|
في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 10:08
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
عندنا، في الريف المتحضر، يقولون عن الفتى الفهلوي متعدد المواهب: مسبَّع الكارات..!؟ وهكذا كان حال الفريق المؤسس والمشرف على مؤسسة الحوار المتمدن وعلى رأسهم المسبَّع ـ ريزكار ـ هذا الموقع الذي تحلّ اليوم ذكرى تأسيسه ـ السابعة ـ مستمرٌ في التوسع بكِّيفية تستحق الإعجاب والثناء.! إن موقع ( الحوار المتمدن ) الذي كان سباقاً في توفير فرصة جادة لفعل حواري ديموقراطي متمدن بين الجمع المتنوع والمختلف، لا يزال بالرغم من كل المعيقات يواصل أداء الرسالة في الوقت الذي عجزت فيه المواقع الأخرى عن الاستمرار بنفس المصداقية وحرارة العطاء والجرأة اللا متناهية..!؟ وبالرغم مما تقدم قد يكون مفيداً لفت الانتباه إلى أن الطابع الإيديولوجي التنظيري الإنشائي الأصم ما زال يسم نتاجات كثيرة ظهرت في الآونة الأخيرة على صفحات الموقع الأمر الذي يبطئ من تقدم مسار الحوار بالصيغة المنشودة وهو أمر ربما يستدعي بعض الغربلة بما يخدم قضية مواصلة إدارة حوار علمي منتج يتلمسه ويتفاعل معه جمهور القراء وجلّهم بالطبع من المهتمين بالشأن العام..! ومن نافل القول: إن رواسب الأيديولوجيات الأصولية تغِّيب وتقلِّص من الحالة المنشودة إلى درجة كبيرة فنحن لا نزال نرى عدداً كبيراً من الكتّاب والمفكِّرين وبدلاً من محاولتهم إنتاج أفكار وأطروحات جديدة لتقديمها كمواد حوارية، يعيدون عرض مقولات وموضوعات إيديولوجية معروفة منذ زمن بعيد ومنها ما جرى اختباره على أرض الواقع في غير مكان..!؟ وقد ظهر ذلك واضحاً إبان الأزمة المالية العالمية الأخيرة حيث سارع الكثيرون إلى إعادة عرض بضاعتهم الأيديولوجية بنفس الطريقة الببغائية على وقع تفاعلات الأزمة حتى ظننا أن الرفيق ـ ماركس ـ نهض مزهواً من قبره للتو..! أما الأكثر إيذاء لقضية الحوار فهو السماح للبعض بتقريع، أو تخوين، أو تسفيه الآخر المختلف بله الحط من شأنه ومحاولة تصغيره الأمر الذي يعني أنه كبير الشأن..! ومكمن الإيذاء في مثل هذه المحاولات المسموح لها يتحدد بمدى التأثير السلبي على مبدأ الحوار من جهة..! وانكشاف حقيقة افتقاد هذا البعض من المرتكبين للكفاءة المفترض توفرها لإدارة حوارهم وردودهم بروحية متمدنة من جهة ثانية.! واليوم، وقد أصبح عمر هذا الموقع (( سبع سنوات )) طافحة بجهد استثنائي مبذول من أسرة طموحة قليلة العدة والعديد..! لا بد في هذه المناسبة من الوقوف باحترام وشكرها لما بذلته وما حققته من نجاحات ملموسة يدلل عليها حقيقة استقطاب الموقع لأكبر عدد من جمهرة القراء والمتابعين و( الحاجبين ) من عسس الأفندية في كذا بلد عربي.!؟ قد يكون مفيداً أيضاً أن نلفت انتباه هذه الأسرة المنتجة إلى ضرورة البحث عن آليات جديدة لتفعيل حوار مشروط بالتزام المعايير الأخلاقية بين كتاب الموقع حول مختلف القضايا الحيوية وعدم الاكتفاء بعرض المزيد من المواد و الملفات وهي مهمة وحيوية إذا لم يستثمرها البعض لإعادة ما كانوا قد أتحفوا القراء به من قبل...!؟ وقد يكون التدقيق فيما ينشر من مواد ـ وهي مسألة نقر بصعوبتها نظراً لكم الكتابات الكبير ـ أصبح ملحاً من حيث أن الكم كما هو معروف قد يكون على حساب الكيف..! وقد يكون أكثر أهمية الوقوف عند الكتابات التي تطرح الأسئلة من تلك التي تقذف أجوبة تنظيرية يجري تداولها وإعادة إنتاجها منذ عشرات السنين فالكتابات التي تطرح أسئلة أكثر مما تطرحه من أجوبة هي التي تؤسس للحوار. لقد كان موقع ( الحوار المتمدن ) وفياً لقضية الحرية حين احترم مسألة التنوع والاختلاف لكن، حتى اليوم، لم يستطع المتنوعون والمختلفون أنفسهم من الذين وفَّر لهم هذا المنبر فرصة ذهبية، إدارة حوارات، وسجالات ثرية ومنتجة فيما بينهم، وبما يعزز فعلياً ثقافة الحوار وإدارة الاختلاف بين الآراء المتنوعة والخلافية بروحية متحضرة بعيداً عن التحزب والولاء الأيديولوجي المسبق..! هذه الثقافة التي عمل على تشويهها ولا يزال إمبراطوريو الإعلام الأسروي السلطوي والمافيوي..!؟ بحيث بقي حال هذه الحوارات كحال الحوار العقيم الذي يديره سدنة الأديان السماوية فيما بينهم منذ فترة طويلة.! لقد ظهرت كتابات كثيرة وبخاصة منها الردود على كتابات أخرى دون مستوى الطموح نظراً لسطحيتها، أو انتهازيتها، أو فضائحيتها العدائية المسبقة..!؟