أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منذر الفضل - الاسلام السياسي - نمط التفكير واسلوب التكفير















المزيد.....



الاسلام السياسي - نمط التفكير واسلوب التكفير


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 496 - 2003 / 5 / 23 - 03:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[email protected]

يراد بالاسلام معنى السلام وهو اسم من اسماء اللة الحسنى لسلامته تعالى من النقص والعيب  و يراد به ايضا الامن والطمأنينة والصلح  اي انه دين للمحبة والتسامح ويهدف الى اسعاد الانسان  , أما الحرب والخوف فهما نقيضان للسلام  وكلاهما  لا يجتمعان , والدين هو غذاء للروح وليس سورا يعزل الانسان بعيدا عن رياح التغيير والحضارة والعلوم , وقد كان للدين الاسلامي دور كبير في اذكاء روح المقاومة ضد المحتل في العديد من البلدان لنيل الحرية والاستقلال  وكان دافعا  للاستبسال في المقاومة للحصول على الحق من الباطل ومن ذلك مثلا دوره في قيام ثورة الجزائر ومقاومة الاحتلال الفرنسي الذي دام 132 عاما , وتاثير فتوى رجال الدين الشيعة لتفجير ثورة 1920 في العراق ضد المحتلين الانجليز و كذلك مقاومة الاحزاب الاسلامية مثل حزب الدعوة والمجلس الاسلامي والشخصيات الاسلامية من المراجع العلمية الاخرى وغيرهم  ضد  الظلم والطغيان في نظام صدام منذ عام 1971 وحتى الان .

ان  الكثير من المثقفين المسلمين وغير المسلمين يتحرج من الخوض في مناقشة القضايا الدينية لحساسيتها ومساسها بمشاعر ومعتقدات الناس وللخوف من ردود الفعل غير المحدودة ضد من يناقش او يحاور مواضيع تخص الاسلام عموما و تفسير النصوص في القرأن الكريم والاحاديث النبوية و بيان ادلة الاحكام الشرعية الاخرى بشكل خاص  فالى  وقت ليس ببعيد ظلت هكذا امور من المحرمات او ما يسمى ضمن منطقة  (( التابو Tabu  )).وهذا ما دفع عدد من انظمة الحكم العربية والاسلامية الى اتهام من يحاول نظم القصائد الشعرية او مناقشة الافكار الدينية بتهمة ازدراء الاديان او التكفير ومنع نشر هذه الافكار او القصائد او الاراء وهو ما حصل ويحصل مع الكثير من الكتاب والشعراء والباحثين والمثقفين والاكاديمين الذين تركوا اوطانهم او تعرضوا للاضطهاد فيها .

وعلى اية حال فنحن هنا اليوم لسنا بصدد نقد الاسلام او اية ديانة اخرى  اذ اننا نحترم كل الديانات والمذاهب والمعتقدات  ونعترف  بخيارات الناس مادامت هذه الخيارات موافقة للقانون , ونقدر ان قضية الاعتقاد بدين او مذهب  معين هي من قيم البشر التي لا يجوز التعرض لها او المس بها  الا اننا نشير هنا الى بعض التنظيمات السياسية المتشبعة بالعنف والنهج الارهابي و التي ترتدي ثوب الاسلام وصولا الى الاغراض السياسية ومنها حركة طالبان وتنظيم القاعدة و جماعة جند الاسلام التي انضم اتباعها الى جماعة  انصار الاسلام في كردستان العراق  ومن هم على شاكلتهم ممن يفسرون الاسلام حسب مقاساتهم المتخلفة ووفقا لنمط تفكيرهم المتحجر الذي ينم عن جهل بقيم التسامح والمحبة في الرسالات الدينية  , وشتان بين منهج سياسي يتحصن بدرع الدين ويسعى باسمه للوثوب الى السلطة وتحقيق الولاية الشاملة والاغراض السياسية وبين قيم رسالية ايمانية غايتها نشر المحبة والسلم بين نفوس الناس .

