|
ماذا أراد أن يقول بديع الالوسي لوفاء سلطان؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 02:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنها مصادفة فعلاً أن ينشر موقع الحوار المتمدن ثلاثة مقالات في ثلاثة أيام عن الدكتورة وفاء سلطان بعد انقطاع شبه طويل ومن ضمنها مقالة السيد بديع الالوسي بعنوان( قراءة في عيون وفاء سلطان) قرأت المقال أكثر من مرة ولعلي لااملك مقدرة كبيرة على الفهم الذي اراد ان يقوله الالوسي لوفاء وكذلك لاامتلك ذكاءا حادا ومتقدا بالدرجة الكافية فليعذرني الالوسي ولكن في نفس الوقت سوف احاول ان اقول فكرتي من خلال هذه المقالة في الردعليه وحسب رائي المتواضع. لم اجد في مقالة الالوسي اي شيء يُثير الاهتمام فبعد التحية والروح الجرئية والقلب المفعم والصوت الساحر والمخيف والى المفاهيم المنقذة ولكنها علقتنا على الصليب. اي صليب ياسيدي؟ الى ماذا ترمز والى ماذا تشير؟ هل هو صليب المسيح الذي صٌلب عليه اي بمعنى اخر هل انك تغمز لشيء معين؟ ثم التعريف بالنفس ثم سالها هل عرفتي من انا؟ ثم يعود فيقول ليس المهم من انا؟ لاادري ماذا يريد ان يقول الالوسي لو انه دخل بطرح اراءه مباشرة لوجدنا الفائدة اكبر ولعلمنا من خلال طرحه هل هو معها ام عليها؟ المهم ان الالوسي يريد ان يخبرنا ان صوته مُفعم بالمحبة تجاه الدكتورة. ثم استرسل الالوسي انه بعد البحث والتنقيب وجدها اي وفاء سلطان وقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في التعرف اليها؟ سوف لن نعلق على هذه النقطة لان الرجل يجوز انه لم يسمع بوفاء سلطان؟ ولااريد ان اقول انه تناقض في هذه النقطة. لان تناقضه بعد ذلك سيبدو واضحا عندما نصل الى النقاط التي طرحها. كان صوتها متالقا في زمن ارهابي ومفعم بالصفاء. ثم هاج الوعي واستُفز الحلم من قبل وفاء. شعر الالوسي بالاغتراب وهو يعيش في فرنسا بعد ان ترك وطنه العراق. ان الدنيا بخير لان فيها وفاء سلطان وانها جرئية ومتحدية وبلا مساومة وان صوتها للوهلة الاولى مقاومة باسلة. انا معك ياسيدي . تساءل الالوسي مع نفسه ماهو الشيء الذي يجمعه بوفاء سلطان؟ انها حمى التغيير؟ وفاء سلطان بالكلام والالوسي بالصمت؟ ولكن ركزوا معي ماذا قال بعد ذلك؟ ( وفاء سلطان تشن الحرب على كل ماهو بال مُعتقدة ان التغيير ياتي بالكلام)؟ كيف ذلك ؟ هو يريد التغيير ويتساوى مع وفاء بذلك هي بالكلام ولكن هو بالصمت لان الالوسي رسام وانا احترم مهنته وموهبته ولو اني لم اسمع به ولكن هذا ليس دليلا على انه غير رسام. لااستطيع ان اخرج من هذا التناقض ابدا مهما حاولت ان اعُيد قراءة المقال؟ ولكن الالوسي بالرغم من انه يتقاطع معها في الرؤى الا انه يطلب ان يكون صديقا لها. لاباس ياسيدي فاكيد ان للدكتورة الالاف المؤلفة من الاصدقاء وانت واحد منهم. وبعد ان انتشىء الالوسي وكانه يشرب خمرا اكتشف بعد كل هذا الاطراء ان في صوتها هدم؟ كيف لي ياسيدي ان افهمك؟ هل انت مع وفاء سلطان ام ضدها ؟ في بداية المقال انت معها ثم وبدون اي انذار انت تتناقض معها والرؤى مختلفة لديكم؟ صوت الهدم دون البناء. نقداً لكل القيم بدون ان تضع وفاء الحلول. اذن كيف استمع الالوسي لها ولم يعرف ماذا تريد؟ آلا يعلم الالوسي بان وفاء لها منهجها وذلك واضح في كل ماتكتبه وتصرح به؟ آلم يقرا الالوسي ماتكتبه وفاء وعلى موقع الحوار اكثر من سبعين مقال عدا المواقع الاخرى وعدا المقابلات في الفضائيات؟ بماذا يطالب الالوسي؟ لم نفهم منه ماذا يريد من وفاء؟ هل يريد منها ان تفكر كما يفكر هو حتى لاتتقاطع الرؤى؟ وفاء تحرق المراحل وتقفز على حركة الزمان. تساءل الالوسي مع نفسه هل هذا هو الطريق؟ الطريق الصحيح للوصول الى الحقيقة؟ ثم يطلب منها ان تصغي الى صوته المتواضع( لعله هو يمتلك ويعرف الطريق للوصول الى الحقيقة)؟ على وفاء ان تتعلم من العنكبوت والنحلة هذا ماطالب به الالوسي. ولكن في نفس الوقت فان الالوسي يؤمن بانه ليس هناك شكل محدد للحقيقة؟ مافائدة هذا الطرح؟ لم افهم منه اي شيء؟ ولم اصل الى حقيقة مافي نفس الالوسي صراحة؟ يتكلم وكأنه شيخ صوفي مليء بالوجدانيات. الاعتدال والتوازن هما اللذان يساعدان على احترام الاخر؟ اريد ان اسأل الالوسي ماهو المنهج الذي يرتايه ومن اين يستقي افكاره مع العلم ان دينه السلام؟ كيف يجد لنا نحن ابناء جنسه وعقيدته وقوميته ودينه مخرجا من كل مانحن فيه؟ آلا يعلم الالوسي بان وفاء سلطان ليل نهار تصيح وباعلى صوتها انها مع السلام وانها ضد العنف والقتل والتشوية ومصادرة الاخر والاكراه. وانها مع الحرية المقدسة ومع العلم والتقدم وانها ترفض العيش بعقلية القرون الوسطى. انها مع البناء على ضوء مرتكزات العصر الحديث. فهل سمع الالوسي غير ذلك؟ وفاء تنتقد كل ماهو شرير ولكن المشكلة ان المخالفين الذين يقراءون لها ويسمعون تصريحاتها يتصورون بانها هي الشريرة وانها حاقدة على الاسلام. لماذا؟ لانها تنتقد الاصول البالية والقديمة التي تربى عليها هولاء المخالفين. هنا تكمن المشكلة مع وفاء سلطان. وفاء تقول ان الحضارات تتنافس لاثبات الاجدر وان الصراع الحالي بين التقدم والتخلف في حين ان المخالفين يقولون ان الحضارات تتصارع وكل واحدة تريد ان تقضي على الاخرى. يقول الالوسي بعد كل الهدم من قبل وفاء انه لايريد ان يزيدها اطراءاً فهو بحاجة اليها. كيف هو بحاجة اليها وفي يدها معاول الهدم ؟ يقول ان شبه وفاء ولاادري كيف مع العلم ان طرحه في واد وطرح وفاء في واد اخر؟ لم افهم منه عندما قال: فلا تتعجلي في الرحيل ولاتقحمي روحك في الموت؟ هل يقصد الرحيل والموت المادي وكيف يعرف ذلك الالوسي؟ ام يقصد الرحيل والموت المعنوي وهي ان افكارها سوف تذهب ادراج الرياح؟ لااحد يدري؟ ثم يصر على موتها وانها خسارة لقوى الخير؟ من يستطيع ان ينجدنا مما نحن فيه من جراء كلام الالوسي؟ من يهدم وهذا رايك بوفاء ليس فيه خيرا فلماذا هي خسارة ياسيدي؟ بعد كل هذا يطالب الدكتورة بالتأمل والتركيز على المفاهيم؟ ولاادري اي مفاهيم هل مفاهيمه ام مفاهيمها؟ يقول انا اتفق معك بفضل العولمة ولكنه يخاف من العولمة لانها ايدلوجيا الاقوياء. ياسيدي ولماذا لانكون اقوياء؟ ولماذا نحن ضعفاء برأيك ايضا ؟ هل هناك رؤية من قبلك واضحة ومحددة حول هذا الموضوع وهو قوة غيرنا وضعفنا نحن؟ يتمنى الالوسي ان لاتطمس العولمة هويتنا؟ اريد ان اسأله هل طمست العولمة هوية اهل العولمة؟ وكيف؟ وهل هويتنا هي مفتاح نجاحنا وماذا استفدنا من التغني بالهويات ياسيدي؟ يقول الالوسي انه لدينا الخاص بنا وانه يخاف على هذا الخاص وهذا الخاص في نفس الوقت ينسجم مع روحه وجوهر كينونته. لان العولمة تقتل الوردة البرية وتضع بدلا عنها وردة اصطناعية. وان العولمة ظاهرة فيها النقمة والنعمة. اكثر شيء محير وجدته عند الالوسي هو قوله: تاكدي اننا بحاجة الى زمن لنرصد ونتفاعل مع المشكلة بزواياها المتعددة للخروج برؤية ايجابية ومقنعة. آليس هذا كلام انشائي لايقدم ولايؤخر. اين الزمن وماهو هذا الزمن الذي يطلبه الالوسي ومن اين ناتي به حتى يفعل مايريد هو ووفاء سلطان مع العلم ان رؤى كل واحد منهم تختلف عن الاخر؟ كيف نفهم مايقول او بالاحرى ماذا يريد ان يقول؟ ثم ينزلق الالوسي في قمة تناقضه عندما يقول: عن اي تغيير تتكلمين؟ آلم تكن قبل لحظة تناشد وتطالب بزمان لترصد فيه مشاكلنا بزواياها المتعددة حتى تخرج برؤية ايجابية؟ كيف ذلك ياسيدي؟ انت تريد التغيير ولكن وفق مفاهيمك الخاصة لاوفق رؤى مشتركة تتوافق فيها مع الاخرين. مفاهيم تربيت عليها ولاتستطيع ان تتخلص منها وسوف نعود بذلك الى نقطة الصفر ومثل مايقول المثل العامي( يابو زيد كانك ماغزيت). سيدي الالوسي انت تكتب عن اشياء روحانية ليس لها علاقة بالواقع الذي نعيشه والمحسوس لدينا. نحن نعيش في زمن وصلت فيه البشرية الى اعلى مراتبها بينما نحن لازلنا في دهاليز ماتحت مستوى سطح الارض هذا هو الشي الذي يجب ان يُثير اهتمامك وان تركز عليه. يجب ان تخاطب الناس بلغة يفهمونها حتى يتم التغيير . لغة تخاطب بها الفردي العادي ليخفف عنه الالام التي يعانيها ويكابدها كل من هم مسلم وعربي . يجب ان تكون المخاطبة للارتقاء من المستوى الذي نحن فيه الى مستوى الانسانية لاننا بصراحة نحن خارج مفهوم الانسانية . هذا هو الذي تطالب به وفاء سلطان. التراث والدين الذي اقحمناه في حياتنا وفي كل صغيرة وكبيرة من دخول دورات المياه الى قطع روؤس المخالفين. يجب التركيز على هذا الجانب وليس الى غيره. وعند ذلك صدقني بان كل من يشبه وفاء سلطان سوف يكون معك. وللحديث بقية.
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمثلة على المقدس لدى المسلمين
-
ليس دفاعا عن الدكتورة وفاء سلطان
-
هل إداء الفرائض ينقذ المسلمين؟
-
عبد الهادي عباس في مقدمته لكتاب مرسيا الياد(المقدس والمدنس)
-
الذكرى السابعة للحوار المتمدن
-
العنف ضد المرأة
-
هل الايمان بالاديان يقود الى التخلف
-
الفقر في الاسلام
-
المرأة في الاسلام هل حقا مايقولون؟
-
الحرية الفكرية1
-
ولاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا
-
حديث كل مولود يولد على الفطرة
-
في نقد الفكر الديني0 رياض العصري0
-
من كتاب حصانة المقدس عباس عبود دين مقدس 2
المزيد.....
-
قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|