|
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة عشرة
فائز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 09:58
المحور:
سيرة ذاتية
معسكر اللاجئين العراقيين في مدينة خـوي الأيرانية اليوم هو الثامن عشر من آب / 1986 ، قبل وصولنا لمحافظة أرومية ( Orumiyah ) كنا نعتقد اننا من أوائل اللاجئين الذين يصلون الى هذه المحافظة وسيكون اهتمام السلطات الأيرانية بنا متميزا" وستسهل معاملتنا ولكن وجدنا العكس ، وصولنا الى مبنى المحافظة فاجئنا بوجود مئات اللاجئين العراقيين قد سبقونا اليها ، رجال ، نساء ، شيوخ وأطفال من مختلف الأعمار ، عرب وكرد وكلدو اشوريين وحتى بعض المعوقين غير القادرين على السير يتحدثون بلغات عديدة ويرتدون ملابس مختلفة تمثل فسيفساء المجتمع العراقي المتنوع ، دخلوا جمهورية أيران الأسلامية من منافذ حدودية عديدة طالبين اللجوء فيها هربا" من الحرب والنظام الدكتاتوري والأبادة الجماعية في كردستان .
درجة الحرارة لهذا اليوم تجاوزت الأربعين درجة مئوية ، الصالة الداخلية لمبنى المحافظة لا تتسع لهذا العدد من اللاجئين ، البعض منهم افترش الأرض مع عائلته داخل المبنى ودخل في نوم عميق ، آخرين يقفون أمام المبنى تحت مراقبة حرس الثورة الأيرانية وهم يضعون الجرائد فوق رؤوسهم لحمايته من الشمس المحرقة ، طوابير من اللاجئين يقفون داخل المبنى امام ابواب عديدة لا نعرف ما خلفها وكيف تجرى الأمور ، نسي البعض منهم انهم لاجئين عراقيين وفي بلد مثل ايران مستعملين كلمات نابية فيما بينهم وهم يتدافعون للحصول على مواقع متقدمة في الطابور ، الوضع النفسي متدهور ، الأنفعال والتوتر يظهرعلى غالبية اللاجئين ، بكاء الأطفال يتواصل بسبب الحرارة العالية وانعدام الخدمات ، مر الوقت العصيب ببطئ حتى أدركنا وعن بعد ووسط هذا الهرج الذي يسود الصالة واللغات العديدة التي نسمعها ماذا يجري في داخل الغرف ، تفاوت كبير في الوضع الأقتصادي والثقافي والأدراك السياسي لللاجئين ، فهناك من لا يملك غير البدلة التي يبلسها مع عدة دولارات من امثالنا نحن الأنصار القادمين من كردستان ، وآخرين حملوا على ظهورهم حقائب كبيرة تحتوي بعض ما يملكون من ملابس مع مئات الألاف من الدنانير والدولارات والبعض الأخر ولكثرة ما يملكه من أموال منهم فضل وضعها في أكياس الحنطة ( الكواني ) محمولة على ظهور الحمير وهمهم الوحيد السفر كلاجئين الى أحدى دول الأوربية عبر أيران ، نساء يحملن معهن عدة كيلوات من المصوغات الذهبية في حقائب مختلفة الأحجام ويعرضن ما يملكن بين الحين والآخر على معارفهن من النساء وهن فخورات بذلك ، أناس بسطاء ، مرضى ورجال دين غالبيتهم من الأخوة الأكراد جلبوا معهم افرشة كاملة للنوم ، دواشك وبطانيات ولحف قذرة ، مدافئ نفطية قديمة صدئة ، قناني الغاز الفارغة ، صفائح النفط وحتى الطباخات الغازية وادوات مطبخ كاملة وكأنهم في سفرة عائلية ، أنها مأساة حقيقية لهذه الجموع التي لا تعرف مصيرها ومعنى اللجوء الذي ينشدونه . فهنا تتجسد معاناة الشعب العراقي ومحنته مع الدكتاتورية .
