع. بشكل عام مازالت المقالات التي تنتقد او تسب الإسلام تحضى بـ "تقييم" عال دائماً، من عدد المصوتين أو نتيجة التصويت بغض النظر عن مستواها، سواء إن كانت تحليلية أو شتائمية، وفي هذا ما يثير الإنتباه. كذلك حضيت المقالات المؤيدة للمعاهدة الأمريكية بتقييم عال جداً واحياناً غير معقول، وهي مسألة خلافية جداً، حتى إن لم نقل أن الغالبية تقف ضدها من الناس (وقد أشرت إلى براهين على ذلك في مقالة منفصلة في الحوار المتمدن) فهناك بحدود نصف من يؤيدها ونصف يقف ضدها. واستشهد على ذلك بمقالاتي التي تحصل دائماً في هذا الموضوع بالذات على درجة وسطية حيث تكون مسرح صراع بين المؤيدين والمعارضين، واتابع تتالي الدرجات المتطرفة: درجة كاملة وأوطأ درجة، مما يدل على أن المقيم يتأثر بالموقف الذي تتخذه المقالة أكثر من تحليلها وتفاصيلها وجودتها، وينقسم القراء إلى "متحمسون" للمقالة و "غاضبون" منها، وهو أمر مفهوم.
لكن غير مفهوم أن اجد مقالة لزميل هو "جوزيف شلال" تحصل على 99% بالضبط من 149 مصوت! أن الذين كانوا يعطوني الأصوات لايمكن أن يعطوا كل اصواتهم الى الموقف المعاكس الذي يتخذه السيد شلال، فأين ذهب هؤلاء؟ ان تحليل الرقمين اعلاه يعني انه لم يكن هناك سوى "غاضب" واحد من جوزيف شلال إن كان هناك أي غاضب على الإطلاق! في تقديري أن هذا يدل بصورة قاطعة على وجود تزوير في التصويت وهو ما وددت تنبيه إدارة الموقع إليه وكذلك القراء، وهذا لايعني أني أرى أن مقالات الأستاذ شلال تأخذ تقييماً لاتستحقه، ولا يتحمل الكاتب أية مسؤولية عن ذلك، وكذلك لست اتهم إدارة الموقع بذلك التزوير، فكل من يضع حاسبته وراء "روتر" من زوار الموقع (كما أفعل مثلاً) يستطيع أن يصوت أكثر من مرة في فترات مختلفة وهو ما لا اعتقد أن الإدارة قادرة على تجنبه، لكن ربما يمكنها أن تفكر بحل للمشكلة.
نقطة أخرى أود ذكرها هي من روائع هذا الموقع، أنه يحتفظ بالمقالات في مكانها حتى بعد سنين من نشرها! وهذه النقطة لايدرك أهميتها إلا من يستعمل الهوامش للإشارة إلى مقالات سابقة، أو من يشير الى روابط لمقالاته في مكان آخر. فبقية المواقع بشكل عام, لا تحتفظ بالمقالة سوى لفترة محددة، مما يخرب أي رابط يشير إليها في مكان آخر. هذا السبب بالذات كان الدافع الرئيسي الذي جعلني أشير في مقالاتي غالباً إلى مقالات في الحوار المتمدن رغم تواجدها في أماكن أخرى، لثقتي بأنها لدى المتمدن ستبقى طويلاً وسيبقى الرابط إليها صالحاً لايخيب أمل القارئ. هذه النقطة الهامة (والمكلفة بالنسبة لإدارة الموقع) سمحت لي مثلاً أن اضع موقعاً لمقالاتي في مكان آخر بعد تصنيفها حسب الموضوع، مما يساعد القارئ كثيراً على اختيار ما يقرأ او يبحث، وكانت جميعاً تشير الى تلك المقالات حسب ظهورها في الحوار المتمدن. (http://www.bermanah.com/my-articles.htm ).
