حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 06:34
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
منذ أن دخل العراق بعد فترة السبعينات في دهاليز الحروب ، حيث اصابته فوضى التشضي الاجتماعي والاقتصادي مما أدى الى ان يكون بلدا طاردا لكفاءاته ، منذ ذلك الحين والانظمة القائمة على ادارته لا تتوانى في دعوة الكفاءات المهاجرة للعودة والمساهمة في بناء الوطن والتنعم بما فيه من خيرات ، وقد وقع الكثيرون ممن استهوتهم تلك الدعوات وخلال فترات متواصلة ضحية لعدم الوفاء بالوعود واصطدامهم بعوارض أغلبها مصطنعه وضعت امامهم عندما عادوا للوطن ، وكأن سلوكا للنشفي هو السبب لخلق كل تلك العراقيل وفصول الروتين أمام اعادتهم لوظائفهم ، وضاع الكثيرون في لجة ملحمة مأساوية من الأخذ والرد ليدفع بهم بين المؤسسات المختلفه دون وازع من رحمة او وازع من تقدير لدرجاتهم العلمية .
ان المأساة الحقيقية والتي تلف حياة الكفاءات العلمية العائدة للوطن أصبحت الان اكثر عمقا من ذي قبل ، حيث يواجه كل منهم اثناء مراجعاته اليومية عناصر طارئة على السلم الوظيفي لتقابله بكل استهجان وتدفع به ضمن ملعب مترامي الاطراف لا يبقي لديه أي شعور بالفخر كونه قد عاد الى الوطن وينتظر منه صدرا رحبا يدعوه للعطاء .. وأول معترك صعب يدخله صاحب الكفاءة هو عرضه على لجان لا أول لها ولا اخر تقصل بين قراراتها شهور وليست أيام .
ان قضية السيد عماد الاخرس والذي عرفناه كاتبا انتصر لوطنه ودافع عن العملية السياسية الجارية فيه ، وجند قلمه لخير الوطن ، هذه القضية تدعونا فعلا لاعتبار ان ذلك الحيف بحق اساتذتنا وكتابنا وعلمائنا العائدين الى البلاد يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل حملة الكفاءلت انفسهم والذين لا زالوا ينعمون برحمة المهجر قياسا الى ظلم ذوي القربى داخل وطنهم ، ولابد ان ترتفع أصوات الجميع لايقاظ الحس المسؤول لدا المعنيين في الحكومة العراقية بأن يلتفتوا الى وضع الاسس الكفيلة باحترام الذوات الكفوءة والعائدة للوطن ، والا فليس من داعي لاطلاق الوعود والدعوات الغير ملزمه .. ويصبح من المفيد بمكان ترك الناس وشأنهم والابقاء عليهم في حيز يوفر لهم الاحترام على الاقل ولا يسبب لهم الحرج .
ولا أدري ان كنت منصفا لو دعوت كل الكفاءات العراقية المهاجرة أن تعيد النظر باحاسيسها المزمنة بالحنين للوطن وان كانت تلك الاحاسيس تحمل من المشروعية الكثير ، اذ لا فائدة من أن يعودوا ليجدوا احلامهم تطفوا على برك من المياه الآسنة ، لا مكانة لهم ولا يشملهم تقدير واحترلم ومصيرهم معلق بين أيدي لا يحمل اصحابها غير عقول ليست كفوءه .
وفي الوقت الذي يعتصرني الالم فيه على ما بلغه الزميل عماد الاخرس من مصير وهو لا زال يعاني من الروتين المميت بعد عودته ملبيا نداء وطنه ، فانني أعلن تضامني معه وأدعو الجميع من كتاب الحوار المتمدن المنصفين للوقوف معه في محنته ، والدعوة من خلال ذلك الى ايجاد السبل الكفيلة بوضع القوانين المتعلقة برعاية الكفاءلت العراقية المهاجرة .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