تقدم منا الشاب الذي رافقنا من مدينة أشنوبة وهو يبتسم متعاطفا" معنا ويبدو انه أدرك اننا من نوع آخر ولا نستطيع ان ندبر امرنا وسط هذه الزحمة ، دخل أحدى الغرف وبعد قليل عاد مع ثلاثة اوراق صغيرة دون في كل منها رقم ناولها لنا والى الأخوة شيرزاد وصفوت واخبرنا انهم سينادون علينا بهذه الأرقام التي نحملها ويجب علينا الأنتظار وغادرنا مودعا" متوجها" الى سيارته . بعد أكثر من ساعة سمعنا من ينادينا بأرقامنا المدونة على الورقة الصغيرة ، دخلنا الغرفة ذات الأثاث البسيطة ، موظف واحد باللباس المدني يجلس خلف مكتبه ، لا نعرف فيما اذا كان موظف عادي أو من رجال الأمن ، قدم لنا التحية وطلب منا الجلوس وان نزوده بما نملك من الوثائق الرسمية وأي ممتلكات شخصية نحملها ، ابرزنا له جوازاتنا والمبلغ البسيط الذي نملكه للطوارئ فقد نحتاجه يوما" ما ، دوّن كل شئ في السجل الموجود أمامه وطلب منا الأحتفاض بالمبلغ لقلته كمصرف جيب مخالفا" بذلك التعليمات بهذا الخصوص التي تنص على استلام وتسجيل كل ما يملكه اللاجئ ، سلّمنا وصل أمانة بكل ما تسلمه منا مؤكدا" أن كل شئ سيعاد لنا وفق الوصل عندما تنتهي التحقيقات ونغادر أيران . مرت ساعات طويلة متعبة قبل ان ينتهي الجميع من تسجيل أسمائهم وايداع ما يملكون في خزينة المحافظة واستمر هذا الحال من قبل الغروب وحتى الساعة التاسعة ليلا" ونحن نجهل وجهتنا التالية ، عندئذ توقفت أمام مبنى المحافظة خمسة باصات نقل كبيرة وطلب من الجميع وتحت الحراسة ركوب الباصات والركون الى الهدوء
تحركت بنا السيارات في طريق ضيق ملتوي بين الجبال الجرداء والطبيعة الصحراوية الجافة متوجهين نحو مدينة ( خوي ) كما علمنا من سائق الباص حيث معسكر اللاجئين . بدأ الظلام يخيم على المنطقة وأنعدمت الرؤية وأشتد علينا النعاس من شدة التعب والأرهاق ونحن بين النوم واليقضة ، الجميع يغـط بنوم عميق وتتعالى أصوات الشخير المتعاكسة مع بعضها ، أما أنا وزوجتي كنا في عالم آخر نناقش بهدوء أحتمالات ما قد يحدث لنا وكيفية التصرف والأجابة الموحدة على الأسئلة غير المتوقعة التي قد تطرح علينا لكي يكون جوابنا متطابق .
مدينة خوي والتي تسمى ( Khoy,أو Khoi ) تقع في الطرف الشمالي لغرب أقليم أذربيجان الأيراني ومجاورة للحدود التركية والروسية ، وتقع بين مدينة ( أرومية ) ومدينة ماكو ( Maku ) ، وتحاذي سلسة جبال أفرين ( Avrin ) ويعتقد ان الأسم جاء من كلمة كردية تعني ( الملح ) ، يقدر نفوسها في ذلك الوقت بمائة ألف نسمة ، وهي مركز تجاري لأنتاج الفواكه والحبوب ، ونظرا" لموقعها الأستراتيجي المهم بالقرب من تركيا والأمبراطورية الروسية فقد أحتلت من قبل روسيا عام 1827 ، وأحتلت من قبل تركيا في عام 1911 وكانت تحت سيطرة الأتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية . المدينة صغيرة وفقيرة وقديمة البناء ، تشبه بقية المدن الأيرانية التي مررنا بها سابقا" ، غالبية سكان المدينة من الأتراك ويتحدثون الكردية والتركية لقربها من تركيا ، الأستعدادات العسكرية والأنتشار العسكري في هذه المنطقة أقل نسبيا" من المناطق التي مررنا بها سابقا" بسبب جبالها الشاهقة وبعد المدينة عن حدود العراق والعمليات العسكرية . كنا نتوقع ان مدينة خوي هي محطتنا القادمة لكن الباصات التي أقلتنا غيرت مسارها وأتخذت طريقا" صحراوي آخر يقع على مشارف المدينة وتحيط به التلال العالية مما أثار أستغرابنا ، توقفت السيارات بعد مرور اكثر من ثلاث ساعات على مغادرتنا ارومية امام ما يشبه معسكر للجيش تضئ واجهته بعض الأضوية الباهتة وفي واجهته كتبت لوحة بالفارسية ( أوردكاه خوي ) أي معسكر خوي ، وهو سجن سابق وحولته الحكومة الأيرانية الحالية الى معسكر لللاجئين كما علمنا لاحقا" .
هبط الجميع من الباصات التي اقلتنا تحت أنظار حرس الثورة والمخابرات الأيرانية ووقفنا في طوابير ننتظر التعليمات من ادارة المعسكر ، وهذا المنظر ذكرني بما شاهدته في الأفلام عن طوابير اللاجئين اليهود أمام المعسكرات النازية ، نسيم الهواء الصحراوي الليلي يلطف الحرارة بعض الشئ ، الوقت الأن منتصف الليل تقريبا" ، عددنا تجاوز المائة والخمسين لاجئا" ، تحرك الطابور بناء على التعليمات لبضعة دقائق حتى وقفنا امام باب حديدية واسعة طليت بلون بني غامق تؤدي الى ساحة كبيرة ، فتحت الأبواب وطلب من الجميع الدخول فيها وأقفلت الأبواب خلفنا وكأننا في سجن ، انها ساحة مكشوفة من الأعلى ومكونة من اربع جدران عالية بنيت من الطابوق الأحمر وتنتهي في الأعلى بالأسلاك الشائكة ولا تتجاوز مساحتها أربعون مترا" طولا" وعشرين مترا" ، الأرض حصوية ترابية ، محيط الساحة وبعرض مترا" واحدا" بني من الكونكريت كممشى ، الساحة خالية تماما" ولا تتوفر فيها افرشة للنوم أو ماء أو أكل ولا مرافق صحية ، أصاب التعب الجميع ، النساء والرجال والأطفال والشيوخ أفترشوا الأرض للنوم في العراء وسط برودة الليل ، الأجسام متلاصقة مع البعض ، أقتربت العوائل من بعضها وكل عائلة ترثي نفسها وأتخذ العزاب جهة أخرى والعديد منهم اسند ظهره للحائط للنوم لضيق المكان ، حصلت ام سوزان على صحف أيرانية قديمة تم فرشها على الأرض لكي نحاول النوم فوقها ، الفجر في المناطق الصحراوية يكون باردا" نسبيا" ولا يمكن النوم بدون أغطية ، أتخذ غالبية اللاجئين وضع القرفصاء للحصول على دفئ كاذب ، تبرعت أحدى الأخوات القريبات من العوائل القريبة منا بأحد الشراشف وقامت بتغطيتنا مشكورة حتى الصباح بعد ان لاحظت معاناتنا ، الجميع يلعن الساعة التي دخل فيها ايران والحكومة الأيرانية على تشجيعها العراقين على اللجوء ولم تقدم لهم أبسط الخدمات الأنسانية بالرغم من مساعدات الأمم المتحدة الممنوحة لللاجئين ، آخرون يندبون حظهم العاثر الذي أوصلهم الى هذا المكان ، الأطفال يتباكون من الجوع أمام ادارة المعسكر دون ان تحرك ساكنا" ، أنه سجن بكل معنى الكلمة !!!! يذكرنا بسجن نقرة السلمان الصحراوي في محافظة المثنى في جنوب العراق .
في الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي فتح باب الساحة الحديدي وأطل علينا بعض حرس الثورة المسلحين حاملين معهم أكياس تحتوي على الخبز وترامس الماء والشاي ، ووزع لكل لاجئ رغيف من الخبز وبقي الشاي في مكانه لعدم توفر الأقداح للشرب حتى بدأت بعض العوائل بأخراج ما يحملونه من علب بلاستيكية أستعملت لشرب الشاي وتعاون الجميع على استعمالها بسرعة ليترك المجال للآخرين . بعد دقائق تركنا الساحة ( السجن ) لألقاء نظرة الى الخارج لنتعرف على طبيعة المعسكر الذي سنقظي فيه فترة من حياتنا لا نعرف مدتها . معسكر خوي عبارة عن أرض منبسطة ومحروسة من قبل حرس الثورة الأيرانية المدججين بالأسلحة الرشاشة وتحيط بها الأسلاك الشائكة ، وعلى مسافة من هذه الأسلاك هناك سلسلة جبال أفرين الجرداء الرمادية اللون العالية وذات القطوع الحادة التي تحيط بالمعسكر من كافة الجهات ، تتداخل هذه الجبال مع سلسلة جبال أخرى ضمن الحدود التركية ولا يمكن بأي حال ان يفكر الأنسان بتسلقها اذ ستكون نتيجة هذه المغامرة الموت الحتمي . بسبب الأرتفاع الشاهق والحيوانات المفترسة ، بوابة المعسكر محروسة من قبل الأمن الأيراني وحرس الثورة وهم يحملون أسلحتهم ، مجموعة من الغرف الصغيرة المتلاصقة حولت الى أدارة لخزن وتوزيع الطعام ، قاعة واحدة مكشوفة محاطة بجدران ملساء قضينا ليلتنا السابقة بها ، غرف صغيرة قذرة فارغة تحمل جدرانها تواقيع ورسوم السجناء الذين سكنوها سابقا" مع بقع حمراء متناثرة على الجدران قد تكون دماء لبعض السجناء ، بجانب كل غرفتين مرافق صحية قذرة ايضا" تفتقر الى المياه ، شارع واحد نصف ترابي لا يتجاوز طوله ثلثمائة متر يمر امام الغرف تسير عليه سيارات ادارة المعسكر والدوريات العسكرية وتنقلات المسؤولين فيه ، لا أثر للحمامات أو المياه الصالحة للشرب او الخدمات الصحية داخل المعسكر ، حنفيات ماء غير صالح للشرب متباعدة في الخارج ولا يعرف مصدر مياهها المحملة بالحصى الناعم والرمال .
الوقت قارب الظهيرة ودرجة الحرارة أخذت بالأرتفاع تدريجيا" وبدأ البعض يشعر بصعوبة التنفس بسبب مشاكلهم الصحية المختلفة وخاصة المدمنين منهم على التدخين وهم يبذلون جهود كبيرة وبشتى الطرق للحصول على السكائر ، تم توزيع اللاجئين على الغرف الصغيرة بواقع كل عائلتين في غرفة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار مربعة ، ونظرا" لتنوع اللاجئين من الناحية القومية والدينية والأجتماعية وللظروف النفسية التي يمرون بها والصعوبات التي مروا بها في طريقهم الى أيران ظهرت المشاكل بينهم منذ الساعات الأولى ، لذلك لجأت أدارة المعسكر الى تقليص عدد العوائل ليصبح عائلة واحدة في كل غرفة ووزعت بطانية عسكرية ووسادة واحدة لكل فرد ، أعداد اللاجئين بأزدياد يوميا" ولا يتسع المعسكر لهم ، درجة الحرارة لا تطاق ، الغرف تفتقد الى المراوح والماء وكان البعض منا يفضل الخروج من الغرف ليقف في ظهر البناء حيث الظل عسى ان يحصلوا على نسيم الهواء ويغسل رأسه بالماء .
توفير الطعام الى اللاجئين هي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها اللاجئين في المعسكر، فمع تزايد اعداد اللاجئين بعد وصولنا الى عدة آلاف في خلال أسبوعين تضاعفت الأزمة وكان يتحتم علينا الجلوس في الصباح الباكر لنقف في طوابير طويلة كي نحصل على رغيف خبز لكل لاجئ مع قطعة صغيرة من الجبن هذا أذا حالفنا الحظ ووصلنا في الوقت المناسب قبل ان يغلق باب غرفة توزيع الخبز لنعود بخفي حنين ونتيجة لذلك فضل غالبية اللاجئين الأستغناء عن وجبة الفطور صباحا" والتركيز على وجبة الغداء فقط رغم بساطتها .
كانت وجبات الطعام توزع في البداية على العوائل في غرفهم في صحون معدنية وعلى شاكلة توزع وجبات الطعام الجاهزعلى السجناء ويبدوا ان العاملين في المعسكر لديهم خبرة في ذلك سابقا" عندما كان المعسكر سجن للسجناء العاديين وحول فيما بعد كمعسكر لللاجئين العراقيين ، لاقت عملية توزيع الطعام ونوعيته الرديئة أعتراض جميع اللاجئين لذلك لجأت الأدارة لتوزيع المواد الأولية أسبوعيا" وهي عبارة عن كميات قلية لا تفي بالغرض من الفاصولية اليابسة والحمص واللوبياء الجافة وقليل من معجون الطماطة والسكر والشاي ووفرت ادوات طبخ بسيطة ومدفأة نفطية قديمة مستهلكة لكل عائلتين لأستعمالها في الطبخ وبذلك يكون لكل عائلة الحرية في تهيئة الطعام بالشكل الذي تراه مناسبا" لها . كنا نقضي الساعات الطويلة لتحضير الطعام على حرارة المدفأة الهادئة مما سبب بحدوث مشاكل بين العوائل بسبب ان كل منها تريد ان تطبخ على مزاجها وبالوقت الي تراه مناسبا" لها غير مبالية بالآخرين . وبسبب المعاناة اليومية التي يمر بها اللاجئين وسوء ادارة المعسكر وقلة المواد الغذائية والأنسانية ، بدأ التذمر يظهر على البعض منهم مما دفعهم الى محاولة الهروب من المعسكر بعبورهم الأسلاك الشائكة وتوجههم نحو الجبال الشاهقة المحيطة بالمعسكر عسى ان يجدوا منفذا" نحو الحرية ، لكن مع الأسف فشلت محاولاتهم بعد مطاردتهم من قبل حرس الثورة ووقعوا في الأسر وتمت معاملتهم معاملة قاسية وتعرضوا للتعذيب .
بعد أيام ونتيجة لتزايد اعداد اللاجئين أخذت ادارة المعسكر وبناء على تعليمات عليا بفصل العوائل المكونة من الزوج والزوجة والأطفال دون االسادسة عشرة من العمر عن الشباب العزاب غير المتزوجين الذين تجاوزت اعمارهم الثامنة عشرة حتى لو كانوا مع أهلهم وتنظيم قوائم بأسمائهم لغرض نقلهم الى معسكرات أخرى خاصة بالعزاب لتخفيف الضغط على معسكر خوي مما اثار غضب جميع اللاجئين وحدثت مشكل كبيرة بين هذه العوائل وادارة المعسكر حيث أرسل هؤلاء الشباب الى معسكرات نائية موزعة في مناطق عديدة من أيران وتمت معاملتهم بقساوة وتعرضوا الى التعذيب وبقوا فيها لسنوات خاصة مع الذين أعترضوا على سوء الخدمات المقدمة لهم حيث أتهم البعض منهم بالتجسس لصالح النظام العراقي أنتقاما" منهم .
نتيجة لهذه الحالة المأساوية أصيب الجميع في المعسكر بسوء التغذية ، لا أثر لحليب الأطفال أو الفواكه علما" ان المنطقة مشهورة بزراعة الفاكهة ، لم نذق طعم اللحوم طيلة بقائنا في هذا المسكر ، الماء الملوث وغير الصالح للشرب أدى الى ظهور أمراض معوية حادة وظهور أنواع مختلفة من الأمراض الجلدية لعدم توفر المياه والحمامات لغرض الأستحمام طيلة أكثر من اسبوعين وفي هذا الجو اللاهب والرمال ، المشاكل مع أدارة المعسكر يومية وتجابه بالقمع ، راديو ايران باللغة العربية يدعوا العراقيين كل ساعة للتوجة الى جمهورية أيران الأسلامية حيث الرعاية والأهتمام من قبل الحكومة الأيرانية ، استمر الحال في المعسكر على هذا المنوال لغاية نهاية شهر آب / 1986 تقريبا" . قبل نهاية شهر آب بأيام وصلت عدة لجان تحقيقية حكومية من الأمن الأيراني لغرض التحقيق مع اللاجئين لتحديد أسباب لجوئهم ومصيرهم ومستقبلهم وبدأت هذه اللجان بالتحقيق وحسب القوائم المعدة مسبقا" أعتبارا" من صباح يوم 31 / آب / 1986 وهذا ما سنتحدث عنه .
#فائز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية عشرة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الحادية عشرة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة العاشرة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة باتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية
-
من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الأولى
-
أحياء بغداد ومقاهيها الشعبية منبع الأدب والثقافة
-
الصابئة المندائيون والأرهاب عبر التأريخ
-
الصابئة المندائيون ، شعب أم أمة أم طائفة دينية ... الحلقة ال
...
-
الصابئة المندائيون بين الهوية والمستقبل المجهول
-
من الذاكرة ، طفولة وذكريات عن ثورة 14 تموز / 1958
-
هل يتعرض الصابئة المندائيون لخطر الابادة الجماعية
-
الصابئة المندائيون ، شعب أم أمة أم طائفة دينية .... من المسؤ
...
-
المندائيون والعهد الحاص بحقوق الأقليات
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|