 

واذا عدنا قليلا الى الوراء نجد ان (  المعتزلة ) لعبوا دورا فلسفيا كبيرا في نقد الفكر الديني عموما من الناحية الفلسفية وكذلك مافعلة جماعة ( اخوان الصفا) وذلك لفك الطوق عن الجمود الفكري ومقاومة التعصب والتطرف الديني في الفترة الماضية  وكذلك نهض بهذا الدور عدد من المفكرين والمثقفين  في العصر الحديث ومن ذلك مثلا الاديب طة حسين في كتابة ( الشعر الجاهلي ) والشيخ على عبد الرازق والذي شغل منصب شيخ الازهر سابقا في مؤلفاته القيمة العديده (وتعرض على إثر ذلك إلى سحب شهادته العلمية وفصله من الوظيفة وتعرض لمحكمة تفتيش، وكانت كتبة جزءاً من معركة سياسية) وخالد محمد خالد و غيرهم كثيرون , مثل فرج فودة ونصر حامد ابو زيد ومهدي عامل ونجيب محفوظ وحسين مروة ونوال السعداوي..الذين يحترمهم التاريخ على العكس من الاشخاص الذين ظلوا خارج حركة  قوانين المجتمع  وفي حدود الاسوار متحجرين يتهمون كل من يسعى للتنوير بنعوت تدل على جهلهم في الاسلام وثقافتهم الضيقة في قيمة ودور الرسالة السماوية في المجتمع  .

 

و على الرغم من التطورات الكبيرة في مختلف العلوم والمعارف التي وجدت من اجل الانسان , الا  انه مع ذلك برزت ظواهر تؤدي الى عكس الاتجاه ومنها  ظاهرة الاسلام السياسي في العصر الحديث حيث يتخذ من الاسلام  درعا لطرح فكرا متعصبا لا يعرف التسامح ولا العقل المنفتح ولا الاعتراف بالاخر وصار اتباعه يلجأون الى طرق  الذبح واستخدام السكين والبندقية والفؤس  والتمثيل بالجثث والاسلحة الفتاكة كأسلوب  للحوار مع الاخر بدلا من زرع بذور الخير والمحبة والكلمة التي توحد الناس من خلال  الحوار الحضاري – الجدلي الفكري الذي يقوم على الحجة بالحجة والدليل بالدليل  .

 

فالوهابية مثلا تؤمن بأن :(( الفكر والكفر واحد .... وهما من ذات الحروف ..فلاتفكروا لكي لا تكفروا )) بهذا القول يدعوا محمد بن عبد الوهاب مرشد ومؤسس الفكر الوهابي الناس  والذي اعتمدته تنظيمات القاعدة وحركة طالبان وجند الاسلام و انصار الاسلام منهجا لها, وهو دليل على التحجر الفكري والتعصب الخطير , فالجهل – كما تعلمون – حبل يلتف على عنق صاحبه والجاهل عدو نفسه , والحركات السياسية  التي تسترشد بهذه الاراء و بمثل هذا النمط من التفكير لا تقبل اي نقد او اصلاح فكري لانها تعتقد انها تملك الحقيقة المطلقة . ..وما عداها كافر !

 

لذلك لابد من القاء المزيد من الاضواء على هذه الظاهرة الخطيرة لانها من المواضيع المهمة والحيوية التي لم يجرؤ الا القليل  في الحديث عنها لما يتميز  به هذا الحوار من خصوصية وحساسية وربما سوء فهم من الاخر ليصل الى حد  القمع وهدر الدم  و التكفير , فقد برزت قضية تسيس الاسلام في العصر الحديث من بعض الاحزاب والحركات السياسية واتخذت من الاسلام منهاجا ودليل عمل لها للوصول الى الحكم لتكون لها ولاية دينية وولاية سياسية  باشاعة الرعب  و الخوف بوسائل شتى  وهو جوهر العمل الارهابي الذي يعد فعلا جرميا عمديا  .