، ومثل هذه الكتابات لا تتلاقى مع الأهداف المرتجاة من قبل القيِّمين على الموقع الأمر الذي كان يستدعي بعض الغربلة والتدقيق...!؟ ويكفي أسرة الموقع فخراً تلك الحملات التي نظَّمتها ولا تزال للدفاع عن المعتقلين والمضطهدين في كل مكان و بغض النظر عن الجنسية، والانتماء السياسي..! وكذلك الجهد المتواصل الذي بذلته للذود عن المرأة وقضاياها.! إن مهمة أسرة موقع ( الحوار المتمدن ) بما تملكه من إمكانات محدودة شاقة للغاية ذلك لأن ثقافة الحوار التي يعمل الموقع على تعميمها وتعزيزها تناقض ثقافة الإملاء التي تعتمد منهج الترهيب والترغيب والخداع والشراء والبيع والتلميع والتضليل وهو منهج تربوي متكامل اعتمدته أنظمة التسلط العربي بما تملكه من وسائل وإمكانات هائلة..! وتظهر فعالية هذا المنهج في مؤسساتها الإعلامية المختلفة ومثالها الأكثر بجاحةً وخبثاً ما كشفت عنه حقيقة القائمين على قناة الجزيرة القطرية التي استثمرت مسألة الحوار والرأي الأخر وغير ذلك من عناوين متمدنة كخديعة لتمرير رسالتها الهادفة لتأصيل وتعميم الفكر القرضاوي وثقافة ( التظليم ) التي وحدها تؤبد سلطة الأمراء والسلاطين كما جرى طيلة التاريخ الإسلامي، وهي أكدَّت ذلك في الأمس بتقديمها ريبورتاجاً مصوراً ومباشراً عن مديرها المسئول ـ وضاح خنفر ـ وهو يؤدي مناسك الحج التي لا يعي أن عرب ما قبل الإسلام هم الذين ابتدعوها...!؟ لقد تنبهت الأسر الإسلامية العربية المتوارثة التي تسلمت من الكولونياليات الغربية المنسحبة إدارة شؤون الحكم في البلدان التي تم رسم كياناتها الجغرافية على الخرائط والمصورات إلى أهمية وخطورة الإعلام بشكله الحديث وبخاصة من جهة تصنيع أو التحكم بالرأي العام، فسارعت إلى إقامة مؤسسات إعلامية مهنية كبيرة لتسِّوق ثقافتها الفقهية التسلطية المنتعشة دوماً من دفق الفتاوى وبما يصب في مجرى ديمومتها السياسية، فقامت هذه المؤسسات برعاية العديد من المؤتمرات والمهرجانات التي تستقطب من خلالها رموزاً بعينها تصلح لعملية التلميع والزخرفة المنشودة..! وقد صدرت عن تلك المؤسسات العديد من الصحف والمجلات انطلاقاً من العواصم الغربية لضمان الاستفادة من التقنيات الحديثة، وأقامت قنوات إخبارية فضائية متخصصة وعلى درجة كبيرة من المهنية لخدمة أجنداتها وتكريس هيمنتها المطلقة، وأضافت إليها قنوات دينية تلقينية عديدة لكي تتسع لجمهرة الدعاة، والفقهاء، والمشايخ المسترزقين على أبواب الأسر الحاكمة..! وقد عملت جميع هذه الوسائل بلا كلل على تقديم خطاب ثقافي، و إعلامي، وسياسي، يناسب عواطف الجمهور العربي المتدين بحيث يبقى أسير مدرسة طاعة أولي الأمر التي تربى فيها جيلاً بعد جيل..! وبهذه الصورة، تمكنت الأسر الحاكمة من تشويه، وحرف، وضبط، ثقافة الحوار التي حضرت بفعل ضغط سمة العصر أولاً، ومن ثم تغيِّيب العدد المحدود من العقلانيين الحداثيين والتنويريين على اختلافهم أو استقدام بعضهم من الذين يهوون الشهرة لشرشحتهم أمام الملأ من خلال الكمائن المعدة بإحكام بهدف تنفير الجمهور منهم وحرقهم إعلامياً لتبقى الساحة مرتعاً للعبيد المتخرجين من مدرسة الطاعة والذين يتوارثون عبوديتهم جيلاً بعد جيل، ولحراس تسلط أسيادهم بكل أشكالهم وتنويعاتهم...!؟ إنها بالفعل مهمة شاقة للغاية...!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبليس والعبيد...!؟
-
المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
-
معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
-
تهافت التهافت
-
كأس رعايا جلالته...!؟
-
هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
-
فتاوى مجانية...!؟
-
تحالف جماعات الاستثمار...!؟
-
أوباش بلا حدود...!؟
-
كليات التجهيل الشرعي...!؟
-
هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
-
الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
-
الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال...
...
-
في سياق الجدل العقيم...!؟
-
مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
-
ذيل الكلب...!؟
-
أمريكا في المرمى...!؟
-
لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟
-
فتيل جهنم لبنان......!؟
-
الميئوس منه.. أم المسكوت عنه...!؟
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
المزيد.....
|