أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - لماذا لم يصدق المصريون؟؟














المزيد.....

لماذا لم يصدق المصريون؟؟


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 09:57
المحور: حقوق الانسان
    


الكثيرون من المصريين لم يصدقوا الرواية الرسمية التى أعلنتها وزارة الداخلية عن كيفية اكتشاف الجانى فى حادثة مقتل: هبة ونادين فى حى الندى بالشيخ زايد ، .. رغم أن الرواية الرسمية ـ فى هذه المرة على الأقل ـ كانت قوية ومنطقة ومتماسكة، ومعززة بالعديد من الشواهد والبراهين التى ترجح ( إلى حد يقرب من اليقين) أن المتهم هو مرتكب الجريمة بالفعل !!! ومع هذا، ورغم كل الشواهد والأدلة والبراهين المنشورة والمذاعة بالصوت والصورة فقد ظل الكثيرون من المصريين لا يصدقون أن القاتل هو مجرد حداد معوز تسلل إلى شقة القتيلتين بقصد السرقة، ثم تورط بعد ذلك إلى حد القتل!! ... مازال الكثيرون من المصريين متمسكين بتكذيبهم لما تقوله وزارة الداخلية !! (وهو ما يتضح من تعليقاتهم المنشورة فى الطبعات الإليكترونية لبعض الصحف اليومية )... لماذا لم يصدق المصريون الرواية الرسمية رغم وجاهتها ومنطقيتها؟ ولماذا ما زال بعضهم يتمسكون بسيناريوهات بديلة لا تستند إلى أى سند مقنع من الحقيقة والواقع ؟؟.... الجواب على هذا التساؤل...هو أن المصريين لا يصدقون الحكومة لأنهم أولا لم يتعودوا منها غير الكذب ، ولهذا السبب فإن من الطبيعى جدا أن يكذبوها كلما تكلمت حتى لو تصادف فى إحدى المرات أنها تقول الحقيقة !!! وثانيا لأن المصريين فى السنوات الأخيرة قد أصابهم قدر كبير من الملل : الملل من نفس الوجوه ومن نفس الأحوال التى لا تتغير إلا إلى الأسوأ ، وفى ظال حالة الملل تلك فإن المصريين يحتاجون إلى قدر من الإثارة التى خيل إليهم أنهم قد عثروا عليها بالفعل عندما أعلن عن مقتل فتاتين فى شقة فاخرة بمدينة راقية ، وعندما روجت بعض وسائل الإعلام لأن الفتاتين ربما كانت لهما علاقاتهما العاطفية بعلية القوم وأن الجريمة ربما كان وراءها ـ كما فى حالة قاتل المطربة اللبنانية ـ دافع الإنتقام ... أغلب الظن أن الكثيرين من المصريين كانوا يمنون أنفسهم بفصول قادمة ومكثفة من الإثارة التى تفوق الأفلام الهندية والتركية والمكسيكية ،!!... أغلب الظن أنهم كانوا يشتهون أن يكون القاتل واحدا من مجموعة بعينها من قيادات الحزب الحاكم أو مأجورا من أحد تلك القيادات لكى يقوم بنحر الفتاتين وبهذا تكتمل عناصر الإثارة التقليدية: الجنس والفن والسياسة ، وبهذا أيضا ( وهذا سبب ثالث يضاف إلى السببين السابقين ) ..بهذا تكتمل عناصر الشماتة فى تلك القيادات التى لم يعد يحبها أحد ولم يعد يحترمها أحد ، لكنها رغم كل ما تحظى به من مشاعر الكراهية ما زالت باقية فى أماكنها جاثمة على صدور الناس الذين لم يعودوا يملكون سوى أن يتشفوا فيها كلما وقعت كارثة أو فاجعة أو فضيحة، وكانت لها صلة بها أو ضلع فيها . .. أغلب الظن أن الكثيرين كانوا يحلمون بأن تتحول دراما حى الندى إلى دراما أخرى تتفوق على دراما ذبيحة دبى ، لكن مشاعرهم وأحلامهم قد أحبطت عندما تبين لهم أن القاتل محض شاب لا يختلف كثيرا عن ملايين المصريين الذين هم فى سن العمل لكنهم لا يجدون فرصة للعيش حتى لو كان الواحد منهم صاحب حرفة ، شعر المصريون بالإحباط عندما تبين لهم أن القاتل ينتمى إليهم هم أنفسهم بأكثر مما ينتمى إلى قيادات الحزب الوطنى ، وأنه ينتمى إلى معاناتهم وآلامهم بأكثر مما ينتمى إلى فسادات الفاسدين من تلك القيادات ( وما أكثرها )... أحبطت أحلامهم عندما ذكرتهم الحقيقة المفزعة بما يحاولون أن يتناسوه ، وهو أنهم كتلة هائلة من البؤس والفقر الذى قد يدفع بالبعض منهم إلى الجريمة، وأنهم فى الوقت ذاته كتلة هائلة من العجز التى لم تعد تملك سوى أن تتشفى فى القيادات المفروضة عليها فرضا ، لهذا السبب فقد كان من الصعب عليهم أن يصدقوا ... وهذه هى على أية حال ، هذه هى الطبيعة البشرية التى تدفع بالإنسان فى كل مكان وزمان أن يصدق بسهولة ما يتسق مع أمنياته وأحلامه ، وأن يكذب ما يتصادم معها ، هذه هى حال الطبيعة البشرية التى تدفع المرء أن يصدق بسهولة ما له ، وأن لا يصدق بنفس القدر من السهولة ما عليه



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهب البق؟
- قرار العفو: الرابح والخاسر؟
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!
- فلنخسرها ..بشرف!
- البطارسة
- تحية إلى وليم نصار
- الترويج للطوارىء
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة


المزيد.....




- المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا ...
- شاهد.. مواقف الدول المرحبة بقرار اعتقال نتنياهو وغالانت
- لماذا لم تعقب الحكومات العربية على قرار اعتقال نتنياهو؟
- تظاهرات بفرنسا تدعو لتطبيق قرار اعتقال نتنياهو وغالانت
- صحيفتان بريطانيتان: قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نت ...
- كاميرا العالم توثّق الوضع الإنساني الصعب بدير البلح وسط غزة ...
- أول دولة أوروبية تدعو نتانياهو لزيارتها بعد مذكرة الاعتقال م ...
- -اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- -نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما ...
- ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - لماذا لم يصدق المصريون؟؟