 

ولقد اصبحت مشكلات التطرف والارهاب من القضايا المهمة والخطيرة على مختلف المجالات , تزعزع الامن الوطني وتهدد الامن والسلم الدوليين , لاسيما في منطقة الشرق الاوسط , حيث ما تزال تبذل العديد من الجهود اقليميا ودوليا لمكافحة ظاهرة الاضطراب السياسي واعمال العنف والتعصب , لذلك لابد من تحديد بعض المصطلحات وتمييزها عن بعضها البعض قبل ان ندخل في بيان البعض من مشكلات ومخاطر الارهاب, اذ من المعلوم ان هناك فرقا بين الانغلاق الاعمى لرأي او فكرة معينة اي الجمود الفكري وعدم الاعتراف بالرأي الاخر وبين التطرف اي المغالاة  في الاراء او المواقف ثم الارهاب الذي قد يمارس من فرد او جماعة او من الدولة والذي يسمى بـ ارهاب الدولة , وهو ما سنبينه على النحو التالي مشيرين الى بعض النتائج العامة في مكافحة التعصب والتطرف والارهاب :

 

مفهوم التعصب ؟

التعصب في اللغة عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناء على ميل الى جهة او طرف او جماعة او مذهب او فكر سياسي او طائفة. والتعصب من العصبية وهي ارتباط الشخص بفكر او جماعة والجد في نصرتها والانغلاق على مبادئها. ويطلق على الشخص بـ المتعصب Fanatical. وهذا التعصب قد يكون تعصبا دينيا او مذهبيا او سياسيا او طائفيا او عنصريا وهو سلوك خطير قد ينحدر نحو الاسوء ثم يؤدي الى التطرف والهلاك والخراب بسبب التشدد وعدم الانفتاح وعدم التسامح ايا كان نوع التعصب ومهما كان شكله او مصدره. ولعل اخطر اشكال التعصب هو التعصب القومي والتعصب الديني حيث تمارسهما بعض الجماعات او الانظمة الدكتاتورية او تحرض عليهما او تشجعهما خلافا للقوانين وللالتزامات الدولية وللديانات السماوية والقيم الانسانية النبيلة القائمة على المحبة والتسامح والاعتراف بحقوق الانسان واحترام التعددية القومية والتعددية السياسية والتعددية المذهبية والتعددية الدينية. ولا يمكن ان نتصور وجود مجتمع انساني مستقر وامن ويعيش الناس في ظله بأمان وبسلام مع وجود التعصب الذي يرفض الحق الثابت والموجود ويصادر الفكر الاخر او القومية الاخرى او يحظر حرية العبادة او لا يعترف بوجود الطرف الاخر.

مفهوم التطرف ؟

التطرف هو الشدة او الافراط في شيء او في موقف معين وهو اقصى الاتجاه او النهاية والطرف او هو الحد الاقصى , وحين يقال اجراء متطرف يعني ذلك الاجراء الذي يكون الى ابعد حد , وهو الغلو وحين يبالغ شخص ما في فكرة او في موقف معين دون تسامح او مرونة يقال عنه شخص متطرف في موقفه او معتقده او مذهبه السياسي او الديني او القومي , والمتطرف في اللغة من تجاوز حد الاعتدال.

 والتطرف معروف في العديد من دول العالم في القضايا الدينية والسياسية والمذهبية والفكرية والقومية وغيرها. وهذا التطرف ناتج عن الانفعال وهو اجراء يائس من شخص او جماعة ضد طرف اخر. فاذا اقترن التطرف بالعنف والاعمال الفعلية  الاجرامية التي تفزع الناس وتهدد الامن والاشخاص المدنيين وتقلق امن المجتمع اصبحت من الاعمال الارهابية لان التطرف اصبح يثير الفزع والخوف والرعب وهو اقصى درجات اليأس والقسوة المدمرة. لذلك فان التطرف هو المغالاة السياسية او الدينية او المذهبية او الفكرية وهو اسلوب خطير ومدمر للفرد وللجماعة ولكيان المجتمع والدولة لابد من مقاومته بطرق واشكال متعددة ايا كان الطرف القائم به بتفعيل دور القانون.

