أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة














المزيد.....

مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 02:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


هناك مؤسسات مختلفة تعنى بالتعليم فى هذا العصر وتتخذ مسميات متنوعة: معاهد وأكاديميات وجامعات خاصة وأهلية وحكومية. لا شك أن الجامعات والأكاديميات الخاصة يمتلكها فرد أو أفراد أو مؤسسات والتى يمكن اعتبارها مشروعات تجارية تهدف إلى تحقيق الربح وبالتالى تخضع لمعايير الربح والخسارة وهناك جامعات أهلية ذات أهداف سامية ولا تهدف إلى الربح. صحيح أن الطلاب يتكفلون مصاريف الدراسة فى هذه الجامعات الأهلية غير أن الأرباح التى تتحقق توجه مرة أخرى لتطوير العملية التعليمية وخير مثال لذلك جامعة هارفارد الأمريكية. أما الجامعات الحكومية فهى التى تمتلكها الدولة وتقوم بالإنفاق عليها ولا يتحمل طلابها مصاريف دراسية باهظة كما الحال فى المؤسسات الأخرى. سوف نتساءل فى هذا المقال حول مدى نجاح الأسلوب المتبع فى إدارة المؤسسات التعليمية غير الحكومية فى تطوير العلم والحياة فى عالمنا أم أن هذا الأسلوب لن يحقق الفائدة سوى للقائمين عليها؟

تتولى المؤسسات التعليمية المختلفة فى الغرب تطبيق تلك المعايير التى تتبناها المؤسسات التجارية والصناعية وتهدف من وراء ذلك إلى تحقيق التقدم فى مجال العلم وتخريج طلاب أكفاء. من المعروف أن الفاء باء النجاح فى عالم التجارة أو الصناعة يقوم على تحقيق المعادلة التالية: مواد خام جيدة + عمال مهرة وآلات جيدة= منتج جيد. أما إذا كانت المادة الخام من الصنف الردىء فعندئذ لن يغير مهارة العمال من الأمر شيئا لأن النتيجة المحتومة هى منتج ردىء. من المسلم به أن المؤسسات التعليمية التى تحقق سمعة طيبة فى الغرب لا تتهاون فى وضع معايير صارمة عند اختيار المادة الخام وهى فى هذه الحالة الطلاب. فالطالب الذى يلتحق بهذه المؤسسات لابد أن يكون متفوقا وحاصلا على درجات متميزة فى اختبارات صعبة مثل السات أو جى أر أى. وبعد أن تطمئن المؤسسة من جودة المادة الخام (الطلاب) تسعى للاستعانة بالعمال المهرة وهم فى هذه الحالة أساتذة متميزون لديهم تأثير بارز فى مسار العلم فى تخصصاتهم، ثم تسعى المؤسسة لمراقبة مراحل الإنتاج من خلال قياس أداء الطلاب والأساتذة حيث يتولى الأساتذة تقييم أداء الطلاب ويتولى الطلاب تقييم أداء أساتذتهم من خلال ملء استمارات استطلاع.

تحاول بعض مؤسساتنا التعليمية غير الحكومية تقليد هذا الأسلوب المتبع فى تقييم وتقويم العملية التعليمية. ما يدعو للدهشة أن هذه المؤسسات التعليمية قد تجتاز اختبارات الأيزو وغيرها من معايير عالم الصناعة والتجارة لأن قياس الجودة فى عالمنا ينحصر فى فحص المستندات الورقية التى تتعلق بنسبة حضور الطلاب والاختبارات الدورية ولا تولى اهتماما لمعايير قبول الطلاب. ويعلم الجميع أن معيار القبول فى هذه المؤسسات يعتمد كليا على قدرات الطالب المالية. فالطالب الذى يدفع آلاف الجنيهات فى السنة هو "زبون لقطة" لا يمكن التفريط فيه. والطالب فى هذه الحالة ينتابه شعور بأن المؤسسة لا تهتم بقدراته الذهنية ولكنها تنظر إلى جيوبه المنتفخة بالمال حين يأتى لتسديد الرسوم الدراسية الباهظة. وفى الغالب الأعم فإن هذا الشعور يظل ملازما للطالب طوال فترة الدراسة، فتراه مستهترا لا يهتم سوى بتسجيل اسمه فى كشوف الحضور ولا يقوم بالتركيز أثناء المحاضرة وقد يسعى للغش فى الاختبارات الدورية ويتولد لديه شعور حقيقى بأنه يدفع أجر الأساتذة ومن ثم فمن حقه أن يجتاز كل الاختبارات ومن حقه أن يفعل ما يشاء أثناء المحاضرة. أما إذا اعترض أستاذ المادة على سلوك الطالب فعندئذ يسبقه الطالب بالشكوى لدى الإدارة التى توجه أصابع الاتهام للأستاذ الذى لا يمتلك المرونة ولا يتسلح بسلاح التهاون والتغاضى عن حالات الغش أو عدم الانضباط. وفى رأى فإن المؤسسة تعتبر الأستاذ مذنبا والطالب بريئا لأن الطالب يضيف لرصيد حساب المؤسسة فى البنوك بينما يخصم الأستاذ مستحقاته من هذا الحساب. والغريب أن هؤلاء الطلاب الفاشلين يبدون آراءهم فى الاستمارة حول أمور شتى منها الحكم على قدرة الأستاذ فى طرح أهداف الدرس ومحتواه فى تسلسل منطقى واللافت للنظر أن الاستمارة تطرح سؤالا غريبا على الطلاب ومضمونه يتعلق بمدى احترام الأستاذ للطلاب ولكنها لا تهتم بمدى احترام الطلاب لأستاذهم.

وفى الخاتمة فإن هذا الأسلوب فى إدارة العملية التعليمية لن يؤدى إلى نتائج مرجوة إلا إذا تم مراعاة كل عناصر الإنتاج بما فى ذلك جودة المادة الخام.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة
- هل فشلنا فى مواجهة الغش فى الامتحانات؟
- جرائم فى حق التعليم فى مصر
- هل يمكن أن تتحاور الثقافات المتباينة؟
- المحمول وسنينه
- هل سيرقص المسلمون إذا فاز حسين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ...
- ماذا نعرف عن التعليم فى إسرائيل؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة