صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 09:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان المواطن العراقي قد شعر ببعض الفر ح حين تواترت الأخبار قبل مدةعن انتقال
مجلس النواب الى بناية جديدة (برغم انه لم ينتقل لحد الآن) خارج المنطقة الخضراء
ومصدر الفرح ان المواطن يريد ان يتذوق اولى ثمار السيادة العراقية التي تقول كل من
الحكومة العراقية وحكومة الو لايات المتحد ة الاميركية بانهما تسعيان لتثبيتها وتعزيزها
خصوصا عقب توقيع الاتفاقية الأمنية واتفاقية الاطار الاستراتيجي بين البلدين
ولكن الملفت للنظر ان نشاطات عدة كانت تجري على أ رض المنطقة الخضراء انتقلت
فجأة الى ارض جديدة هي ارض مطار بغداد الدولي و قد اطلق عليهاعلى وفق ما
تتداوله وسائل الاعلام بـ (منطقة مطار بغداد ا لدولي)واعلنوا ان هناك اعمالاً
لتطوير المنطقة بضمنها مركز رجال الاعمال و مركز المؤتمرات والجناح الاداري
والفندق وغيرها من المرافق. وآخر المؤتمرات التي عقدت على ارض المطار كان
مؤتمر الطاقة الذي شاركت في اعماله 85 شركة عالمية متخصصة في قطاع النفط
والغا ز.
وبرغم ان ارض المطارهي ارض عرااقية فانها تقع في أطراف بغداد وكنا نأمل ان يتم
نقل الفعاليات الاقتصادية والسياسية الى مركزالعاصمة الذي يموج بحركة الناس
والحياة الاقتصادية النشطة خصوصا بعد مرور اكثر من اربع سنوات منذ التغيير الكبير
في نيسان 2003 وهي مدة كافية لتحقيق الامن والاستقرار الذي يفترض اننا تجاوزناه
منذ وقت مبكر لا ان يحاولون تحجيم موضوع العلاقات مع الدول خصوصا الاقتصادية والسياسية ليقتصر على بقعة معزولة من اطراف بغداد لتكون بديلا عن المنطقة الخضر اء التي كانت تشعر المواطن بعزلته وغربته في بلده! وبخاصة مع العجز الواضح في نقل
تجربة المنطقة الخضراءالى المناطق الاخرى التي ظلت صفراء او حمراء او سوداء
ولعل الجهات المسؤولة تسوق اعذارا فًيما يتعلق بمكان عقد المؤتمرات ومنها امتناع
بعض الشركات عن الابتعاد في لقاءاتها اكثر من ارض المطارغير ان ذلك لا يسوغ ان
يكون عقد جميع اللقاءات مقصورا عًلى ا لمطار بل يجب إنشاء وتأهيل اماكن بديلة
يمكن من خلالها استقبال ممثلي الشركات والمؤسسات المستعدة للعمل في قلب
العاصفة! إذ ان ذلك الامر يعطي دفعا ً معنويا لًلمواطن ويمنحه الاحساس بتحمل
الحكومة لمسؤولياتها الوطنية وانها لن تتركه في ظل شوارع خاوية غيرمعبدة تنتشر
فيها الأوحال والازبال وفي ظل مقاولات بائسة تكثر فيها السرقات والرشاوى فيظل
المواطن يعيش تحت مطرقة الازمات ويعاني تبعاتها النفسية خصوصا وًهو يرنو الى المنطقة الخضراء ومنطقة المطار التي لم نعرف لونها لحد الآن وهو يرى الاعمار
يجري في تلك المناطق بكفاءة في حين تعاني مناطقه ومساكنه من الاهمال المتواصل.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