عفيف إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 06:02
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
حين وئدت وهي فكرة ممراحة في قلب عاشقين//
تعلمت كيف تخبئ أطفالها من عقارب
أقارب
لم يطعموها بغير الحرمان//
حين ولدت كانت تحمل علي كتفيها ثِقل أربعة عشر قرناً هجرياً تعيدها مكرهة لبيت الطاعة
وتعمدها عاملة نظافة بغير أجر//
وهي لا تنسي وخزات فتات الخبز على سريرها
وهي لا تقوى على شد الشراشف بعد أن ماتت يداها وهي تمسح آخر بقعة على البلاط الزاهي//.
.. هى الآن انثى
تطاردها شهوات تتهامس خلفها ويلقبونها في أحسن الأحوال بخضراء الدِمن//
صامتة
وحزينة // ترفو سنواتها بنول الصبر
والأمنيات//.
.. خلف لسانها
جياد من قواميس
ولعنات
إذا إنطلقت لأذهلت الموسوعات القياسية للأرقام//.
.. خلف ضحكتها
صرخة مقيدة بسلاسل
وأوتاد//.
.. خلف ابتسامة عينيها
دمعة سجينة إن فكت أسرها يوما
ستغرق الأرض وما جاورها في فيضان مبكر
قبل ذوبان الجليد//.
.. خلف مشيتها
المرتبكة قليلاً// وغير المطمئنة في اغلب الأحيان
آيائل برية تتأهب للركض في وديان تمتد إلي نهاية الأفق//.
.. في قلبها
آثار وشم جارح لا ينمحي
ومن يحاول أن يكون بلسماً ويلطف بذاءة الجرح ينقش وشماً آخر
ويمضي//.
خلف اسمها
اسمها
ويطاردها اسم أبيها أمامها// يسبقها وتلاحقه وقد أشتعل العمر حنياً
وشروداً//.
خلف طفليها
تكمن دائماً أنثي "الأنوفليس"
وليالي الرعب الطويل
وشباك العنكبوت.
10/4/1998م
الحصاحيصا
#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