ما ازال اعتقد أن عدم استحداث محور خاص بالمعاهدة كان خطأً، خاصة وأن المحاور تستعمل للبحث ويمكن أيضاً للقراء استلام أي تجديد فيها مباشرة باستعمال تكنولوجيا الـ (RSS) الجميلة التي توفرها صفحة الحوار المتمدن لقرائها. وما دمنا هنا في موضوع المحاور، فأود تقديم الإقتراح التالي لحل مشكلة طالما واجهتها في اختيار المحور المناسب لمقالتي حين يكون هناك أكثر من محور مناسب لها، فمثلاً إن تحدثنا عن اليسار العراقي، فهي مقالة تخص العراق وتخص اليسار بشكل عام أيضاً. كذلك فأن مقالة عن المعاهدة يجب أن توضع ضمن محور "العراق" وهو محور عام جداً بالنسبة لها. إقتراحي لحل هذه المشكلة تبديل هيكل خيار "المحاور" ليكون أولاً ابسط، ربما مكون من كلمة واحدة مثلاً، وأن تكون المحاور بشكل نقاط اختيار يمكن للقارئ أن يختار اكثر من واحدة في نفس الوقت، فيؤشر كل المحاور التي يعتقد أن مقالته تدخل فيها. بهذه الطريقة لن يحرم الباحث عن المقالات اليسارية مثلاً من مقالة وضعت تحت محور العراق أو غيره، ولا العكس. كذلك فأنه يسهل على إدارة الموقع أن تحصل على كل المقالات في محور معين لغرض نشر كتاب مثلاً في المستقبل.
قبل أن انهي مقالي الذي اطلته عليكم اود دعوة من يستطيع من القراء خاصة إلى التبرع للموقع إن كان يعتقد أن الموقع يقدم له ما يستحق استمراره, وأخص منا بالدعوة من يتواجد في خارج العراق أو البلدان المتعبة اقتصادياً، ويتيح له وضعه تقديم بعض المساهمة للإستمرار...
وفي النهاية أقدم إلى فريق الموقع الف تحية وتبريك بهذا الجهد الهائل بل غير المعقول والذي يستمر تجديده يومياً بلا انقطاع، بل ويجد أيضاً الفرصة للتطور دائماً....يا رفاق الحوار المتمدن...أنحني لجهدكم العظيم هذا!
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بعد المعاهدة-2: عندما تريد شيئاً يمتلكه شخص آخر: هل صداقة
...
-
ما بعد المعاهدة 1- إنتصار أعرج وتبييض أموال
-
إذن فقد هزمنا.....
-
.....والبعض مااجتمعوا.. إلا ليضيع دمه بين القبائل
-
البديل الثالث للإتفاقية - لا سحب قوات مع أميركا ولاتمديد مع
...
-
البديل الثالث للإتفاقية (2) - لا سحب قوات مع أميركا ولاتمديد
...
-
قراءة غير مستعجلة لخطاب المالكي حول -إتفاقية سحب القوات-
-
الشعب يستطيع الكلام حتى عندما يحرم الإستفتاء
-
أما حان الوقت لننظر بشجاعة إلى الإرهاب في عينيه؟
-
إحفظوا هذا النص ليحفظكم، دافعوا عن الدستور ليدافع عنكم
-
بعد انهيار سعر النفط، ندعو لإعادة تسعير السفراء العرب
-
السؤال هو من أي خطر إيراني بالضبط أحتاج لحماية الجيش الأمريك
...
-
أين دستورية فتوى المحكمة الدستورية ؟
-
لوكانت الأسماء بفلوس، ماذا كان سيكون أسم المعاهدة؟
-
رد معسكر -لا- على معسكر -الصمت- للأعسم
-
الخوف من إيران – 1- ضرورة تحديد حجمه وشكله
-
زيباري وكروكر ونتائج الإنتخابات – ترقبوا الفضائح وأعدوا بطون
...
-
مسعود البارزاني يعيد الحيوية لمناقشات المعاهدة الأمريكية
-
حتى أنت يا حمزة الجواهري؟
-
سيناريو التراجع الإنهياري المحتمل لمعارضي المعاهدة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
المزيد.....
|