مفهوم الارهاب ؟

الارهاب من الرهبة اي الخوف او هو التخويف واشاعة عدم الاطمئنان وبث الرعب والفزع  Terrorوغايته ايجاد عدم الاستقرار بين الناس في المجتمع لتحقيق اهداف معينة , فالارهاب هو العنف المخيف ويقال في اللغة الراهبة اي الحالة التي تفزع , كما ان العنف الذي يمارس ضد الانسان وحقوقه الاساسية هو الارهاب ايا كان مصدره او القائم به. ويقال عن الرهيب والمرهوب هو ما يخاف منه من عمل او فعل يثير الخوف اي الرعب Fright

اما عن تعريف الارهاب   The definition of terrorism فيمكن وصفه على انه العنف السياسي اي الرعب والخوف الذي تقوم به جماعة او افراد او شخص او دولة او منظمة لتحقيق اغراض او اهداف معينة من وراء ذلك. وهو ظاهرة من ظواهر الاضطراب السياسي في العصر الحديث.

 

القانون الوضعي والقانون الالهي ؟ وهل هناك تعارض بينها ؟

ان ادلة الاحكام الشرعية في المذاهب الفقيه الاسلامية وهي :

1-                 القرأن وهناك مدارس متعدده في التفسير منها مدرسة حرفية النص ومدرسة التفسير المتطور للنصوص , والقرأن من مصادر القاعدة القانونية في كثير من البلدان الاسلامية سواء بصورة مباشرة ام غير مباشرة .

2-                 السنة النبوية ولكن اية سنة نعتمد عليها ؟ فهناك كثير من الاحاديث مشكوك فيها او ضعيفة وهناك تفسير حرفي لها ..وهذه السنة ( قولية او فعلية او تقريرية ) وهي من مصادر القاعدة القانونية للعديد من القوانين في كثير من البلدان الاسلامية .

3-                 الاجماع اي اجماع الصحابة فيما لا نص فية على امر معين

4-                 الاستحسان او القياس او المصالح المرسلة عند السنة ( أودليل العقل عند الشيعة ) كدليل رابع من ادلة الاحكام الشرعية التي تبث روح التطور لمواكبة المستجدات وايجاد الحلول للمشكلات الانسانية مثل ايجاد حكم شرعي للاستنساخ البشري وغرس الاعضاء البشرية ومواكبة تطورات الحياة الاخرى  .

ونعتقد هنا ان باب الاجتهاد  والتفكير مازال مفتوحا وان دليل العقل لغرض استنباط الاحكام الشرعية يمكن اعمالة لمجاراة تطورات الحياة وتوظيف الدين لخدمة الانسان .وان تفاهم الاديان من خلال الحوار الحضاري يعد اساسا لنشر السلام بين الناس كما ان اهل الكتاب من اليهود والنصارى وغيرهم من اصحاب المذاهب والديانات  ليسوا كفارا كما يزعم الارهابيون ألم يهاجر المسلمون الى الحبشة وهو بلد مسيحي لان الرسول محمد قال ان فيها ملكا لا يظلم فيها احد

الارهاب وتسيس الاسلام في كوردستان العراق:

ارتبط ظهور الإسلام السياسي في كوردستان ، بانتصار الثورة الإيرانية في إيران عام 1979  واندلاع الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980 –1988 ، حيث تم تشكيل الحركة الإسلامية في كردستان العراق بعد سنوات من الحرب. وكانت ارتباطات الحركة ومنذ بداية نشوئها بإيران واضحة، إلا أن هذا لا يعني أن أسباب نشوء الظاهرة تعود إلى العامل الخارجي فقط، بل إن هناك عوامل داخلية في كوردستان  هيأت الأرضية المناسبة لنشوء ظاهرة الاسلام السياسي في المنطقة  وتحويلها إلى حركة سياسية منظمة في الوقت الحاضر.

و في الحقيقة لم تشهد منطقة كوردستان ولا العراق كله اي عمليات ارهابية ترتكب باسم الاسلام على النحو الذي نراه اونقرأ ونسمع عنة الان ومنذ فترة في كوردستان العراق , وما يطرح من خطاب سياسي – باسم الاسلام تفوح منه رائحة الوهابية والتطرف المقترن بالعمل الارهابي والجرائم الخطيرة في المجتمع  واخص القول جماعة ما يسمى بجند الاسلام التي تحول اتباعها ال جماعة انصار الاسلام وهم في حقيقة الامر جند للشيطان هدفهم زعزعة الاستقرار والامن والسلام في ربوع المنطقة وارتكاب سلسلة من الجرائم بطرق وحشية  بعد طول سنوات الحروب والمعارك الضروس التي شهدتها المنطقة .

وهذه الاعمال الاجرامية التي ترتكبها الجماعات باسم الاسلام من قتل وتدمير واغتيالات ومحاولة زعزعة الاستقرار في المجتمع  يقف من ورائها الاطراف التي لاتريد لربوع كردستان السلام والامن والحرية . ولعل من اخطر الاعمال الاجرامية التي قامت بها هذه الجماعات الشيطانية العديد من عمليات التفجير في مناطق متعددة وكذلك اعتيال شخصيات كوردية و محاولة اغتيال الاستاذ الدكتور برهم صالح مما دفع بقيادة الحزبين البارتي والاتحاد الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمكافحة هذا السرطان الجديد تنفيذا للواجبات والمسؤوليات المناطة بهذه القيادة تجاة شعبها .

ان هذه الجماعات تقوم بفرض الحجاب على النساء والاطفال بالقوة وبالمغريات ومن خلال عاملي الترغيب والترهيب وكذلك من خلال بث الرعب في نفوس المواطنين الابرياء بالقيام في التمثيل بالجثث بعد قتلها زرعا للرعب في النفوس وهو امر محرم شرعا حيث قال الرسول محمد   ( لا تمثلوا حتى بالكلب ) فكيف يتم التمثيل بالقتيل ؟ ولماذا يقتل ؟ ولاي يهدف ؟ وهل يجوز نشر الفكر السياسي- الارهابي  بالقوة وباسم الدين  ؟

ان هذه  الاعمال تدخل في نطاق مفهوم الجرائم الدولية وان القائم بهذه الاعمال ينطبق علية وصف المجرم الدولي بسبب اقترافة للجرائم الارهابية ومن احكام هذه الجريمة هي مايلي:

1.                             الجريمة عادية وعمدية

2.     المجرم يحاسب عن جريمته مهما طال الزمن لانها لا تسقط بمرور الزمان او بالتقادم

3.     لا يمنح المجرم حق الحماية واللجوء اذا فر الى اي بلد اخر

4.     لا يعفى الفاعل من العقاب حتى ولو تذرع انه ينفذ الاوامر العليا من الامير للجماعة او من مسؤول اعلى منه ايا كانت المسؤولية او المنصب.

 

ان بروز هذه الظاهرة الاجرامية الخطيرة تحت يافطة الاسلام ,والاسلام منها براء , هي جديدة على كوردستان التي لا يعرف اهلها الا التسامح والمحبة والسلام  والعيش الامن غير ان من يغذيها هو نظام صدام اولا وبعض الاطراف الاقليمية التي لا تريد استقرار المنطقة وبخاصة  بعد زوال حكم الطاغية عن المناطق المحررة منذ عام 1991 وان هذه الظاهرة السياسية الملفتة للانتباه والتي تسئ للاسلام برزت بصورة واضحة بعد هروب تنظيمات القاعدة للمجرم بن لادن وشياطين طالبان من اعشاشهم الى جحور اخرى يزرعون المخدرات ويقتاتون على السحت الحرام .اما عن برنامجهم  فهو يقوم على : (القرآن، البندقية، الخنجر، راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله)  وهي تمثل ادعائهم في (فرض حكم الله على الأرض) غاياته سياسة واسلوبة ديني . وهذه الجماعات تكفر دعاة الديمقراطية لانها تتعرض – في نظرهم – مع الايمان بالله وشريعته  وتلغي اي دور للمرأة في شؤون الحياة .

 

ولهذا على كل عراقي منصف ومحب لوطنة ان يقاوم هذه الجماعات بكل الوسائل والطرق ونبارك خطوات القيادة الكوردية في وضع غرفة عمليات لمكافحة اعشاش هذه البؤر الاجرامية من اجل تامين الاستقرار لمنطقة شهدت الحروب والقتال لسنوات طوال ومن حق الشغب الكوردي وجميع العراقيين العيش بطمأنينة  بعيدا عن الدكتاتورية الجديدة التي تمارس باسم الدين الاسلامي .

كما ان  هذه الجماعات هم من العرب المرتزقة الفارين ومن الكورد العاطلين ومن الافغان والايرانين ومن جنسيات مختلفة تريد ان تحقق اهدافها الاجرامية وتؤسس حكما باسم الاسلام على غرار امارة طالبان وشياطينها .فحركة جند الاسلام و جماعة انصار الاسلام وتنظيم القاعدة وطالبان ومن هم على شاكلتها  تهدر دم ( الشيعة ) لانهم يؤمنون بدور العقل كدليل رابع يستنبط منه الحكم الشرعي عند عدم وجود نص في القرأن او السنة النبوية او في الاجماع  لأن العقل يعني اعمال الفكر وفهم متعيرات الحياة وتطوراتها ويهدرون  دم  ( العلمانيون ) وجميع من يخالفهم او من يفكر بعقله بحرية وصولا للحقيقة لان الفكر والكفر واحد عندهم كما انهم ينادون صراحة  بقتال اليهود والنصاري من خلال الجهاد مما يجعل وجودهم خطورة كبيرة على مستقبل كوردستان والعراق والمنطقة .

بعض نماذج اسلوب التفكير والتكفير لهذه الجماعات الاهابية:

1.                  الذبح والتمثيل بالجثث

2.     غير المسلم كافر

3.     غير الوهابي كافر

4.     المرأة لا يحق لها ان تتعلم وفرض اقامتها في البيت فقط مع الحجاب

5.     غرس الفكر الدنين المتطرف والايمان بالعنف المفرط

6.     زرع المخدرات وتسويقها للحصول على المال وممارسة الاعمال الاجرامية

7.     تطبيق النصوص الحرفية للقرأن بمايخدم فكرهم السياسي .

8.     عدم التعامل مع غير المسلم او حتى اكل الطعام الذي يبيعه لانه اعد من نصراني او من كافر كما يسمونه .

9.     حرمان المرأة من التعليم والعمل وتحريم توليها القضاء وكل اشكال الوظائف

10. تنفيذ العقوبات التي وردت في القرأن بحذافيرها مثل قطع اليد عند السرقة ورمي الانسان المحصن بالحجارة حتى الموت عند ارتكاب الزنا وتنفيذ عقوبة الجلد على غير المحصن عند ارتكابة للزنا كما يفهمون .

11. ترويج سياسة العنف ومن خلال التحريض الدائم على القتال وما يطلقون علية من عبارة (( الجهاد لقتال الكفار )) بحجة ان الجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة ضد الكفر علما ان مفهوم الكفر هو ما يحددة تفكيرهم وثقافتهم الشيطانية وسلفيتهم.

12- تكفير الشيعة على اساس انهم رافضة وتحليل قتلهم وسلب اموالهم .

13 - انهم يقررون مقدار التعويض عن الضرر الذي يصيب  المرأة ما يسمى بالدية ومقدارها نصف دية الرجل اي تعويضها او ورثتها نصف مقدار تعويض الرجل ومنع سفرها بمفردها مطلقا الا مع محرم لانها حرمة والحرمة من الحريم او الحرام والحرام يعني نقيض الحلال .

14- اعتبار ان النساء للمتعة فقط ولهذا يوجبون تعدد الزوجات ويكثرون من الخليلات والمحضيات مع توفير اساس شرعي لامير الجماعة في ان يحضى بما يريد من النساء للاستمتاع  .

15- هدر دم المخالف لهذه السياسة او النهج السلفي وبخاصة من يعارضها من العلمانين

ومن الطبيعي ان ليست كل الاحزاب والحركات الاسلامية هي على ذات الشاكلة وانما هذه فئة محصورة وضيقة ومعروفة الاهداف  وهي مجموعات  ظالة باغية , ونؤكد هنا احترامنا للحركة الاسلامية في نضالها ضد الدكتاتورية ومنها المجلس الاسلامي الاعلى و حزب الدعوة و منظمة العمل الاسلامي وللرموز الاسلامية المجاهدة مثل الصدر الاول والثاني والبدري وغيرهم من الشهداء  .

 

نماذج من الاعمال الارهابية لبعض الجماعات الاسلامية :

1.                             جرائم تفجيرات السفارة الامريكية في نيروبي عام 1998

2.      جريمة تفجير مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية في 11 ايلول 2001

3.     جرائم تفجيرات في مترو ميلانو وفي صقلية عام 2002

ان جرائم القتل الوحشية والذبح  من جند الاسلام وجماعة  انصار الاسلام في كوردستان جريمة خطيرة واساءه للاسلام من الفكر الوهابي ومن مؤيدية.ولهذا فان الفتاوى من امراء الجماعات الاصولية المتطرفة في جواز القتل والتمثيل بالجثث هي باطلة وحرام شرعا وباطلة قانونا .

 وهذه الجماعات تخالف حتى وصايا الرسول محمد فلقد كان النبي (ص) يوصي جنوده، بالطفل وبالمرأة ، وبالشيوخ من كبار السن وبالحلقات الضعيفة الاخرى في المجتمع  ، وبالمريض وبأصحاب الصوامع من أهل الاديان الاخرى، واوصى بان لا يقطعوا زرعاً ، ولا يحرقوا متاعاً  ولا يقتلوا طفلا ولا شيخا او امرأه ،قائلا لهم بأنكم إمة الرحمة في الارض ، وأمة العدل الآلهي فحرم قتل الاسير و التمثيل بالجثث .وهو اكبر دليل على رفض واضح لثقافة العنف والالتزام بقواعد الامن ونشر السلام .

ان قواعد القانون الدولي تدين اي عمل يستهدف المدنيين وتعتبره من الاعمال الارهابية ايا كانت العقيدة التي يتبناها الفاعل ويعد الشخص القائم بالعمل الارهابي مجرما دوليا لا تسقط جريمته بالتقادم . ولغرض فصل الدين عن السياسة و تجنب تسخير الاسلام كدين وجد من اجل الانسان وسعادته وتامين الحياة المطمئنة له , شأنة شأن الاديان الاخرى , نرى ان من الاهمية بمكان ان يصار الى تكثيف الحوار بين الاديان الذي لابد ان يقود الى التسامح وزرع قيم المحبة والفضيلة والخير بين الناس في المجتمع والى نبذ العنف  فالاديان جاءت لمصلحة الانسان ومن اجلة لنشر السلام بين الناس وندعم جهود تقديم المجرمين الى العدالة فالتعددية  الدينية ضرورة و حق الاختلاف ناتج عن مبدأ يقره الاسلام وهي حرية الانسان في اختياره ومسؤوليتة عن ذلك ولا اكراه في الدين .
 



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهدار الحريات الأكاديمية و هجرة العقول العراقية
- أوضاع حقوق الانسان واللاجئين العراقيين في ضوء أحكام القانون ...
- الحوار الكوردي – العربي اساس للتسامح والتعايش بين القوميات ا ...
- تزييف التاريخ والحقائق لمصلحة من ؟
- مقترح مسودة مشروع الدستور الدائم للدولة الفيدرالية العراقية
- تشريعات القسوة ضد المرأة والحماية القانونية في المجتمع المدن ...
- انتهاكات حقوق المرأة في العراق
- الصيغة الفيدرالية للحكم ضمان لوحدة الدولة العراقية - كردستان ...
- توعية العراقيين بحقوقهم الإنسانية طبقا للقانون الدولي
- مشكلات التطرف والارهاب الدولي


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منذر الفضل - الاسلام السياسي - نمط التفكير واسلوب التكفير